عطر الزمن

عطر الزمن @aatr_alzmn

عضوة شرف في عالم حواء

الطفولة المبكرة ......................... بحث متكامل

الأمومة والطفل

m :

الحمدُ لله Y والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ أنبيائِه ، سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعيـــن.....

قال Qتعالى في كتابه العزيز] هُوَ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقِةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً..... (سورة غافر:آية67)
وقال U ] اللهُ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوة... (سورة الروم:آية5)
كما قال I ] وفَيِ أَنْفِسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونْ (سورة الذاريات:آية21)
وعن ابن مسعود t أن الرسول r قال : (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم تكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد)أخرجه البخاري.

إن عالم الطفولة عالم مغر، يدفعنا الفضول نحو أطرافه لنجد ذاتنا هناك ، يسحرنا وهج براءته حين نقترب من محيطه فلا نقدر أن نقاوم سحره، ولا نجد أنفسنا إلا فاتحين أشرعتنا للريح لنمخر عباب بحار عوالمه الفاتنة ، ولا يقف هذا السحر عند هذا الحد فقط ، بل يتركنا مشدودين إليه نحاول أن نفك أسرار هذا الساحر الفاتن المغري والمفعم بالنشاط والحركة والحيوية ، ألا وهو الطفل.

وقد قُسِّمَتْ مرحلة الطفولة إلى ثلاثة أقسام (المبكرة – الوسطى – المتأخرة) وسوف يتم التركيز في هذه الوريقات المتواضعة على أول هذه المراحل وأهمها وهي مرحلة الطفولة المبكرة Early Childhood ويطلق عليها البعض مرحلة ما قبل المدرسة ويمكن تسميتها أيضاً بعدة مسميات ، منها مرحلة الحضانة ، مرحلة رياض الأطفال ، ومرحلة الطفل الدارج (أبوحطب،1999م) وهي تبدأ بنهاية العام الثاني من حياة الطفل ، وتستمر حتى نهاية العام السادس.(أبو حطب،1999م).


وتعد مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة مهمة في حياة الطفل ، بل هي من أهم مراحل النمو في حياة الإنسان بصورة عامة ، حيث أن نموه فيها يكون سريعاً وبخاصة النمو العقلي ، وتشهد هذه المرحلة مجموعة من التغيرات التي تطرأ على الطفل ، وفيها ينمو وعي الطفل بالانفصال والاستقلالية بالتدريج، فلم يعد ذلك المخلوق الذي كان يحمل على الكتف ، أو يحبو، إذا أراد أن ينتقل من مكان إلى آخر، بل صار الطفل الآن قادراً على الوقوف على قدميه والتحرك بوساطتهما ما يجعله يعتمد كثيراً على التجوال هنا وهناك ، مستكشفاً ومنقباً في اهتمام واضح ، بل إنه يخاطر في تنقله أحياناً، والمخاطرة تفتح له آفاقـــاً جديــــدة للمعرفة ، ويستطيع هنا استيعاب
الظواهر الخارجية ، وفي هذه المرحلـة يتعرف إلى خواص الأشيـاء وعلاقتها ببعضها بعضاً.

أي أن الطفل ينجذب إلى الاتصال بالعالم المحيط ومكوناته لاستكشافه والتعرف إليه ، فهو في هذه المرحلة يكتسب معلوماته عن العالم الخارجي عن طريق حواسه ، وقد أثبتت البحوث أن الحواس تولد شعوراً باللذة عند الطفل أكبر مما تولده عند البالغ·

والطفل في هذه المرحلة يستخدم الأسئلة والاستفسارات الموجهة للمحيطين به لمعرفة المزيد عن العالم الخارجي ، حيث يكوِّن كل طفل لنفسه ما يُسمَّى ببنك المعلومات ، فاللحاء المخي في هذه الفترة يكون في غاية الحساسية ، وهذا يجعل من السهل تخزين المعلومات والخبرات ورموز الأشياء لاستخدامها في اكتساب الخبرات
في المستقبل وتفسيرها والتعامل معها·

وقد دلت بعض الدراسات الطولية التي أجريت على الأطفال أن عدداً من سمات الشخصية تتأسس وتستقر خلال هذه المرحلة وخصوصاً عند بلوغ الطفل عامه الخامس، بل وقد تستمر وتدوم وتبقى خلال فترة المراهقة والرشد(كونجر وآخرون،1996م)

ومن الملاحظ أن مرحلة الطفولة - بصفة عامة - حظيت باهتمام كبير من قبل علماء النفس والباحثين وخاصة من أصحاب نظريات الشخصية بسبب الاعتقاد الشائع بأن هذه المرحلة هي الأكثر أهمية في دورة حياة الإنسان وهي التي تحدد مسار النمو اللاحق ، إلا أن كثيراً من تلك الأفكار قد تبدلت ، وأصبح الاهتمام بالنمو في هذه المرحلة بسبب ما تمثله في النمو الكلي والمتكامل للإنسان.

كما يلاحظ اهتمام الكثير من الهيئات والجمعيات والمؤسسات سواء النظامية أو الخيرية بمرحلة الطفولة بصفة خاصة ، فقد عقدت الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية لقاءها السنوي الثاني عشر بالاشتراك مع وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية السعودية للطفولة خلال الفترة من: 26-28شعبان 1425هـ الموافق 10-12أكتوبر 2004م تحت عنوان: "الطفولة المبكرة: خصائصها واحتياجاتها" (المرجع 12).

وكان ذلك اللقاء عبارة عن ندوة هدفت إلى طرح ومناقشة أهم القضايا المعاصرة في مجال الطفولة المبكرة ، وطرح قضايا الطفولة في إطـــــار يستوعب المؤثـــرات
المحلية والإقليمية والعالمية ، وذلك من خلال محاور تشمـل جوانب مختلفـة في خصائص الأطفال واحتياجاتهم ، ورافق تلك الندوة إقامة ورش علمية وفعاليـــــات
مصاحبة للندوات الفكرية لتكون بمثابة تدريب وعرض تطبيقي لتجارب واقعية في مجال الطفولة ، وهدفت الندوة أيضاً إلى الخروج بتوصيات عملية على شكل برامج
قابلة للتنفيذ للعناية بمرحلة الطفولة المبكرة وكان من أهم أهداف تلك الندوة: تعزيز الوعي بخصائص واحتياجات مرحلة الطفولة المبكرة ، كما كان من أبرز محاورها خصائص واحتياجات الطفولة المبكرة (الأطفال العاديين وذوي الحاجات الخاصة)وشملت الخصائص (الحركية- المعرفية-الاجتماعية-الانفعالية والوجدانية-الفسيولوجية)
واعتبرت منظمة اليونيسيف أن رأس " المال البشرى " للأمة هو مخزونها من السكان الأصحاء، المتعلمين، الأكفاء، والمنتجين واعتبرته عاملاً رئيسياً في تقرير إمكانياتها من حيث النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية البشرية ، وتبدأ عملية تنمية رأس المال البشرى بتوفير أفضل بداية للحياة لكل طفل ، ليس مجرد البقاء على قيد الحياة ، وإنما تهيئة الظروف اللازمة لكل طفل لكي يزدهر ويحقق أقصى إمكاناته.(المرجع 15).
واعتبرت مرحلة الطفولة المبكرة أيضاً نافذة الفرص الأكثر حسما في التنمية البشرية لتأثيرها على الصحة والتعليم والسلوك مدى الحياة ، حيث تكمن أعلى المراحل الحيوية لتنمية القدرات العقلية في هذه المرحلة.
كما كان من بين أبرز توصيات المؤتمر الوطني للطفولة والشباب المنعقد في 2006م الاهتمام برعاية الطفولة المبكرة غذائياً ونفسياً واجتماعياً ، وصحياً وتربوياً ، وتعليمياً ، وتوفير خدمات الطفولة المبكرة للأسر الفقيرة.(المرجع 13).

وبما أن الآباء والأمهات يلعبون أدواراً أساسية وهامة في حياة أطفالهم ،وجب إعدادهم لضمان أفضل بداية ممكنة لأطفالهم ، فهم يحتاجون للدعم والمـــــــــــوارد اللازمة للقيام بواجبهم على أفضل وجه ، ولابد من إعدادهم بحيث يتمكنوا من الاستمرار في توفير أفضل تغذية ورعاية صحية ممكنة، وبحيث يكونوا أفضل قدوة إيجابية ، كذلك ينبغي على البرامج التعليمية الخاصة بفتـــــــــرة الطفولة المبكرة أن تشجع الآباء على لعب أدوار نشطة في تنشئة الأطفال.

كل ذلك مدعاة إلى الاهتمام بهذه المرحلة من مراحل نمو الأطفال...سائلين الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وهو العلي القدير......


أهمية دراسة سيكولوجية الطفولة
مما لا شك فيه إن دراسة أي مرحلة من مراحل العمر مهمة ومفيدة لدراسة المرحلة التي تليها وذلك لفهمها وتحقيق أفضل نمو من جميع النواحي .
ويمكن تلخيص أهمية دراسة سيكولوجية الطفولة بالنسبة للمتخصصين والباحثين(كونجر،1996م)في النقاط التالية :
1- فهم الطفل : حيث يستطيع الباحث من خلال دراسة النمو (النفسي والاجتماعي)للطفل أن يقف على ما هو عادي بالنسبة للطفل عند سن معينة ، وبالتالي يمكن له بعد ذلك أن يستفيد من هذه المعرفة في تقويم الأطفال ، وهل هذا الطفل يتقدم ويتحسن كما ينبغي أم هل هو متوسط أم دون المتوسط في هذه الناحية أو تلك (مثل متابعة الطفل في المشي....).
2- فهم سلوك الراشدين: إن دراسة سيكولوجية الطفولة تزود الباحثين بالأساس الذي لابد لهم منه لكي يفهموا سلوك الراشدين فهماً أكثر دقة ، ولكي يفهموا مشكلات الراشدين النفسية بعمق وتدبر عليهم أن يدرسوا تاريخ نموهم في المراحل المبكرة.
3- فهم المشكلات الاجتماعية : ذكر (كونجر وآخرون،1996م) أن المشكلات الاجتماعية الجوهرية وثيقة الصلة بتكوين شخصية الفرد والعوامل المحددة لها (ومثال ذلك ما دلت عليه الأبحاث بأن ما قد يشيع بين الأطفال والكبار من مشاعر العداوة للأقليات أمر يتعلمه الفرد من الآخرين في مرحلة الطفولة حيث استمد ذلك من سخط وكراهية الوالدين لتلك الأقليات).

