om naser_64
om naser_64
اللطيف

اسم اللطيف له معانٍ كثيرة ، أحد هذه المعاني أن الشيء الصغير الذي لا يُحس به لصغره يسمى لطيفاً ، يعني مثلاً ائتِ بين يديك جهاز راديو ، أدر مؤشره إلى إذاعة من الإذاعات، تستمع إلى نشرة الأخبار ، فالكلام أين هو ؟ إنه موجودة في الجو المحيط ، وبهذا الجهاز اللاقط التقطها ، فهل تستطيع أن ترى بعينك موجات الإذاعة ؟ لا تراها بعينك ، ولا تسمعها من دون جهاز استقبال ؟ وهل لها وزن ؟ لا ، وهل لها رائحة ؟ لا ، إذاً موجات الإرسال لطيفة ، وموجودة ، والدليل استماعك للجهاز الذي بين يديك ، فإذا أزحت عنك الجهاز فإنك لا ترى شيئاً ، ولا تسمع شيئاً ولا تشم شيئاً ، إذاً هذا الإرسال موجود ولكن بلطف ، وسأُقرّب الأمثلة لأفهام القراء الكرام :

الإرسال موجود لكن بلطف ، والهواء موجود لكن بلطف ، أما الهواء إذا تحرّك بسرعة تزيد عن ثمانمائة كيلو متر في الساعة ، فهذا الإعصار لا يُبقي شيئاً على سطح الأرض ، وقد قرأت عنه في أمريكا بأن إنساناً هناك له فيلا ، أي دار فخمة جداً ، وله سيارة من الوزن الثقيل وأصاب هذه المدينة إعصار ، فعثر على محرك سيارته بعد خمسة كيلو مترات من داره ، ولم يجد لا للدار ولا للمركبة أي أثر ، وهذا نتيجة حركة الهواء ! أما إذا سكن فلطيف جداً ، إذ لا تراه بعينك ، وليس له رائحة ، ولا صوت ولا حِس .

إذاً معنى اللطيف بالمعنى اللغوي الشيء الصغير الذي لا يُحس به لصِغره ، و هذا الشيء الصغير الذي لا يُحس به لصِغره يُسمى لطيفاً ، وهذا الماء ، لو أخذت منه نقطة من الكأس ووضعتها تحت المجهر ، وكبَّرْت النقطة مئات المرات لرأيت فيها عشرات بل مئات بل ألوف الكائنات الحية ، بينما يبدو أمامك ماء صافياً عذباً فراتاً رائقاً . لكن الكائنات التي فيه غير الضارة ، وهي كائنات لطيفة ، وما معنى لطيفة ؟ أي هي من الصِغر بحيث لا تراها من لطفها، فهذا معنىً من معاني لطيف .
يعني كلمة لطيف ، أن الله عز وجل من اللطف بحيث لا تراه ولا تسمعه ولكن تراه بعقلك ، وهذا أحد المعاني لكلمة لطيف ، لهذا جاء في الحديث الصحيح :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ : الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ ، قَالَ : مَا الإِسْلامُ ؟ قَالَ : الإِسْلامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ ، قَالَ : مَا الإِحْسَانُ ؟ قَالَ : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ .

" اللهم اجعلنا نخشاك حتى كأنا نراك "
إذاً إذا قلت الله لطيف يعني الله عز وجل لا يشغل حيّزاً وليس له جهة ، ولامكان ، ولا زمان ، وليس بجسم ولا صورة ، ولا متبعّض ولا متجزّئ ولا متحيّز ، إلى آخر هذا التعريف .

إذاً : اسم اللطيف من أسماء التنزيه ، فهو معك لكن بلا شعور، لا تُدرِكُه الأبصار لأنه لطيف وهو يُدرِك الأبصار ، رآك ، والدليل الصارخ : مع كل واحد منكم دليل .


وبعد ، فكم من مصلٍ يقول : سَمِعَ الله لمن حمده ، فهل عرفت معناها ، يعني يا عبدي أنا أسمعك ، فاحمدني ؛ فإن قلت : سمع الله لمن حمده ، فأنا أسمعك وأصغي إليك ، .. أين هو ؟ فلذلك إذا صليت فاعلم أنك بين يدي الله عز وجل ، والسيدة عائشة تقول كان النبي يحدثنا ونحدثه، يجالسنا ونجالسه ، فإذا حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه ، وهذا ما يجب أن يكون عليه كل مسلم .


