om naser_64

om naser_64 @om_naser_64

عضوة مميزة

أسمــــاء اللـــه الحسنــــــى

ملتقى الإيمان

أسمــــاء اللـــه الحسنــــــى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


*•~-.¸¸,.-~*أسمـــــــاء اللـــــه الحسنــــــى*•~-.¸¸,.-~*



((( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في
أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)))



ويقول رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :



(( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائةً إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة.))



ومعنى أحصاها : حفظها وفهم معانيها ومدلولها وأثنى على الله بها ، وسأله بها ،
وناجاه بها ، هل أجمل وأعظم مناجاة
من مناجاة العبد لربه خاشعاً مستسلماً
قانطاً راجياً داعياً بين يديه .



ومن هنا ..لنتعمق أكثر فأكثر في معاني أسماء الله الحسنى ...
لنحاول كل يوم أن نضع إن شاء الله في هذا الموضوع اسما من أسماء
الله الحسنى وياليت لو انكم تتابعوا معنا كل يوم سواء كانت
فترتكم صباحية أم كانت مسائية



لعلنا نفوز برضى الله والجنة !!





الله


كلمة "إلاه" تعني: معبود .. وهي اسم مشتق من الفعل (أله) بالفتح .....

فمن الناس من اتخذ الشمس إلهاً .. أي: معبوداً، ومنهم من اتخذ النار إلهاً ... أي معبودا ..... ومنهم من اتخذ القمر إلهاً، ومنهم من اتخذ البقر إلهاً..... والحمد لله الذي هدانا لكي نعبده وحده ....

وكلمة (إلاه) قد تطلق ويراد بها معناها فقط .. أي: (معبود) كما في قوله تعالى:
{فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره .. "59"} (سورة الأعراف) ..... أي (ما لكم من معبود بحق غيره).

وقوله تعالى:
{.. لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون "31"} (سورة التوبة) .... أي (لا معبود بحق إلا هو سبحانه عما يشركون).

فكلمة (إلاه) في هذه الآية تعني: "معبوداً"، وفي نفس الوقت يراد بها: الحق عز وجل ..... وهو (الله).

فلفظ الجلاله (الله) اسم مشتق من نفس الفعل (أله)، وأنه هو نفسه الاسم المشتق (إلاه) ودخلت عليه الألف واللام وحذفت الهمزة للتخفيف، وأطلقه الله عز وجل للدلالة على ذاته العلية.

فلفظ الجلالة (الله) يؤكد الوحدانية لله سبحانه وتعالى .... فعندما نقول الله، كأنما نقول هو الواحد المنفرد لا شريك له في العبادة .... هو الأحد ...

ولفظ الجلالة (الله) ورد في القرآن الكريم حوالي ألفين وسبعمائة مرة. ولفظ الجلالة (الله) هي للدلالة على ذات الحق جل وعلا، ولم يستخدم للدلالة على أي معبود آخر من المعبودات الباطلة مثل: الشمس أو القمر أو البقر أو النار أو عيسى بن مريم عليه السلام.

والحق جل وعلا حين أنزل القرآن، أنزله مقروناً باسم الله سبحانه وتعالى .. وهي أن تكون البداية باسم الله.

ونحن عندما نقرأ القرآن نبدأ بإسم الله. ولكن هل نحن مطالبون أن نبدأ فقط تلاوة القرآن بإسم الله؟ .. كلا .. إننا مطالبون أن نبدأ كل عمل بإسم الله؛ لأننا لابد أن نحترم عطاء الله في كونه. إنك حين تبدأ كل شيء تقول "بسم الله الرحمن الرحيم" .. عندها تجعل الله في جانبك يعينك. ومن رحمته تبارك وتعالى أنه علمنا أن نبدأ كل شيء باسمه تعالى؛ لأن لفظ الجلالة "الله" هو الاسم الجامع لكل صفات الكمال.





الرحمن

(الرحمن) اسم مشتق من الفعل (رحم)، والرحمة في اللغة هي الرقة والتعطف والشفقة، وتراحم القوم أي رحم بعضهم بعضا والرحم القرابة.

الرحمن اسم من أسماء الله الحسنى، وهو اسم مختص بالله تعالى لا يجوز أن يسمى به غيره، فقد قال عز وجل: (قل ادعو الله أو أدعو الرحمن) معادلا بذلك اسمه الرحمن بلفظ الجلالة الذي لا يشاركه فيه أحد، ورحمن على وزن فعلان وهي صيغة مبالغة تدل على الكثرة والزيادة في الصفة.

ولا يظن أحد أن صفات الله سبحانه وتعالى تتأرجح بين القوة والضعف، وإياك أن تفهم أن الله تأتيه الصفة مرة قليلة ومرة كثيرة، بل هي صفات الكمال المطلق ..

فرحمة الله في الدنيا تشمل المؤمن والعاصي والكافر .. يعطيهم الله مقومات حياتهم ولا يؤاخذهم بذنوبهم، ويعطيهم الفرصة تلو الأخرى في الدنيا لكي يتوبوا ويرجعوا إلى الله سبحانه وتعالى .... ويرزق من آمن به ومن لم يؤمن به، ويعفو عن كثير..... إذن عدد الذين تشملهم رحمة الله في الدنيا هم كل خلق الله بغض النظر عن إيمانهم أو عدم إيمانهم، ولكن في الآخرة الأمر مختلف، فالله رحيم بالمؤمنين فقط .. فالكفار والمشركون مطرودون من رحمة الله. إذن الذين تشملهم رحمة الله في الآخرة أقل عددا من الذين تشملهم رحمته في الدنيا ..... فأبشروا إن شاء الله يوم القيامة عندما تنهل على المؤمنين رحمة الله جل في علاه ..





الرحيم

(الرحيم) .. اسم مشتق أيضا من الفعل رحم .. والرحمن الرحيم من صيغ المبالغة .. يقال راحم ورحمن ورحيم .. فإذا قيل راحم فهذا يعني أن فيه صفة الرحمة .. وإذا قيل رحمن تكون مبالغة في الصفة، وإذا قيل رحيم فهي أيضا مبالغة في الصفة، والله سبحانه وتعالى رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.
ولا يظن أحد أن صفات الله سبحانه وتعالى تتأرجح بين القوة والضعف، وإياك أن تفهم أن الله تأتيه الصفة مرة قليلة ومرة كثيرة، بل هي صفات الكمال المطلق ..

إن الله سبحانه وتعالى رحيم بنا حين أعد لنا هذا الكون الفسيح، موفرا لنا كل مقومات الحياة من قبل أن ننظر في مرآة الوجود. فالشمس تحافظ على بعد ثابت من الأرض، وهذا البعد الثابت يضمن لنا قدرا ثابتا من الحرارة .. لا يزيد فتقتلنا الحرارة، ولا ينقص فتقتلنا البرودة ..... أترون معي كيف هي رحمة الله سبحانه وتعالى بنا .... والهواء يحيط بنا ويحوي الأوكسجين اللازم لعملية التنفس وأكسدة المواد الغذائية كي تنطلق الطاقة التي تكفل للجسم القيام بوظائفه، والماء الذي يمثل معظم مساحة الكرة الأرضية بما له من وظائف غير محصورة في جسم الإنسان، هذا فضلا عن استخدامه في الطهارة التي تقي الإنسان شر الأمراض والآفات.... سبحانه هو الرحيم.
12
860

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

om naser_64
om naser_64
الملك



ملك الشيء أي حازه وانفرد باستعماله والانتفاع به أو التصرف فيه. والاسم مالك .. وأملكه الشيء أو ملكه الشيء أي جعله ملكا له .. وتملك الشيء أي امتلكههذا عن ملك الإنسان ..

أما عن ملك الحق جل وعلا فإن الأمر يختلف، لأنه سبحانه وتعالى ليس مالكا فحسب .. بل هو الملك .. الذي يملك الأشياء ويملك من ملكها. إذا امتلك إنسان قطعة أرض فإنه يصير مالكا .. أما الحق جل وعلا فهو الملك لأنه الملك هذا الإنسان ويملك قطعة الأرض ما بحكم كونه الخالق لهما وللكون بأكمله. إن من يشتري شيئا يصير مالكا له .. فمن باب أولى أن ملكية الخالق لما خلق أجلى وأوضح.

