يا رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.. هل أنت راضٍ عن السياحة في بلادنا؟

الملتقى العام


سبق تقول للمسؤول: لم تعد السياحة وفق مفهومها الحضاري المتطور مجرد سفر، وتجوُّل في الأسواق والمطاعم، وسهر الليالي؛ بل هي اليوم - كما تؤكد الدراسات الحديثة - من أكثر الصناعات نمواً في العالم، ومن أهم القطاعات الاقتصادية التي تحرص عليها الدول، وتعتمد عليها في تحسين دخلها، وفي توفير فرص العمل المناسبة لشبابها وشاباتها، والمساهمة في دفع عجلة التنمية، وتنويع مصادر الدخل.. وفوق ذلك هي رسالة حضارية قوية للتواصل بين المجتمعات.

وبالنظر إلى السياحة في بلادنا، رغم أننا من أكثر دول العالم ثراءً في المناطق التاريخية، والتنوع المناخي والجغرافي والثقافي، ووجود السواحل والصحاري والجبال والأماكن الطبيعية الساحرة، والأماكن المقدسة والحرمين الشريفين.. يبدو وضع سياحتنا الداخلية مختلفاً، ولا نبالغ إن قلنا متخلفاً متناقضاً، وأحياناً مبهماً غير واضح الملامح؛ فالسعوديون - كما تؤكد الإحصاءات - من أكثر الشعوب "سياحة" في أرض الله "3 ملايين سائح سنويًّا"، ومن أكثر السياح "سخاء" في العالم؛ "ينفقون أكثر من 31 مليار ريال"، وتكلفة سياحتهم تتجاوز المليارات من الريالات سنوياً "ما يعادل 17 % من إيرادات النفط" يضخونها في اقتصادات الدول الأخرى "فرحين" راضين بما سخره الله لهم من فرص عديدة للسياحة خارج السعودية، والاستمتاع بالخضرة، والماء، و"الوجه الحسن"، والتنظيم، والترفيه، والخدمة، والسعر الجيد، و"راحة البال".

ومن هذا المنطلق الوطني نتوجه للهيئة العامة للسياحة والآثار، ولرئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، وهو الإداري الشاب، والمتحدث المتمكن، والمثقف الواعي، والمسؤول المؤهل.. وهي صفات لا نجامله فيها؛ بل هذا "حقه علينا"، ولن ننازعه إياه، إلا أن من حقنا عليه - وهو الذي أمضى أكثر من "13 عاماً" أميناً عاماً ثم رئيساً للهيئة - أن يتقبل استفساراتنا في ظل عدم وجود خدمات سياحية متقدمة في بلادنا، تتناسب مع طموحاتنا ومتطلباتنا التنموية، وفق ما يأتي:

- يا سمو الأمير رئيس الهيئة.. ماذا قدمت الهيئة من أجل تنظيم قطاع السياحة، والمحافظة على الآثار التاريخية منذ تأسيسها؟.. ونأمل ألا "يغدق" علينا بيروقراطيو الهيئة بالكثير من القرارات والخطابات التي تم اتخاذها، والتي لا تقول شيئاً واضحاً بقدر ما تزيد الأمور غموضاً؟

- ما نسبة النمو الحقيقي للسياحة الداخلية بما يتوافق مع مكانة السعودية وقيمها التاريخية والدينية؟ وما أبرز المعوقات في هذا الجانب؟

- ماذا تم بشأن الاهتمام بمقتنيات المتاحف والمحافظة عليها، ودعم العمل الأثري والتنقيب في المناطق التاريخية؟

- قلتَ في أحد تصريحاتك الصحفية: "90 % من سكان الرياض لا يعرفون مدينتهم، خاصة الشباب منهم، وأن المواقع الأثرية ليس بها ما يخالف الشرع".. فلماذا لا تزال الهيئة تتفرج على ذلك ولم تفعل شيئاً لتغييره؟

- لماذا لا تزال أغلب مناطقنا التاريخية العريقة المشهورة، كصخرة عنترة بن شداد ووادي لجب في جازان وجبال أجا وسلمى في حائل ومدائن صالح والأخدود على سبيل المثال.. أماكن مهملة، تُكتب عليها وبها مذكرات المراهقين "وشخبطاتهم"، ومسوَّرة "بشبوك" مفتوحة الجوانب، تشوِّه منظرها أكثر مما تحميها؟

- ولماذا الحرص على إقامة مهرجانات سياحية في الصيف مملة الفعاليات، وعشوائية التنظيم؟

- ماذا فعلت الهيئة في الحد من جشع التجار، وخفض أسعار الأجنحة الفندقية والشقق المفروشة والفنادق، التي تصل في بعض المواسم لـ1800 ريال في اليوم الواحد؛ ما يجعل المواطن السائح يخسر الكثير من المال إن أراد السياحة داخل بلده؟!

