عطاء

عطاء @aataaa_1

عضوة شرف في عالم حواء

***شراب حلوٌ....يورث الشرق***

الأدب النبطي والفصيح

كانت تتردد في ذهني ...عبارة قرأتها قديماً لابن القيم رحمه الله....

(( شراب الهوى حلوٌ لكن يورثُ الشرق))..

((شراب الهوى حلوٌ لكن يورثُ الشرق))..

(( شرابُ الهوى حلوٌ لكن يورث الشرق))..

عجزَ الفكرُ أن يصلَ إلى هذه الحقيقة الواضحة التي وصل إليها ذلك العالم الرباني..
إلا أنّه وصلَ إلى جُزء ٍ من الحقيقة الساطعةالتي لايختلف عليها إثنان .

.وهي أنّ الهوى حلوٌ,,
حلاوة... حسية ومعنوية...يجدها كل من يملك وجداناً وشعوراً...
و له حلاوة يجد ذوقها أحدنا في قلبه كما يجد حلاوة الشهد في فمه.قطرةً قطرةً...
.... بل أعظم من ذلك!!
فالقلب حين يذوق تلك الحلاوة تتبعه الجوارح في المتعة الناشئة من ذلك الوجد..
فيتجه الملك برعيته... ويسوقها نحو داعي الهوى سوقاً.. فتنصاع لأمره..مذعنة راضية
...... ليزداد الكل إغراقاً في ذلك الشعور المولود.

يالحلاوة تلك المشاعر التي تتولد داخلك.. حين يهوى فؤادك شيئاً...تشعر بحلاوة الكون من حولك تشاركك وجود تلك اللحظة..يكاد فؤادك يطير فرحاً..بل يكاد يبلغ الشعور الماتع ذروته
حتى تكاد تظن أنك قد استحلت في لحظة... قلوباً صغيرة نابضة تسمع قرعها في أذنك..فكأنها
تلح طرقاً على جدران الشعور العاري..ليتجه بكليته نحو مايهوى ويريد...
ويحلق الفؤاد دونما جناح ..فيخف الجسد ..وتنشط النفس لتحقيق مرادها..فتكون نفوساً في
نفس ...وعزائم في عزيمة.. وقوىً خارقة لاتعرف اليأس..بل تكاد تخترق كثافة الجسد لتنفذ بقوة
إلى كل عرقٍ نابض ..فتستحيل أنت أنت..ريشةً..خفيفة..تحملها النفس على بساط الريح لتريها ألواناً للكون لم ترها..فتستبدل ذلك اللون الرمادي الكئيب...بألوانٍ أخرى يعرفها من شرب من كأس الهوى وذاق ووجد حلاوته...
والمتعة الناشئة عن ذلك الشعور تلون الكون بفرشاة قرمزية اللون...
ألواناً ليست بالألوان التي اعتادهاالبصر.أو ألفها...فيغيب التمييز..وتنساق النفس نحو المحبوب لتظفر به ولو لاقت حتفها في ذلك....
وتزداد القوة الدافعة إلحاحاً عليك حين ترسم لك فرشاةالهوى على صفحة الكون.. قطرة الشهد وهي تسيل.قطرة..قطرة. لتستقرعلى صفحةالفؤاد برودة تنفذ إلى الأعماق فيذوب القلب
وجداً وذوقاً...

يااااااااااااااه...ما أحلاه من شعور..!!

ألم نقل منذ البداية.....(( أنّ شراب الهوى حلوٌ))
لكننا نغفل عن شطر الحقيقة المؤلم والمزعج ونصم عنه الآذان ونحبس العقل عن
إدراك عاقبته..

وهو أنه..........
(( يورث الشرق))...

(( يورث الشرق))..

والشرق حالة مزعجة.. قاطعٌة للمرء عن لذته..معكرةٌ صفوأُنسه..مكدرة عذب مائه...
ترى كيف يقطع الشرق المرء عن لذته ...؟؟!!