وملك الله تبارك وتعالى لكونه يتضمن مفهوم الملكية البسيطة والمستقى من ملكية الناس لبعض متاع الدنيا ويزيد عليه بوجوه أخرى .. فملكية الإنسان ملكية رمزية، أما ملكية الله جل وعلا فهي ملكية حقيقية. إن لحق تبارك وتعالى يملك مخلوقاته ولا يشاركه في هذه الملكية أحد وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى:

{ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض} (سورة البقرة ـ 107)
ويقول عز وجل:
{ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير} (سورة آل عمران ـ 189)
ويقول تبارك وتعالى:
{ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير} (سورة المائدة ـ 18)
ويقول سبحانه:
{ولله ملك السماوات والأرض وما فيهن} (سورة المائدة ـ 120)


ومن آثار ملكه عز وجل لكونه أنه يملك استبدال هذا الكون أو بعض منه بخلق جديد .. وفي ذلك يقول جل وعلا:
{يا أيها الناس أنتم الفقراء إلي الله والله هو الغني الحميد "15" إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ "16" وما ذلك على الله بعزيزٍ "17"} (سورة فاطر)




ومن هذه الآثار أيضا أن مآل كل شيء إليه .. فكما كانت البداية منه فإن النهاية تكون لديه .. كما قال عز وجل:
{له ملك السماوات والأرض وإلي الله ترجع الأمور "5"} (سورة الحديد)
وأنه مالك يوم الدين .. كما قال سبحانه وتعالى:
{الحمد لله رب العالمين "2" الرحمن الرحيم "3" مالك يوم الدين "4"} (سورة الفاتحة)

وكما قال عز وجل:
{لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} (سورة غافر ـ 16)
وأنه سبحانه وتعالى منفرد بالملك، بلا شريك ينازعه في ملكه وربوبيته وألوهيته في الدنيا والآخرة .. كما قال جل وعلا:
{وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك} (سورة الإسراء ـ 111)
وإذا كان الحق تبارك وتعالى هو الملك في الدنيا والآخرة، فهو ـ إذن ـ وحده وبلا شريك الذي يملك النفع والضر، وفي ذلك يقول عز وجل:
{قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً} (سورة المائدة ـ 76)
ويقول سبحانه:
{قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار} (سورة يونس ـ 31)
ويقول المولى تبارك وتعالى:
{ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً} (سورة النحل ـ 73)
ويقول الحق سبحانه:
{قل فمن يملك لكم من الله شيئاً إن أراد بكم ضراً} (سورة الفتح ـ 11)
ويقول ربنا تبارك وتعالى:
{فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً} (سورة الإسراء ـ 56)
ويقول وقوله الحق:
{ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشوراً} (سورة الفرقان ـ 3)
وإذا فهمنا ذلك فإنه ينبغي علينا أن ننصرف إليه وحده بالدعاء في كل صغيرة وكبيرة، لأن الدعاء لغيره دعاء لمن لا يملك شرا ولا نفعا ..

فيقول جل شأنه:
{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير "26"} (سورة آل عمران)

ولقد أدرك نبي الله سليمان عليه السلام هذه الحقيقة .. فدعا الله وحده أن يهبه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده .. فاستجاب الحق تبارك وتعالى لدعوته وسخر له كل عناصر الكون .. وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى:
{قل رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب "35"

إنه سبحانه وتعالى الملك .. الآمر الناهي في ملكه .. المعز المذل .. الذي يقلب شئون عباده ويصرفها كيف يشاء

وكان عليه افضل الصلاة وأتم التسليم يقول دوما صباحا ومساء: "أمسينا وأمسى الملك لله. وفي الصباح يقول أصبحنا وأصبح الملك لله".

وكان يقول: "الحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر".










القدّوس

تقدس في اللغة يعني تطهر .. ومنها (التقديس) أي التطهير .. والقدس بسكون الدال وضمها تعني الطهر ومنها سميت الجنة حظيرة القدس .. وسمى جبريل روح القدس. والقداسة تعني الطهر والبركة .. وقدس الرجل لله أي طهر نفسه بعبادته وطاعته، وعظمه وكبره ومنها قوله تعالى:
{وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون "30"} (سورة البقرة)

و(القدوس) بالضم والشد اسم من أسماء الله الحسنى وهو يعني المطهر.


فماذا تعني القداسة أو الطهارة الإلهية إذن؟

نجيب على هذا السؤال فنقول: أن القداسة الإلهية تعني أن الحق جل وعلا مبرأ من كل عيب أو نقص يتعارض مع كماله المطلق.






السلام




السلام: تقول اللغة هو الأمان والاطمئنان ، والحصانة والسلامة ، ومادة السلام تدل على الخلاص والنجاة ، وأن القلب السليم هو الخالص من العيوب ، والسلم (بفتح السين أو كسرها ) هو المسالمة وعدم الحرب ، الله السلام لأنه ناشر السلام بين الأنام ، وهو مانح السلامة فى الدنيا والآخرة ، وهو المنزه ذو السلامة من جميع العيوب والنقائص لكماله فى ذاته وصفاته وأفعاله ، فكل سلامة معزوة اليه صادرة منه ، وهوالذى سلم الخلق من ظلمه ، وهوالمسلم على عباده فى الجنة ، وهو فى رأى بعض العلماء بمعنى القدوس . والأسلام هو عنوان دين الله الخاتم وهومشتق من مادة السلام الذى هو اسلام المرء نفسه لخالقها ، وعهد منه أن يكون فى حياته سلما ومسالما لمن يسالمه ، وتحية المسلمين بينهم هى ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) والرسول صلى الله عليه ةسلم يكثر من الدعوة الى السلام فيقول : السلام من الاسلام.. افشوا السلام تسلموا .. ثلاث من جمعهن فقد جمع الأيمان : الأنصاف مع نفسم ، وبذل السلام للعالم ، والأنفاق من الأقتار ( أى مع الحاجة ) .. افشوا السلام بينكم .. اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، واليك يعود السلام ،فحينا ربنا بالسلام


وقال سبحانه:

{فمن يريد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام}
(سورة الأنعام ـ 125)
والسلام نعمة من الله يكافئ بها رسله وعباده الصالحين .. كما قال جل وعلا:
{ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام
فما لبث أن جاء بعجلٍ حنيذٍ "69"} (سورة هود)
وكما قال عز وجل:
{وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً "15"}
(سورة مريم)

وكما قال سبحانه:

{وتركنا عليه في الآخرين "78" سلام على نوح في العالمين "79"}
(سورة الصافات)

وكما قال قوله الحق:

{وتركنا عليه في الآخرين "108" سلام على إبراهيم "109"}
(سورة الصافات)


وكما قال ربنا تبارك وتعالى:
{وتركنا عليهما في الآخرين "119" سلام على موسى وهارون "120"}
(سورة الصافات)

وكما قال سبحانه:

{وتركنا عليه في الآخرين "129" سلام على آل ياسين "130"}
(سورة الصافات)

وكما قال سبحانه:

{وسلام على المرسلين "181" والحمد لله رب العالمين "182"} (سورة الصافات)

وكما قال عز وجل:

{قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم "69"}
(سورة الأنبياء)

كما قال عز وجل:

{تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجراً كريماً "44"}
(سورة الأحزاب)

وسوف تحييهم الملائكة بتحية السلام .. كما قال سبحانه:
{جنات عدنٍ يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين "31" الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"32"}
(سورة النحل)
وكما قال عز وجل:

{وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين}
(سورة الزمر ـ 73)

وكما قال ربنا:

{وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيدٍ "31"
هذا ما توعدون لكل أوابٍ حفيظٍ "32"
من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب "33" ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود "34"
لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد "35"} (سورة ق)

وبعد أن يدخلوا الجنة سيكون السلام تحيتهم الدائمة من الحق جل وعلا في ذلك يقول عز وجل:

{خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام} (سورة إبراهيم ـ 23)


اللهم أخرجنا من الدنيا بسلام ..
وابعثنا يوم القيامة آمنين في سلام واجعلنا من الخالدين في دارك .. دار السلام.





المؤمن


آمن به أي وثق به وصدقه، والمضارع يؤمن، والمصدر إيمان. وآمن بشيء أي اعتقده حقيقة .. والإيمان التصديق .. وأمن، بكسر الميم أي اطمأن. والإيمان وصف يوصف به الإنسان .. يقال آمن فلان أو فلان مؤمن .. والإيمان بمعناه الشرعي يعني أن يؤمن الإنسان بكل ما دعانا الله عز وجل للإيمان به. وآمن بالله أي اعتقده حقيقة .. فآمن بوجوده وبصفاته التي وصف بها نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه عليه افضل الصلاة وأتم التسليم.


فما المقصود (بالمؤمن) حين يكون اسما ووصفا للحق تبارك وتعالى؟

المؤمن كوصف من أوصاف الله عز وجل له معان متعددة .. منها أنه تبارك وتعالى مؤمن بكل ما دعانا إلي الإيمان به .. فهو مؤمن أنه موجود .. ومؤمن بأنه موصوف بصفات الكمال المطلق، ومؤمن بأنه واحد أحد، ومؤمن أنه لا إله سواه، حيث قال جل وعلا:

{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم "18"} (سورة آل عمران)


وسمى أيضا بهذا الاسم لأنه يؤمن عباده من كل خوف .. كما قال سبحانه:

{لإيلاف قريش، إلفهم رحلة الشتاء والصيف ، فليعبدوا رب هذا البيت ، الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف} (سورة قريش)

وهو لا يؤمن عباده من مخاوف الدنيا فحسب، بل يؤمنهم من عذاب جهنم، ويبعثهم يوم القيامة من الفزع آمنين، وذلك بدعوته عز وجل لهم للإيمان به والالتزام بطاعته ..




