إشراق 55
إشراق 55
أخواتي الكريمات ..
شكراً لكم على مروركم للموضوع وجزاكم الله خيراً وجزا كاتبته خيراً وأحببت ان اضيف هذه الإضافة إليه .

.."..ولماذا تذاكر في رمضان ؟! "

في الحقيقة، لقد أعجبني مقال " كيف تذاكر في رمضان" جدًا لأنه يعالج بصورة تطبيقية كيفية مساعدة الطلاب والطالبات على الاستذكار في شهر رمضان .

ولكني كنت أود أن يتم إدخال مفهوم مهم جدًا في هذا الموضوع بالذات، وكثيرًا ما يغيب عن أذهاننا، بل غير معروف عند كثير من المسلمين -للأسف الشديد- ألا وهو : أن المذاكرة عبادة لله وطاعة لله، لأننا مستخلفون في الأرض بأمر من المولى عز وجل . فالله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان سدى، ولكنه خلقه ليعبده هو وحده؛ وذلك يتحقق من خلال مبدأ الخلافة، وتطبيق أحكام الله على الأرض التي نعيش عليها في كل المجالات.
والخلافة تتطلب الأخذ بالعلم والتكنولوجيا . إذ كيف نستطيع أن نكون خير أمة أخرجت للناس ليس لدينا تكنولوجيا (Know-how) العلوم الحديثة ؟!
إنني أرى في إبراز هذا المفهوم التشجيع الكافي لكل طالب على الإقبال على مذاكرته بجدية، ويتقين أن كل ثانية يذاكر فيها هي طاعة لله، وأنه سيؤجر عليها من المولى عز وجل. وبالتالي، يعلم الطالب أن التقصير في المذاكرة سيغضب الله قبل أن يُغضب الأبوين؛ لأن الله يحب الإتقان في العمل.
على الطالب قبل أن يبدأ مذاكرته ، أن يتوجه أولاً بنيته إلى الله سبحانه وتعالى. وعليه أن يوجه قلبه خالصًا لله، وأن يطلب الأجر من الله. عليه أن يعلم جيدًا أن توجيه نجاحه وتفوقه الدراسي لخدمة الإسلام ونفع المسلمين له ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، عليه أن يعلم أن توجيه علمه وعقله وفكره لنهضة أمته - خاصة في تلك الفترة التي نعيشها - عمل يساوي عند الله الكثير. وأخيرًا، عليه أن يعلم أن المذاكرة والانتفاع بالعلم وكذلك تنمية المواهب والقدرات إنما هي شكر على نعم الله التي أعطاها وحباها له ولم يعطها لغيره. فالعقل نعمة، والفهم نعمة، والذهاب إلى المدرسة ثم الجامعة نعمة، والقدرة على القراءة والكتابة نعمة. وشكر الله على هذه النعم لا يتم فقط بقول: "الحمد لله" باللسان والقلب؛ ولكن لا بد أن يعقبه استخدام هذه النعم في طاعة الله ونصرة دينه.
هذه المفاهيم مهمة جدًا ، لأن للأسف ثقافة المذاكرة عندنا مرتبطة فقط بالمعايير الأرضية: الدرجات، والجامعة، والمستقبل و … وتلك " الأهداف " كلها جميلة، ولكن ينبغي أن نعلم ونفهم أنها مجرد وسائل وليست " أهدافًا " كما يسميها الناس. إنما الغاية الكبرى هي عبادة الله وطاعته في كل شيء. فالدرجات والجامعة والمستقبل أشياء جميلة؛ ولكن الأجمل منها - بالتأكيد - أن توضع في إطار أخروي وفي هدف سام ليس بعده هدف.
ويعلم كل طالب أن كل ما يكابده في أثناء مذاكرته، فيصبر عليه إنما هو خير له. فليحتسب وليعلم أن الصبر ثوابه الجنة، وأن الله يوفي الصابرين أجرهم بدون حساب .
شيرين فهمي
ماجستير علوم سياسية-مصر