اللطيف هو العالم بدقائق الأمور وغوامِضِهِا ويُقال فلان لطيف اليد إذا كان حاذقاً في صنعته ، ومهتدياً إلى ما يشكل على غيره ، وعلى هذا التفسير يكون الله لطيفاً بمعنى عليماً .

و قد تفهم الأمر بشكل ظاهري لا بخباياه ، ولا بخلفياته ، ولا بتحليلاته العميقة ، ولا بالدوافع الخفية لهذا الأمر ، فالإنسان كلما ارتقى عِلمُه يفهم البواطن ويفهم السِرّ ، و مابين السطور ، بل يفهم الدافع الحقيقي

فالذي يعلم بواطن الأمور ودقائقها وخفاياها ، ومؤدياتها ومضاعفاتِها وما ينجم عنها وما أساسها ، وما سِرُّها ، وما أسبابها الحقيقية هو اللطيف هذا معنى ثان ، يعني اسم اللطيف هنا بمعنى الذي يعلم كل شيء مهما دق وخفي .

فحجر في الطريق يمكن أن تكون تحته نملة صغيرة ، ولها سراديبها و قوتها و مؤونتها .

وفي البحر بين طرطوس وأرواد عشرة كيلو مترات فكم من السمك هناك وما أنواعها ؟ إنك لا تعرف ، أما الذي يعلم كل شيء ومهما دقَّ ومهما جلَّ فهو الله عز وجل ، فاللطيف هو الذي يعلم دقائق الأشياء .

اللطيف هو البَرُّ بِعِبَادِه الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون ، ويهيّء مصالحهم من حيث لا يحتسبون ، فاليوم حر شديد مثلاً ، فربنا عز وجل يهيّء لأهل هذه البلدة إنضاج فاكهتهم ، وهم لا يعرفون ، وبعد شهر ترى هذه الفاكهة معروضة في الأسواق بوضع جيد وجميل وطعم طيب ولذيذ ، فمن أنضج هذه الفاكهة طَوَال هذه المدة ؟ الله عز وجل ، إنه لطيف بعباده ، فساعة حر ، وساعة برد ، وساعة ماء غزير ، وساعة ماء قليل ، وأنت لا تدري فاللطيف بعباده هو البَرُّ بهم والذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون ، ويهيّء مصالحهم من حيث لا يحتسبون ، ومن قول الله عز وجل : " اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ " ومنه يأتي المعنى الثالث أي البر بعباده .


اسم اللطيف له معانٍ كثيرة ، أحد هذه المعاني أن الشيء الصغير الذي لا يُحس به لصغره يسمى لطيفاً ، يعني مثلاً ائتِ بين يديك جهاز راديو ، أدر مؤشره إلى إذاعة من الإذاعات، تستمع إلى نشرة الأخبار ، فالكلام أين هو ؟ إنه موجودة في الجو المحيط ، وبهذا الجهاز اللاقط التقطها ، فهل تستطيع أن ترى بعينك موجات الإذاعة ؟ لا تراها بعينك ، ولا تسمعها من دون جهاز استقبال ؟ وهل لها وزن ؟ لا ، وهل لها رائحة ؟ لا ، إذاً موجات الإرسال لطيفة ، وموجودة ، والدليل استماعك للجهاز الذي بين يديك ، فإذا أزحت عنك الجهاز فإنك لا ترى شيئاً ، ولا تسمع شيئاً ولا تشم شيئاً ، إذاً هذا الإرسال موجود ولكن بلطف ، وسأُقرّب الأمثلة لأفهام القراء الكرام :

الإرسال موجود لكن بلطف ، والهواء موجود لكن بلطف ، أما الهواء إذا تحرّك بسرعة تزيد عن ثمانمائة كيلو متر في الساعة ، فهذا الإعصار لا يُبقي شيئاً على سطح الأرض ، وقد قرأت عنه في أمريكا بأن إنساناً هناك له فيلا ، أي دار فخمة جداً ، وله سيارة من الوزن الثقيل وأصاب هذه المدينة إعصار ، فعثر على محرك سيارته بعد خمسة كيلو مترات من داره ، ولم يجد لا للدار ولا للمركبة أي أثر ، وهذا نتيجة حركة الهواء ! أما إذا سكن فلطيف جداً ، إذ لا تراه بعينك ، وليس له رائحة ، ولا صوت ولا حِس .