ألا تشعر أنك منزعج لتلك العبارة القاطعة عن المتعة..!!؟؟

(( يورث الشرق))

فمهما كانت تلك اللذة عظيمة ....فإن حشرجة وغصة تذهب متعتها..
وتقطع لذتها..إن لم تكن تلك الحلاوة سبباً للهلاك..
ومن نظر في العاقبة ....
أحضر دولة العقل فاكتسح ظلمةالهوى...وبدد سطوته..وأضعف سلطانه.. ليخر صريعاً...
على أعتاب الحقيقة الصادقة..
ولايكون ذلك إلا بعزيمة صادقة....

يخالف فيها أحدناهواه..
..إذ أنه داءٌ ودواؤه مخالفته..

فمنا من أبحر بمركبه فشق عباب بحرٍ متلاطم الأمواج لايدري أنه سيلاقي منيته..
ومنا من أوثق قدميه بميثاق الصدق.. فلم تغادر قدماه شطّ الأمان بل حُبستا حيث وقف..
وصاحبه ..يلوّح له من بعيد.. وهو نشوانٌ..في سكرته سادر...ويناديه لحاقاً بي..إذ علته
موجة...فألقته بعيداً....

ترى كم مرة نمر بهذه التجربة ونتجرع مرارة الحقيقة الساطعة..؟؟!!
فلمَ لانفقه الدرس..ونقف على أطلال الذين هووا.....فهووا ..!!

**** إضـــــــاءة****
قال عبدالملك بن قريب : مررت بأعرابي به رمدٌ شديد , ودموعه تسيل على خديه
فقلت: ألا تمسح عينيك ؟ قال : نهاني الطبيب عن ذلك , ولاخير فيمن إذا زُجر لاينزجر
,وإذا أمر لايأتمر , فقلت: ألا تشتهي شيئاً ؟؟
فقال: بلى , ولكني أحتمي , إنّ أهل النار غَلبت شهوتهم حميتهم فهلكوا..
6
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

optics
optics
اختي الغاليه عطاء ...
وصف دقيق في منتهى الروعه والصدق ....
لاشلت يمينك ولاعدمت منها واحتنا الفواحه بتواجد أريجك الشذي ....
الف تحيه لكِ ياغاليه.....
زهرةالايمان
زهرةالايمان
ياإلهي كلمات رائعة رائعة ووصف أروع لحال الحب الدنيوي
فعلاً تعبيرك غاية في الدقة وقد لمست ذلك من خلال أناس رأيت أحوالهم مع الهوى عن قرب حيث يكتوون
بناره ويذوقون لوعاته ويتجرعونها برضى مادامت من ثمرات الهوى
وقد كنت ألومهم وأقول بالفعل لايجتمع حب وعقل فيجيبون : لو ذقتِ كأس الهوى لعذرتنا
فأحمد الله أن حماني منه ووجه قلبي إليه حيث إن المحبة السليمة تتجلى بحب الله واتباع رسوله
{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }
سكارلت
سكارلت
(( شراب الهوى حلوٌ لكن يورثُ الشرق))..

ما أبلغه من تعبير !!!

كم هو رائع أن يحقق الإنسان التوازن في مشاعره

فلا ينجرف معها ويكون كالمأخوذ مسلوب الإرادة والبصيرة

فيطيعها وينساق وراءها دون تريّث , فتورثه الضلال والندم

ولا يقمعها ويسجنها خلف أسوار قلبه فتعذبه وتصهر روحه



عطاؤنا الغالي

تقبلي إحترامي وتقديري لقلمك الوضّاء وفكرك السّامي

لا عدمناك
بحور 217
بحور 217
الهوى هوان ذهبت نونه

قول قديم حفظته فلم أنساه

لكن المرء قد تغريه الحلاوة فيظن أنه يشذ عن القاعدة

ولا يوقظه غير الشرق !!!

كم هو جميل أن يعترف الإنسان بضعفه

ويسلم بأن له قلب يخفق فيحب وقد يهوى

أن يمر بتلك المشاعر اليت وصفت في كلمات العطاء

لكن الجميل أن يتوقف حيث يتجب عليه ذلك

وأن يضع لإنسانيته وعبوديته لله أسمى المواضع

فيترفع ويتعالى ويحب ايضا ولكن لايهوى



بورك العطاء يا عطاء :24:
توستا
توستا
تقبلي إحترامي وتقديري لقلمك الوضّاء وفكرك السّامي

لا عدمناك