usha

usha @usha

محررة برونزية

قصتي الثانيه (الرساله الاخيره )

الأدب النبطي والفصيح

كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة عندما دخل إلى بيته , كم كان يوما شاقا بالنسبة له . في احد زوايا الغرفة الواسعة كانت لا تزال هناك تنتظره , تقلب محطات التلفاز التي لم تكن تراها . نظر إليها وحياها ثم دلف إلى غرفه المكتب , ألقي حمله على المكتب فتناثرت الأوراق والمظاريف من تلك الحقيبة المسطحة , تهاوى جسده المنهك على كرسي المكتب , وبملل أخذ يمسح شعره و وجهه , قام بكسل وهو يتمطى ليذهب إلى غرفته , رآها تستعد للنوم ,
قالت : هل أحضر شيئا تأكله ؟
قال : شكرا , احتاج للراحة فقط هناك رسائل يجب أن أتم قراءتها ..
قالت : تصبح على خير .



في ساعة متأخرة من الليل قام ليتم أعماله , هو محرر في احد المجلات المشهورة , وعمله في الرد على المشكلات الاجتماعية والنفسية التي ترد إلى المجلة من القراء انه إنسان ناجح ومحظوظ لأنه قد استطاع وفي سنوات قليلة أن يكسب ثقة القراء فلمع نجمه في المجلة , بمهارة اخذ يرد على القراء ويسدي إليهم النصح ويصوغ الحلول لمشاكلهم المعقدة ...
ها قد أنجز قدرا كبيرا من عمله . لم يبقى له سوى عده مظاريف لم يفتحها بعد , نظر إلى تلك الكومة فرآه انه هو بألوانه الزاهية , بلهفة اخذ الظرف وفضه بسرعة . فكر في نفسه , أي طيش هذا الذي تقوم به .
لكنه التهم كلماتها بسرعة .





كانت البداية عندما أرسلت إحدى القارئات بمشكلتها مع زوجها الذي كان يغيب عنها كثيرا وما تحسه من فراغ مستمر , رد عليها بموضوعيه في ذلك العدد إلا أنها عاودت الكتابة إليه تشكره على عدم إهمال أوجاعها التي لم تزل مستمرة , بعث إليها برد خاص على صفحات المجلة , يوصيها بالصبر وبأن تشغل وقتها بما يفيد .
بعد فتره عاودت الكتابة إليه لكن بخصوصية اكبر وكأنها وجدت في قلمها متنفسا وفي ردوده سلوى لنفسها المعذبة . توالت الرسائل فيما بينهما , هو لا يدري كيف انساق وراء كلماتها التي كانت تحمل كل عذابات الأنثى وضعفها .
كان في نفسه يستعذب ألمها وحنينها إلى العاطفة التي تفتقدها وتجدها في كلمات فارسها الجديد !
هو نفسه كان يطرب لهذه المشاعر الجديدة التي لم يحسها من قبل , لقد أيقظت في نفسه إحساسا بالمغامرة اللذيذة .
اليوم حملت رسالتها الكثير من التوسل والآهات وطلبت أن تقابله - لقد وقعت أخيرا - و اعترفت بحبها وحاجتها إليه .
اللعبة تزداد خطورة , لكنه يحب هذا النوع من المخاطر , فليكن . الموعد والمكان محددان مسبقا في الرسالة , والمكان يبدو مألوفا .



وفي اليوم التالي , في مكتبه بالمجلة ...
ها قد اقترب الموعد , إحساس غريب يعتريه , لماذا تطفو صوره زوجته على سطح خيالاته ؟
ركز ألان على الأتي , انك لم تقابل فتاه في حياتك , ابتهج .
رتب الأوراق أمامه بعشوائية , فتح درجا عميقا في مكتبه وألقى أوراقه وتلك الحقيبة وأغلقه بحركة سريعة .
رن الهاتف . صوته المزعج انتشله من أفكاره .
- نعم ؟
- هذا أنا يا عزيزي .
خفق قلبه .
- من ؟؟
- أنا زوجتك , كنت أريد أن أقول لك إنني ذاهبة مع رفيقتي إلى السوق .. هل تسمعني ؟
- نعم , أه نعم حسنا .. سأتأخر الليلة .. لدي عمل .
- موفق . إلى اللقاء .
أغلق الهاتف كان لا يزال مضطربا , هل علمت ؟!! لا طبعا كيف لها أن تعلم .