إذاً معنى اللطيف بالمعنى اللغوي الشيء الصغير الذي لا يُحس به لصِغره ، و هذا الشيء الصغير الذي لا يُحس به لصِغره يُسمى لطيفاً ، وهذا الماء ، لو أخذت منه نقطة من الكأس ووضعتها تحت المجهر ، وكبَّرْت النقطة مئات المرات لرأيت فيها عشرات بل مئات بل ألوف الكائنات الحية ، بينما يبدو أمامك ماء صافياً عذباً فراتاً رائقاً . لكن الكائنات التي فيه غير الضارة ، وهي كائنات لطيفة ، وما معنى لطيفة ؟ أي هي من الصِغر بحيث لا تراها من لطفها، فهذا معنىً من معاني لطيف .

ثم إن الهواء لطيف أي موجات الإرسال لطيفة ، بلا رائحة ولا صوت ولا حس وغير مرئية ، وهذا معنى آخر أيضاً . والكائنات الحية في هذا الكأس من الماء لطيفة ، وإذا قلنا الله لطيف بعباده ، فالله عز وجل معك يسمع صوتك ، ويعلم ما في قلبك ، و ما في رأسك من أفكار من وطموحات ، و صراعات ، و آراء ، ومعتقدات ، و تصورات و تخيلاّت ، ويعلم ما في قلبك من هموم و متاعب وآلام و ضغوط من خوف ومن قلق ، ومع ذلك وجوده معك ليس ثقيلاً ، تصوّر لو أن إنساناً لازَمَ إنساناً .. جلس فجلس معه ، مشى فمشى معه ، دخل إلى بيته فدخل معه، أكل فأكل معه ، فإن بقي يلازمه خمسة أو ستة أيام يخرج من جلده ، ويقول له صائحاً : إليك عني ، انصرف بعيداً ، وقد رأينا أنه لم يتكلم بأية كلمة ، ولم ينتقد ، ولم يعترض ، ولم يطلب منك مطلباً ما ؛ إن ذلك الشخص بملازمته لك عبء عليك ، لكنك تعلم أن الله معك دائماً، ولكن لا تُحِس بوجوده .


يعني كلمة لطيف ، أن الله عز وجل من اللطف بحيث لا تراه ولا تسمعه ولكن تراه بعقلك ، وهذا أحد المعاني لكلمة لطيف ، لهذا جاء في الحديث الصحيح :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ : الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ ، قَالَ : مَا الإِسْلامُ ؟ قَالَ : الإِسْلامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ ، قَالَ : مَا الإِحْسَانُ ؟ قَالَ : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ .


" اللهم اجعلنا نخشاك حتى كأنا نراك "

أن الشيء الصغير الذي لا يُحس به لأنه بعيد ، لدقة صِغره يسمى لطيفاً ، ولما كان الله سبحانه وتعالى منزّهاً عن الجسمية ليس بجسم ولا صورة ولا متبعض ولا متجزّئ ولا متحيّز وكل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك ، لا يُسأل عنه ؛ متى كان ؟ لأنه خالق الزمان ولا أين هو ؟ لأنه خالق المكان ، فالله عز وجل منزّه عن الجسمية والتحيز والجهة . أين الله ؟ هنا فوق ، يمين ، وراء ، يسار ، أمام ، في كل مكان مع كل شيء ، لكن لا كشيء في شيء ، محيط بكل شيء علماً مع كل شيء وفوق كل شيء وإلى جانب كل شيء ولكن لا يجوز أن تشير إليه بجهة ، ولا أن تنسب إلى الله الجهة ولا الحيز وما معنى الحيّز ؟ مثلاً هذا الكأس يشغل حيزاً في الغرفة ، وله وزن وارتفاع و قُطر وقد حجز على الطاولة مكاناً ، و في الفراغ مكاناً وله وزن ؛ هذا هو الحيز ، فربنا عز وجل ليس بمتحيز ، أي لا يشغل حيزاً وليس له جهة يُشار إليها وليس له مكان ولا زمان .