المهيمن


هيمن على شيء أي سيطر عليه .. والمهيمن أي المسيطر، وهو اسم من أسماء الله الحسنى. فالحق سبحانه وتعالى مهيمن على كونه منذ لحظة خلقه .. وهيمنته مستمرة إلي أن تقوم الساعة، فينال كل عامل جزاء عمله. وهذه الهيمنة الإلهية لها صور وآثار لا تحصى

فجميع المخلوقات الكونية تؤدي عملها بأمره عز وجل
الشمس والقمر وسائر الكواكب والنجوم كلها تدور في فلكها بأمره عز وجل ..

والله عز وجل لا يهيمن على الظواهر الكونية فحسب .. بل تمتد هيمنته لتشمل الأحداث البشرية .. كلها تحدث بأمره، وفي ذلك يقول جل وعلا:
((ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير .لكلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختالٍ فخورٍ))

ومن مظاهر هذه الهيمنة الإلهية أيضا أنه سبحانه وتعالى يعلم كل صغيرة وكبيرة في كونه ..

ومن هيمنته سبحانه وتعالى أنه يتولى كونه بالرعاية والحفظ .. حتى يظل هذا الكون على ما هو عليه من ثبات ومن نظام محكم دقيق .. ولو كان تبارك وتعالى ممن تأخذهم سنة أو نوم لاختل النظام الكوني وانتهى إلي الفناء والعدم.

وأخيرا وليس آخرا نقول أن هيمنة الحق جل وعلا تمتد لتشمل قلوب عباده،
ندعوه سبحانه وتعالى أن يهيمن على قلوبنا يوم الفزع الأكبر ويهبنا الثبات والسكينة والطمأنينة.


فما أعظمك يا الله





العزيز


عز أي قوي وسلم من الذل .. وعز فلان على فلان أي كرم عليه، وعز على كذا أي شق على ..
وعز فلانا أي غلبه وقهره .. وأعزه أي جعله قويا عزيزا.
والعزيز اسم من أسماء الله الحسنى ويعني الغالب الذي لا يهزم، وهو اسم يضم ثناياه العديد من الصفات: كالقوة والغلبة والقدرة على كل شيء والقيومية.

فالقوة الإلهية اللانهائية والقدرة اللانهائية تستوجب العزة للذات الإلهية،

إنه تبارك وتعالى عزيز بقوته فلا يهزم ولا يغلب، بل هو الغالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وهو عزيز بقدرته فلا يعجزه شيء،

ولكن ذلك لا يعني أن عزة قوته تبارك وتعالى مبنية على الظلم، أو أن عزة غلبته مبنية على القهر؛ لأنه جل وعلا منزه عن الظلم ومنزه عن القهر.




فتبارك ربنا الملك الحق العزيز بقوته، العزيز بقدرته، العزيز بقيوميته وغناه عمن سواه .
ندعوه جل وعلا أن يهبنا من عزته عزا في الدنيا والآخرة ..

فما أعظمك يا الله




الجبار



جبر فلان فلانا أي أغناه من فقر أو أصلح عظمه من كسر، وجبر الله فلانا أي سد حاجته .. وأجبره على الأمر أي أكرهه عليه. وكلمة جبار(بدون ألف ولام التعريف) تستخدم كصفة من صفات الأفراد، وفي هذه الحالة تكون بمعنى القهر والطغيان .. فهي في حق الإنسان صفة ذميمة،
أما الجبار ( بألف ولام التعريف) فهو اسم من أسماء الله الحسنى .. وإن كانت صفة الجبر كوصف للمخلوق صفة ذميمة، فهي في حق الله عز وجل من الصفات الواجبة لكماله المطلق؛ لأنها تعني أن الحق جل وعلا يجبر كسر عباده، فهو تبارك وتعالى الذي جبر الفقير حين شرع الزكاة والصدقات وجعل الحسنة بعشر أمثالها وبسبعمائة ضعف قابلة للزيادة. وعلمنا أن الصدقة توضع في يده قبل أن توضع في يد الفقير. وهو الذي جبر المريض حين جعل له أجرا إذا تقبل البلاء بالصبر والرضا بقضاء الله عز وجل، وجعل زيارته زيارة له عز وجل.

وهو الذي يجبر عباده الطائعين له بأن يتولاهم برعايته وحفظه فيشعرون أنه عز وجل معهم في كل وقت.

إن الجبر الإلهي بكل معانيه صفة من صفات الكمال الإلهي المطلق ولا يستعمل الحق جل وعلا جبروته في موضع إلا تحقيقا لخير أو دفعا لشر .. وهو سبحانه مستحق للحمد على جبروته كما هو مستحق الحمد على رحمته ومغفرته وكرمه


فما أعظمك يا الله






المتكبّر



(كبر) بفتح الكاف وضم الباء أي عظم وتعالى. والكبر أو الكبرياء تعني العظمة أو العلو والرفعة. والمتكبر كوصف للعبد صفة ذميمة، ولكنها صفة من صفات المدح الواجبة للكمال الإلهي المطلق.

(المتكبر) كاسم من أسماء الله عز وجل وصفة من صفاته، فإنه من مقتضيات الكمال الإلهي المطلق، وهو لا يعني أن الحق تبارك وتعالى يتكبر على عباده كما يفهم السطحيون، وإنما يعني أنه جل وعلا عظيم بذاته ومتعالي فوق عباده بحكم كونه الخالق الموصوف بصفات الكمال المطلق وبحكم كونهم المخلوقين من العدم والقائمين به عز وجل ولا قيام لهم بدونه.

إن العلاقة بيننا وبين الله عز وجل فيما يتعلق بالتكبر والتواضع هي أن الحق تبارك وتعالى هو (المتكبر) أي العظيم بذاته والمتعالي بذاته ونحن (المتواضعون) له.

فسبحان المتكبر بربويته، المتكبر على الطغاة من خلقه الذي تذل له المخلوقات ولا يذل سبحانه لأحد، والكبر لا يليق بأحد من المخلوقين، وإنما سمة العبيد الخشوع والتذلل. وسبحان الذي جعل التواضع سمة من سمات خلقه، بينما الكبرياء صفة من صفات كماله، لصيقة بذاته، قديمة قدمه، وسبحان الذي قال عن نفسه وقوله الحق:

(هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون)

كما قال سبحانه:
{وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم "37"} (سورة الجاثية)
om naser_64
om naser_64
الخالق


خلق الله العالم أي أوجده من العدم، والخالق بالألف واللام لا تطلق إلا على الحق عز وجل، فيجوز أن يطلق على الإنسان وصف (خالق) ولا حرج، بينما لا يجوز أن يوصف أن يسمى (الخالق) ويؤخذ ذلك من قوله تعالى:
{ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طينٍ "12" ثم جعلناه نطفةً في قرار مكين "13" ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله احسن الخالقين "14"} (سورة المؤمنون)
فدل قوله تعالى (فتبارك الله احسن الخالقين) على أنه عز وجل أطلق على الإنسان وصف خالق وذلك مع الأخذ في الاعتبار أن خلق الإنسان هو خلق معدوم من موجود،
أما بالنسبة للحق جل وعلا فإن الأمر مختلف .. إذ أنه يخلق الشيء من العدم المطلق .. والعدم المطلق هو اللا شيئية .. فهو تبارك وتعالى يخلق الشيء دون أن يكون له سابقة وجود على الإطلاق، ولقد أكد عز وجل على مسألة الخلق من العدم المطلق في العديد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى:
{قال كذلك قال ربك هو على هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً "9"} (سورة مريم)
والحق سبحانه وتعالى لم يؤكد حقيقة الخلق من العدم فحسب، وإنما أكد حقيقة أخرى ألا وهي أن كل شيء عدا الله عز وجل مخلوق له خاضع لأمره، ولا استثناء في هذه القاعدة، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى:
{قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار "16"} (سورة الرعد)

فالمولى عز وجل نظرا لخطورة هذه المسألة أراد أن يغلق الباب في وجه المبتدعين ليؤكد أن كل شيء مخلوق ويؤكد أنه خالق كل شيء من هذه الآيات قوله تعالى:
{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً} (سورة البقرة ـ 49)

ومن معجزات الخلق أيضا أنه بين الكاف والنون، فالحق سبحانه وتعالى إذا أراد أن يخلق شيئا فإنما يقول له كن فيكون دون أدنى جهد أو إعياء، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى:
{إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون "59"} (سورة آل عمران)
والخلق الإلهي ليس خلقا عشوائيا .. بل هو خلق محكم مبني على علم إلهي مطلق، فإذا تأملت الكون وما به من تكامل وتناسق بين المخلوقات علمت مدى القدرة الإلهية على الخلق والإبداع
{الذين احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طينٍ "7"} (سورة السجدة)
فإذا كان الحق سبحانه وتعالى قد خلق الكون بهذا الإبداع وهذا الإحكام فهل يمكن أن نتصور أنه خلق بلا غاية وبلا هدف،........فالخلق ليس عبثا وليس زوالا وفناء، وإنما لحكمة أرادها سبحانه وتعالى، وفي ذلك يقول جل وعلا
{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "56"} (سورة الذاريات)

فإذا كان الحق جل وعلا هو الخالق المحدث المبدع .. فإنه إذن وحده المستحق للعبادة والمستحق للشكر، إنه الخالق.. هو المبدع للخلق، والمخترع له على غير مثال .. ندعوه عز وجل أن يعلمنا من علمه الفياض:
{ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين "54"} (سورة الأعراف)





البارئ


برؤ( بضم الراء) أي خلا من العيب أو التهمة، وبريء من العيب أو التهمة أي قضى ببراءته منه.