في طريقه إلى ذلك اللقاء , كانت كلماتها تترد في أذنيه ( موفق إلى اللقاء ) شعر وكأنها تعني شيئا , هل قصدت ..!
هل أنت متردد ؟ _ حادث نفسه _ لا بالطبع ولماذا التردد !
حديقة العاصمة , ها قد وصل , اجتاز أسوار الحديقة العالية , اخذ يجيل النظر فيما حوله . الحديقة تبدو مزدحمة اليوم , كيف سيعرفها ؟ آه لا بد أنها ستعرفه من صورته على صفحات المجلة .
لا يدري كم من الوقت استغرقه وهو يجيل النظر في كل الوجوه , وأخيرا رآها وميز وجهها .
كانت هي , إنها زوجته , شقت طريقها نحوه بهدوء و على وجهها تلوح ابتسامة مشرقة , دارت الأرض به , وشل تفكيره تماما .
اقتربت منه لفحت وجهه بعينيها الدافئتين , وأخذت يده بين يديها تحثه على السير إلى جانبها .
كانت هي إذن ؟!
اختلجت في صدره المشاعر , أحس بألم عميق يلسع فؤاده , نعم يا زوجتي الحبيبة أنها أنت من يعيش تلك العذابات , أراد أن يقول شيئا , أن يعبر لها كم هو خجل من نفسه , لكنها أخذت بيده وجلسا على كرسي خشبي , ثم قالت له :
- أتذكر ؟ هنا كان أول لقاء .
نظر في عينيها .
قالت له : اليوم هو ذكرى زواجنا .
ضحكا بجذل ثم قاما ليغادرا الحديقة .
كانت أصداء ضحكاتهما تملئ فضاء الكون لتصل إلى مسمع السيدة التي جلست هناك , تنتظر موعدها مع محرر في زاوية قلوب حائرة !
8
614

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بحور 217
بحور 217
مررت للترحيب بك فقط ولي عودة بإذن الله للقراءة .
usha
usha
انتظرك على احر من الجمر وبارك الله فيك يا بحوووووووووووووره
بحور 217
بحور 217
ها قد حضرت عزيزت يوإن كنت قد تأخرت فاعذريني ..

الفكرة جميلة وهادفة ..

وقد مرت علي قبل ذلك ولا أذكر أين .. ولكن أسلوبك في طرحها ممتع ومبتكر ..

هذه ملاحظاتي البسيطة ..

بدأت القصة بطريقة جيدة وتركت القاريء يفهم شيئا فشيئا محاورها وشخصياتها ..

غير أنك فجأة تدخلت وحاولت بطريقة مباشرة أن تشرحي للقاريء شيئا من الأحداث عند قولك :

هو محرر في احد المجلات المشهورة , وعمله في الرد على المشكلات الاجتماعية و............

في رأيي لو أوصلت هذه المعلومة بصورة غير مباشرة من خلال الأحداث كان أجمل ..

هناك شيء من الاضطراب في فهم من هي المرأة التي كانت تراسله .؟؟

هل هي زوجته ؟؟؟

أم أنها أخرى ولكن زوجته تابعت تلك العلاقة وعرفت متى تظهر في طريقه ؟؟

ربما يحتاج الأمر إيضاحا ..

فيما عدا ذلك فالقصة متميزة وجميلة جدا ..

كما تعودنا من أسلوبك المحبب ..

آمل أن تكون مشاركاتك معنا أكثر ويكون لباقي المواضيع شيء من حضورك ..
usha
usha
اشكرك يا بحور على الرد وسوف اعيد الصياغه ان شاء الله ان اسعفني الوقت بس استغربت انك ما عرفتي ان صاحبه الرسائل مش هي زوجته بل هي امرأه اخرى !!!
وان المصادفه هي التي قادت الزوجه الى مكان اللقاء الاول !!
بس لي عتب على الى قرؤا وما علقوا انا توقعت انها ممكن تكون ساحه نقاش ونقد
بالله ما تبخلوا على باراءكم انا في انتظار الباقيات !!
مع كل الاحترام
عطاء
عطاء
القصة رائعة ولي عودة ياعزيزتي,ولاتعتبريه إهمالاً أو تقليلاً لما تكتبين