أي وجاء أمر ربك ، أي حينما يأتي البلاء . وأحياناً يكون الإنسان مُنحرفاً ، مُسرفاً ، يأتي كل يوم كاليوم السابق صحة وطعاماً وشراباً ومكانة اجتماعية ، وقوة وطغياناً وسيطرة ، ولكن فجأةً يأتيه مرضٌ عُضال لا يرى ، أو قد يشعر بآلام شديدة في صدره أو في يده اليسرى مثلاً ، فنقول وجاء ربك ، يعني وجاء أمر ربك .

إذاً إذا قلت الله لطيف يعني الله عز وجل لا يشغل حيّزاً وليس له جهة ، ولامكان ، ولا زمان ، وليس بجسم ولا صورة ، ولا متبعّض ولا متجزّئ ولا متحيّز ، إلى آخر هذا التعريف .

ولما كان الله منزّهاً عن الجسميّة والجهة لم يحس به فأطلقوا اسم الملزوم له على اللازم، فوصفوا الله تعالى بأنه لطيف بمعنى أنه غير محسوس ، وكونه لطيفاً بهذا الاعتبار ، فهذا الاسم من صفات التنزيه أي سبحانه أن يكون له جسم ، أو أن يكون متحيّزاً ، أو أن يَشغُل مكاناً، سبحانه أن يُحيط به زمان ، سبحانه .

إذاً : اسم اللطيف من أسماء التنزيه ، فهو معك لكن بلا شعور، لا تُدرِكُه الأبصار لأنه لطيف وهو يُدرِك الأبصار ، رآك ، والدليل الصارخ : مع كل واحد منكم دليل .

وأحياناً تعمل عملاً لا يُرضي الله فتُحاسب عليه بعد قليل حساباً عسيراً ؛ إذاً رآك ، وأحياناً تفكر في عمل لا يُرضي الله ، تجد الله عز وجل قد عاقبك ، لأنه عَلِمَ ما في نفسك ، إنه لطيف لا تُحِس بوجوده ، فوجوده ليسَ ثقيلاً عليك ، لكنه موجود ، يَحولُ بين المرء وقلبه ، ويعلم السر وأخفى ، و معنى وأخفى ، أي وعَلِمَ ما لم يكن لو كان وكيف كان ويكون فإن كان دخلك ثلاثة آلاف في الشهر وأنت مستقيم ، فيبارك الله لك فيه ، أمّا هناك من دخله يساوي عشرين ألفاً ، دونما استقامة ولا تقوى ، أو قل إن دخله مائة ألف في الشهر فلا يكفيه، إنه يعلم لمَ وكيف ، وماذا ، وعلامَ ، وهذه أحوالك أيها الإنسان فيعلم الله دون أن تراه ، فالله لطيف ، ولطيف اسم تنزيه ، وفي الوقت نفسه لطيف لكنه موجود معك ، فخواطرك ومشاعرك وأحاسيسك وطموحاتك وصراعاتك وآلامك ، وضيق نفسك كله معروف عنده لكن من دون أن تشعر به .

إن المؤمن ما دام يَعبُد الله وكأنَّ الله يراه فإنه يكون متأدباً حتى ولو كان وحده ، وهو لا يرى الله بعينه لكنه يراه بعقله ، وصحيح كلام العوام الذي يُقال كل يوم " يا أخي الله ما نشاف لكن بالعقل انعرف" فالمؤمنون وهم في فرشهم يتأدبون مع الله عز وجل ، إذ يلاحظ أحدهم ثيابه كاملة ، ويحب أن تكون حركته كلها أدباً ، حتى إذا دخل الخلاء له دعاؤه ، وحتى إذا دخل الحمام له موقف فيه أدب ؛ لأن الله يراقبه ، والواقعة التالية إن صحّت فلا ينبغي أن يُستنبط منها حكم نلتزم به : فأحد العارفين كان ماداً رجليه ، فسمع في قلبه نداء : يا فلان أهكذا تجالس الملوك ، فنذر ألا يمد رجله ما عاش ، هذه درجة عالية جداً جداً من الشعور بأن الله معك .

