كيف نعلـّم أطفالنا وأنفسنا الاستفادة من نشرة الأخبار اليومية !

الأمومة والطفل

كيف نعلـّم أطفالنا وأنفسنا الاستفادة من نشرة الأخبار اليومية !

هل فكرتما عزيزتي الأم / عزيزي الأب في تعليم فلذة كبدك أو نفسك (الاستفادة من نشرة الأخبار اليومية)؟

فالعديد منا يمسك يوميا بجهاز التحكم عن بعد الخاص بجهاز التلفاز (الريموت كنترول) يجوب العالم عبر الفضائيات المختلفة، كل منا ينشد ضالته صغيرا وكبيرا شابا وعجوزا .. وجميعنا بلا استثناء - إلا من رحم ربي – يمر مرور الكرام على نشرات الأخبار وما تحمله من أخبار مرعبة ومروعة في كثير من الأحيان كما لو أن شيئا لم يكن ! عجبـا لأمرنا .. ما أرانا إلا وقد وصلنا لمرحلة عجيبة تستدعي التوقف والتفكّر من تبلـّد المشاعر وبرودها .. ولكن الكيّس الفطن هو الذي يربي النفس ويؤدبها عن طريق نشرة الأخبار وهي وسيلة يومية كافية بعض الشيء لتأديب النفس وتوعيتها وأقول كيف:

بداية يجب أن نعلم ونعلـّم أطفالنا بالتحديد بأننا نعيش ملوك، فعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ". فما بالكم بجميع حياة الرفاهية التي نعيش بها الآن ! إننا والله لأغني من أغنياء المال والملوك، فبعضهم سقيم وكثير منهم لا يستطيع العيش كما نعيش بحرية وبساطة ..

علـّموا أطفالكم المفاهيم الإسلامية التالية ولا تيأسوا منهم بل تابعوهم واجعلوهم يقلدونكم ويفعلون ما تفعلون، فالأطفال ما هم إلا صنيع أيدينا نشكلهم كما نشاء وبما نشاء .. فكونوا لهم عونا .. علـّموهم ولا تضنّوا عليهم بمفاهيم ديننا الحنيف .. اجعلوهم يمارسونها بشكل يومي بل ولحظي:

- مفهوم الصبر، فنشرات الأخبار تحديدا لا تحمل لنا في معظمها سوى أخبار المصائب والكوارث وغيرها من منغصات الحياة التي باتت عنوانا لجميع نشرات الأخبار بلا منازع، علـّمي طفلك كيفية الصبر عند الصدمة الأولى – إن حلـت لا سمح الله – مصيبة به أو بعائلته ودرّبيه على تقبّلها بصدر واسع مملوء بالإيمان.
- مفهوم القضاء والقدر، فالكوارث والزلازل ما هي إلا بأمر من الرحمن وهي قضاؤه على عباده وقدره فعلـّميهم كيف يؤمنون بالقضاء والقدر ونوازله خيرها وشرّها بضرب أمثال حية من نشرات الأخبار وأحوال الناس في مختلف البلدان وخاصة أننا نعيش في الوقت الراهن كارثة سلسلة الزلازل والمد البحري الذي ضرب العديد من دول جنوب آسيا والعديد منها من المسلمين.
- مفهوم الاستغفار وطلب الرحمة، علـّميهم أن يستغفروا للمسلمين من منكوبي تلك الكوارث التي نشاهدها يوميا على شاشة التلفاز وأن يطلبوا من الله سبحانه وتعالى أن يتلطف بهم ويرحمهم.
- مفهوم القناعة، أن يقتنعوا بما أنعم الله عز وجل عليهم من نعم حرم الكثيرين منها وأهمها نعمة الايمان والأمن والاستقرار.
- مفهوم ضع نفسك مكان الآخر، درّبيهم بشكل سلس وتربوي راقٍ كيف يستغلون المشاهد التي يرونها يوميا ويضعوا أنفسهم مكان الطرف الآخر كيف سيتصرفون، اجعليها في البداية نوع من التسلية والتمثيل لإظهار ردود فعلهم وتصرفهم على الموقف الذي يشاهدونه عبر الشاشة ثم أرشديهم إلى التصرف السليم في ظل ديننا الحنيف.
- مفهوم لا حول ولا قوة إلا بالله، أن يجعلوا دوما لسانهم رطبا بذكر الله والإنابة إليه سبحانه في عليائه فما أصاب غيرنا من بلاء وجب علينا – إن شاهدنا – أن نشكر الله على تفضيلنا عليهم وعدم ابتلائنا ببلائهم الجلل.