- لماذا ركنت الهيئة للبيروقراطية، ولم تسعَ لجعل السياحة قطاعاً استثمارياً فاعلاً في مجال تطوير الخدمات، وبناء الفنادق، والترفيه..إلخ؟

- كم بلغ عدد الفرص الوظيفية الجديدة التي وفرتها الهيئة للمواطنين السعوديين في مجال السياحة؟

- لماذا متاحفنا في المدن الرئيسة والمحافظات تفتقد العناية، بما يضعف قيمة ما يُعرَض فيها من مقتنيات، ولا تجد لها اهتماماً كما ينبغي؟

- ماذا فعلتم في "لملمة" مسؤوليات السياحة وصلاحياتها الموزَّعة على أجهزة حكومية أخرى هنا وهناك؟

- ماذا تم في تفعيل الشراكة مع القطاعين العام والخاص والخطوط السعودية ووكالات السفر والسياحة والمنتجعات السياحية، بما ينعكس إيجاباً لصالح السياحة وأهالي المناطق مالياً وثقافياً واجتماعياً؟

- ماذا فعلتم لتوسيع قاعدة السياحة؛ لتشمل السياحة البيئية والموسمية في المحميات الطبيعية، إلى جانب السياحة الدينية؟

- متى نرى سواحل رملية جميلة، ومنتزهات سياحية متميزة، ومراكز ترفيه وملاهي أطفال عالية المستوى، بأسعار مقبولة، في أبها والباحة والطائف والخُبر وحفر الباطن وتبوك وجازان وحائل والرياض وجدة.. وغيرها من الأماكن والمناطق المميزة سياحياً؟

- ماذا فعلت الهيئة في معالجة النقص، وضَعف خدمات النقل، واستراحات الطرق بين المدن؟

- ماذا فعلت الهيئة من أجل بقاء السائح السعودي في بلاده؟

- ونتساءل: لماذا مسؤولو الهيئة من أكثر المسؤولين الذين يقضون إجازاتهم السنوية في السياحة الخارجية تحت أعذار المشاركة في افتتاح المعارض، وعرض المقتنيات التاريخية السعودية، التي لا تقيمها الهيئة العامة للسياحة والآثار إلا في أشهر الصيف وخارج السعودية؟!

إننا يا سمو الأمير رئيس الهيئة نتطلع - وأنت الشاب المؤهَّل - إلى أن تعالِج أسباب ضَعف السياحة الداخلية، ونفور المواطن السعودي من "السياحة" في بلده، وعدم ترحيبه بها، وعدم إدراجها في خططه ومشاريع إجازته العائلية، على الرغم من وجود مقومات الجذب السياحي الكبيرة؛ فولاة الأمر – حفظهم الله - يا سمو الأمير الرئيس دعموا بقوة الهيئة العامة للسياحة والآثار في كثير من المواقف، وبالقرارات المهمة، ومع ذلك لا تزال تجربتنا السياحية غير متكاملة، وتعاني القصور الكثير، وملياراتنا نخسرها في الخارج كل عام؛ لأننا لا نعلم حتى الآن مَنْ المستهدف من السياحة يا سمو الأمير، هل هم الشعب السعودي، أم الخليجيون، أم العرب، أم العالم كله؟.. وحتى الآن لا نعلم هل سياحتنا بوضعها الحالي تستطيع المنافسة على استقطاب الجمهور في ظل وجود الثقافة السلبية والشعور بأن السياح ضيوفٌ ثقلاء، جاؤوا لمضايقتنا في بلادنا؟ وحتى الآن لا نعلم بعد أكثر من "13 عاماً" من ***** الهيئة العامة للسياحة والآثار سبب هذا الإهمال وعدم الجدية بأمرها من الجهات الرسمية؟

ونأمل يا سمو الأمير الرئيس أن نحظى بإجابة واضحة وحاسمة.. هل نبالِغ عندما نتطلع لوجود قطاع سياحي فاعل في الاقتصاد السعودي؟.. ثم إلى أي مدى أنت راضٍ عن السياحة في بلادنا؟:confused::confused::confused::confused:
0
345

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️