إلى عشاق الجنان..سلسلة سُبل حفظ كلام الرحمان (1)

ملتقى الإيمان


كم يسعدني أن أكتب هذه السلسة التي أسأل الله أن تكون خالصة لوجهه الكريم

وأن يعينني وإياكم على حفظ كتابه والعمل به..آمين
عرفوه بالأوصاف فامتلأت قلو= بهمُ له بالحب والإيمـــــــــان
فتطايرت تلك القلـوب إليه بالـ = أشواق إذ ملئت من العرفان
وأشــدهم حـــــــــباً له أدراهُمُ = بصفاته وحـــــقائق الــــقرآن
وسنبدأ بالبحث عن كل ما يتعلق بحفظ القرآن والأمور المعينة على ذلك وسيكون
هذا الموضوع هو الأول ويحمل عنوان
:
حفظ القرآن وتعاهده
لم أستطع أن أحافظ على قراءة القران وحفظه، وقد جربت أكثر من مرة فأخفقت آمل التوجيه في أن أكون من المتعاهدين للقران ومعرفة معانيه.مأجورين على إجابتكم.

أخي الكريم _يسر الله أمره_
وصف الله _سبحانه_ القرآن بقوله: "بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ" (العنكبوت: من الآية49).
والقرآن هو مصدر التلقي عند الأمة، ولنا في رسول الله والسلف الصالح أسوة حسنة في حفظه ومراجعته، وقد يسره الله للناس كلهم "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ" (القمر: من الآية17)، ويكفي أن حملته هم أهل الله وخاصته، كما رواه ابن ماجة.
وأمر الرسول بتعاهده فقد قال : " تعاهدوا هذا القرآن فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها " رواه مسلم،
وحافظه حريّ أن يغبط "انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً" (الإسراء:21)، وصاحبه مقدم في الإمامة والإمارة وفي القبر، والقرآن مهر للصالحات من المؤمنات في الدنيا، وشافع في الآخرة، وبه النجاة من النار، ورفعة الدرجات في الجنة وحافظه مع السفرة الكرام البررة، والحرف بحسنة والحسنة بعشر، وهو "حجة لك أو عليك" كما في مسلم، وفيه شفاء.
أخي الكريم إليك عدة نقاط تساعدك على حفظ ومراجعة وضبط القرآن الكريم :
1- اجعل القرآن هدفك الأول وكل شيء يساعدك على تحقيقه ابذله، لا أن يكون وقت فراغك فقط.
2- ضع برنامجاً، ويكون:
أ- عملياً.
ب- واقعياً لا مثالياً، فالنظري لا يزيدك إلا بعداً إذا لم يكن له حظ من الواقع.
ت- متدرجاً، وخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
3- عليك بالمتابعة والاستمرار "الديمومة" فمن سار على الدرب وصل.
4- كن عالي الهمة وصادق العزيمة.
5- ابحث عن مساعد لك كشيخ تقرأ عليه، أو زميل تراجع معه، ولا يكن ارتباطك به دائماً، بل ضع لك برنامجاً آخر مستقل.
6- حاول أن تكون إماماً سواء في كل الفروض وهي مساعدة ومجربة، أو في صلاة التراويح في رمضان ففيها دافعيّة قوية للضبط والمراجعة.
7- احرص على الاستماع الدائم لأشرطة القرآن وبخاصة التي تراعي أحكام التجويد مع وضع برنامج حتى تختمه سماعاً.
8- احذر من الكسل والفتور وإن حصل شيء من ذلك ثابر واجتهد وحاول ولا تخف من الفشل فهو بوابة النجاح.
9- ليست العبرة – دائماً- بالكثرة وإنما بالوصول للهدف في أقرب فرصة من غير خسائر ممكنة.
10- خذ أحد التفاسير الميسرة لتساعدك على التدبّر وارسم لك منهجاً بحسب ظروفك وتوجد مصاحف على أطراف الآيات تفسير مختصر لها و_بإذن الله_ ستساعدك على حفظه وفهم معانيه.
11- اختر الوقت المناسب وخاصة إذا كان الجو هادئاً في مكان مناسب كالمسجد بعيداً عن الملهيات والمشغلات، وتكون مستجمع الذهن، ومن الأوقات:
أ- وقت السحر إذ هو وقت سكينة وخشوع.
ب- بعد صلاة الفجر إلى طلوع ا لشمس.
ت- القراءة من المحفوظ وفق ترتيب معين في الصلوات المفروضة والنافلة.
ث- بين الأذان والإقامة..
ج- استغلال الطريق وأنت ماشياً أو راكباً.
ح- يوم الجمعة.
خ- قبل النوم.
12- اقرأ سير العلماء وكيف حافظوا على القرآن وتعاهدوه وطريقة ختمهم له.
13- أكثر من الدعاء بأن يوفقك لحفظ كتابه وتثبيت ما حفظ منه في الصدر.
14- ابتعد عن المعاصي والآثام.
15- اجعل لك نسخة ويكون رسمها واحداً بحيث تضبط الحفظ، فالاستظهار يعتمد على ثلاث:
أ- الذاكرة السمعية.
ب- الذاكرة البصرية.
ت- الذاكرة الذهنية.
16- اعلم أخي أن القرآن أنزل ليُعمل به فعلى أهمية حفظه لا بد من العمل به، والرسول كان خُلُقه القرآن.
نسأل الله أن تكون من حفظة كتابه، العالِمين والعاملين به وأن يرزقك الشفاعة يوم القيامة، وأن تكون في الدرجات العُلا.
9
576

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

$الفصول الاربعه$
جزاك الله خير
نسال الله ان نكون من اهل الجناااان
ورده الجوري
ورده الجوري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اختي الغاليه... جمان
هلاومرحبا فيك معنا
حياكِ الله وبياكِ

جزاك الله كل خير ووفقك لما يحبه ويرضاه ونفع بك الاسلام والمسلمين.