وأحد الصحابة يقول والله منذ صافحت يد النبي عليه الصلاة والسلام ، ما مست يدي ذكري طول حياتي إكراماً لهذه المصافحة ، فكلما ارتقى إيمانك تشعُر أنَّ الله معك .. " يا موسى أتحب أن أكون جليسك ، فصعق ثم قال : وكيف هذا يا رب ، قال : أما علمت أنني جليس من ذكرني وحيثما التمسني عبدي وجدني "

وبعد ، فكم من مصلٍ يقول : سَمِعَ الله لمن حمده ، فهل عرفت معناها ، يعني يا عبدي أنا أسمعك ، فاحمدني ؛ فإن قلت : سمع الله لمن حمده ، فأنا أسمعك وأصغي إليك ، .. أين هو ؟ فلذلك إذا صليت فاعلم أنك بين يدي الله عز وجل ، والسيدة عائشة تقول كان النبي يحدثنا ونحدثه، يجالسنا ونجالسه ، فإذا حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه ، وهذا ما يجب أن يكون عليه كل مسلم .

ترى الإنسان يعتني بمظهره عناية مطلقة إذا دعيَ لمقابلة مسؤول مثلاً وهو إنسان مثله، يموت ويجوع ويعطش ويتعب ويغضب فكيف إذا وقف بين يدي الواحد الديّان ؟ فليعلم أن الله لطيف ، موجود ولكن لطيف ، وجوده لطيف وليس ثقيلاً ، هذا المعنى الأول .

المعنى الثاني : اللطيف هو العالم بدقائق الأمور وغوامِضِهِا ويُقال فلان لطيف اليد إذا كان حاذقاً في صنعته ، ومهتدياً إلى ما يشكل على غيره ، وعلى هذا التفسير يكون الله لطيفاً بمعنى عليماً .

و قد تفهم الأمر بشكل ظاهري لا بخباياه ، ولا بخلفياته ، ولا بتحليلاته العميقة ، ولا بالدوافع الخفية لهذا الأمر ، فالإنسان كلما ارتقى عِلمُه يفهم البواطن ويفهم السِرّ ، و مابين السطور ، بل يفهم الدافع الحقيقي

أضرب مثلاً بأشخاصٍ غير مستقيمين : في أيام الشتاء جاءت صديقة زوجته ، وهو جالس في غرفة الجلوس والمدفأة مشتعلة ، فقال لها ولزوجته : تعالين إلى هنا ، أدفأ لَكُنَّ ، وهل حقاً أدفأ لَهُنَّ ؟ أم له هدف أبعد من ذلك ، أن يطّلِعَ على هذه المرأة صديقة زوجته ، من يعلم هذا الشيء ؟ الله عز وجل يعلم السر وأخفى .

وما معنى لطيف يعني يعرف دوافعك الحقيقية ، وهذه المواقف الملتوية و السِرَ ، والحِكمَة ، وهو الذي يعلم دقائق الأمور ، وبواطِنها و خلفيات الأشياء ، وحقيقة كل أمرٍ ، ويعلم ما خَفِيَ على معظم الناس . يقولون : لقد دخل رجل يوماً إلى بيت وارتكب الفاحشة مع امرأة وخرج ، فلما علم الزوج تَبِعَهُ وهو في أشدِّ حالات الغضب ، فهذا المُلاحق أمسك كفَّه عدس ورماه به وقال له : خذه فالعوام قالوا : الذي يعرف يعرف ، والذي لا يعرف ما الذي حدث يقول: كف عدس ، يعني أنه يلحقه من أجل كف عدس .

الأمر أعمق من ذلك ، أحياناً يكون قضية معقدة جداً ، والإعلان عنها سهل ولكنها أخطر من ذلك .

فالذي يعلم بواطن الأمور ودقائقها وخفاياها ، ومؤدياتها ومضاعفاتِها وما ينجم عنها وما أساسها ، وما سِرُّها ، وما أسبابها الحقيقية هو اللطيف هذا معنى ثان ، يعني اسم اللطيف هنا بمعنى الذي يعلم كل شيء مهما دق وخفي .

فحجر في الطريق يمكن أن تكون تحته نملة صغيرة ، ولها سراديبها و قوتها و مؤونتها .