وبالنسبة للمربين(زهران،2005م) :
1-تساعدهم في معرفة خصائص الأطفال والمراهقين والعوامل التــــي تؤثر على سلوكياتهم وطرق توافقهم وهذا يفيدهم في بناء المناهج وطرق التدريس والوسائل
التعليمية.
2- تؤدي إلى فهم النمو العقلي والعمليــــات العقلية العليا وبالتـــالي تساعـــد على الوصول إلى أفـضــــل طرق التربيــــة والتعليم والتي تناسب مستــــوى نضجهم.
3- تفيــــد في إدراك المعلم للفـــروق الفردية بين تلاميذه وأهمية ذلك في طـــرق التعامل معهم كل على حسب قدراته وميوله.
4- الواجــب على المعلــم أن يحيط علما بالمــــادة الدراسية التي يقوم بتدريسهـــا وطبيعة المتعلم أو الطـــالب الذي يدرســـه ، وذلـك لا يتأتى إلا بمعرفة خصائص المرحلة التي يدرسها.




أما بالنسبة للوالدين(زهران،2005):
1-تساعد الوالدين في معرفة خصائص الأطفال والمراهقين مما يساعدهما في عملية التنشئة والتطبيع الاجتماعي لأولادهم .
2-·تعين الوالدين على فهم ظروف ومتغيرات انتقال الطفل من مرحلة إلى مرحلة أخرى حتى يوفرا له أفضل السبل والطرق للنمو النفسي السليم .
3-تتيح معرفة الفروق الفردية والواسعة في النمو بين أطفالهم فرصة لاختيار ما يناسب أولادهم من أعمال ومهام في المستقبل.

المميزات العامة لمرحلة الطفولة المبكرة
لكل مرحلة عمرية يمر بها الإنسان خصائص يتميز بها ويمكن إيجاز تلك الخصائص في النقاط الآتية (زهران ، 2005م،فخرو) :
1- وضوح الفروق الفردية في مختلف جوانب السلوك.
2- استقرار كثير من خصائص الشخصية.
3- استمرار النمو بسرعة ولكن أقل من سرعته في المرحلة السابقة وأسرع من المرحلة اللاحقة.
4- التحكم في الإخراج.
5- النمو السريع في اللغة.
6- الميل إلى كثرة الحركة وحب الاستطلاع والفضول وخاصة بما يتعلق بالبيئة المحيطة بالطفل.
7- الاتزان الفسيولوجي.
8- اكتساب مهارات جديدة.
9- بداية التنميط الجنسي وبزوغ الطلعة الجنسية.
10-تكوين المفاهيم الاجتماعية.
11-التفرقة بين الصواب والخطأ والخير والشر وتكوين الضمير.



يتبع.....................





10
24K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطر الزمن
عطر الزمن

الطفولة المبكرة في نظرية فرويد :
لم تنل مرحلة من مراحل النمو القدر الكبير من الاهتمام لدى فرويد مثلما نالته هذه المرحلة إقتناعاً منه بالنشاط الجنسي للطفل خلال هذه المرحلة ، وقد أطلق عليها فرويد اسم المرحلة القضيبية ، حيث تصبح الأعضاء التناسلية فيها مصدراً للحصول على اللذة ، ويبدأ الطفل مبكراً باستطلاع أجزاء الجسم متحسساً إياها في دهشة حتى يكتشف أعضاءه التناسلية ، وتشتد اللذة والتوتر من هذه المنطقة عندما يأخذ في ملاحظة الفروق التشريحية بين الذكور والإناث واختلاف ملبس الأولاد عن ملبس البنات ، ويزداد اهتمامه بأعضائه التناسلية إذا ما لاحظ أن سلوكه يثير غضب الوالدين .

ويهاجم فرويد ما كان يسود عصره من حشمة وحياء لكبح الرغبات الجنسية أو ما يعرف بالعصر الفيكتوري حيث اعتبر الفعل الجنسي سلوك غير مرغوب وأرجع الاضطرابات النفسية لمرضاه إلى أساليب مواجهة الوالدين لهذه السلوكيات في هذا السن المبكر مثل معاقبة الطفل وتحقيره إذا ما داعب أعضاءه التناسلية بيده.

عقدة أويب وعقدة الخصاء :
تعد عقدة أوديب من أكثر آراء فرويد التي ثار حولها الجدل ، فيبني تصوره عن العلاقة بين الطفل وأمه على أسطورة يونانية قديمة هي أسطورة أوديب الذي قتل أباه عن جهل وتزوج أمه ويدخلنا من خلال هذه الأسطورة ليخرجنا على قضية جدلية يصعب علينا تقبلها أو فهمها وهي عقدة الخصاء.

وعندما يصل الصبي إلى درجة من الوعي تمكنه من إدراك الفروق التشريحية بين الجنسين ، حيث يستنتج إن الإناث أيضاً لديهن عضو تناسلي ( البظر) ولكنه ضامر ، ويفسر ذلك بأنه تم بتر هذا العضو كعقاب لهن ، ويبدأ بالخوف من أن يكون هذا نفس مصير عضوه الذكري إذا أصر على رغباته الأوديبيه ، ويعرف هذا بقلق الخصاء Castration anxieet،ولكي يتجنب دوافعه الأوديبيه ويحل محلها جهاز معقد من الاتجاهات فهو :
أولاً : يستبدل هذا الاتجاه الاوديبي باتجاه أكثر نضجاً عن الجنس ، ويتوحد مع الأب متقمصاً شخصيته نتيجة إعجابه به متمنياً أن يكون مثله بدلاً من أن يكون مكانه .
ثانياً : ينمى معلومات صحيحة ومنظمة عن سلطة الوالد كتمتعه بامتيازات خاصة في علاقته مع الأم ليس للطفل حق فيها .

وتندمج عمليات التوحد والتحريم في الأنا الأعلى وتسهم في تكوينه فتقي الفرد من الجنسية الأوديبية التي تعم بعد ذلك في تحريم سفاح المحارم ،غير أن هذا قد يخلق بطريقة لا شعورية اتجاهاً عدائياً نحو الجنس ، فالأنا الأعلى الصارم ربما ينتج عن عقدة ادويبيه قوية لدرجة غير عادية ، وهذا يتطلب إجراء مضاد وقوي ، لأن

هذا الشخص ربما يصعب عليه تكوين علاقة جنسية شرعية بدون مساعدة نفسية تجعله دائماً متردداً في اختياره لزوجته التي ترمز لأمه ، كما تجعله يفضل العمل تحت إمرة السيدات دون الرجال وهذا أحد التأثيرات السلبية لعقدة أوديب .

سمات المرحلة القضيبية ،وأنماط الشخصية المرتبطة بها :
أثناء المرحلة القضيبية تتسع دائرة الاتصال بالتدرج لتشمل أشخاص ذو شأن خارج نطاق الأسرة مثل رفاق اللعب ، والمعلمون، ورجال الشرطة – رجال الدين ، وآخرون كثيرون ، وعلى الطفل أن يتعلم التوفيق بين مطلبين متقابلين .
الأول: أن يتعلم كيف يأخذ مكانه بين الآخرين ويؤكد مطالبه حين يحاول الآخرين النيل من حقوقه .
الثاني : وكيف يذعن لمطالب الكبار وينصاع لها دون أن يفرط في المطلب الأول ومن ثم تأخذ العديد من السمات الشخصية في الظهور والنمو خلال هذه السمات تأكيد الذات والشعور بالذات والعلاقات مع الآخرين وهناك أيضاً الأنانية مقابل الانغماس واحتواء الهدف .

الطفولة المبكرة في نظرية سوليفان :
يرى سوليفان أنه بالإضافة إلى تطور استخدام اللغة يبدأ الطفل الصغير في اكتساب عدد من الاستجابات التي تساعد على منع القلق ووقف عقاب الوالدين ، ويتضمن ذلك استخدام الخداعات والمفاهيم العقلية لإدخال السعادة في نفوس الوالدين.

وقد يمنح الوالدان المزيد من الإثابة والتدليل للطفل كوسيلة لمساعدته في تحقيق المزيد من التشخيص الحسن أو الجيد بقدر الإمكان ، ولكن إذا أعيق إشباع هذه الحاجة بسبب قلق الوالدين وعدم ثباتهما واللاعقلانية أو السلوك العدائي لديهم فن المكونات المرتبطة بمشاعر اللاسواء سوف تكون أكثر سيطرة على نظام الذات كما يحدث للطفل المنبوذ أو المهمل ، كما أن التحول الحاقد (تحول الحقد) ينتج من الاعتقاد المضلل بأن أناساً آخرين يكرهونه أصلاً ويعتبرون أعداء له .. ويعبر سوليفان عن ذلك بقوله إن تحول الحقد ربما يمثل التشويه الأكبر الذي يمكن أن يحدث في طور الطفولة على طريق تطور الشخصية ، ومثل هذا الطفل يتعلم أنه من غير الملائم أن يظهر أي حاجة على الميل للتعاون مع الأشخاص ذوي السلطة من حوله في تلك الحالة.

وقد يكون الطفل الحاقد طفلاً عابثاً أو مؤذياً ومزعجاً ، يتصرف كالنمر أو يظهر تعبيرات وتصرفات كالعناد مما يؤدي إلى فشله في عمل ما هو مطلوب منه ، إن مثل هذا النمو الخاطئ في الشخصية يعطل نمو العلاقات الإيجابية مع الآخرين ، وخاصة ذوي السلطة من خارج الأسرة .