تلك كانت بعض من المفاهيم التي علينا أن نعلـّمها لأنفسنا قبل أطفالنا والتي علينا أن نحرص على زرعها في شخصياتنا وأبنائنا ..

إبكِ أيتها الأم أمام طفلك إجعليه يرى دموعك ومدى تأثرك بما يجري في بلاد العالم الأخرى من مصائب وويلات .. إبكِ لبكاء تلك الأم الثكلى المفجوعة على ولدها الشهيد وتلك على ولدها الفقيد وغيرها على الغريق .. وتأثري أشد التأثر بكلمات من فقدوا أعزائهم وأهليهم .. فطفلك حتما من بكائك سيعرف مدى قوة الموقف الذي يشاهده عبر الشاشة الصغيرة .. الكبيرة بمعانيها وما تلقي به كل يوم وساعة إلى أعماق بيوتنا من أحداث عظام .. تخطـّت كل المقاييس بشدة ألمها وهولها ..

" الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضّلنا عليهم تفضيلا كثيرا ".

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد وخاتم النبيين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
5
610

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زعفران الجنة
زعفران الجنة
الظاهر ما احد يشوف التلفزيون .. بشاير خير !
مهى
مهى
أختي :

أنا ما اسمح لأطفالي بمشاهدة الأخبار !!! لنها تؤذيهم نفسيا وهم في سن بحاجة للحنان والشعور بالأمان !!!

ومرة ابني فشلني على الحدود السعودية و كان عمره 3 سنين او اقل بشهرين :

شاف الجندي لابس البدلة وله شوارب غليظة والشباك مفتوح وأبوه يناول الجندي جوازات السفر والا الولد يصيح لقيت صدام حسين بابا امسكه هذا صدام حسين !!!

أنا تخرعت !!! والله صرت بنص هدومي وقلت يمكن يسوون لنا شي لكن الشرطي ابتسم وقال ما شاء الله عليه .


ومن بعدها قلت هذا لسا صغير وما فيش داعي يشوف اخبار ولا يطالع شي ................. وكان كل ما رحنا مكان يقول هذا محمود عباس وهذا ( ما اذكر اسمه مقدم الاتجاه المعاكس ) وهذا مدري مين وكل ماشاف ضيف يبحث عن شبيه سياسي ..........................

والأدهى مشاهد الشهداء الفلسطينيين .................................. وانا أقول له هذا مريض يقول لي لأ ماما مات وبيصير شكله مش باين وبيصير أنفه فوق وعيونه تحت ما تعرفين الموت ؟؟

وصرت أخاف من كلامه ومنعت الخبار !!!
مهى
مهى
نسيت أقول اشياء اخرى :

من كثر ما كنت اقول لولدي حط نفسك مكانهم صار يشعر بالذنب من العيشة الحلوة اللي عايشها وصار الولد حزين وهو عمره 4 سنين !!!!! وهذا لا يجوز اختي وبطل الولد ياكل وصار كل شوي ياخذ فلوس ويتبرع باي صندوق تبرعات وبكل جمعية لازم يروح يتبرع ويدفع مثلا 10 دراهم ويقول للرجال الواقف على التبرعات اشتروا ألعاب كثير !! ووزعوها عالأولاد . اختاروا ألعاب صغيرة حتى تشتروا لأولاد كثار .


وشفت ان الولد راح يصير أكبر من سنه وقلت في طفولة لازم يستمتع فيها !!!

وقلت بمواضيع ثانية حتى قشور البيض جابها من كمن يوم يقول هذي نعمة لازم نستخدمها بشي نلونها ونعرضها !!! وانا قلت حلوة الفكرة !!!