اللطيف هو البَرُّ بِعِبَادِه الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون ، ويهيّء مصالحهم من حيث لا يحتسبون ، فاليوم حر شديد مثلاً ، فربنا عز وجل يهيّء لأهل هذه البلدة إنضاج فاكهتهم ، وهم لا يعرفون ، وبعد شهر ترى هذه الفاكهة معروضة في الأسواق بوضع جيد وجميل وطعم طيب ولذيذ ، فمن أنضج هذه الفاكهة طَوَال هذه المدة ؟ الله عز وجل ، إنه لطيف بعباده ، فساعة حر ، وساعة برد ، وساعة ماء غزير ، وساعة ماء قليل ، وأنت لا تدري فاللطيف بعباده هو البَرُّ بهم والذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون ، ويهيّء مصالحهم من حيث لا يحتسبون ، ومن قول الله عز وجل : " اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ " ومنه يأتي المعنى الثالث أي البر بعباده .

عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ *

(أخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجة وأحمد)

وبالتدريج ربنا يعالج الأمور ، فربنا لطيف في العلاج ، والإنسان أحياناً يغلب رجاؤه على خوفه ، وربنا لطيف يخوفه ، وأحياناً يغلب خوفه على رجائه وربنا لطيف يطمئنه .

العلم الدقيق مع التدريج في العمل ، هذا هو الاسم الجامع المانع لاسم اللطيف ، ويستحقه من يعلم حقائق المصالح وغوامضها ثم يسلك في إيصالها إلى مستحقها سبيل الرفق دون العنف ، حين يجتمع له هذا العلم .
ومن لطف الله بعباده ، أنه أعطاهم فوق الكفاية ، وكلّفهم دون الطاقة خمس صلوات كل صلاة ثلث ساعة ، عشرون دقيقة بخمس صلوات أي مائة دقيقة ومجموعها ساعة وثلثان من أربع وعشرين ساعة، ولو كلّفَكَ بخمسين صلاة لما استطعت ! ثلاثين يوماً صياماً في السنة فلو كلفك ستة أشهر صياماً متتابعة لما أطقت .

الله لطيف بأوامره ، لطيف بخلقه ، فلو كانت هذه التفاحة تحتاج إلى منشار ومجموعة أدوات عند النجار لَشَق الأمر على الناس جميعاً ، فأنت بسكين تأكلها ، ولو كانت البيضة تحتاج إلى مفتاح ولم تجد المفتاح لقست الحياة وأتعبت أهلها ، لنك على طرف الصحن تكسرها .


الذي دبّرَ الأمور هو الحكيم والذي أوجدها هو الجواد والذي رتبها هو المصوّر ، والذي وضع كل شيء في موضعه هو العادل ، أما الذي لم يترك فيها دقائق إلا وعرفها فهو اللطيف ، واللطيف هو الذي أعطى العباد فوق الكفاية وكلفهم دون الطاقة ، واللطيف الميسر لكل عسير الجابر لكل يسير ، واللطيف من وفق للعمل في الابتداء وختمه بالقبول في الانتهاء ، واللطيف هو الذي وليَ فستر ، وأعطى فأغنى ، وأنعم فأجزل ، وعلم فأجمل .

وخلاصة بحثنا أن النبي عليه الصلاة والسلام في بعض ما ورد عنه يقول " تخلقوا بأخلاق الله " ، فإذا كان الله لطيفاً في علمه ، لطيفاً في وجوده ، لطيفاً في تصرفاته فكن أنت أيضاً لطيفاً .

والحمد لله رب العالمين



الخبير

اسم من أسماء الله الحسنى،والخبير بوزن فعيل،بمعنى مفعل، وهو المخبر، ويراد بخبره كلامه،فهو يعلم كل شيئ، ولا يغيب عن علمه شيئ، وهو العالم بكنه كل شيئ
مطلع على حقيقته، وقيل :الخبير العليم بدقائق الامور ، لا تخفى عليه خافية، يعلم الداء والدواء .
قال تعالى( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)
ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير.
om naser_64
om naser_64
الحليم

هو صاحب الصفح والأناة، الذي لا يحبس أنعامه وأفضاله عن عباده لأجل ذنوبهم، ولكنه يرزق العاصي كما يرزق المطيع، ذلك بأنه تعالى هو الصفوح مع القدرة، المتأني الذي لا يعجل بالعقوبة.

ويقول الحق سبحانه:
((كلا نمد هؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً ))
وقال تعالى:
((ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلي أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ))

فهناك عطاء الربوبية لكل مخلوق، أما عطاء الألوهية فهو لمن اتقى!!!

فسبحان الله الحليم الذي يمهل العاصي، فإن تاب قبل توبته، وإن أصرّ أخرّ العقاب عنه لعلمه تعالى، أنه لا يخرج من ملكه..!!