ومن المشكلات الأخرى المحتمل ظهورها في مرحلة الطفولة هي الشعور بالوحدة التي تحدث بسبب فشل الوالدين للتقرب من الطفل أو مشاركته أثناء لعبه ، فالطفل المنعزل الذي يعاني شعوراً بالوحدة غالباً ما يفرط في أحلام اليقظة التي قد تحبط لديه القدرة على التمييز ما بين الحقيقة والوهم أو الخيال وأن يتحول من الأثرة إلى الإيثار ، ومن الأخطاء الوالدية الأخرى هي الانصياع الكامل لأي نزوة أو رغبة لدى الطفل.

وتنصهر كميات لها أهميتها ودلالتها من التشخيص للأم الحسنة أو السيئة في كينونة واحدة أثناء مرحلة الطفولة ، وهو ما يدعم بالحقيقة أن لهذه الشخصية الهامة في حياة الطفل (وهي الأم) معنى واحد ، وفي هذه المرحلة يقترن دور الأب مع دور الأم كسلطة قيادية بالنسبة له ، وهو ما يؤدي إلى جعل الطفل يبدأ في تكوين تشخيص محدد للأب كذلك ... كما تتطور في هذه المرحلة المعرفة المرتبطة بالجنس مع رغبة الوالد أو البنت للتشبه بالوالد المماثل له في الجنس ، ويرى سوليفان أن هذا التوحد لا يرجع إلى عقدة أوديب وآثارها كما يدعي فرويد ، ولكنها تحدث لأن معظم الآباء يكونون أكثر انسجاماً مع الطفل وأكثر قبولاً وحباً له إذا كان من نفس جنسهم ، كما أنهم يكافئونه على السلوك الذي يطابق سلوكهم أو يطابق السلوك المناظر لسوك جنسه (ذكر أو أنثى).

الطفولة المبكرة في نظرية إريكسون

أطلق إريكسون على هذه المرحلة اسم مرحلة الإحساس بالمبادأة مقابل الإحساس بالذنب ، فالطفل من خلال إحساسه بالمبادأة يضع خططاً وأهدافاً ويثابر في سبيل الوصول إليها وتحقيقها.


وتركز هذه المرحلة من مراحل النمو المتعاقبة الضوء على القدرات الحركية بالمشي والجري ، هو ما يزيد إحساس الأنا بالسيادة وعمل ما تستطيع ، ويمكن للطفل الآن أن يتعلم تغيير الدافع الجنسي المهدد إلى أهداف مقبولة مثل اللعب ، ويشغل اللعب تفكيره وتخطيطه ويصبح المحاولة التي يعبر من خلالها من بر الفشل إلى بر النجاح ، لقد أصبح قادراً على ترك رغباته الأوديبية والتغلب على الإحباط وتبديله باللعب بأدوات وأدوار الكبار ، والتحول من عقدة الذنب والصراعات الوالدية إلى إنجازات أخرى تسهم في تحديد شعوره بالمبادأة ، مما ينتج الأنا واكتساب الصفات الحميدة مثل الشجاعة وتتبع الأهداف القيمة التي يمكن أن تغرس فيه والتخلص من الخوف من العقاب.

وتأتي أزمة هذه المرحلة عندما يدرك الأطفال أن خططهم الأكبر وأمالهم العظيمة قد فشلت ، وهذه الطموحات والآمال هي بالطبع تلك التي تتعلق بالناحية الأوديبية

وهي الرغبة في حيازة أو امتلاك الوالد المخالف في الجنس ومنافسة الوالد المناظر له في الجنس ، حيث يكتشف الطفل أن هذه الرغبات تنتهك الحرمات الاجتماعية وأنهم بذلك أصبحوا أكثر خطراً مما يتخيلون ، ويكبت الطفل هذه المحرمات الاجتماعية ، ومن ثم يبقى الأنا الأعلى المولد للشعور بالذنب على هذه الدوافع والأوهام الخطرة موضع اختيار وتفحص ، والنتيجة تكون وجود شكل جديد من ضبط النفس، وبعد ذلك وإلى الأبد سيبقى الفرد على ملاحظة الذات ، ضبط الذات ، معاقبة الذات .

ويرى إريكسون أن الأطفال من 3-6 سنوات يكونوا أكثر من أي وقت آخر مستعدين للتعلم بسرعة وبنهم شديدين ، وهم يرغبون أكثر من أي وقت آخر في إيجاد الطرق المناسبة لطموحاتهم من خلال المساعي الاجتماعية المفيدة ، ويمكن للوالدين أن يساعدا في تحقيق هذه العملية من خلال تخفيف تسلطهما إلى حد ما بواسطة السماح للأطفال بأن يشاركوهم على قدم المساواة في المشروعات والأنشطة الشيقة وبهذه الطريقة فلن يلزم الأطفال أن يقلعوا عن طموحاتهم تماماً وربما يبدؤون في ربط أهدافهم بالحياة الاجتماعية للكبار.

كما يرى إريكسون أن درجة المبادأة التي يكتسبها الطفل في هذه المرحلة ترتبط بالنظام الاقتصادي للمجتمع ، ويقرر أن جهود وإمكانات الطفل نحو العمل المنتج وتحقيق الاكتفاء الذاتي في إطار النظام الاقتصادي لمجتمعه يعتمد بوضوح على قدرته على مواجهة هذه الأزمة الاجتماعية وحلها حلاً سلمياً.

الطفولة المبكرة في نظرية جان بياجيه :
وأطلق عليهااسم مرحلة ما قبل العمليات وفي هذه المرحلة يتطور عقل الطفل بسرعة ويصل إلى مستوى جيد وهو مستوى التعامل مع الرموز (ومن بينها الصور والكلمات) ، ويتحتم عليه نتيجة ذلك أن يعيد تنظيم تفكيره كلية ولا يتم ذلك في الحال ، ولذا يكون تفكير الطفل غير منطقي أو منظم تماماً على المستوى الرمزي إلا عند دخوله المرحلة التالية أي في السابعة تقريباً.

ومن ثم تتغير الأنشطة العقلية السائدة عند الطفل خلال المرحلة الثانية من النمو المعرفي من الأفعال الصريحة فقط إلى استخدام التمثيل الرمزي للأشياء أو الأحداث ، وتزداد القدرة على التمييز المعرفي بين الرموز غير اللفظية أثناء تلك المرحلة ، ويتمكن الطفل من تكوين أفكاراً عقلية كما يتمكن من استخدام اللغة لتمثيل الأشياء أو الأحداث حتى ولو لم تكن موجودة ، ولكن التركيز يكون على الماديات أو المحسوسات وليس على المجردات.



وقد لاحظ بياجيه العديد من السمات – ذات الوظيفة المعرفية –والتي تميز تلك المرحلة وتعد في ذات الوقت معوقات للتفكير المنطقي ، وأهم هذه السمات هي :
أ- التمركز حول الذات : الذي يشير إلى عجز الطفل عن تخيل أو إدراك أن هناك شخصاً آخر ينظر إلى نفس المشكلة أو الموقف من منظور أو زاوية مختلفة ، فالطفل يفكر بهذه الطريقة " ما أراه هو ما يراه كل شخص " ولا يفهم الأطفال ما بين الثانية والخامسة أن الطفل الجالس في جزء من الحجرة يختلف عن الجزء الموجود فيه الطفل سيرى الحجرة بطريقة مختلفة .
ب- التفكير الممركز (التمركز) Centration : حيث يتركز انتباه الطفل على أحد تفاصيل الحدث ويعجز عن وضع الخصائص الأخرى ذات الأهمية في الحسبان ، ولا يستطيع الطفل أن يرى الاختلافات ، فالتفكير على بعد واحد دون بقية الأبعاد (مثل التركيز على طول الكوب دون عرضه) يؤدي حتماً إلى جعل التفكير الاستدلالي غير منطقي .
ج- اللامعكوسية nonirevrsibility : أي عدم قابلية التفكير للعكس ، فلا يستطيع الطفل في هذه المرحلة أن يغير اتجاه تفكيره ليعود إلى النقطة الأصلية ، لو أخذ الطفل الذي يمر بمرحلة ما قبل العمليات في نزهة قصيرة فإنه يعتبر سيعجز عن تقصي أثر المشي ثانية بدقة كافية ، ولو أضفت ثلاثة أشياء إلى مجموعة فلن يعتبر هذا الطفل انك حينئذ قد أخذت هذه الأشياء الثلاثة من مجموعة أخرى .

المراحل الفرعية في تفكير ما قبل العمليات (ما قبل المفاهيم) :
هناك مرحلتين فرعيتين في تفكير ما قبل العمليات ، فالسنتين الأوليتين (أي حتى الرابعة تقريباً) تعرفان بمرحلة ما قبل المفاهيم Preconceptual Substage ، حيث يبدأ الأطفال خلال هذه المرحلة الفرعية في التفكير في أشياء معينة كممثلة لأشياء أخرى أو بديلة لها ، ويبدؤون في الانغماس في اللعب الرمزي فيظنون أن مسدسهم (اللعبة) أو حتى العصا سلاح حقيقي ، ولا يهتم الأطفال عادة في هذه المرحلة الفرعية بعلامات السبب والنتيجة أو بمفاهيم العالم والطبيعة.

وتدريجياً يتقدم الأطفال فيما بين الرابعة وحتى السابعة من العمر إلى المرحلة الفرعية الثانية من تفكير ما قبل العمليات والتي تعرف بمرحلة التفكير البديهي ituitive thought ، حيث يبدأ الأطفال خلال تلك المرحلة الفرعية بتوسيع مفاهيمهم بصورة أكبر، ويميل تفاعلهم الاجتماعي إلى أن تحل محل تمركزهم حول ذاتهم ويصبحون أكثر مرونة في استعمال اللغة ، ويبدأون في استعمال كلمة (لأن) بتلقائية وإذا طلب منهم إعطاء سبب لحدث معين سيقدمون سمة متزامنة معه مثل قولهم :" الشمس تغيب لأن الناس يريدون الذهاب للنوم " وهو ما يوضح ميلهم للتفكير البديهي وأنهم يبدأون في معرفة علاقة السبب بالنتيجة ، وهكذا يبدأون في عمل اقترانات بسيطة بين الأفكار ، فقد أصبحوا الآن قادرين على جمع الأشياء معاً


في مجموعات تبعاً لمفهومهم عن خصائصها ودرجة تشابهها ، وتعرف هذه القدرة المعرفية بالتصنيف .