وبصراحة احب لأولادي التوسط بكل شي !!
ضحى أحمد
ضحى أحمد
أنا مع الأخت مهى في كل ماقالته جملة وتفصيلا

لايخفى علينا أختي الكريمة زعفران قصدك الطيب وانك تقصدين الاستفاده من نشرة الأخبار بشكل ايجابي بدلا من تركها تمر مرور الكرام .. نعم اؤيدك في ذلك إن كانت مشاهدة الطفل عابرة وبصورة عفوية فنعم .. احدثهم بمثل حديثك واذكرهم بنعمة الله و و و و كل هذا لالهيهم عن ماشاهدوه مع حرصي التام على عدم تكرار هذه المشاهدة إلا بالصدفة.. اما ان انادي طفلي لأجبره على مشاهدة جثث وقتلى ودم ودمار مما لااستطيع انا شخصيا مشاهدته فهذا قتل لطفولته يكاد يقترب من حدود الجريمة..

ولماذا نفعل ذلك؟ إن احتجت ان تخبريه بأهمية شكر الله أو الإيمان بالقضاء والقدر أو أو أو فيكفي جدا أن تذكري له ماتريدين ذكره مضيفه ان هنالك أطفال مثله في مكان ما بالعالم لايملكون مايملك ويحتاجون إلى مايظن هو انه بلاقيمة .. ولست بحاجة إلى الإستشهاد بنشرة الأخبار لإثبات ذلك فالأطفال عامة لديهم ثقة عمياء في كل مايقوله الوالدان ولهذا فلست بحاجة إلى دليل ليؤكد صدق كلامك أو ليؤكد المعنى الذي تريدين توصيله فطبيعة علاقته بك كفيلة وحدها بذلك

اقول لك كلامي هذا بعد ان مضى علي الآن حوالي ثلاث سنوات لاأشاهد بها قنوات الاخبار مطلقا إلا مجبرة أن كان زوجي يفعل ذلك وغالبا ماتكون هذه المشاهدة لأمر بعينة أو بحثا عن خبر محدد وفيما عدا ذلك .. مقاطعة تااامة..

اخترت ان افعل ذلك بعد ان كنت قارئة جيدة جدا للصحف ومتابعه جيدة للاخبار بل وكاتبه مقالات سياسية ايضا .. قاطعتها هكذا ببساطة لاني اشعر باحباط لامثيل له بعد كل مشاهدة للنشرة .. وليت الأمر يقتصر على الإحباط بل يمتد لشلل عام يزهدني في القيام بأي عمل ايجابي ولو كان الإبتسام.

انظري لمشاعرك وقبل وأثناء وبعد مشاهدة الأخبار .. هل تحبينها؟.. لماذا تريدين ان يمر أطفالك بمثل هذه المشاعر شديدة القساوة .. هل ليشكروا الله على النعمة؟هنالك الف طريقة لذلك غير ان نسلبهم نعمة الراحة.. هل ليتعلموا حقائق الحياة؟ ليست الحياة هي ماتصوره نشرة الأخبار بل تصور جانب من ألف جانب .. وللأسف تختار الجانب الأقسى دائما.

ثم ان بالنشرة جانب في غاية الخطورة يتجاوز مشاهد القتل والعنف ألا وهو مساسها بالعقيدة .. كيف تظنين أن طفلا قد أعتاد مشاهدة نشرات الأخبار بما تحتويه لصور مسلمين مقتولين أو مذبوحين أو مردومين تحت منازلهم ومن كان منهم حيا ظهر بملابسه الرثة وشعره الأشعث ليصرخ بصوت غير مفهوم بأنهم كمسلمين مضطهدين على اختلاف مواقعهم أو بلدانهم .. هل تظنين ان مثل هذا الطفل سيفخر يوما بكونه ينتمي إلى هؤلاء الذين تزدريهم الأعين قبل الأنفس؟

ربما لاتتأثر عقيدتك كبالغة بمثل هذه المشاهد لكن طفلا لم تتشكل أفكاره بعد ولم ترسخ في نفسه أي مبادئ لابد سيتمنى مع الوقت لو لم ينتمي إلى هؤلاء القوم يوما من الأيام ..