فما أعظمك يا الله



العظيم

يقول الحق سبحانه وتعالى:
((أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء .. ))
يريد الله سبحانه وتعالى أن يلفت الكفار إلي أن في ملكوته أشياء كثيرة تدل على عظمته وقدرته، فإذا كان في السماء والأرض أشياء كبيرة الحجم تستطيع أن تراها بسهولة، فهناك من خلق الله أشياء دقيقة جداً لا تدرك بالعين، ومع ذلك فيها الحكمة العليا للخلق. وكلما دقت الصنعة كان ذلك محتاجاً إلي صانع ماهر..


على سبيل المثال : الناموسة الصغيرة تأتي وتمتص الدم جاهزاً منك، ولها خرطوم كالشعرة، أو أدق من الشعر، ومع ذلك يخترق الجسم بدقة وكفاءة أكثر من الإبرة الصلبة الكبيرة. والميكروبات الصغيرة تخترق جلدك، وتنفذ إلي الدم وتحدث بينها وبين كرات الدم البيضاء معركة يمرض لها الجسم كله، وترتفع درجة حرارته، ويحس الإنسان بالألم
!!!
الله سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلي أن هذا الملك الظاهر ليس هو الدليل الوحيد على قدرة الله وعظمته، ولكن كل شيء خلقه الله فيه عظمة الخلق، فكم اكتشافات علمية في أشياء لا نراها كالأشعة تحت الحمراء التي تحدد بدقة مكان الشيء اكتشف العلماء أنها أداة الاستشعار في الحيات والثعابين!!

والبحث في عالم الفضاء وعالم الحيوان وعالم البحار يعطينا اكتشافات يذهل لها العقل، هذه عظمة الخلق فيما لا نرى ولا نحس ولا نعرف، إلا أن يكشف الله لنا بعض أسرار ملكوت هذا الكون، فنعرف أسراره.
إذن: فكل شيء خلقه الله فيه عظمة، وفيه قدرة. الشمس شيء، والقمر شيء، والنجوم شيء، وأنت شيء، والميكروبات شيء!!
ولهذا قال تعالى:
((وما خلق الله من شيء ))
لان الكفار في السابق لم يكونوا مدركين لهذه التفاصيل الدقيقة في الخلق..إنما يرون السماوات والأرض
ولكن لأن القرآن أزلي يخاطب الناس إلي يوم القيامة، وسيكشف الله من علمه إلي خلقه جيلاً بعد جيل ما خفي من أسرار الكون، فكلما قرأوا هذه الآية جيلاً بعد جيل أحسوا بعظمة الله وقدرته لا في المشاهد من الآيات فقط، ولكن فيما كان مخفياً عنهم ثم كشف لهم...!!.

فما أعظمك يا الله




الغفور

الغفور اسم من أسماء الله الحسنى وهو صيغة مبالغة من الفعل غفر أي صفح عن الذنب .

وكل فعل من الحق سبحانه وتعالى يتجرد من ملابسات الزمان ومن ملابسات المكان، فإن كنا نقرأ على سبيل المثال: ((وكان الله غفوراً رحيماً ))
فليس معنى ذلك أن مغفرة الله ورحمته هي فعل ماض، ولكن نقول أنه كان غفوراً رحيماً، ولا يزال غفوراً رحيماً، إنه سبحانه وتعالى غفور رحيم قبل أن يوجد من يغفر له ويرحمه. ومن باب أولى أن يكون غفوراً رحيماً، بعد أن يوجد من يستحق المغفرة والرحمة.

ومن الآيات التي تدل على سعة مغفرة الله قول تعالى :
((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ))


اللهم اغفرلنا وارحمنا انك أنت الغفور الرحيم .

فما أعظمك يا الله




الشكور

الإنسان حين يريد أن يثني على شخص لابد أن يقيمه لتكون قيمة الثناء مناسبة مع قدر المثنى عليه، فإذا انتقل هذا إلي الله سبحانه وتعالى فلابد أن نعرف كل صفات الكمال في الله حتى نستطيع أن نعطيه حق قدره. وصفات الكمال في الله لا تتناهى، ولا يمكن أن تحصى، وهذا أول عجز، أما العجز الثاني فهو أنني لو عرفت بعض الصفات فهل أستطيع أن أعطي على قدرها؟ لا أستطيع!!