وفي هذه المرحلة الفرعية يحجم الأطفال عن التحدث مع أنفسهم بصوت عال ، ويلجأون بدلاً من ذلك الكلام الخفي أثناء اللعب بشيء أو بلعبة ، وتبدأ اللغة في تأدية غرضها وهو إيصال أفكارهم إلى الآخرين عندما يجاهدون لجعل مستمعيهم ينصتون.
الطفولة المبكرة في نظرية تشومسكي :
فيما بين الثانية والثالثة من العمر أو حول ذلك تقريباً يقدم الأطفال ما يشير إلى إدراك وإحساس أفضل لتراكيب اللغة ، فعندما يستخدم الطفل كلمة ثالثة ، فإنها عادة ما تملأ الفراغ الذي كان موجوداً في مرحلة الكلمتين ، وأحياناً نستطيع أن نرى ذلك يحدث بالفعل عندما يضيف كلمة تحول الجملة من جملة متعددة المعاني إلى جملة محددة المعنى كالجملة التالية : (ماما الخبز) والتي قد تعني ماما تقطع الخبز ، أو ماما أعطني الخبز ، أو ماما تأكل الخبز أو غيرها ، وهنا يمكنه أن يوضح قصده تماماً وقد يستخدم جملة يغير فيها من صياغة الفعل للتأكيد ، فبدلاً من أن يقول أريد الطعام ، يقول احمد يريد الطعام أو يريد أحمد الطعام .

وخلال هذه المرحلة يبدأ الأطفال في وضع الكلمات في وحدات أكبر، وخاصة الجمل الاسمية وقد رأينا من قبل أنهم يميلون إلى تقطيع الجملة مثل ضع ... القبعة الحمراء ... على الطاولة ، وتشير وقفاتهم هنا إلى أن العديد من الكلمات يمكن أن تفيد كوحدات بنائية في الجملة ، وأثناء هذه الفترة أيضاً يبدأ الأطفال في استخدام التصريفات ، أو نهايات الكلمة.