وإذا قلنا برأ الله الإنسان فمعنى ذلك أنه استحدثه وأوجده من العدم المطلق في خلقة تناسب المهمة والغاية التي خلق من أجلها. فالخالق قد يخلق الشيء مناسبا أو غير مناسب، أما البارئ فلا يخلق الشيء إلا مناسبا للغاية التي أرادها من خلقه...


وإذا تأملنا سائر الكائنات والتي خلقت مسخرة للإنسان، سنجد أن المولى عز وجل قد برأ كل كائن ـ أي خلقه مناسبا لمهمته .


فمن تأمل في هذا الكون يدرك أن كل شيء فيه قد برأه الله عز وجل أي خلقه مناسبا وصالحا للمهمة والغاية التي خلق لها، فندعوه جل وعلا كما برأنا من العدم أن يبرئنا من العيوب والخطايا وأن يبعثنا يوم القيامة من الفزع آمنين .....!!


فما أعظمك يا الله






المصوّر


(صوّر) الشيء أي جعل له شكلا معلوما .. ويطلق هذا الفعل على من يقوم بعمل تمثال مجسم للشيء .. أو يرسمه على الورق .. أو يلتقط له صورة بآلة تصوير .. والاسم (مصور).
و(المصور) بأل التعريف اسم من أسماء الله الحسنى.
و(صور) الله عز وجل الأشياء أي جعل لكل منها شكلا معلوما، وإذا تأملت الكون المحيط بلك تجد أن المولى عز وجل قد جعل لكل نوع من المخلوقات شكلا يميزه عن غيره من الأنواع، فالإنسان يختلف عن الجمل ويختلف عن القرد وهكذا. كما أنه جل وعلا قد جعل لكل فرد داخل النوع الواحد صورة تميزه عن غيره من أفراد نوعه، فإذا نظرت إلي زيد من الناس فإنك تعرفه بمجرد النظر إلي وجهه، وهذه من معجزات التصوير الإلهي، فرغم أن تركيب الوجه لا يختلف من إنسان إلي آخر .. إذ يتكون من العينين والأنف والأذنين والفم، إلا أنه تبارك وتعالى يصور من هذه التركيبة عددا لا نهاية له من الوجوه.
ورغم أن يد الإنسان تتكون من خمسة أصابع لها نفس التركيب إلا أن كل إنسان له يد تختلف في الشكل عن أيدي غيره من البشر، فالحق سبحانه وتعالى يصور من التركيبة الواحدة عددا لا نهائيا من الأشكال. ومن نعم الله عز وجل على الإنسان أنه اختصه بحسن الصورة وجعله اجمل المخلوقات شكلا فجعله منتصب القامة ..... سبحان الله !!!



قال الله سبحانه وتعالى:

{وصوركم فاحسن صوركم وزقكم من الطيبات} (سورة غافر ـ 64)



ويقول سبحانه أيضا:

{ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم} (سورة الأعراف ـ 11)



والتصوير يبدأ من الرحم كما قال المولى عز وجل:

{هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم "6" } (سورة آل عمران)




الغفار


(سورة غافر)

ألا هو العزيز الغفار ، غافر وغفور وغفار وردت هذه الأسماء كلها في القرآن الكريم ، هذه الأسماء كلها مشتقة من مصدر واحد وهو المغفرة .


فالمسرف ظلاَّم على صيغة المبالغة ، فإذا كان العبد ظالما فالله غافر وإذا كان ظلوما فالله غفور وإذا كان ظلاما فالله سبحانه وتعالى غفار ، بأية صفة أتى بها العبد المعصية فهناك اسم لله عز وجل يقابل هذه المعصية .

النقطة الدقيقة في هذا الاسم أن صفات الإنسان متناهية ، معنى متناهية : الإنسان فعل هذا الذنب ذنب له حجم ، فعل هذه المعصية أخذ هذا المبلغ ارتكب هذه المخالفة مهما تكن المعاصي والذنوب فإنها متناهية تنتهي عند حد لكن مغفرة الله عز وجل ليست متناهية لا حدود لها وغير المتناهي يغلب المتناهي ، إذا لا يقنط من رحمة الله عز وجل إلا الكفور لا يقنط من رحمة الله عز وجل إلا الجهول لا يقنط من رحمة الله عز وجل إلا الجحود .

إذا كان ذنبك متناهياً ومغفرة الله عز وجل ليست متناهية فمن الغباء والحمق والجهل والجحود وقلة العلم أن تيأس من رحمة الله ، لذلك اليائس كافر اليائس جاهل اليائس جاحد .

شيء آخر في هذا الاسم أن الآيات التي وردت في هذا الإسم وردت مرة على صيغة الماضي قال تعالى :



(سورة ص)



(سورة النسا ء)


أي يغفر لك ما مضى ويغفر لك الآن ويغفر لك في المستقبل وهو ذو مغفرة ، بأي زمن شئت هو غفار ، لأي ذنب فعلت هو غفار ، إن كان الإنسان ظالما فالله غافر وإن كان ظلوما فالله غفور وإن كان ظلاما فالله عز وجل غفار وإن فعل الذنب في الماضي غفر الله له وإن فعله الآن يغفر الله له وماسيفعل من ذنب في المستقبل فإن الله عز وجل يغفر بعد الدعاء ، بأي شكل بأي زمن فإن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم .

أسوق هذا الكلام ليعلم الأخ المؤمن أنه لا يقنط من رحمة الله عز وجل إلا اليائس إلا الجاهل إلا الجاحد إلا الكافر .

ولكن أيها الأخوة الأكارم : إذا توهم أحدكم أن غافراً اسم فاعل أما غفور صيغة مبالغة لاسم الفاعل أما غفار صيغة مبالغة المبالغة لاسم الفاعل ، (الحقيقة التي أتمنى أن تكون بين أيديكم هو أن أسماء الله عز وجل لا تتفاوت أبدا )

إذاً كيف جاء هذا الاسم على هذه الصيغ ؟ هنا السؤال .

إذا الإنسان تناول الطعام يقال له في اللغة ؟ آكل ، إذا جلس إلى الطعام فأكل خمسة أرغفة يقال له أكول على وزن فعول (وباللغة العامية أكِّيل ) يقال له أكول إذا تناول كمية كبيرة ، إذا تناول وجبة خفيفة ولكن أكل في اليوم خمس مرات يقال له: أكول ، إذا صيغة المبالغة ماذا تفيد؟ تفيد النوع وتفيد العدد ، الحقيقة الأولى أن أسماء الله عز وجل لا تتفاوت ، كلها في مستوى واحد لأن الله عز وجل مطلق .

الإنسان كان في مستوى وارتقى إلى مستوى أعلى ثم ارتقى إلى مستوى أعلى ، كان ظالماً فعل ظلماً أشد أصبح ظلوماً فعل ظلما أشد صار ظلاماً ، أما هذا المعنى لا يليق بحضرة الله عز وجل أبدا . لو أن فلاناً ارتكب سيئة غفرها الله له فهو غافر ، فلان آخر غفر الله له فلان ثالث غفر الله له فلان عاشر غفر الله له العباد كلهم لو أذنبوا غفر الله لهم ، جاءت صيغة غفار لا من حيث النوع ولكن من حيث العدد ، لو فرضنا قلت فلان ليس أكولا إذا نفيت عنه أنه أكول هل نفيت عنه أنه يأكل ؟ لا . إذا قلت : وما ربك بظلام للعبيد ، قد يقول قائل معلوماته محدودة وأفقه ضيق الله ينفي عن نفسه مبالغة الظلم ولا ينفي عن نفسه الظلم ، فإذا قلت عن إنسان ليس أكولاً ليس معنى هذا أنه ليس آكلاً ، قال : هذا لا يليق بحضرة الله عز وجل لأن صيغة المبالغة بأسماء الله لا تعني الكم بل تعني العدد ، فكل عباده لو أنهم أذنبوا فالله عز وجل غفور





القهّار


القهر في اللغة هو السيطرة والغلبة .. والاسم : قاهر والقهار اسم على وزن صيغة المبالغة فعّال وهو اسم من أسماء الله الحسنى وهو يعني : أنه لا شيء في الكون يخرج عن سيطرته وغلبته .. كل شيء خاضع لأمره في حركته وفي سكونه، ولا يمكن لمخلوق أن يخرج عن هذه السيطرة الإلهية بحال من الأحوال.

فالشمس تجري لمستقر لها في فلك خاص بها .. والقمر في فلكه الخاص .. وليس للشمس أن تقترب من مداره ولا للقمر أن يقترب من مدارها .. كل منهما يسير في الخط المرسوم ولا يخرج عنه، مما يحول دون التصادم بينهما ..