هل تريدين بعد كل ذلك ان يشاهد أطفالنا الأخبار؟
زعفران الجنة
زعفران الجنة
حبيباتي في الله .. مهى وأم عتريسة

أولا شكرا لمروركما الكريم ومشاكتكما في الموضوع ..
ثانيا كل ما طرح من قبلكما أؤيده وبشدة ولا مجال لمناقشته ..
ولكن اسمحا لي:

يقصد بمعنى "طفل" هو من لم يتجاوز الخامسة عشر على أبعد تقريب وهذا في ديننا الاسلامي .. وليس بالضروري ان يشاهد ولدك أو ولدي البالغ من العمر اقل من عشر سنوات نشرات الاخبار .. هذا لم يكن قصدي ..
كان القصد من هم اكثر من العاشرة ..
فالأطفال الذين تعدوا سن العاشرة وما فوق قد نضح الحس الاعلامي لديهم .. فأيامهم ليست كأيامي وأيامك .. بل تغيرت وتبدلت مفاهيم كثيرة ..
نحن لا نجبرهم على مشاهدة نشرة الاخبار ولكن -إن هم مروا عليها - ولفتت انتباهم لماذا لا تستوقفهم .. دعيها تستوقفهم واشرحي وإن أنت لاحظت ما قد يشوش على أفكار طفلك ذيك الساعة لا تخليه يشوفها ..
ولكن سؤالي بالمقابل:
لماذا نسمح لهم مشاهدة المسلسلات الهابطة والافلام التي تتضمن - لا اقول مشاهد او لقطات ممنوعة - ولكن على الاقل جمل وكلمات ومشاهد من غير اللائق لأطفالنا أن يشاهدوها .. لماذا نسمح لهم بالتسكع مع أقرانهم في الاسواق أبحجة الترفيه وقتل الوقت فيما لا يفيد ؟! عجبا .. نرضى لهم بمشاهدة الافلام والمسلسلات والافلام والرسوم الكرتونية التي لم تعد كرتونية بمعانيها وكلماتها .. بل جميعها يحتوي مشاهد الحرب والقتال ! لماذا نسمح لهم بهذا ونمنع عنهم ذاك ؟؟
وجهة نظركما سليمة مائة بالمائة ولكن ما الذي تسمحون لهم بمشاهدته بالمقابل ؟؟
قد تكونان انتما من الأمهات الواعيات اللاتي لا يرضين إلا بمشاهدة كل ما هو مقبول اسلاميا .. ولكن الغير .. وما ادراكِ ما الغير ؟؟؟ لا يأبهن ولا يعرن أي انتباه لأي مما يشاهده الطفل ..
أخواتي في الله ..

إننا لا نعيش عصري وعصرك .. وما ربونا امهاتنا وآبائنا عليه بل نعيش عصرا مغايرا للواقع تماما .. نعيش عصر العولمة (بالتأكيد تعرفنه) .. ومن نتاج العولمة ونحن لا نعي هي أننا لا نرى ولا نريد لأطفالنا أن يروا ما يجري كي لا يفور الدم ولا يغلي في عروقنا أسفا وحسرة على عروبتنا وديننا الذي ضرب بها عرض الحائظ .. وما السبب ؟؟ سوى أننا لا نريد لهم أن يروا الدماء .. لا نريد لهم أن يروا الاشلاء .. دعيهم لا يرونها ولكن بطريقة اخرى حسسيهم بما يدور من حولهم وما المؤامرات التي تحاك ضدهم .. أو ليسوا هم جزءا من هذا المجتمع الاسلامي ؟ أوليسوا من الأجيال القادمة المنتصرة بإذن الله ؟؟ اذن كيف يكون التدريب ..؟ كيف تكون النهضة والرفعة لنا ؟؟
قد اكون خرجت عن إطار الموضوع ؟؟ ولكن في عصرنا الحالي بات التلفاز هو (الداء) والوسيلة الوحيدة الرابطة بين الحق والباطل بين الماضي والمستقبل بين ما نريد وما الاخرين يريدون بين كثير من المفاهيم التي حرموا اطفالنا وبدورنا نحن كذلك نحرمهم منه .. إننا نبني اجيالا .. فكيف سنربيها؟ ..
أقول واختصارا لحسرة بقلبي:

داوها بالتي كانت هي الداء .. واللبيب بالاشارة .. يفهم !

وجزيتما من الله كل الخير ..

اختكما . زعفران