بين عشية وضحاها.. كانت الاعلانات التي تروج للاعشاب الطبيعية تغزو كل موقع.
وبين تفاؤل الراغبين في العلاج او التخلص من حمرة الخجل وبين المتعطشين في الربح.. كان معدل بيع اعشاب الفحولة يفوق الوصف.
حتى الشباب الذين جربوا احياناً الحبة الزرقاء, استراحوا احياناً اخرى من تكلفتها تحت مظلة خلطات الاعشاب. اما المسنون فهم الفئة الأكثر التي تنفست الصعداء قبل تناولها الحبة الزرقاء ثم حبست انفاسهم بعد تناولها.. فابقوا ما تبقى لهم من انفاس لرائحة الاعشاب.
وليست امراض (الرجال) او النساء وحدها هي التي حازت التفوق في حركة المد المتواصلة لمحلات العطارة او الاعشاب.. لكن الامراض الاخرى لم تغب عن ذاكرة الحالمين او المرضى.
وبينما تغلق الامانات والبلديات والصحة يومياً العشرات من محلات (العطارة).. يفتح عشرات من المواطنين افواههم لابتلاع المزيد من الخلطات.. والنتيجة بكاء على الاطلال ورغبة في الابقاء على حمرة الخجل احياناً افضل من حمرة العار دائماً.
ام خالد, سيدة في مقتبل عمرها, كانت كل يوم تطالع نفسها في مرآة الاخرين, فتجد صورة بشعة حسب وصفهم.
وكلما حاولت انهاء الصورة.. تجددت البشاعة, بل طالت مسامعها الكثير من عبارات التندر.. والكل في محيطها يصفها بـ(السمينة), جربت كافة اشكال الريجيم.. لكنها لم تفلح معها, ذهبت الى هنا وهناك حيث مجالس النسوة, لكنهن كن ينصحن بكلام لا يخلو من (التقليعات) ولا يرتبط باية مواصفات علمية او حتى بناء على الخبرة.
وامام سيل النصائح كانت ام خالد تمنى نفسها بانها ستتخلص من هم السمنة.. لكن بمرور الايام شعرت انها تخلصت فقط من محيطها الاجتماعي, واندست في منزلها لانها لم تستطع حسم (الترهل).
لكن ام خالد التي كادت تيأس من مصيرها, وقبل لحظات من تحطيمها شعار (البحث عن الرشاقة) وجدت الامل, في محل عطارة, يبيع الاعشاب الشهيرة, وما عليها حسب الاعلانات الا ان ترتشف منها ليتحول حلمها الى حقيقة.
لم تتردد وسارعت الى المحل, واشترت كميات تفي بالغرض الذي يحولها الى رشيقة, ولأنها صدقت الامر وايقنت بالنجاح فضلت اخفاءه على الجميع سواء من تحب, او من لا تحب حتى تفاجئهم بـ(ام خالد) 2006.
بدأت تتناول الاعشاب بالكميات, وتتبع الوصفات وكلما هدأت عزيمتها اعادت لذاكرتها (النسوة) وحديثهن فجددت عزيمتها يوماً بعد يوم.. وكلما انخفضت شهيتها في الطعام, زاد حجم تفاؤلها بأنها على طريق الرشاقة. ثم جاء اليوم الفاصل في حياتها.
شعرت ام خالد بآلام حادة في البطن, تمزق اوصالها, استعانت بالمقربين الذين نقلوها الى اقرب مستشفى, وهناك اضطرت لتنتظر حسم العلاج بنتائج التحاليل الطبية.
وكلما مرت دقائق الانتظار, اعتقدت انها افرطت في الاعشاب, لكنها تتذكر.. وتحدث نفسها.. لا, الكمية معقولة وحسب الوصفات وكلما تضاعفت عليها الآلام نسيت كل شيء عدا البحث عن الدواء.
سارع اليها الطبيب وتردد في اطلاعها على حقيقة مرضها, لكنه اضطر ان يستفسر منها عن بعض الاشياء قبل اخبارها بالواقع.. سألها.. ماذا تشربين.. ماذا تأكلين?
اجابت بسرعة بانها كانت تتناول اعشاب (الرشاقة).. عندها فقد الطبيب اعصابه.. وصاح: اية اعشاب? فأسمتها له.. لتتضح الحقيقة.
ام خالد.. آسف انت مصابة بسرطان القولون والسبب تلك الاعشاب التي من المؤكد انها تحوي تركيبات ومستحضرات غير صالحة للاستعمال الآدمي.