وما يبدو أن الأطفال يفعلونه في هذه المرحلة هو البحث عن قواعد عامة ثم يكتشفون أن القاعدة لتكون الزمن الماضي هي إضافة (ed) إلى نهاية الكلمة في اللغة الإنجليزية أو حذف الحرف الأول من الكلمة في اللغة العربية أو إضافة (ت) التأنيث أو (و) الجماعة أو ما يلزمها من تغيير.
عطر الزمن
عطر الزمن
الطفولة المبكرة في نظرية فرويد : لم تنل مرحلة من مراحل النمو القدر الكبير من الاهتمام لدى فرويد مثلما نالته هذه المرحلة إقتناعاً منه بالنشاط الجنسي للطفل خلال هذه المرحلة ، وقد أطلق عليها فرويد اسم المرحلة القضيبية ، حيث تصبح الأعضاء التناسلية فيها مصدراً للحصول على اللذة ، ويبدأ الطفل مبكراً باستطلاع أجزاء الجسم متحسساً إياها في دهشة حتى يكتشف أعضاءه التناسلية ، وتشتد اللذة والتوتر من هذه المنطقة عندما يأخذ في ملاحظة الفروق التشريحية بين الذكور والإناث واختلاف ملبس الأولاد عن ملبس البنات ، ويزداد اهتمامه بأعضائه التناسلية إذا ما لاحظ أن سلوكه يثير غضب الوالدين . ويهاجم فرويد ما كان يسود عصره من حشمة وحياء لكبح الرغبات الجنسية أو ما يعرف بالعصر الفيكتوري حيث اعتبر الفعل الجنسي سلوك غير مرغوب وأرجع الاضطرابات النفسية لمرضاه إلى أساليب مواجهة الوالدين لهذه السلوكيات في هذا السن المبكر مثل معاقبة الطفل وتحقيره إذا ما داعب أعضاءه التناسلية بيده. عقدة أويب وعقدة الخصاء : تعد عقدة أوديب من أكثر آراء فرويد التي ثار حولها الجدل ، فيبني تصوره عن العلاقة بين الطفل وأمه على أسطورة يونانية قديمة هي أسطورة أوديب الذي قتل أباه عن جهل وتزوج أمه ويدخلنا من خلال هذه الأسطورة ليخرجنا على قضية جدلية يصعب علينا تقبلها أو فهمها وهي عقدة الخصاء. وعندما يصل الصبي إلى درجة من الوعي تمكنه من إدراك الفروق التشريحية بين الجنسين ، حيث يستنتج إن الإناث أيضاً لديهن عضو تناسلي ( البظر) ولكنه ضامر ، ويفسر ذلك بأنه تم بتر هذا العضو كعقاب لهن ، ويبدأ بالخوف من أن يكون هذا نفس مصير عضوه الذكري إذا أصر على رغباته الأوديبيه ، ويعرف هذا بقلق الخصاء Castration anxieet،ولكي يتجنب دوافعه الأوديبيه ويحل محلها جهاز معقد من الاتجاهات فهو : أولاً : يستبدل هذا الاتجاه الاوديبي باتجاه أكثر نضجاً عن الجنس ، ويتوحد مع الأب متقمصاً شخصيته نتيجة إعجابه به متمنياً أن يكون مثله بدلاً من أن يكون مكانه . ثانياً : ينمى معلومات صحيحة ومنظمة عن سلطة الوالد كتمتعه بامتيازات خاصة في علاقته مع الأم ليس للطفل حق فيها . وتندمج عمليات التوحد والتحريم في الأنا الأعلى وتسهم في تكوينه فتقي الفرد من الجنسية الأوديبية التي تعم بعد ذلك في تحريم سفاح المحارم ،غير أن هذا قد يخلق بطريقة لا شعورية اتجاهاً عدائياً نحو الجنس ، فالأنا الأعلى الصارم ربما ينتج عن عقدة ادويبيه قوية لدرجة غير عادية ، وهذا يتطلب إجراء مضاد وقوي ، لأن هذا الشخص ربما يصعب عليه تكوين علاقة جنسية شرعية بدون مساعدة نفسية تجعله دائماً متردداً في اختياره لزوجته التي ترمز لأمه ، كما تجعله يفضل العمل تحت إمرة السيدات دون الرجال وهذا أحد التأثيرات السلبية لعقدة أوديب . سمات المرحلة القضيبية ،وأنماط الشخصية المرتبطة بها : أثناء المرحلة القضيبية تتسع دائرة الاتصال بالتدرج لتشمل أشخاص ذو شأن خارج نطاق الأسرة مثل رفاق اللعب ، والمعلمون، ورجال الشرطة – رجال الدين ، وآخرون كثيرون ، وعلى الطفل أن يتعلم التوفيق بين مطلبين متقابلين . الأول: أن يتعلم كيف يأخذ مكانه بين الآخرين ويؤكد مطالبه حين يحاول الآخرين النيل من حقوقه . الثاني : وكيف يذعن لمطالب الكبار وينصاع لها دون أن يفرط في المطلب الأول ومن ثم تأخذ العديد من السمات الشخصية في الظهور والنمو خلال هذه السمات تأكيد الذات والشعور بالذات والعلاقات مع الآخرين وهناك أيضاً الأنانية مقابل الانغماس واحتواء الهدف . الطفولة المبكرة في نظرية سوليفان : يرى سوليفان أنه بالإضافة إلى تطور استخدام اللغة يبدأ الطفل الصغير في اكتساب عدد من الاستجابات التي تساعد على منع القلق ووقف عقاب الوالدين ، ويتضمن ذلك استخدام الخداعات والمفاهيم العقلية لإدخال السعادة في نفوس الوالدين. وقد يمنح الوالدان المزيد من الإثابة والتدليل للطفل كوسيلة لمساعدته في تحقيق المزيد من التشخيص الحسن أو الجيد بقدر الإمكان ، ولكن إذا أعيق إشباع هذه الحاجة بسبب قلق الوالدين وعدم ثباتهما واللاعقلانية أو السلوك العدائي لديهم فن المكونات المرتبطة بمشاعر اللاسواء سوف تكون أكثر سيطرة على نظام الذات كما يحدث للطفل المنبوذ أو المهمل ، كما أن التحول الحاقد (تحول الحقد) ينتج من الاعتقاد المضلل بأن أناساً آخرين يكرهونه أصلاً ويعتبرون أعداء له .. ويعبر سوليفان عن ذلك بقوله إن تحول الحقد ربما يمثل التشويه الأكبر الذي يمكن أن يحدث في طور الطفولة على طريق تطور الشخصية ، ومثل هذا الطفل يتعلم أنه من غير الملائم أن يظهر أي حاجة على الميل للتعاون مع الأشخاص ذوي السلطة من حوله في تلك الحالة. وقد يكون الطفل الحاقد طفلاً عابثاً أو مؤذياً ومزعجاً ، يتصرف كالنمر أو يظهر تعبيرات وتصرفات كالعناد مما يؤدي إلى فشله في عمل ما هو مطلوب منه ، إن مثل هذا النمو الخاطئ في الشخصية يعطل نمو العلاقات الإيجابية مع الآخرين ، وخاصة ذوي السلطة من خارج الأسرة . ومن المشكلات الأخرى المحتمل ظهورها في مرحلة الطفولة هي الشعور بالوحدة التي تحدث بسبب فشل الوالدين للتقرب من الطفل أو مشاركته أثناء لعبه ، فالطفل المنعزل الذي يعاني شعوراً بالوحدة غالباً ما يفرط في أحلام اليقظة التي قد تحبط لديه القدرة على التمييز ما بين الحقيقة والوهم أو الخيال وأن يتحول من الأثرة إلى الإيثار ، ومن الأخطاء الوالدية الأخرى هي الانصياع الكامل لأي نزوة أو رغبة لدى الطفل. وتنصهر كميات لها أهميتها ودلالتها من التشخيص للأم الحسنة أو السيئة في كينونة واحدة أثناء مرحلة الطفولة ، وهو ما يدعم بالحقيقة أن لهذه الشخصية الهامة في حياة الطفل (وهي الأم) معنى واحد ، وفي هذه المرحلة يقترن دور الأب مع دور الأم كسلطة قيادية بالنسبة له ، وهو ما يؤدي إلى جعل الطفل يبدأ في تكوين تشخيص محدد للأب كذلك ... كما تتطور في هذه المرحلة المعرفة المرتبطة بالجنس مع رغبة الوالد أو البنت للتشبه بالوالد المماثل له في الجنس ، ويرى سوليفان أن هذا التوحد لا يرجع إلى عقدة أوديب وآثارها كما يدعي فرويد ، ولكنها تحدث لأن معظم الآباء يكونون أكثر انسجاماً مع الطفل وأكثر قبولاً وحباً له إذا كان من نفس جنسهم ، كما أنهم يكافئونه على السلوك الذي يطابق سلوكهم أو يطابق السلوك المناظر لسوك جنسه (ذكر أو أنثى). الطفولة المبكرة في نظرية إريكسون أطلق إريكسون على هذه المرحلة اسم مرحلة الإحساس بالمبادأة مقابل الإحساس بالذنب ، فالطفل من خلال إحساسه بالمبادأة يضع خططاً وأهدافاً ويثابر في سبيل الوصول إليها وتحقيقها. وتركز هذه المرحلة من مراحل النمو المتعاقبة الضوء على القدرات الحركية بالمشي والجري ، هو ما يزيد إحساس الأنا بالسيادة وعمل ما تستطيع ، ويمكن للطفل الآن أن يتعلم تغيير الدافع الجنسي المهدد إلى أهداف مقبولة مثل اللعب ، ويشغل اللعب تفكيره وتخطيطه ويصبح المحاولة التي يعبر من خلالها من بر الفشل إلى بر النجاح ، لقد أصبح قادراً على ترك رغباته الأوديبية والتغلب على الإحباط وتبديله باللعب بأدوات وأدوار الكبار ، والتحول من عقدة الذنب والصراعات الوالدية إلى إنجازات أخرى تسهم في تحديد شعوره بالمبادأة ، مما ينتج الأنا واكتساب الصفات الحميدة مثل الشجاعة وتتبع الأهداف القيمة التي يمكن أن تغرس فيه والتخلص من الخوف من العقاب. وتأتي أزمة هذه المرحلة عندما يدرك الأطفال أن خططهم الأكبر وأمالهم العظيمة قد فشلت ، وهذه الطموحات والآمال هي بالطبع تلك التي تتعلق بالناحية الأوديبية وهي الرغبة في حيازة أو امتلاك الوالد المخالف في الجنس ومنافسة الوالد المناظر له في الجنس ، حيث يكتشف الطفل أن هذه الرغبات تنتهك الحرمات الاجتماعية وأنهم بذلك أصبحوا أكثر خطراً مما يتخيلون ، ويكبت الطفل هذه المحرمات الاجتماعية ، ومن ثم يبقى الأنا الأعلى المولد للشعور بالذنب على هذه الدوافع والأوهام الخطرة موضع اختيار وتفحص ، والنتيجة تكون وجود شكل جديد من ضبط النفس، وبعد ذلك وإلى الأبد سيبقى الفرد على ملاحظة الذات ، ضبط الذات ، معاقبة الذات . ويرى إريكسون أن الأطفال من 3-6 سنوات يكونوا أكثر من أي وقت آخر مستعدين للتعلم بسرعة وبنهم شديدين ، وهم يرغبون أكثر من أي وقت آخر في إيجاد الطرق المناسبة لطموحاتهم من خلال المساعي الاجتماعية المفيدة ، ويمكن للوالدين أن يساعدا في تحقيق هذه العملية من خلال تخفيف تسلطهما إلى حد ما بواسطة السماح للأطفال بأن يشاركوهم على قدم المساواة في المشروعات والأنشطة الشيقة وبهذه الطريقة فلن يلزم الأطفال أن يقلعوا عن طموحاتهم تماماً وربما يبدؤون في ربط أهدافهم بالحياة الاجتماعية للكبار. كما يرى إريكسون أن درجة المبادأة التي يكتسبها الطفل في هذه المرحلة ترتبط بالنظام الاقتصادي للمجتمع ، ويقرر أن جهود وإمكانات الطفل نحو العمل المنتج وتحقيق الاكتفاء الذاتي في إطار النظام الاقتصادي لمجتمعه يعتمد بوضوح على قدرته على مواجهة هذه الأزمة الاجتماعية وحلها حلاً سلمياً. الطفولة المبكرة في نظرية جان بياجيه : وأطلق عليهااسم مرحلة ما قبل العمليات وفي هذه المرحلة يتطور عقل الطفل بسرعة ويصل إلى مستوى جيد وهو مستوى التعامل مع الرموز (ومن بينها الصور والكلمات) ، ويتحتم عليه نتيجة ذلك أن يعيد تنظيم تفكيره كلية ولا يتم ذلك في الحال ، ولذا يكون تفكير الطفل غير منطقي أو منظم تماماً على المستوى الرمزي إلا عند دخوله المرحلة التالية أي في السابعة تقريباً. ومن ثم تتغير الأنشطة العقلية السائدة عند الطفل خلال المرحلة الثانية من النمو المعرفي من الأفعال الصريحة فقط إلى استخدام التمثيل الرمزي للأشياء أو الأحداث ، وتزداد القدرة على التمييز المعرفي بين الرموز غير اللفظية أثناء تلك المرحلة ، ويتمكن الطفل من تكوين أفكاراً عقلية كما يتمكن من استخدام اللغة لتمثيل الأشياء أو الأحداث حتى ولو لم تكن موجودة ، ولكن التركيز يكون على الماديات أو المحسوسات وليس على المجردات. وقد لاحظ بياجيه العديد من السمات – ذات الوظيفة المعرفية –والتي تميز تلك المرحلة وتعد في ذات الوقت معوقات للتفكير المنطقي ، وأهم هذه السمات هي : أ- التمركز حول الذات : الذي يشير إلى عجز الطفل عن تخيل أو إدراك أن هناك شخصاً آخر ينظر إلى نفس المشكلة أو الموقف من منظور أو زاوية مختلفة ، فالطفل يفكر بهذه الطريقة " ما أراه هو ما يراه كل شخص " ولا يفهم الأطفال ما بين الثانية والخامسة أن الطفل الجالس في جزء من الحجرة يختلف عن الجزء الموجود فيه الطفل سيرى الحجرة بطريقة مختلفة . ب- التفكير الممركز (التمركز) Centration : حيث يتركز انتباه الطفل على أحد تفاصيل الحدث ويعجز عن وضع الخصائص الأخرى ذات الأهمية في الحسبان ، ولا يستطيع الطفل أن يرى الاختلافات ، فالتفكير على بعد واحد دون بقية الأبعاد (مثل التركيز على طول الكوب دون عرضه) يؤدي حتماً إلى جعل التفكير الاستدلالي غير منطقي . ج- اللامعكوسية nonirevrsibility : أي عدم قابلية التفكير للعكس ، فلا يستطيع الطفل في هذه المرحلة أن يغير اتجاه تفكيره ليعود إلى النقطة الأصلية ، لو أخذ الطفل الذي يمر بمرحلة ما قبل العمليات في نزهة قصيرة فإنه يعتبر سيعجز عن تقصي أثر المشي ثانية بدقة كافية ، ولو أضفت ثلاثة أشياء إلى مجموعة فلن يعتبر هذا الطفل انك حينئذ قد أخذت هذه الأشياء الثلاثة من مجموعة أخرى . المراحل الفرعية في تفكير ما قبل العمليات (ما قبل المفاهيم) : هناك مرحلتين فرعيتين في تفكير ما قبل العمليات ، فالسنتين الأوليتين (أي حتى الرابعة تقريباً) تعرفان بمرحلة ما قبل المفاهيم Preconceptual Substage ، حيث يبدأ الأطفال خلال هذه المرحلة الفرعية في التفكير في أشياء معينة كممثلة لأشياء أخرى أو بديلة لها ، ويبدؤون في الانغماس في اللعب الرمزي فيظنون أن مسدسهم (اللعبة) أو حتى العصا سلاح حقيقي ، ولا يهتم الأطفال عادة في هذه المرحلة الفرعية بعلامات السبب والنتيجة أو بمفاهيم العالم والطبيعة. وتدريجياً يتقدم الأطفال فيما بين الرابعة وحتى السابعة من العمر إلى المرحلة الفرعية الثانية من تفكير ما قبل العمليات والتي تعرف بمرحلة التفكير البديهي ituitive thought ، حيث يبدأ الأطفال خلال تلك المرحلة الفرعية بتوسيع مفاهيمهم بصورة أكبر، ويميل تفاعلهم الاجتماعي إلى أن تحل محل تمركزهم حول ذاتهم ويصبحون أكثر مرونة في استعمال اللغة ، ويبدأون في استعمال كلمة (لأن) بتلقائية وإذا طلب منهم إعطاء سبب لحدث معين سيقدمون سمة متزامنة معه مثل قولهم :" الشمس تغيب لأن الناس يريدون الذهاب للنوم " وهو ما يوضح ميلهم للتفكير البديهي وأنهم يبدأون في معرفة علاقة السبب بالنتيجة ، وهكذا يبدأون في عمل اقترانات بسيطة بين الأفكار ، فقد أصبحوا الآن قادرين على جمع الأشياء معاً في مجموعات تبعاً لمفهومهم عن خصائصها ودرجة تشابهها ، وتعرف هذه القدرة المعرفية بالتصنيف . وفي هذه المرحلة الفرعية يحجم الأطفال عن التحدث مع أنفسهم بصوت عال ، ويلجأون بدلاً من ذلك الكلام الخفي أثناء اللعب بشيء أو بلعبة ، وتبدأ اللغة في تأدية غرضها وهو إيصال أفكارهم إلى الآخرين عندما يجاهدون لجعل مستمعيهم ينصتون. الطفولة المبكرة في نظرية تشومسكي : فيما بين الثانية والثالثة من العمر أو حول ذلك تقريباً يقدم الأطفال ما يشير إلى إدراك وإحساس أفضل لتراكيب اللغة ، فعندما يستخدم الطفل كلمة ثالثة ، فإنها عادة ما تملأ الفراغ الذي كان موجوداً في مرحلة الكلمتين ، وأحياناً نستطيع أن نرى ذلك يحدث بالفعل عندما يضيف كلمة تحول الجملة من جملة متعددة المعاني إلى جملة محددة المعنى كالجملة التالية : (ماما الخبز) والتي قد تعني ماما تقطع الخبز ، أو ماما أعطني الخبز ، أو ماما تأكل الخبز أو غيرها ، وهنا يمكنه أن يوضح قصده تماماً وقد يستخدم جملة يغير فيها من صياغة الفعل للتأكيد ، فبدلاً من أن يقول أريد الطعام ، يقول احمد يريد الطعام أو يريد أحمد الطعام . وخلال هذه المرحلة يبدأ الأطفال في وضع الكلمات في وحدات أكبر، وخاصة الجمل الاسمية وقد رأينا من قبل أنهم يميلون إلى تقطيع الجملة مثل ضع ... القبعة الحمراء ... على الطاولة ، وتشير وقفاتهم هنا إلى أن العديد من الكلمات يمكن أن تفيد كوحدات بنائية في الجملة ، وأثناء هذه الفترة أيضاً يبدأ الأطفال في استخدام التصريفات ، أو نهايات الكلمة. وما يبدو أن الأطفال يفعلونه في هذه المرحلة هو البحث عن قواعد عامة ثم يكتشفون أن القاعدة لتكون الزمن الماضي هي إضافة (ed) إلى نهاية الكلمة في اللغة الإنجليزية أو حذف الحرف الأول من الكلمة في اللغة العربية أو إضافة (ت) التأنيث أو (و) الجماعة أو ما يلزمها من تغيير.
الطفولة المبكرة في نظرية فرويد : لم تنل مرحلة من مراحل النمو القدر الكبير من الاهتمام...