وهذا الأمر ينطبق على حركة الأفلاك جميعا وليس الشمس والقمر فحسب .. ولكن الله عز وجل حين يضرب الأمثال يضربها بما هو واضح للعيان، وكذلك الليل والنهار يتعاقبان بانتظام .. فلا يأتي النهار قبل ميعاده أو يحل الظلام قبل أوان !!!

كل شيء مسخر وخاضع للقهر الإلهي المطلق، حتى أعمال العباد، فمن كفر أو أشرك أو عصى فإنه لم يخرج عن إطار هذا القهر،

فالحق سبحانه وتعالى قادر على هدايتنا جميعا، ويستطيع أن يقهرنا على الإيمان، ولكنه لم يشأ ذلك وشاء أن يمنحنا الاختيار. ويخضعنا للاختبار...!!

فالمسلم يختبر في افعل ولا تفعل، وغير المسلم يختبر هل سيقدر الله حق قدره فيبحث عن طريق الهداية والحق أم يعرض ويتناسى، وحتى يكون الاختبار حقيقيا فتح الله عز وجل المجال أمام العاصي ليعصي والكافر ليكفر والمشرك ليشرك .. فالكل إذن في ظلال دائرة القهر ..

والكل لم يخرج عن الإرادة الإلهية.

فما أعظمك يا الله




الوهّاب


وهب فلانا شيئا أي أعطاه إياه بلا عوض أو مقابل، والاسم :واهب

و الوهّاب: اسم من أسماء الله الحسنى على وزن صيغة المبالغة فعّال والله تبارك وتعالى هو الوهاب بحق إذ هو الذي يهب ما يملك، كما أنه هو الذي يعطي بلا مقابل ولا ينتظر الرد ..!!

أما هبة المخلوق فهي هبة مجازية لأنه يهب ما هو موهوب له من الله عز وجل، كما أن هبة المخلوق قلما تكون بلا مقابل، فإن لم يكن الوهاب يبغي من هبته مقابلا دنيويا فإنه لا محالة يبغي جزاء الآخرة !!

والحق سبحانه وتعالى هو الوهاب أزلا وأبدا .. فحين خلقنا عز وجل من العدم كان ذلك هبة منه جل وعلا .. فبدن الإنسان هبة .. وعقله هبة .. وسمعه هبة .. وبصره هبة .. وقلبه هبة.

الكون بكل ما يحوي من مخلوقات هبة منه عز وجل للإنسان .. فالهواء الذي نتنفسه هبة .. الماء الذي نشربه هبة .. والطعام الذي تخرجه لنا الأرض هبة .. والدواب التي تحملنا إلي الأماكن المتباعدة هبة .. الشمس التي تمدنا بالدفء والضوء هبة .. القمر الذي نسير على أشعته ليلا هبة منه تبارك وتعالى..!!

الرسالات السماوية التي يرسلها ليهدينا بها إلي سواء السبيل هبة منه جل وعلا .. الهداية والانتقال من الكفر إلي الإيمان هبة منه،

فعطاء الله عز وجل هبة، ومنعه هبة، فالنعمة قد تكمن في جوف النقمة، والنقمة قد تكمن في جوف النعمة..!!

ولا يعلم أين الخير من الشر سوى الله عز وجل علام الغيوب. ويجب على الإنسان أن يعتقد اعتقاد جازما بأن كل شيء هبة من الله تبارك وتعالى حتى تلك الأشياء التي نظن أننا نكتسبها بالأسباب .. ولو ظن الإنسان أن ما به من نعمة من كسبه وعمله ونسى فضل الله عليه فإنه لا محالة سيفقد هذه النعمة .. وقد رأينا ماذا فعل الله عز وجل بقارون حينما أدعى أن ما به من نعمة قد جاءته بعلمه وعمله.

ورسل الله عليهم جميعا افضل الصلاة وأتم التسليم كانوا يدركون جيدا أن كل شيء موهوب من الله، لذلك كانوا في دعائهم يستخدمون الفعل (هب) دون غيره من أفعال الدعاء

((هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذريةً طيبة))

والإنسان يجب أن يلجأ في كل طلب إلي الله عز وجل لأنه وحده هو الوهاب الذي يعطي بلا مقابل، كما أنه هو وحده الذي يملك خزائن كل شيء، حتى تلك الأشياء التي نظن أو نتوهم أنها بيد فلان من الناس ..

وختاما نؤكد على أن الإرادة الإلهية تسخر الأسباب، بينما الأسباب لا تملك أن تغير هذه الإرادة !!



ولنردد دوما هذا الدعاء الجميل :
(( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما))

فما أعظمك يا الله
om naser_64
om naser_64
الخالق


خلق الله العالم أي أوجده من العدم، والخالق بالألف واللام لا تطلق إلا على الحق عز وجل، فيجوز أن يطلق على الإنسان وصف (خالق) ولا حرج، بينما لا يجوز أن يوصف أن يسمى (الخالق) ويؤخذ ذلك من قوله تعالى:
{ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طينٍ "12" ثم جعلناه نطفةً في قرار مكين "13" ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله احسن الخالقين "14"} (سورة المؤمنون)
فدل قوله تعالى (فتبارك الله احسن الخالقين) على أنه عز وجل أطلق على الإنسان وصف خالق وذلك مع الأخذ في الاعتبار أن خلق الإنسان هو خلق معدوم من موجود،
أما بالنسبة للحق جل وعلا فإن الأمر مختلف .. إذ أنه يخلق الشيء من العدم المطلق .. والعدم المطلق هو اللا شيئية .. فهو تبارك وتعالى يخلق الشيء دون أن يكون له سابقة وجود على الإطلاق، ولقد أكد عز وجل على مسألة الخلق من العدم المطلق في العديد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى:
{قال كذلك قال ربك هو على هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً "9"} (سورة مريم)
والحق سبحانه وتعالى لم يؤكد حقيقة الخلق من العدم فحسب، وإنما أكد حقيقة أخرى ألا وهي أن كل شيء عدا الله عز وجل مخلوق له خاضع لأمره، ولا استثناء في هذه القاعدة، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى:
{قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار "16"} (سورة الرعد)

فالمولى عز وجل نظرا لخطورة هذه المسألة أراد أن يغلق الباب في وجه المبتدعين ليؤكد أن كل شيء مخلوق ويؤكد أنه خالق كل شيء من هذه الآيات قوله تعالى:
{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً} (سورة البقرة ـ 49)

ومن معجزات الخلق أيضا أنه بين الكاف والنون، فالحق سبحانه وتعالى إذا أراد أن يخلق شيئا فإنما يقول له كن فيكون دون أدنى جهد أو إعياء، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى:
{إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون "59"} (سورة آل عمران)
والخلق الإلهي ليس خلقا عشوائيا .. بل هو خلق محكم مبني على علم إلهي مطلق، فإذا تأملت الكون وما به من تكامل وتناسق بين المخلوقات علمت مدى القدرة الإلهية على الخلق والإبداع
{الذين احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طينٍ "7"} (سورة السجدة)
فإذا كان الحق سبحانه وتعالى قد خلق الكون بهذا الإبداع وهذا الإحكام فهل يمكن أن نتصور أنه خلق بلا غاية وبلا هدف،........فالخلق ليس عبثا وليس زوالا وفناء، وإنما لحكمة أرادها سبحانه وتعالى، وفي ذلك يقول جل وعلا
{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "56"} (سورة الذاريات)

فإذا كان الحق جل وعلا هو الخالق المحدث المبدع .. فإنه إذن وحده المستحق للعبادة والمستحق للشكر، إنه الخالق.. هو المبدع للخلق، والمخترع له على غير مثال .. ندعوه عز وجل أن يعلمنا من علمه الفياض:
{ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين "54"} (سورة الأعراف)



البارئ


برؤ( بضم الراء) أي خلا من العيب أو التهمة، وبريء من العيب أو التهمة أي قضى ببراءته منه.

وإذا قلنا برأ الله الإنسان فمعنى ذلك أنه استحدثه وأوجده من العدم المطلق في خلقة تناسب المهمة والغاية التي خلق من أجلها. فالخالق قد يخلق الشيء مناسبا أو غير مناسب، أما البارئ فلا يخلق الشيء إلا مناسبا للغاية التي أرادها من خلقه...


وإذا تأملنا سائر الكائنات والتي خلقت مسخرة للإنسان، سنجد أن المولى عز وجل قد برأ كل كائن ـ أي خلقه مناسبا لمهمته .


فمن تأمل في هذا الكون يدرك أن كل شيء فيه قد برأه الله عز وجل أي خلقه مناسبا وصالحا للمهمة والغاية التي خلق لها، فندعوه جل وعلا كما برأنا من العدم أن يبرئنا من العيوب والخطايا وأن يبعثنا يوم القيامة من الفزع آمنين .....!!