انخرطت ام خالد في البكاء.. واستسلمت لمصيرها المؤلم.. قبل ان تسلم نفسها لعلاج قد لا يؤدي لنتيجة ايجابية.. انما يخفف الآلام لتنتظر المصير المحتوم.
وافقت ان تضع نفسها امام (الكاميرا), وتسجل قصتها علها تنال الأجر وهي تحذر من تلك الاعشاب.. ولسان حالها.. التجربة خير برهان.
فخ الحلو
ولم تكن ام خالد وحدها ضحية تلك الاعشاب, بل هناك محمود تيرو الذي وافق هو الآخر على شرح معاناته.. وسرد تفاصيل وقوعه في الفخ.
والرجل ليس بديناً, ولا يبحث عن الرشاقة, لكن مرض (الحلو) الذي انهكه, جعله يبحث عن أية (قشة) علها ترفع عنه عبء الانسولين المستمر.
كان يستفسر دائماً عن الجديد في الطب وما ان يصطدم بجملة (لا جديد تجاه السكر), يعود ادراجه, ولم يستطع التعايش سلمياً مع هذا (السكري).
فكّر كثيراً في التخلص منه, ولما سمع عن محل شهير لبيع الاعشاب, هرع اليه, سأله ان كان هناك في الطبيعة ما يعالج آلامه, عندها كانت شفاه البائع تتحرك بانتظام وهي تلقي على مسامع (تيرو) ما ينفع, وعندما وجد البائع ضحيته مستسلماً, اعطاه العلاج الذي يشفيه من مرضه, كانت جرعات من عسل, تناولها تيرو وعاد للمنزل لينفذ تعليمات الطبيب العطار حرفاً حرفا.
ويوما ما, بدأت قدماه تنتفخان, وبقع سوداء تحاصر جسده, راجع المستشفى, واضطروا ان يحصلوا منه على (5) انابيب دم لاجراء التحاليل اللازمة.
وانتظر (تيرو) على أحر من الجمر نتائج التحاليل.. ثم جاءه الخبر اليقين (ما تتناوله هو سبب هذا الانتفاخ وتلك البقع).
حاول الجدال مع الاطباء مستعيناً بذاكرته الممتلئة بنصائح العطار (انه عسل ينظف الشرايين والجسم.. فكيف يؤذينني).
اقنعوه بان التجربة خير برهان.. ليصمد عن عدم تناول العسل اياماً ثم جاءت النتيجة تحسن تدريجي في صحة تيرو..
عندها فقط ادرك ان عسل العطار مغشوش وان مثل هؤلاء يبيعون الوهم والمرض وان (ليت) التي لا تنفع اليوم لن تنفع غدا.. لكن ما ينفع هو الصبر على الداء.. وان كان له دواء عند العطار.
منقول من جريدة عكاظ ...اليوم.
غيم2000 @ghym2000
عضوة شرف عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الله المستعان
اسأل الله العظيم لهم الشفاء العاجل وان يكون ما اصابهم تكفير لذنوبهم
المفروض محد يجرب هالأعشاب لأنه والله معظمها كذب ودجل من اصحاب المحلات
الله لايسامحهم ان شاء الله
مشكوره حبيبتي ع النقل
اسأل الله العظيم لهم الشفاء العاجل وان يكون ما اصابهم تكفير لذنوبهم
المفروض محد يجرب هالأعشاب لأنه والله معظمها كذب ودجل من اصحاب المحلات
الله لايسامحهم ان شاء الله
مشكوره حبيبتي ع النقل
جارة قمر
•
معقوله..!!
كل الاعشاب ولا انواااع معينه.. ؟؟
الحين الاعشاب نعتبرها اشياء طبيعيه ..ولله احترنا
ياريت نعرف وشي الاعشاب المضرة بعينها عشان الكل يتجنبهاااا...
كل الاعشاب ولا انواااع معينه.. ؟؟
الحين الاعشاب نعتبرها اشياء طبيعيه ..ولله احترنا
ياريت نعرف وشي الاعشاب المضرة بعينها عشان الكل يتجنبهاااا...
الصفحة الأخيرة
اسأل الله العظيم لهم الشفاء العاجل وان يكون ما اصابهم تكفير لذنوبهم
المفروض محد يجرب هالأعشاب لأنه والله معظمها كذب ودجل من اصحاب المحلات
الله لايسامحهم ان شاء الله