اللعب في مرحلة الطفولة المبكرة

من عوالم الطفولة المغرية الممتعة عالم اللعب الذي يبدو بسيطاً للوهلة الأولى ،ولكن حين ندقق فيه نجد أن أمامنا عالم واسع ، حدوده على أطراف محيط من الغرائب والدهشة والإثارة.

فهل أدركنا قيمة اللعب عند الأطفال...؟ وهل حاولنا ذات يوم أن نقف بجدية لنسأل أنفسنا أولاً ومن ثم أطفالنَا عن سر اللعب..؟ هل حاولنا أن نجد جواباً لهذا السؤال الذي نردده جميعا..؟ ، ألا وهو لماذا يلعب الأطفال..؟ حين نفعل كل هذه الأشياء بصدق، عندها نستطيع أن نقول أنَّنا قادرون على الإجابة عن كل هذه الأسئلة المطروحة.
اللعب في حياة الأطفال:
اللعب من المفاهيم الغامضة ، من حيث أنها تقوم على سلوك متنوع الدوافع، ويرى (سيجموند فرويد) أن اللعب محكوم بالرغبات ، ولا تتدخل فيه حقائق الواقع القاسية ، والبعض الآخر يرى فيه استجابة للتعبير، إلى غير ذلك من التفاسير؛ التي -هي بمجملها- تشكل مقاربات موضوعية لدوافع سلوك اللعب عند الأطفال.

وقيل أن أفلاطون كان أول من اعترف بقيمة اللعب العلمية ، حيث طالب بتوزيع التفاحات على الأطفال في درس الحساب، أي الاستعاضة عن الأرقام المجردة بالتفاحات، فاللعبة التي تجتذب الأطفال يمكن أن تستخدم في تنمية قدراتهم المعرفية أكثر من الدروس المباشرة؛ التي يأخذ الطفل فيها موقع المتلقي ليس إلا ، فمشاركة الطفل تفتح قابلية التعلم في نفسه، وذلك لأن اللعب هو تدريب على المهارات اللازمة لحياة البالغين ، ويرتبط اللعب - باعتباره النزعة العامة لممارسة الذات- ارتباطاً وثيقاً بالمحاكاة.
وتشير البحوث إلى أنِّ الأطفال يتعلمون بشكل أفضل في البيئات التي تسمح لهم بالاستطلاع والاكتشاف واللعب. فاللعب جزء مهم في برنامج رعاية الطفل ونموه، كما أنه مرتبط بشكل وثيق بتطوير السلوك النفسي والعاطفي والاجتماعي والمعرفي، لكن ما هو المقصود تماماً باللعب...؟ ولماذا اللعب مهم جداً للأطفال الصغار...؟
أهمية اللعب:
للعب دور كبير في تحسين اللغةَ وتطوير القدرة الاجتماعية والإبداعية وتنمية الخيال ومهارات التفكير،ويعتبر الوسيلة الرئيسية في عملية تطور الخيال والذكاء

واللغة والمهارات الاجتماعية والقدرات الحركية والحسية عند الأطفال، و الصغار منهم على وجه التحديد ، ويعتبر اللعب موحد جوهري وأساسي لخبرة الإنسان، وهذا يعني أنه عندما يلعب الأطفال ،فهم يعتمدون على تجاربهم الخاصة ذلك حين يقومون بفعل الأشياء أوحين يراقبون أفعال الآخرين، أو يقرؤون أو يشاهدون شيئاً على شاشة التلفزيون، كما أنهم يقومون باستخدام هذه الخبرات كي يكوِّنوا ألعاباً،أو يشكّلوا سيناريوهات لعب وينشغلوا بهذه الأنشطة.
ويستخدم الأطفال في اللعب مهارات حركية عالية ورائعة، ويستجيبون لبعضهم بعض بشكل اجتماعي ، كم أنهم يفكرون بما يفعلون أو ما سيفعلون ، ويستخدمون اللغة كي يتحدوا مع بعضهم أو مع أنفسهم ، وغالباً ما يستجيبون عاطفياً للنشاط واللعب.
أنواع اللعب:
يفترض أن يكون للعب الأطفال الصغار عدةَ أشكالٍ مختلفة و مجموعـــة نماذجٍ متنوعة ، ويمكن تقسيم أنواع اللعب إلى
:
1-المشاهدة: اللعب بشكل سلبي ويتم بمراقبة الأطفال أو التحدث مع أطفال آخرين منشغلين بأنشطة اللعب.
2-المستقل الانفرادي: يلعب الطفل بمفرده.
3-اللعب الموازي: ربما يكون الطفل وسط مجموعة ولكنه يبقى منغسماً في نشاطه الخاص أحياناً، فالأطفال الذين يلعبون بشكل موازٍ يستخدمون أدوات بعضهم ولكن يبقون مستقلين عن بعضهم.
4-اللعب الترابطي: يكون الطفل في هذه الحالة مشاركاً للآخرين في أدوات اللعب ويتحدث الأطفال مع بعضهم بعض ولكن دون تنسيق في أهداف اللعب.
5-اللعب التعاوني: هنا ينظم الأطفال أنفسهم في أدوار وأهداف محددة في أذهانهم، كأن يأخذ أحدهم دور طبيب والأخر ممرضاً وهكذا.
دور المعلم والمعلمة في مرحلة رياض الأطفال:
يساهم معلم الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة مساهمة كبيرة وله تأثير فعّال في اللعب داخل الصف ، إذ أنه يقوم بتسهيل عملية اللعب ، وذلك عن طريق تهيئة بيئــة ملائمة للعب الداخلي أو الخارجي، وتوفير الأمان بالتأكيد هو الاهتمام الأول، ويؤخذ في الاعتبار مستوى العمر وحالة النمو؛ كل هذه يجب أن يراعى في عملية تصميــم واختيار أدوات اللعب ، إذ يجب أن تعرف تعليمات الاستخدام لهذه الأدوات ، كمــــا يجب أن تكون تدابير الأمان لمعدات اللعب معروفة ، وينبغي أن تكون هــذه الأدوات ملائمة لبيئة اللعب الخارجي و متوفرة ، إذ تحتاج أدوات اللعبِ الملائمة لبيئة اللعب أيّاً كانت لفحص دائم، للتأكد من أن المعدات متينة وآمنة من أجل اللعب المتواصــل
.

ويسهل المعلمون اللعب بالعمل مع الأطفال لتطوير قوانين الأمان للعب الداخلي واللعب الخارجي ، فالنقاش حول الاستخدام المناسب للأدوات وحول تدابير الأمان للمشاركين على كل جهاز من أجهزة اللعب ، ذلك عن طريق أخذ الأدوار بتنظيف وتطهير الأدوات ، فهذا الأمر يقدم للأطفال المعلومات ليبدعوا أنشطة لعب جديدة ومبتكرة ، وتحتاج هذه المناقشات للاستمرار والتواصل لأن بعض الأطفال قــــــد يحتاجون إلى تذكيرٍ دائمٍ حول قوانين اللعبة والجهاز المستخدم في هذه اللعبة، ولأن مواقفَ جديدةً قد تطرأ أثناء اللعب.

ومن المهم جداً أن يكون الأطفال صانعي قرار أثناء فترات اللعب، فاختيار ماذا نريد أن نلعب وأين نلعب مسألةٌ في غاية الأهمية، ومن المهم أيضاً أن نحدد الأدوار لكل لاعب، وكذلك اختيار طريقة مواصلة اللعب

يحتاج بعض الأطفال لمساعدة من هم أكبر سناً -أي البالغين- في عمليــــــة اللعب أحياناً كالانضمام إلى مجموعة اللعب المناسبة، أو تعديل السلوك الممارس أثنـــــــاء اللعب، أو التفاوض لحل مسائل الخلاف التي قد تحدث خلال فترات اللــــــــعب، إذن الملاحظة الدقيقة ستساعد المعلم على تحديد وقت المساعدة وشكل هذه المساعـدة.