فما أعظمك يا الله




المصوّر


(صوّر) الشيء أي جعل له شكلا معلوما .. ويطلق هذا الفعل على من يقوم بعمل تمثال مجسم للشيء .. أو يرسمه على الورق .. أو يلتقط له صورة بآلة تصوير .. والاسم (مصور).
و(المصور) بأل التعريف اسم من أسماء الله الحسنى.
و(صور) الله عز وجل الأشياء أي جعل لكل منها شكلا معلوما، وإذا تأملت الكون المحيط بلك تجد أن المولى عز وجل قد جعل لكل نوع من المخلوقات شكلا يميزه عن غيره من الأنواع، فالإنسان يختلف عن الجمل ويختلف عن القرد وهكذا. كما أنه جل وعلا قد جعل لكل فرد داخل النوع الواحد صورة تميزه عن غيره من أفراد نوعه، فإذا نظرت إلي زيد من الناس فإنك تعرفه بمجرد النظر إلي وجهه، وهذه من معجزات التصوير الإلهي، فرغم أن تركيب الوجه لا يختلف من إنسان إلي آخر .. إذ يتكون من العينين والأنف والأذنين والفم، إلا أنه تبارك وتعالى يصور من هذه التركيبة عددا لا نهاية له من الوجوه.
ورغم أن يد الإنسان تتكون من خمسة أصابع لها نفس التركيب إلا أن كل إنسان له يد تختلف في الشكل عن أيدي غيره من البشر، فالحق سبحانه وتعالى يصور من التركيبة الواحدة عددا لا نهائيا من الأشكال. ومن نعم الله عز وجل على الإنسان أنه اختصه بحسن الصورة وجعله اجمل المخلوقات شكلا فجعله منتصب القامة ..... سبحان الله !!!



قال الله سبحانه وتعالى:

{وصوركم فاحسن صوركم وزقكم من الطيبات} (سورة غافر ـ 64)



ويقول سبحانه أيضا:

{ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم} (سورة الأعراف ـ 11)



والتصوير يبدأ من الرحم كما قال المولى عز وجل:

{هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم "6" } (سورة آل عمران)




الغفار


(سورة غافر)

ألا هو العزيز الغفار ، غافر وغفور وغفار وردت هذه الأسماء كلها في القرآن الكريم ، هذه الأسماء كلها مشتقة من مصدر واحد وهو المغفرة .


فالمسرف ظلاَّم على صيغة المبالغة ، فإذا كان العبد ظالما فالله غافر وإذا كان ظلوما فالله غفور وإذا كان ظلاما فالله سبحانه وتعالى غفار ، بأية صفة أتى بها العبد المعصية فهناك اسم لله عز وجل يقابل هذه المعصية .

النقطة الدقيقة في هذا الاسم أن صفات الإنسان متناهية ، معنى متناهية : الإنسان فعل هذا الذنب ذنب له حجم ، فعل هذه المعصية أخذ هذا المبلغ ارتكب هذه المخالفة مهما تكن المعاصي والذنوب فإنها متناهية تنتهي عند حد لكن مغفرة الله عز وجل ليست متناهية لا حدود لها وغير المتناهي يغلب المتناهي ، إذا لا يقنط من رحمة الله عز وجل إلا الكفور لا يقنط من رحمة الله عز وجل إلا الجهول لا يقنط من رحمة الله عز وجل إلا الجحود .

إذا كان ذنبك متناهياً ومغفرة الله عز وجل ليست متناهية فمن الغباء والحمق والجهل والجحود وقلة العلم أن تيأس من رحمة الله ، لذلك اليائس كافر اليائس جاهل اليائس جاحد .

شيء آخر في هذا الاسم أن الآيات التي وردت في هذا الإسم وردت مرة على صيغة الماضي قال تعالى :



(سورة ص)



(سورة النسا ء)


أي يغفر لك ما مضى ويغفر لك الآن ويغفر لك في المستقبل وهو ذو مغفرة ، بأي زمن شئت هو غفار ، لأي ذنب فعلت هو غفار ، إن كان الإنسان ظالما فالله غافر وإن كان ظلوما فالله غفور وإن كان ظلاما فالله عز وجل غفار وإن فعل الذنب في الماضي غفر الله له وإن فعله الآن يغفر الله له وماسيفعل من ذنب في المستقبل فإن الله عز وجل يغفر بعد الدعاء ، بأي شكل بأي زمن فإن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم .

أسوق هذا الكلام ليعلم الأخ المؤمن أنه لا يقنط من رحمة الله عز وجل إلا اليائس إلا الجاهل إلا الجاحد إلا الكافر .

ولكن أيها الأخوة الأكارم : إذا توهم أحدكم أن غافراً اسم فاعل أما غفور صيغة مبالغة لاسم الفاعل أما غفار صيغة مبالغة المبالغة لاسم الفاعل ، (الحقيقة التي أتمنى أن تكون بين أيديكم هو أن أسماء الله عز وجل لا تتفاوت أبدا )

إذاً كيف جاء هذا الاسم على هذه الصيغ ؟ هنا السؤال .

إذا الإنسان تناول الطعام يقال له في اللغة ؟ آكل ، إذا جلس إلى الطعام فأكل خمسة أرغفة يقال له أكول على وزن فعول (وباللغة العامية أكِّيل ) يقال له أكول إذا تناول كمية كبيرة ، إذا تناول وجبة خفيفة ولكن أكل في اليوم خمس مرات يقال له: أكول ، إذا صيغة المبالغة ماذا تفيد؟ تفيد النوع وتفيد العدد ، الحقيقة الأولى أن أسماء الله عز وجل لا تتفاوت ، كلها في مستوى واحد لأن الله عز وجل مطلق .

الإنسان كان في مستوى وارتقى إلى مستوى أعلى ثم ارتقى إلى مستوى أعلى ، كان ظالماً فعل ظلماً أشد أصبح ظلوماً فعل ظلما أشد صار ظلاماً ، أما هذا المعنى لا يليق بحضرة الله عز وجل أبدا . لو أن فلاناً ارتكب سيئة غفرها الله له فهو غافر ، فلان آخر غفر الله له فلان ثالث غفر الله له فلان عاشر غفر الله له العباد كلهم لو أذنبوا غفر الله لهم ، جاءت صيغة غفار لا من حيث النوع ولكن من حيث العدد ، لو فرضنا قلت فلان ليس أكولا إذا نفيت عنه أنه أكول هل نفيت عنه أنه يأكل ؟ لا . إذا قلت : وما ربك بظلام للعبيد ، قد يقول قائل معلوماته محدودة وأفقه ضيق الله ينفي عن نفسه مبالغة الظلم ولا ينفي عن نفسه الظلم ، فإذا قلت عن إنسان ليس أكولاً ليس معنى هذا أنه ليس آكلاً ، قال : هذا لا يليق بحضرة الله عز وجل لأن صيغة المبالغة بأسماء الله لا تعني الكم بل تعني العدد ، فكل عباده لو أنهم أذنبوا فالله عز وجل غفور




القهّار


القهر في اللغة هو السيطرة والغلبة .. والاسم : قاهر والقهار اسم على وزن صيغة المبالغة فعّال وهو اسم من أسماء الله الحسنى وهو يعني : أنه لا شيء في الكون يخرج عن سيطرته وغلبته .. كل شيء خاضع لأمره في حركته وفي سكونه، ولا يمكن لمخلوق أن يخرج عن هذه السيطرة الإلهية بحال من الأحوال.

فالشمس تجري لمستقر لها في فلك خاص بها .. والقمر في فلكه الخاص .. وليس للشمس أن تقترب من مداره ولا للقمر أن يقترب من مدارها .. كل منهما يسير في الخط المرسوم ولا يخرج عنه، مما يحول دون التصادم بينهما ..

وهذا الأمر ينطبق على حركة الأفلاك جميعا وليس الشمس والقمر فحسب .. ولكن الله عز وجل حين يضرب الأمثال يضربها بما هو واضح للعيان، وكذلك الليل والنهار يتعاقبان بانتظام .. فلا يأتي النهار قبل ميعاده أو يحل الظلام قبل أوان !!!

كل شيء مسخر وخاضع للقهر الإلهي المطلق، حتى أعمال العباد، فمن كفر أو أشرك أو عصى فإنه لم يخرج عن إطار هذا القهر،

فالحق سبحانه وتعالى قادر على هدايتنا جميعا، ويستطيع أن يقهرنا على الإيمان، ولكنه لم يشأ ذلك وشاء أن يمنحنا الاختيار. ويخضعنا للاختبار...!!

فالمسلم يختبر في افعل ولا تفعل، وغير المسلم يختبر هل سيقدر الله حق قدره فيبحث عن طريق الهداية والحق أم يعرض ويتناسى، وحتى يكون الاختبار حقيقيا فتح الله عز وجل المجال أمام العاصي ليعصي والكافر ليكفر والمشرك ليشرك .. فالكل إذن في ظلال دائرة القهر ..

والكل لم يخرج عن الإرادة الإلهية.

فما أعظمك يا الله


الوهّاب


وهب فلانا شيئا أي أعطاه إياه بلا عوض أو مقابل، والاسم :واهب

و الوهّاب: اسم من أسماء الله الحسنى على وزن صيغة المبالغة فعّال والله تبارك وتعالى هو الوهاب بحق إذ هو الذي يهب ما يملك، كما أنه هو الذي يعطي بلا مقابل ولا ينتظر الرد ..!!

