شهر العبادة وليس الإسراف
يومان ويحل شهر الخير والعبادة والإحسان.. شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.. شهر تصفو فيه النفوس المؤمنة.. وتطهر فيه القلوب من كل أدران الضغينة وتتسامى فيه الضمائر عن الغش والخديعة وكل النقائص.
وإذا كنا نستقبل هذا الشهر بفرحة المؤمن على صيامه وقيامه وتلاوة كتاب الله المبين.. إلا أننا نتسابق قبل حلوله بهدر مالي كبير.. حيث يتجه غالبية الناس إلى الأسواق والسوبر ماركات الكبيرة.. ونحمل ما تعارفنا عليه مقاضي رمضان وكأنه شهر نجوع فيه.. ونأكل من خيرات الله ما تمتلئ فيه بطوننا وقد نسينا أنه شهر خير وعبادة، نأكل فيه أقل ما نأكله في الشهور الأخرى.. اسألوا أنفسكم عن مقاضي رمضان في السنوات الماضية هل أخذت طريقها إلى بطونكم؟، أم إلى سلال الضياع والتلف؟.
ثم حكموا عقولكم لماذا نهدر أموالنا في مقاضي رمضان تضيع هباء ونحن أحوج ما نكون لصرفها في مكانها الصحيح.. رمضان ليس شهر المباهاة والتقليد في مقاض نجلبها ولا نستهلكها، نشتريها بالكثير من المال ونخسرها بالقليل من الاستهلاك، استقبلوا شهركم الكريم بالعبادة والأعمال الصالحة وأنفقوا أموال مقاضي رمضان في دروب الإحسان صدقة وزكاة ومساندة لكل الفقراء والمساكين والمعوزين.
وفروا جيوبكم عن هدر يضيع فيه المال بلا حاجة فعلية وترفعوا عن البذخ المفرط في موائد رمضان تجوعون فيها بعيونكم وتشبعون فيها بقليل طعامكم.
اللهم بلغنا رمضان وبارك فيه صيامنا وقيامنا.. آمين.