رسالة إلكترونية تنقذ حياة هذا الطفل

الملتقى العام

اعتقد الكثيرون أن هذا الطفل لن يعيش عقب تعرضه للدغة حية في نيبال.
فقد أخذه والداه للفحص لدى معالج محلي الذي وضع ضمادة ضاغطه على رجله بشكل محكم للغاية جعلها تصاب بغرغرينا.
وعندما رآه الأطباء لم يدركوا كيف يغيثونه، إذ بقيت الضمادة 25 يوما على الجرح ورجله تتدلى. وسلم الجميع بأنه سيموت.
لكن ما أنقذ حياته هو عزم لورد إنجليزي وعقيلته، وجمعيتهما الخيرية، وفريق من خيرة الجراحين في العالم.
فقد نصح بعض أشهر الجراحين في العالم بأن يتم بتر رجله في أسرع وقت لإنقاذ حياته. وقد نجى الطفل، رغم كل الاعتقادات، وينتظر حاليا أن تركب له رجل اصطناعية.
فانطلاقا من منزلهما في مقاطعة كانتربري الإنجليزية، أقام اللورد واللايدي سوينفان نظاما إليكترونيا يربط بين المستشفيات في البلدان النامية بأحسن الجراحين في ميادينهم، عبر الرسائل الإلكترونية.
ونجح المشروع الخيري في ضمان استمرارية وجود من يستلم الرسائل الإستنجادية، والرد عليها في أي وقت ليلا نهارا، مهما كان الفارق الزمني بين مكان وآخر.
وباستعمال نظام خاص للرسائل الإلكترونية، يستطيع الأطباء في البلدان النامية، بعد تسجيلهم فيه، الاتصال بجمعية سوينفان تشاريتبل تراست الخيرية، للحصول على المساعدة في حالات مرضية خطيرة، مجانا.
ويستند النظام الإلكتروني، الذي تم بمساعدة خبراء من جامعة كوينزلند، إلى النظام التي يستعمله الجيش البريطاني لربط مستشفياته بالأطباء المختصين.
ويسهر اللورد والليدي سوينفان على أن يبقى النظام شغالا على مدار الساعة طوال السنة. وإن سافرا، يسافر النظام معهما، على جهاز الكمبيوتر المتنقل في حوزتهم، وإن ناما، يعوضهما موظفون من جامعة كوينزلند الاسترالية.
وتقول الليدي سوينفان: "نبدأ العمل على النظام منذ السابعة صباحا حتى موعد النوم. أحيانا، نحصل على طلبين، وأحيانا أخرى، على ستة استفسارات. لا يمكن معرفة عددها مسبقا. ولا يكن معرفه متى أو من أين تأتي".
وأضافت:" لكنه عمل يمدنا بالكثير من المتعة، وقد تعرفنا على أناس رائعين من البلدان النامية".
وقالت الليدي سوينفان:" كان هناك مريضا من العراق يعاني من جروح خطيرة بعد إطلاق النار عليه، كان شخص من مستشفى البصرة سمع عنا، فاتصل بنا عن طريق أحد زملائه في مستشفى أمراض النساء، الموصول بنا إلكترونيا، وطلب مساعدة من الأخصائيين في الجروح."
وأطردت:" أرسلنا الطلب إلى أربعة من المختصين المسجلين معنا. وبقوا على اتصال مع الطبيب العراقي الذي استطاع إطلاعهم على تطورات حالة الجريح يوما بوم. وقال لنا إن المريض في حالة أحسن الآن، ويستطيع تناول الطعام."
ومع أن معلومات كثير خاصة بالمرضى تصل إلى هذه الجمعية، وحتى صورا للمرضى أحيانا، إلا أن هويتهم لا يعرفها لا الساهرين عليها ولا الجراحين، مما يضمن وصول نفس الإغاثة الطبية إلى كل المرضى بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.
وأسس اللورد والليدي سوينفان هذا المشروع الخيري بعد انتهاء عملهما في مركز إعادة تأهيل المشلولين في داكا ببنجلاديش.
وتعمل حاليا جمعية سوينفان الخيرية في 18 بلدا، بما في ذلك، تيمور الشرقية، وسريلانكا، و أفغانستان وتمنح نصائح طبية مختصة في مجالات شتى، بما فيها طب الأسنان والأولاد والنساء والتوليد والتجميل، من أخصائيين يعملون في عشرة دول مختلفة.
ويعد آخر بلد ينضم إلى قائمة هذا النظام الإلكتروني هو العراق. فقد زار الزوجان سوينفان البلد في أعقاب اندلاع الحرب هناك، وأقاما اتصالات مع عيادة طبية واحدة و12 مستشفى حول العراق يستطيعون الآن الحصول على مساعدات طبية على موقعهم الإلكتروني.



الطفل النيبالي بانتظار أقدام صناعية الآن
0
335

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️