أما هبة المخلوق فهي هبة مجازية لأنه يهب ما هو موهوب له من الله عز وجل، كما أن هبة المخلوق قلما تكون بلا مقابل، فإن لم يكن الوهاب يبغي من هبته مقابلا دنيويا فإنه لا محالة يبغي جزاء الآخرة !!

والحق سبحانه وتعالى هو الوهاب أزلا وأبدا .. فحين خلقنا عز وجل من العدم كان ذلك هبة منه جل وعلا .. فبدن الإنسان هبة .. وعقله هبة .. وسمعه هبة .. وبصره هبة .. وقلبه هبة.

الكون بكل ما يحوي من مخلوقات هبة منه عز وجل للإنسان .. فالهواء الذي نتنفسه هبة .. الماء الذي نشربه هبة .. والطعام الذي تخرجه لنا الأرض هبة .. والدواب التي تحملنا إلي الأماكن المتباعدة هبة .. الشمس التي تمدنا بالدفء والضوء هبة .. القمر الذي نسير على أشعته ليلا هبة منه تبارك وتعالى..!!

الرسالات السماوية التي يرسلها ليهدينا بها إلي سواء السبيل هبة منه جل وعلا .. الهداية والانتقال من الكفر إلي الإيمان هبة منه،

فعطاء الله عز وجل هبة، ومنعه هبة، فالنعمة قد تكمن في جوف النقمة، والنقمة قد تكمن في جوف النعمة..!!

ولا يعلم أين الخير من الشر سوى الله عز وجل علام الغيوب. ويجب على الإنسان أن يعتقد اعتقاد جازما بأن كل شيء هبة من الله تبارك وتعالى حتى تلك الأشياء التي نظن أننا نكتسبها بالأسباب .. ولو ظن الإنسان أن ما به من نعمة من كسبه وعمله ونسى فضل الله عليه فإنه لا محالة سيفقد هذه النعمة .. وقد رأينا ماذا فعل الله عز وجل بقارون حينما أدعى أن ما به من نعمة قد جاءته بعلمه وعمله.

ورسل الله عليهم جميعا افضل الصلاة وأتم التسليم كانوا يدركون جيدا أن كل شيء موهوب من الله، لذلك كانوا في دعائهم يستخدمون الفعل (هب) دون غيره من أفعال الدعاء

((هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذريةً طيبة))

والإنسان يجب أن يلجأ في كل طلب إلي الله عز وجل لأنه وحده هو الوهاب الذي يعطي بلا مقابل، كما أنه هو وحده الذي يملك خزائن كل شيء، حتى تلك الأشياء التي نظن أو نتوهم أنها بيد فلان من الناس ..

وختاما نؤكد على أن الإرادة الإلهية تسخر الأسباب، بينما الأسباب لا تملك أن تغير هذه الإرادة !!

ولنردد دوما هذا الدعاء الجميل :
(( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما))

فما أعظمك يا الله


انتظروني غدا فللموضوع تتمة...............يتبع
om naser_64
om naser_64



الرزّاق


رزق الله نعمة منه لا تحصى. ..

أولاً: رزق الخلائق جميعاً بكافرهم ومؤمنهم وكل ما في الكون حرصاً عليه وما فيه، منه وإليه،
وهذا عطاء الربوبية؛ لأن الله استدعى الكون إلي الوجود، وإلي ما يحتاج إليه في الخلود.

أما الرزق الثاني: فهو عطاء الألوهية للمختارين من عباده، وليس الرزق هو المال، فحلاوة اللسان رزق، والقبول رزق، وخفة الظل رزق، والستر رزق، والرضا بقضاء الله رزق. ومثال القبول نجد نجارين متجاورين مكاناً وزماناً وبضاعة، وتجد قبولاً في أحدهما وإعراضاً عن الآخر، ولا تسأل عن الحكمة في ذلك فهذه أرزاق وهذا تقدير العزيز العليم .

إن الكرم ليس في زيادة الرزق، ولكن في اجتياز الإنسان لامتحان هام هو حسن استخدام الرزق ...!!
وقلة الرزق ليست إهانة للإنسان، ولكن هي أيضاً اختبار. فالإكرام الإلهي لا يكون إلا إذا وفق الإنسان في أداء حق النعمة، والتقدير في الرزق لا يكون إهانة إلا إذا لم يوفق الإنسان في أداء حق النعمة.



نسأل الله أن يرزقنا الإيمان والإخلاص و التوفيق ..

(( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ))

فما أعظمك يا الله




الفتّاح


هو الذي يفتح خزائن رحمته على عباده، وهو الذي فتح على النفوس خزائن رحمته على عباده، وهو الذي فتح على النفوس باب توفيقه،

وهو الذي رفع الحجاب على قلوب أوليائه، ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم ليبصروا الحق حتى يصلوا إلي عين اليقين.

وهو الذي يفتح لهم الأبواب إلي ملكوته سبحانه وتعالى، فيكون معنى الفتح الكشف والتبيين والإلهام مع التجلي. وهو الفتاح ويميز الحق من الباطل ويعلي المحق، ويخزي المبطل.

فالرب تعالى هو الفتاح العليم الذي يفتح لعباده الطائعين خزائن جوده وكرمه، ويفتح على أعدائه ضد ذلك، وذلك بفضله وعدله.


الله افتح علينا فتوح العارفين بحكمتك ..وافتح لنا خزائن رحمتك ...آمين



العليم

هو الذي يعلم الغيب و الغيب هو الذي يغيب عن الإنسان وعن البشرية جمعاء.

فإذا علم واحد شيئاً جديداً كان معلوماً عند غيره فلا يقال عن ذلك علم الغيب وإذا علم الإنسان شيئاً كان مطموراً في الكون أو مستوراً كاكتشاف البترول أو الكهرباء فذلك أيضاً ليس علماً بالغيب..!!

إنما هو اكتشاف إنساني جاء بعد أن أضنى الإنسان فكره وعمله ليصل إلي هذا الاكتشاف أو ذاك، فكل علم من علوم الدنيا يبدأ دائما بافتراض مقدمات، هذه المقدمات تؤدي إلي نتائج، وذلك ليس غيباً، ومادام الشيء بذاته محسوساً أو بمقدماته التي تدل على محسوسة، فليس ذلك بغيب.

إذن: ما الغيب الذي أراد الله أن نؤمن به؟

إنه الغيب الذي لا يكون مصدره إلا الله سبحانه وتعالى، ذلك أن الإيمان لا يكون مصدره إلا الله سبحانه .
ويشمل ذلك الإيمان بالحنة والنار والحساب والبعث وغيرها من الأمور الغيبية ...




فهو سبحانه عليم أي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ..
ويعلم كل ما في هذا الكون و يعلم السر وأخفى !!

اللهم علمك بحالنا يغنينا عن سؤالنا ....


فما أعظمك يا الله








القابض- الباسط



هما صفتان متضادتان متلازمتان ..يجب ذكرهما معا ..

ومعنى أن الحق سبحانه وتعالى هو الذي يقبض ويبسط، أي: أنه الذي يعطي الرزق اختباراً، ويمنع الرزق اختباراً أيضا ..!!

ويردّ لك ما تعطيه لغيرك، أو تنفقه في سبيل الله أضعافاً مضاعفة فهو سبحانه وتعالى عنده الخزائن التي لا تنفذ إذا أعطى لكل واحد مطلوبه، فلن ينقص ذلك مما عنده شيئاً..!!

قال تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي، لو أن أولكم وآخرك، وحيّكم وميّتكم، ورطبكم ويابسكم اجتمعوا في صعيد واحد، فسأل كل إنسان منكم ما بلغت أمنيته، فأعطيت كل سائل منكم ما سأل ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بالبحر فغمس فيه إبرة ثم رفعها إليه ذلك بأني جواد ماجد، افعل ما أريد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما أمري بشيء إذا أردته أن أقول له: كن فيكون"

ولنتأمل سويا لنرى أن الإنسان لو لم يكن محتاجاً للطعام وضروريات الحياة، فإنه لا يذهب إلي المهن التي تتطلبها الحياة ويعمل بها، ولكن الذي يجعله يلجأ إلي هذه الأعمال حاجته إلي المال، فالله يقبض عنه حتى يزاول حركته الحياة التي يستنكف أن يزاولها إن لم يكن محتاجاً..!!
وهذا يضمن استمرار عمارة الأرض والكون ...

وأخيرا ...

إذا كان الحق ـ سبحانه وتعالى ـ الذي لا تنفد خزائنه يعطي بمقدار، فلا يبسط على الناس جميعاً، ولا يقبض عنهم جميعاً، فمن باب أولى أن يكون الإنسان كذلك...!!

فلا يبسط يده كل البسط، ولا يجعلها مغلولة إلي عنقه، ويقبضها كل القبض. وهذه نظرية اقتصادية تضمن راحة الدنيا؛ ورضى لله سبحنه وتعالى فهو لا يحي البخلاء ولا يحب المسرفين ..!!.