محبتك في الله
ورده الجوري
:26:
جمـان
جمـان
جزاك الله خير نسال الله ان نكون من اهل الجناااان
جزاك الله خير نسال الله ان نكون من اهل الجناااان
وإياكِ يالغاليه..آمين
جمـان
جمـان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اختي الغاليه... جمان هلاومرحبا فيك معنا حياكِ الله وبياكِ جزاك الله كل خير ووفقك لما يحبه ويرضاه ونفع بك الاسلام والمسلمين. محبتك في الله ورده الجوري :26:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اختي الغاليه... جمان هلاومرحبا فيك معنا حياكِ الله...
الله يحييكِ ويبارك فيك..وأياكِ ..آمين
جمـان
جمـان
فضل تلاوة القرآن وحفظه
القرآن الكريم كتاب الإسلام الخالد، ومعجزته الكبرى، وهداية للناس أجمعين، قال تعالى: { الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور } (إبراهيم:1) من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم. فيه تقويم للسلوك، وتنظيم للحياة، من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن أعرض عنه وطلب الهدى في غيره فقد ضل ضلالاً بعيداً .

وتلاوة كتاب الله من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال تعالى: { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور } (فاطر:29) وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ) رواه مسلم .

والقرآن مأدبة الله لعباده، ورحمة منه للناس أجمعين، وقد صح عند الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: "ألم" حرف، ولكن "ألف" حرف، و"لام" حرف، و"ميم" حرف ) .

وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن ورغب فيها، فقال: ( تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه، وعليكم بالزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو فرقان من طير، تحاجَّان عن أصحابهما، وعليكم بسورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة ) رواه مسلم .

وبشَّر صلى الله عليه وسلم قارئ القرآن بأنه مع السفرة الكرام البررة فقال: ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) متفق عليه. وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال: ( يُقال لقارئ القرآن: اقرأ وارقَ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) رواه أبو داود و الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح .

وكان من وصيته صلى الله عليه وسلم لأمته عامة ولِحَفَظَة كتابه خاصة تعاهد القرآن بشكل دائم ومستمر، فقال: ( تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلُّتاً من الإبل في عقلها ) رواه مسلم . ولو تأملت - أخي الكريم - في قوله صلى الله عليه وسلم: ( تعاهدوا هذا القرآن ) لأدركت عِظَمَ هذه الوصية، ولعلمتَ أهمية المحافظة على تلاوة كتاب الله ومراجعته، والعمل بما فيه، لتكون من سعداء الدنيا والآخرة .

وقد جاء في السنة استحباب ختم القرآن في كل شهر، إلا أن يجد المسلم من نفسه نشاطاً فليختم كل أسبوع، والأفضل أن لا ينقص عن هذه المدة، كي تكون قراءته عن تدبر وتفكر، وكيلا يُحمِّل النفس من المشقة مالا تحتمل، ففي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اقرأ القرآن في شهر، قلت: أجدُ قوة، حتى قال: فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك ) ثم قال عمرو بعد أن أدركه الكِبَرَ: ( فليتني قبلتُ رخصة رسول الله ) .

وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم، قوله: ( يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دُووم عليه وإن قَلَّ، وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملاً أثبتوه ) رواه مسلم . ومعنى "أثبتوه" كما قال النووي : أي لازموه، وداوموا عليه .

فتنبه لذلك - أخي الكريم - ولا تكن من الذين يهجرون كتاب الله، ولا يذكرونه إلا في مواسم معينة، ولتحرص كل الحرص وأنت تتلو كتاب الله أن تستحضر نية الإخلاص لله سبحانه، وأن تكون على حالة من الخشوع والوقار، لأنك تتلو كتاب رب العالمين. وقد كان من وصية بعض أهل العلم لولده قوله له: ( اقرأ القرآن وكأنه عليك أنزل ) .

وأخيراً يا أيها الآباء ويا أيها الأمهات ويا أيها المربون، استوصوا بالأجيال خيراً، نشئوها على حب كتاب ربها، علموها العيش في رحابه، والاغتراف من معينه الذي لا ينضب، فالخير كل الخير فيه، وتعاهدوا ما أودع الله بين أيديكم من الأمانات، بتربيتها تربية قرآنية، كي تسعدوا في الدنيا قبل الآخرة، فما هانت أمة الإسلام إلا بهجرها لكتاب ربها وبعدها عنه. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وحبِّب أبناءنا تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، آمين .