وعلى الرغم من أن تعريف مفهوم اللعب صعبٌ، يبقى التعرّفُ عليه أمراً سهـــلاً جداً، فالأطفالُ المشاركون في نشاطٍ حيويٍّ وبشكلٍ حيويٍّ أثناءَ اللعبِ، يمـــــــكن أنْ يكونوا منشغلين بأنشطة متنوعة بشكل مستقل أو مع شريك أو ضمن مجموعة، ولأن اللعب مرتبط بشكل وثيق بالنمو العاطفي والاجتماعي والمعرفي للأطفال الصغـــار؛ فهو جزءٌ مهم من البرامج المدرسية للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.
كيف نرغب أطفالنا في الصلاة ؟
لقد وضع الدين الإسلامي الحنيف قاعدة في تعليم الأبناء الصلاة ، حيث حدد سن الأمر لهم بالصلاة بسبعة أعوام ، ثم حدد سن العقاب على تركها في سن عشر سنوات ، ولكن هل معنى ذلك أن نترك الأبناء بدون أن نقدم لهم شيئاً بخصوص الصلاة إلى أن يبلغوا السابعة...؟...
إن هذه المرحلة من عمر الطفل هي مرحلة بداية استقلاله وإحساسه بكيانه وذاتيته ، ولكنها في نفس الوقت مرحلة الرغبة في التقليد ، فمنذ نشأة الطفل وهو يرى ويلاحظ ويقلد ويحاكي فعندما يرى والديه أو إخوته يصلون فهو يحاول تقليدهم.
ومن الخطأ أن نقول له إذا وقف بجوارنا ليقلدنا في الصلاة: " لا يا بني من حقك أن تلعب الآن حتى تبلغ السابعة ، فالصلاة ليست مفروضة عليك الآن " ؛ فلندعه على الفطرة يقلد كما يشاء ، ويتصرف بتلقائية ليحقق استقلاليته عنا من خلال فعل ما يختاره ويرغب فيه ، وبدون تدخلنا (اللهم إلا حين يدخل في مرحلة الخطر ) ... "
فإذا وقف الطفل بجوار المصلي ثم لم يركع أو يسجد ثم بدأ يصفق مثلاً ويلعب ، فلندعه ولا نعلق على ذلك ، ولنعلم جميعاً أنهم في هذه المرحلة قد يمرون أمام المصلين ، أو يجلسون أمامهم أو يعتلون ظهورهم ، أو قد يبكون ، وفي الحالة الأخيرة لا حرج علينا أن نحملهم في الصلاة في حالة الخوف عليهم أو إذا لم يكن هناك بالبيت مثلاً من يهتم بهم ، كما أننا لا يجب أن ننهرهم في هذه المرحلة عما يحدث منهم من أخطاء بالنسبة للمصلى .. وفي هذه المرحلة يمكن استغلال ملكة الطفل في الحفظ والترديد حيث نحاول تحفيظه بعض السور القصار مثل : الفاتحة ، الإخلاص ، والمعوذتين ...وبالتالي نحن قدمنا للطفل دورة تدريبية مبسطة عن بعض الأقوال والأفعال التي تؤدى في الصلاة ، فحين يبلغ السابعة يكون مهيأ تهيئة جيدة للقيام بهذا الركن الهام وأصبحت لديه عادة لا يستطيع تركها....
ولهذا فمنذ البداية يجب أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين- أو من يقوم برعاية الطفل- على سياسة واضحة ومحددة وثابتة ، حتى لا يحدث تشتت للطفل ، وبالتالي ضياع كل الجهود المبذولة هباء ، فلا تكافئه الأم مثلاً على صلاته فيعود الأب بهدية أكبر مما أعطته أمه ، ويعطيها له دون أن يفعل شيئاً يستحق عليه المكافأة ، فذلك يجعل المكافأة التي أخذها على الصلاة صغيرة في عينيه أو بلا قيمة ؛ أو أن تقوم الأم بمعاقبته على تقصيره ، فيأتي الأب ويسترضيه بشتى الوسائل خشية عليه.
وفي حالة مكافأته يجب أن تكون المكافأة سريعة حتى يشعر الطفل بأن هناك نتيجة لأفعاله، لأن الطفل ينسى بسرعة ، فإذا أدى الصلوات الخمس مثلاً في يوم ما ، تكون المكافأة بعد صلاة العشاء مباشرة ، وهكذا....
خاتمة:
وهكذا انتهت مرحلة هامة جداً من مراحل نمو الإنسان ، حيث ناقشها هذا البحث المتواضع من خلال أربعة فصول ، ركز الأول منها على أهمية دراسة سيكولوجية الطفولة ومميزاتها العامة ، واختص الفصل الثاني بأهم مظاهر النمو بمختلف جوانبه ، بينما جاء الفصل الثالث ملقياَ الضوء على بعض تفسيرات النظريات النفسية الحديثة لمظاهر النمو في هذه المرحلة ، وأُخْتُتِمْ البحث بفصله الرابع الذي ناقش بعض النقاط الهامة التي يجب تسليط الضوء عليها في هذه المرحلة وهي اللعب وفي مقابله الصلاة.....
أرجو من الله العلي القدير أن أكون قد وفقت في هذا العمل المتواضع ، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي...، مقدماً جزيل شكري وعميق امتناني لأستاذ المادة الدكتور/ عابد النفيعي ، ولزملائي في قاعة الدراسة ، سائلاً المولى أن ينفعنا بما علمنا وهو السميع العليم... وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد....