نسأل الله أن يبارك لنا في أموالنا ...
ويوفقنا لاستخدامها على الوجه الذي يرضيه عنّا ..

فما أعظمك يا الله
om naser_64
om naser_64





الخافض-الرافع



هو الذي يخفض الكفار بالإشقاء، ويرفع المؤمنين بالإسعاد.
وهو الذي يرفع أولياءه بالتقرب، ويخفض أعداءه بالإبعاد.
هو رب الواقعة. الخافضة الرافعة، أي: خافضة لقوم إلي النار، ورافعة آخرين إلي الجنة.

الخافض لمن تعالى، الرافع لمن تواضع، ومن بيده الميزان يخفض ويرفع!!

اللهم ارفع درجاتنا ..واجعلنا عندك من المقبولين ..واجمعنا في عليين ..

فما أعظمك يا الله







المعزّ- المذلّ



هناك من البشر أناس يتمتعون بنفوذ مؤقت، هؤلاء منهم كل الشر، يغترون بالملك ويفعلون ما يشاءون، أو يفعل الآخرون لهم ما يأمرون به. وحين ينزع الملك لاشك أن المغلوب يعزه الله، أما الظالمون أنفسهم فيذلهم الله!!

إذن: كان لابد أن يجئ بعد قوله تعالى:
((تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ))
قوله تعالى :
((وتعز من تشاء وتذل من تشاء .. ))


والله سبحانه وتعالى يعز المؤمنين ويذل العصاة والمشركين والكفار..
فالعزّة الحقيقية مذكورة في قوله تعالى :
(( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين))فالله يعزّ المسلم بشرط أن يكون صادقاً مع الله ومع الناس ومع النفس. أميناً مع الله، ومع الناس، ومع النفس. محاولاً في تحقيق منهج الله. تقياً يحمل قلباً طاهراً. ونفساً زكية، وعقلاً مفكراً، وروحاً تحب الحق والخير والسلام!!

اللهم أعزنا بالإسلام وأعز الإسلام بنا ...

فما أعظمك يا الله




السميع


الحق سبحانه وتعالى لم توجد له صفة السمع بعد أن وجد ما يسمعه، ولم توجد له صفة البصر بعد أن وجد ما يبصره، إنه سبحانه وجدت له صفة السمع قبل أن يخلق خلقاً يسمع منه، ووجدت له صفة البصر قبل أن يخلق خلقاً ليبصر أفعالهم..!!

إذن: فهناك فرق بين أن يقول (سميع بصير) و(سامع ومبصر)
حيث أن كلمة سميع معناها أن يكون المدرك على صفة يجب أن تدرك المسموع إن وجد المسموع. ولكن إن لم يوجد المسموع بعد فهو سميع، وإن كان لا يوجد ما يسمعه.

فالشاعر قبل أن يقول القصيدة هو موهوب في الشعر، وقال القصيدة لوجود موهبة الشعر عنده ولله المثل الأعلى فهو سبحانه وتعالى على سبيل المثال غفار حتى قبل أن يوجد الخلق، أي: أنه سبحانه على صفة يجري عليها الأمر إن وجد، وهو سبحانه غافر إن وجد الأمر عندما يوجد ما يغفره بالفعل .

فما أعظمك يا الله





البصير


أي: أن الله سيعطي لكل إنسان على قدر موقفه من منهج ربه..
والبصر يدرك الحركة، فماذا يرى الله من العباد؟ إنه يرى العباد المتحركين في الحياة، وهل حركة العبد منهم تطابق في الأفعال الإسلام أم لا، ومتابعة الحركة تحتاج إلي البصر، ولا تحتاج إلي العلم، وكأن الحق سبحانه وتعالى يقول: إن كنتم تعتقدون أني لا أراكم، فالخلل في إيمانكم، وإن كنتم تعتقدون أني أراكم فلم جعلتموني أهون الناظرين إليكم!!


إذن: فقول الحق سبحانه:
((والله بصير بالعباد ))
نفهم منها أن الإسلام سلوك لا اعتقاد فقط؛ لأن الذي يُرى هو الفعل لا المعتقدات الداخلية، ومادام الله بصيراً بالعباد، فبصر الحق للعباد له غاية، فكل إنسان عندما يعلم أن الله بصير بكل سكناته وحركاته، فإن الإنسان يستحي أن يراه ربه على غير ما يحب!!

فما أعظمك يا الله





الحكم


والعبودية تقوم على الطاعة وامتثال الأمر، ولا تصحّ عبوديّة دون امتثال أمر السيّد الآمر وهو المعبود، ولذلك فكلّ من اتّخذ من نفسه آمراً ناهياً حاكماً على غيره من خلال التشريع والذي معناه تسمية الأشياء ووصفها بالحلّ والحرمة فقد جعل نفسه إلهاً مطاعاً معبوداً يُعبَد الأدلّة من القرآن والسنّة إنّ ممّا اتّفق عليه جميع الأنبياء والمرسلين هو الدعوة إلى توحيد الله في العبادة والقصد والطلب، قال تعالى: {ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}، وكان ممّا يدخل في عبادة الله تعالى، بل هو قاعدة العبادة وأصلها، هو إفراد الله تعالى في الطاعة والامتثال، فالله هو الحَكَمُ وله الحُكم. قال تعالى: {إنِ الحكمُ إلاّ لله}. وقال تعالى: {ألا له الحكم}. وقال تعالى: {ألا له الخلق والأمر}. وقال تعالى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله}. وقال تعالى: {ولا يشرك في حكمه أحداً}.

فهذه الآيات تبيّن بوضوح وجلاء أنّ حقّ الحكم هو لله وحده، بل إنّ معنى الإله هو المعبود، والعبودية تقوم على الطاعة وامتثال الأمر، ولا تصحّ عبوديّة دون امتثال أمر السيّد الآمر وهو المعبود.

ولذلك فكلّ من اتّخذ من نفسه آمراً ناهياً حاكماً على غيره من خلال التشريع والذي معناه تسمية الأشياء ووصفها بالحلّ والحرمة فقد جعل نفسه إلهاً مطاعاً معبوداً يُعبَد، قال تعالى: {أم لهم شركاءُ شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}. فقد سمّى الله المشرّع شريكاً وسمّى ما شرّع ديناً، وأصل كلمة الدين تعني الخضوع، وهكذا حال المطيع لشرع غيره فإنّما هو خاضع له، وهو معنى الدين، فهذه الآية جامعة لهذا الباب وهو تسمية المشرّع إلهاً، وتسمية الشرع الذي شرعه ديناً، وتسمية الطائع له مشركاً، وقال تعالى: {إتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله}.

وقد فسّر النبيّ صلى الله عليه وسلم ربوبيّتهم على أتباعهم بطاعة الأتباع لهم في ما أحلّوا وحرّموا، فعن عديّ بن حاتم أنّه سمع النبيّ صلى الله عليه وسلميقرأ هذه الآية: { إتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أُمِروا إلاّ ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلاّ هو سبحانه عمّا يشركون}، فقال: إنّا لسنا نعبدهم، فقال : ( أليس يحرّمون ما أحلّ الله فتحرّمونه، ويحلّون ما حرّم الله فتحلّونه؟ )، فقال: بلى. فقال: فتلك عبادتهم .

وقد قرّر الله في كتابه كفرَ من حكم بغير كتابه، فقال سبحانه: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.

وسمّى الله من تحاكم الناس إليه من غير خضوع لأحكام الكتاب والسنّة طاغوتاً. قال تعالى: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلّهم ضلالاً بعيداً}، وقال الشيخ الإمام محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان: ( كلّ تحاكم إلى غير شرع الله فهو تحاكم إلى الطاغوت ) .

ومثل الآية التي تقدّمت: {أم لهم شركاء...} قوله تعالى: {إنِ الحكم إلاّ لله أمر ألا تعبدوا إلاّ إياه ذلك الدين القيّم}. فقد سمّى الله الحكم عبادة، وسمّى ما يُحكم به ديناً، فمن حكّم الله في كلّ أمر فقد عبده واتّخذ دينه ديناً، ومن حكّم الطاغوت في أيّ أمرٍ فقد عبده واتّخذ حكمه ديناً، وقد سمّى الله تعالى شرع الطواغيت ديناً، كما سمّى شرعه ديناً فقال تعالى عن يوسف: {كذلك كدنا ليوسف، ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلاّ أن يشاء الله}، فقد سمّى شرعَ الملك وحكمَه وملكَه ديناً.

فما أعظمك ياالله





العــــدْل


العدل هو في اللغة مصدر يدل على الزيادة، أي: البالغ في العدل، أي: الذي لا يظلم أحداً،
والعدل أيضا مأخوذ من الاعتدال وهو الاستواء، ويقع صفة للحكم والحاكم معاً،
فيقال: حاكم عدل، وحكم عدل.
وسبحان الكريم العفو ذي العدل. الذي قد ملأ كل شيء عدله !!

اللهم عاملنا برحمتك ولا تعاملنا بعدلك ..

فما أعظمك يا الله