ولذلك فمن رحمة الله علينا أنه تحمل عنا صيغة الثناء عليه، حتى لا يوقعنا في حرج، فنحن لا نستطيع أن نحيط بصافات الكمال لله، وحتى لو أحطنا بصفة واحدة لا نستطيع أن نأتي بالعبارات التي تليق بها.

وإذا حاولنا فستتفاوت القدرات بين أديب يستطيع أن ينمق العبارات وبين إنسان لم ينل قدراً من التعليم لا يستطيع أن يقول شيئاً. هنا ستتفاوت العبارات حسب تفاوت الناس في قدراتهم، ولكن عدل الله أبى إلا أن يساوي بين عباده جميعاً في الثناء عليه، فقال جل جلاله إذا أردت أن تثني علي فقل "الحمد لله".
وهكذا ساوى الله برحمته بين الناس في معرفة صيغة الثناء عليه، وجعلها صيغة من كلمتين فقط "الحمد لله" ...!!

فما أعظمك يا الله
om naser_64
om naser_64
بصراحة اخواتي لقد خذلتموني لانها لم تقم اي واحدة منكن بالرد على الموضوع

وبما انني على استعداد ان اتم الموضوع كاملا يجب ان الاقي الترحيب اولا

والتثبيت ثانيا لانني اراه موضوع مهم والله من وراء القصد

وشكرا لكل من مر على الموضوع
أم علي_2005
أم علي_2005
مشكورة يا الغالية وسلمت يمينك وكتب الله لك في كل حرف حسنة وسدد الله خطاكي على طريق الحق بوركت ...بوركت...بوركت
om naser_64
om naser_64



العلي

.
اسم من أسماء الله الحسنى، وهو مشتق من العلو، والعلي فعيل من العالي، والعلو ضد السفل والعلو هو ارتفاع المنزلة، والعلي اسم من أسماء التنزيه وهو الذي علا فلا تدرك ذاته ولا تتصور صفاته، وتاهت الألباب في جلاله، وعجزت العقول عن إدراك كماله، وفي ((المفردات)) أن العلي هو الرفيع القدر، إذ وصف الله ذاته في قوله تعالى
وهو العلي الكبير
فمعناه يعلو أن يحيط به وصف الواصفين، بل علم العارفين، وقد تعالى الله علوا كبيرا عما يقوله الناس وفي النهاية لابن الأثير ((أن من أسماء الله تعالى العلي والمتعالي، والفرق بينهما أن العلي هو الذي ليس فوقه شيء في الرتبة أو الحكم، والمتعالي هو الذي جل عن إفك المفترين وعلا شأنه، وقيل جل عن كل وصف وثناء)) ويرى الغزالي أن الله هو العلي المطلق، وقيل هو البالغ الغاية في علو الرتبة، فلا رتبة لغيره إلا وهي منحطة عنه، وليس علوه علو جهته، وات كبره كبر جثته سبحانه عن ذلك علوا كبيرا، بل علوه استحقاق لنعوت الجلال والكبرياء، ومن علوه أنه لا يزيده تعظيم العباد له وإجلالهم إياه شيئا من علوه وكبريائه، ومن عرف إجلاله وعلوه تواضع وتذلل بين يديه وعلو الله تبارك وتعالى يرجع إلى واحد من ثلاثة أمور: أنه لا يساويه شيء في الشرف والعزة، فيكون هذا الاسم من أسماء التنزيه، أو أنه قادر على كل شيء، والكل تحت قدرته وقهره، فيكون من أسماء الصفات المعنوية. أو أنه يتصرف في الكل بقدرته، فيكون من أسماء الأفعال وقيل: العلي هو المتعالي عن الأنداد والأضداد، لا رتبة فوق رتبته، ويرى الغزالي أنه لا تفرض مرتبة شريفة إلا والحق سبحانه وتعالى في أعلى الدرجات منها، وذلك لأن الموجود إما مؤثر وإما أثر، والمؤثر أِرف من الأثر، والحق تبارك وتعالى مؤثر في الكل، والكل أثره، فكان أعلى من الكل في هذا المعنى، والموجود إما واجب وإما ممكن، والواجب أعلى و أشرف من الممكن، والحق سبحانه وتعالى هو الواجب لذاته، فكان أعلى من الكل


سبحانك يالله