أم الفزعات جات
ما أن انتهيت من قراءتها حتى كادت تمتلئ بقشور ذلك القلم حينها تنبهت .. كان قد بدأ يظهر للقلم رأس مدبب صغير .. ربما يكفي لكتابة الرد .. نفضت القشور من على الورقة وبدأت أجرب خلفها كتابة ذلك القلم الذي ربما تركته منذ سنين الدراسة الباكرة عندما كنت ربما في الإعدادية.. حين كنت أرسم بأقلام الرصاص أشكالا كنت أراها آنذاك جميلة جدا..رسمت خلف تلك القصاصة شكلا لا ادري ما هو.. صورة عشوائية لفتاة وهي تخطو في شارع خاو..ولكن مالي ولهذا.. ؟؟ الرد.. الرد.. يجب أن أساعد تلك الفتاة.. لا أدري في هذه اللحظة لماذا غلبتني الدموع .. وانهمرت .. يا الهي .. ما أقول ؟؟ بدأت أكتب أول الحروف بسـ...أخ خ خ خ .. ورحت أغط في سبات عميق.
استيقظت صباحا لأجد منظر الغرفة يوحي بالعبثية والفوضى وكأن معركة دارت رحاها فيها ولم تمسها يد إنسان.. وضعت أدواتي بما فيها القصاصة في حقيبتي وتوجهت إلى المدرسة..وضعت الرسالة في المكان المشار إليه.. دخلت الفصل لأشرح درسي.. لحظات وتذكرت قلمي الذي نسيته بالأمس أحتاجه لأدون بعض الأسماء في دفتر الدرجات.. خرجت إلى غرفة استراحة المعلمات التي لم يكن بها غير زميلتي (منى) التي بادرتني مبتسمة بالقول:
- تفضلي تفضلي والله تمنيت مجيئك.. كنت على وشك الخروج لقد مللت الجلوس وحدي..
- ما جئت لأجلس لدي الآن حصة .. ربما بعد الحصة نجلس معا.. إنما جئت للبحث عن قلمي والحمد لله هاهو كما تركته بالأمس.

ردت زميلتي (منى) بحنان:
- لا بأس عليك .. حتى أنا الأخرى هذه الأيام كثيرة النسيان .. تصوري أني نسيت مبراة أقلامي ولكن لا أدري أين نسيتها ومتى .. وكيف؟؟..
نبض قلبي بشدة وأنا أسمعها تقول ذلك , خرجت مسرعة مخافة أن تنظر في عيوني فتفضحني النظرات ..ولكن.. لماذا أخفيت عنها أنني من تجد مبراتها ؟؟ّ لماذا لا أرد لها تلك المبراة..؟ هل .. هل... ماذا؟ لا أدري..أفكار طفولية راودتني في الفصل وأنا أتأمل وجوه تلميذاتي .. أيمكن أن تكون صاحبة القصاصة تلك واحدة منهن.. ألها حقيبة.؟؟ ترى مابها؟ آه لو أتمكن من العثور على مفتاحها وهتك أسرارها..شعرت بالإعياء قبل نهاية الحصة بقليل، ربما نتيجة السهر بالأمس جلست على المقعد غفوت.. فتيات المدرسة يتدافعن أمامي في طوابير متجهات إلى ذلك الصندوق تتقدمهن ناظرة المدرسة.. تلتقط ناظرة المدرسة تلك القصاص وتسأل التلميذات ..لمن هذه القصاصة.. قالت تلميذة صغيرة.. هي .. لي.. قالت أخرى من طابور آخر.. بل هي لي.. قالت ثالثة .. كلا كلا .. هي لي يا أستاذة.. حينها سمعت مديرة المدرسة تقول: جميعكن يكذب.. هي لي أنا وحدي..
أحببت أن أحل الأشكال و أوضح زيف ادعاءاتهن جميعا تقدمت من ناظرة المدرسة وخطفت القصاصة من يدها وأنا أقول بل هي حقي .. تدافعت طوابير الفتيات والمعلمات نحوي بطريقة غير منظمة وعشوائية .. ضوضاء وصخب.. أحطن بي من كل الجهات وكل واحدة منهن تهتف قصاصتي .. قصاصتي.. قصاصتي .. وأنا ألوح بالقصاصة بعيدا ولكن استطعن أن يهجمن علي .. لتتناول كل تلميذة من تلميذات المدرسة نتفة من تلك القصاصة وتمضي ..اقتربت مني إحداهن.. نبض قلبي بشدة.. وبشدة.. وبشدة.. حينها انتبهت .. كانت تلميذتي هدى تقول لي .. انتهت الحصة يا أستاذتي هل كنت نائمة..؟؟ أأ نت مرهقة..؟؟
اتجهت إلى غرفة استراحة المعلمات .. ربما (منى) تنتظرني .. لم أجدها في الغرفة .. كانت خاوية.. ألم أتفق معها على أن نلتقي ..؟؟ ندت مني التفاتة من خلال نافذة الغرفة الخلفية إلى صندوق المقترحات..شاهدت امرأة تقترب منه .. لم أميز معالمها نظرا لبقايا الملصقات التي كانت على زجاج النافذة, تتناولت القصاصة , تأملتها لحظة ودستها في حقيبتها.. قفزت إلى فوق الكنبة.. اقتربت من النافذة .. فتحتها بقوة.. وبسرعة أخرجت رأسي.. لأتبين من تكون.. تنبهت هي لصوت النافذة وهي تفتح .. التفتت كالمذعورة لتصطدم عيني بعينها .. حينها تجمدنا نحن الاثنتان أنا وزميلتي (منى).. نحدق في بعضينا ببلاهة واستغراب ودموع..
انتهى ذلك اليوم الدراسي ولم تنتهي وقفتنا تلك.
انتهت
مهاوي20
مهاوي20
عاد شنو مكتوب فيها
أم الفزعات جات
روعة القصة غاليتي في هذه الرسالة :27:
مسـاهير
مسـاهير
قصة جميلة ولكنها تخفي كثيراً من الأسرار

ولكن أعود لأطرح نفس السؤال الذي طرحته الأخت مهاوي

وش المكتوب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أم الفزعات جات
الحمد لله