B

عطر الزمن
عطر الزمن
اللعب في مرحلة الطفولة المبكرة من عوالم الطفولة المغرية الممتعة عالم اللعب الذي يبدو بسيطاً للوهلة الأولى ،ولكن حين ندقق فيه نجد أن أمامنا عالم واسع ، حدوده على أطراف محيط من الغرائب والدهشة والإثارة. فهل أدركنا قيمة اللعب عند الأطفال...؟ وهل حاولنا ذات يوم أن نقف بجدية لنسأل أنفسنا أولاً ومن ثم أطفالنَا عن سر اللعب..؟ هل حاولنا أن نجد جواباً لهذا السؤال الذي نردده جميعا..؟ ، ألا وهو لماذا يلعب الأطفال..؟ حين نفعل كل هذه الأشياء بصدق، عندها نستطيع أن نقول أنَّنا قادرون على الإجابة عن كل هذه الأسئلة المطروحة. اللعب في حياة الأطفال: اللعب من المفاهيم الغامضة ، من حيث أنها تقوم على سلوك متنوع الدوافع، ويرى (سيجموند فرويد) أن اللعب محكوم بالرغبات ، ولا تتدخل فيه حقائق الواقع القاسية ، والبعض الآخر يرى فيه استجابة للتعبير، إلى غير ذلك من التفاسير؛ التي -هي بمجملها- تشكل مقاربات موضوعية لدوافع سلوك اللعب عند الأطفال. وقيل أن أفلاطون كان أول من اعترف بقيمة اللعب العلمية ، حيث طالب بتوزيع التفاحات على الأطفال في درس الحساب، أي الاستعاضة عن الأرقام المجردة بالتفاحات، فاللعبة التي تجتذب الأطفال يمكن أن تستخدم في تنمية قدراتهم المعرفية أكثر من الدروس المباشرة؛ التي يأخذ الطفل فيها موقع المتلقي ليس إلا ، فمشاركة الطفل تفتح قابلية التعلم في نفسه، وذلك لأن اللعب هو تدريب على المهارات اللازمة لحياة البالغين ، ويرتبط اللعب - باعتباره النزعة العامة لممارسة الذات- ارتباطاً وثيقاً بالمحاكاة. وتشير البحوث إلى أنِّ الأطفال يتعلمون بشكل أفضل في البيئات التي تسمح لهم بالاستطلاع والاكتشاف واللعب. فاللعب جزء مهم في برنامج رعاية الطفل ونموه، كما أنه مرتبط بشكل وثيق بتطوير السلوك النفسي والعاطفي والاجتماعي والمعرفي، لكن ما هو المقصود تماماً باللعب...؟ ولماذا اللعب مهم جداً للأطفال الصغار...؟ أهمية اللعب: للعب دور كبير في تحسين اللغةَ وتطوير القدرة الاجتماعية والإبداعية وتنمية الخيال ومهارات التفكير،ويعتبر الوسيلة الرئيسية في عملية تطور الخيال والذكاء واللغة والمهارات الاجتماعية والقدرات الحركية والحسية عند الأطفال، و الصغار منهم على وجه التحديد ، ويعتبر اللعب موحد جوهري وأساسي لخبرة الإنسان، وهذا يعني أنه عندما يلعب الأطفال ،فهم يعتمدون على تجاربهم الخاصة ذلك حين يقومون بفعل الأشياء أوحين يراقبون أفعال الآخرين، أو يقرؤون أو يشاهدون شيئاً على شاشة التلفزيون، كما أنهم يقومون باستخدام هذه الخبرات كي يكوِّنوا ألعاباً،أو يشكّلوا سيناريوهات لعب وينشغلوا بهذه الأنشطة. ويستخدم الأطفال في اللعب مهارات حركية عالية ورائعة، ويستجيبون لبعضهم بعض بشكل اجتماعي ، كم أنهم يفكرون بما يفعلون أو ما سيفعلون ، ويستخدمون اللغة كي يتحدوا مع بعضهم أو مع أنفسهم ، وغالباً ما يستجيبون عاطفياً للنشاط واللعب. أنواع اللعب: يفترض أن يكون للعب الأطفال الصغار عدةَ أشكالٍ مختلفة و مجموعـــة نماذجٍ متنوعة ، ويمكن تقسيم أنواع اللعب إلى: 1-المشاهدة: اللعب بشكل سلبي ويتم بمراقبة الأطفال أو التحدث مع أطفال آخرين منشغلين بأنشطة اللعب. 2-المستقل الانفرادي: يلعب الطفل بمفرده. 3-اللعب الموازي: ربما يكون الطفل وسط مجموعة ولكنه يبقى منغسماً في نشاطه الخاص أحياناً، فالأطفال الذين يلعبون بشكل موازٍ يستخدمون أدوات بعضهم ولكن يبقون مستقلين عن بعضهم. 4-اللعب الترابطي: يكون الطفل في هذه الحالة مشاركاً للآخرين في أدوات اللعب ويتحدث الأطفال مع بعضهم بعض ولكن دون تنسيق في أهداف اللعب. 5-اللعب التعاوني: هنا ينظم الأطفال أنفسهم في أدوار وأهداف محددة في أذهانهم، كأن يأخذ أحدهم دور طبيب والأخر ممرضاً وهكذا. دور المعلم والمعلمة في مرحلة رياض الأطفال: يساهم معلم الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة مساهمة كبيرة وله تأثير فعّال في اللعب داخل الصف ، إذ أنه يقوم بتسهيل عملية اللعب ، وذلك عن طريق تهيئة بيئــة ملائمة للعب الداخلي أو الخارجي، وتوفير الأمان بالتأكيد هو الاهتمام الأول، ويؤخذ في الاعتبار مستوى العمر وحالة النمو؛ كل هذه يجب أن يراعى في عملية تصميــم واختيار أدوات اللعب ، إذ يجب أن تعرف تعليمات الاستخدام لهذه الأدوات ، كمــــا يجب أن تكون تدابير الأمان لمعدات اللعب معروفة ، وينبغي أن تكون هــذه الأدوات ملائمة لبيئة اللعب الخارجي و متوفرة ، إذ تحتاج أدوات اللعبِ الملائمة لبيئة اللعب أيّاً كانت لفحص دائم، للتأكد من أن المعدات متينة وآمنة من أجل اللعب المتواصــل. ويسهل المعلمون اللعب بالعمل مع الأطفال لتطوير قوانين الأمان للعب الداخلي واللعب الخارجي ، فالنقاش حول الاستخدام المناسب للأدوات وحول تدابير الأمان للمشاركين على كل جهاز من أجهزة اللعب ، ذلك عن طريق أخذ الأدوار بتنظيف وتطهير الأدوات ، فهذا الأمر يقدم للأطفال المعلومات ليبدعوا أنشطة لعب جديدة ومبتكرة ، وتحتاج هذه المناقشات للاستمرار والتواصل لأن بعض الأطفال قــــــد يحتاجون إلى تذكيرٍ دائمٍ حول قوانين اللعبة والجهاز المستخدم في هذه اللعبة، ولأن مواقفَ جديدةً قد تطرأ أثناء اللعب. ومن المهم جداً أن يكون الأطفال صانعي قرار أثناء فترات اللعب، فاختيار ماذا نريد أن نلعب وأين نلعب مسألةٌ في غاية الأهمية، ومن المهم أيضاً أن نحدد الأدوار لكل لاعب، وكذلك اختيار طريقة مواصلة اللعب يحتاج بعض الأطفال لمساعدة من هم أكبر سناً -أي البالغين- في عمليــــــة اللعب أحياناً كالانضمام إلى مجموعة اللعب المناسبة، أو تعديل السلوك الممارس أثنـــــــاء اللعب، أو التفاوض لحل مسائل الخلاف التي قد تحدث خلال فترات اللــــــــعب، إذن الملاحظة الدقيقة ستساعد المعلم على تحديد وقت المساعدة وشكل هذه المساعـدة. وعلى الرغم من أن تعريف مفهوم اللعب صعبٌ، يبقى التعرّفُ عليه أمراً سهـــلاً جداً، فالأطفالُ المشاركون في نشاطٍ حيويٍّ وبشكلٍ حيويٍّ أثناءَ اللعبِ، يمـــــــكن أنْ يكونوا منشغلين بأنشطة متنوعة بشكل مستقل أو مع شريك أو ضمن مجموعة، ولأن اللعب مرتبط بشكل وثيق بالنمو العاطفي والاجتماعي والمعرفي للأطفال الصغـــار؛ فهو جزءٌ مهم من البرامج المدرسية للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة. كيف نرغب أطفالنا في الصلاة ؟ لقد وضع الدين الإسلامي الحنيف قاعدة في تعليم الأبناء الصلاة ، حيث حدد سن الأمر لهم بالصلاة بسبعة أعوام ، ثم حدد سن العقاب على تركها في سن عشر سنوات ، ولكن هل معنى ذلك أن نترك الأبناء بدون أن نقدم لهم شيئاً بخصوص الصلاة إلى أن يبلغوا السابعة...؟... إن هذه المرحلة من عمر الطفل هي مرحلة بداية استقلاله وإحساسه بكيانه وذاتيته ، ولكنها في نفس الوقت مرحلة الرغبة في التقليد ، فمنذ نشأة الطفل وهو يرى ويلاحظ ويقلد ويحاكي فعندما يرى والديه أو إخوته يصلون فهو يحاول تقليدهم. ومن الخطأ أن نقول له إذا وقف بجوارنا ليقلدنا في الصلاة: " لا يا بني من حقك أن تلعب الآن حتى تبلغ السابعة ، فالصلاة ليست مفروضة عليك الآن " ؛ فلندعه على الفطرة يقلد كما يشاء ، ويتصرف بتلقائية ليحقق استقلاليته عنا من خلال فعل ما يختاره ويرغب فيه ، وبدون تدخلنا (اللهم إلا حين يدخل في مرحلة الخطر ) ... " فإذا وقف الطفل بجوار المصلي ثم لم يركع أو يسجد ثم بدأ يصفق مثلاً ويلعب ، فلندعه ولا نعلق على ذلك ، ولنعلم جميعاً أنهم في هذه المرحلة قد يمرون أمام المصلين ، أو يجلسون أمامهم أو يعتلون ظهورهم ، أو قد يبكون ، وفي الحالة الأخيرة لا حرج علينا أن نحملهم في الصلاة في حالة الخوف عليهم أو إذا لم يكن هناك بالبيت مثلاً من يهتم بهم ، كما أننا لا يجب أن ننهرهم في هذه المرحلة عما يحدث منهم من أخطاء بالنسبة للمصلى .. وفي هذه المرحلة يمكن استغلال ملكة الطفل في الحفظ والترديد حيث نحاول تحفيظه بعض السور القصار مثل : الفاتحة ، الإخلاص ، والمعوذتين ...وبالتالي نحن قدمنا للطفل دورة تدريبية مبسطة عن بعض الأقوال والأفعال التي تؤدى في الصلاة ، فحين يبلغ السابعة يكون مهيأ تهيئة جيدة للقيام بهذا الركن الهام وأصبحت لديه عادة لا يستطيع تركها.... ولهذا فمنذ البداية يجب أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين- أو من يقوم برعاية الطفل- على سياسة واضحة ومحددة وثابتة ، حتى لا يحدث تشتت للطفل ، وبالتالي ضياع كل الجهود المبذولة هباء ، فلا تكافئه الأم مثلاً على صلاته فيعود الأب بهدية أكبر مما أعطته أمه ، ويعطيها له دون أن يفعل شيئاً يستحق عليه المكافأة ، فذلك يجعل المكافأة التي أخذها على الصلاة صغيرة في عينيه أو بلا قيمة ؛ أو أن تقوم الأم بمعاقبته على تقصيره ، فيأتي الأب ويسترضيه بشتى الوسائل خشية عليه. وفي حالة مكافأته يجب أن تكون المكافأة سريعة حتى يشعر الطفل بأن هناك نتيجة لأفعاله، لأن الطفل ينسى بسرعة ، فإذا أدى الصلوات الخمس مثلاً في يوم ما ، تكون المكافأة بعد صلاة العشاء مباشرة ، وهكذا.... خاتمة: وهكذا انتهت مرحلة هامة جداً من مراحل نمو الإنسان ، حيث ناقشها هذا البحث المتواضع من خلال أربعة فصول ، ركز الأول منها على أهمية دراسة سيكولوجية الطفولة ومميزاتها العامة ، واختص الفصل الثاني بأهم مظاهر النمو بمختلف جوانبه ، بينما جاء الفصل الثالث ملقياَ الضوء على بعض تفسيرات النظريات النفسية الحديثة لمظاهر النمو في هذه المرحلة ، وأُخْتُتِمْ البحث بفصله الرابع الذي ناقش بعض النقاط الهامة التي يجب تسليط الضوء عليها في هذه المرحلة وهي اللعب وفي مقابله الصلاة..... أرجو من الله العلي القدير أن أكون قد وفقت في هذا العمل المتواضع ، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي...، مقدماً جزيل شكري وعميق امتناني لأستاذ المادة الدكتور/ عابد النفيعي ، ولزملائي في قاعة الدراسة ، سائلاً المولى أن ينفعنا بما علمنا وهو السميع العليم... وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد.... B
اللعب في مرحلة الطفولة المبكرة من عوالم الطفولة المغرية الممتعة عالم اللعب الذي يبدو بسيطاً...
معقولة ولا وحدة قرات الموضوع لهاذي الدرجة الموضوع غير مهم ...........والله متعوب عليه .......

بصراحة انكم تحبطون الواحد ................
~*¤®§(*§ ام ريما§*)§®¤*~
جزاك الله خيرا معلومات رائعه
بالفعل في هالسن يعتبر الطفل بنك معلومات ويحب يسال عن كل صغيره وكبيره ويجب علي الام العاقله ان تهتم لاسئله اطفالها بهالعمر لو كانت بسيطه ومو مهمه حتي يشعر بالثقه في نفسه ويتجرآ يساله مره اخري..
بس صراحه اصعب شي علي الواحد انه يجاوب علي الطفل خاصه ان كانت عن((الله)) مثال هل ربي يناظرنا طيب وينه؟بعدين يسال عن كيفيه ربي وشكله و..و. الخ يجب علي الوحده برضو تثقف نفسه وتستعد لمثل هالاسئله والاجابه المثاليه لها وهي تختلف بااختلاف عمر الطفل..
الله يعيننا علي تربيه التربيه الصالحه ويجعلهم الله من حفظه كتابه ويخدمون امه الاسلام يارب العاالمين
باقي لي اخر مقال ما قريته راجعه باذن الله
شكرااااااا
:):):)
<(محد قدي)>
<(محد قدي)>
مشكووووووووووووووره جزاك الله خير معلومات رائعه