رأيته عابساً بوجهه .. كاشراً مقطباً .. هممت أن أكلمه فهبته .. كلما ازددت منه قرباً ازداد فلبي منه بعداً وكلما أردت أن أرفع شفة عن شفة لأحدثة ، رجعت لنفسي فتوقفت ولكن ..
أبت شفتاي اليوم ألا تكلما ــــ بأمر فما أدري لمن أنا قائل ؟
ثم جمعت قواي المتفرقة .. وثبت قدمي المرتجفتين .. فسألته :
من أنت ؟! فأجابني بصوت غليظ تظهر على نبراته الخشونة والإرتجاف .. قال : أنا ... ( وقبل أن يكمل ) قال : ولكن ماذا تريد مني ؟ فجمعت أنفاسي المتلاحقة .. وقلت له بصوت مبحوح : أريد أن تسمح عني هذا التناقض الـ ... فعجزت عن الكلام .. فقال : هوّن عليك أنا أعرفك جيداً .. فقلت : كيف ذلك وأنا لأول مرة أراك ..؟ فتبسم مستهزئاً ثم قال : أنت تعرفني وقد عايشتني وغيرك كثير ، قد اصطدتهم بمخالبي التي تراها .. فإن لم يكن لديك عمل وقعت في شراكي وغرقت في بحري العميق .. كما وقع كثير من الشباب والكهول من الرجال والنساء !! قلت : إذن أنت عدو لي ولغيري ، فقال : نعم .. نعم أنا عدو لك ولغيرك ، ومن العجب ألا تعرف عدوك . هلا عرفتني أيها الغبـ...؟! إنني الفراغ .. نعم الفراغ .. ماذا تقول : الفـ..الفراغ !!
ثم التحف بردته وهرول يسابق الريح إلى حيث ضحية أخرى .. أما أنا فتصلبت في مكاني مندهشاً .. ولم أنتبه إلى على صوت سيارة مرت بجانبي بسرعة كبيرة وشريط ( الغناء ) يصم الآذان .. فعلمت أن هذا الشاب قد ذهب ضحية لذلك الوحش الكاسر .. أعني شبح ( الفراغ ) !!
------------------
جراح المسلمين بكل أرض
تراق رخيصة وتضيع هدرا
وبالعصبية العمياء تعدو
ذئاب مارعت بالله قــدرا
وأنهار الدماء بغير ذنب
تراق رخيصة وتضيع هدرا
وصيحات الأرامل واليتامى
تقتق أكبدا وتذيب صخرا
تمت الفهرسة
رأيته عابساً بوجهه .. كاشراً مقطباً .. هممت أن أكلمه فهبته .. كلما ازددت منه قرباً ازداد فلبي منه...
خيالك واسع ولكن هناك شى من الحقيقة الفراغ والملل شى فظيع ويحتل مساحة من حياتنا
شكرا لكتاباتك ...
------------------
اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا..واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا..