4 ضــرآئر يزدن وزنهن طلباً لرضاء زوجهن .....

الأسرة والمجتمع




ضرائر أربع يعشن في عسل تحت سقف واحد

04/02/2008 كتبت ثـائـرة محـمـد:

كان الامر غريبا عندما التقيت وأنا شابة صغيرة بضرائر يعشن تحت سقف واحد تربط بينهن علاقة «عسل دائم»، لكن الأمر انقلب الى دهشة وعلامات استفهام عندما اصبحت زوجة، وادركت ان تلك العلاقة عجيبة من العجائب في هذا الزمن لكونها تخالف الطبيعة البشرية وطبيعة المرأة على وجه الخصوص، حيث اختفت الغيرة الفطرية الموجودة في نفوس الضرائر تماما، ليحظين بصداقة دائمة رغم مشاركتهن جميعا الزوج ذاته.
كنت أشعر على الدوم ان في الامر سرا، فكيف يحدث ذلك والضرائر يعشن تحت سقف واحد؟ كان هذا الموضوع على الدوم مثيرا لاستغرابي ويستفزني في الكتابة عنه وقد كتبت عنه انفا ربما لاني لم اتمكن من تصديقه يوما على الرغم من رؤيتي لتلك الحكاية بأم عيني.
ضرائر في عسل لسن مسلسلا تلفازيا كالحاج متولي بل ضرائر حقيقيات تربط بينهن صداقة قوية على الرغم من انهن يعشن في كنف رجل واحد. لكل منهن حكاية، لكن بالتأكيد وراءهن رجل غير عادي قد يراه البعض معتوها ويراه اخرون زير نساء، أو مختلا او حكيما لا ادري، فالقصة ستجعلك بالتاكيد تصنفه كما شئت، الا انه يبقى في النهاية اغرب من الخيال، لان العقل قد لا يصدق هذه القصة رغم انها واقع وحقيقة فكيف اذن حوّل هذا الرجل علاقة نسائه بعضهن ببعض الى عسل؟

زوجات هذا الرجل من بيئات ومجتمعات مختلفة وفقيرة وكلهن لم يكملن تعليمهن الثانوي كان هدف معظمهن من هذا الزواج هو الطمع بالجنسية والمال وسرعان ما اكتشفت كل واحدة منهن طباع هذا الزوج الغريبة وان المال الذي كن يسعين اليه قبل الزواج بات محصورا في امر سنكشف عنه لاحقا.
زوجاته الاربع اللواتي بقين على ذمته يتميزن بخفة الظل ومن اطرف ما قلنه عنه انه عندما زار احد البلاد العربية ذات مرة خرج الاطفال وراءه في الشارع ينادونه بابا بابا من كثرة زوجاته وابنائه في كل مكان
الاولى ثابتة لا تتغير
ترى ما قصة هذا الرجل؟ انه زير نساء في كل بلد له زوجة ومن كل زوجه له ابناء. أبناؤه لا يعرف احد عددهم حتى هو وزوجاته من كل قطر اغنية (متعددات الجنسيات) ففي كل بلد عربي وغربي حط رحاله فيه ترك بصمة تقول «انا زرت ذلك البلد» تاركا وراءه زوجة وربما ولدا ولكن كما يقول المثل «الاولى تحلى ولو كانت وحلة»
ام خالد هي الزوجة الاولى الواقفة في وجه التيار زوجات يأتين واخريات يذهبن بالطلاق وهي صامدة. لم يفكر ابدا في تركها رغم كبرها لانها لم تكن «سبير» يوما مع هذا الرجل متقلب المزاج.
هذا الرجل ثري من عائلة معروفة في الكويت. عرفت زوجاته عندما استأجر احد اقربائي بيتا عنده معروف عنه انه مزواج ويموت في النساء. وهذا قد لا يبدو غريبا فكثير من الرجال لديهم تلك الصفة لكن الغريب هو الاتي:
عاشق البدينات
الغريب في امر هذا الرجل ان لديه «هوسا» في النساء البدينات فلا يتزوج الا بدينة. والاغرب من ذلك انه في غاية النحافة، فلم يتجاوز وزنه 65 كيلوغراما حتى عندما وصل الى سن 75 سنة. اما زوجاته فاقلهن وزنا تزن 150 كيلو على حسب اعترافها.
ماذا فعل بهن هذا الزوج؟ وكيف كان يحفزهن على البدانة؟
لقد جعل «همهن على بطونهن» وقام بتشجيعهن على زيادة اوزانهن الى حد مرضي، حيث كان يدفع للواحدة منهن عشرة دنانير مقابل كل كيلوغرام تزداده في وزنها، حتى تحول البيت الى حلبة منافسة حول من تأكل اكثر لتحظى بالمكافأة المادية.
ويذكرني هذا الحدث ببرنامج الرابح الاكبر الا انه على عكس هدف البرنامج فالرابح الاكبر في البرنامج هو الخاسر الاكبر للوزن، ولكن الرابح الاكبر في عائلة هذا الرجل هو الرابح للوزن. ويبدو ان هناك يوما يخصصه الزوج للميزان فتحصد الزوجة مصروفها الشهري على حسب زيادتها في الوزن وكأن لسان حال هذا الرجل يقول من تكسب وزنا اكثر تحصل على حصانة من الطلاق.
لقد حول هذا الرجل زوجاته بجنوحه وجنونه الغريب الى نساء مهووسات بالبدانة حيث اصبحت الواحدة منهن اثقل من الاخرى وتزن قبيلة من النساء. وعندما كبر هذا الرجل الغريب وبلغ من العمر عتيا لم يعد كسابق عهده في الزواج، فاكتفى باربع زوجات وجمع بينهن في بيت كبير واحد.
حياة الضرائر
الزوجات الباقيات على ذمته، بعد ان قضى الزوج عمره وشبابه في زواجات متعددة، مكثن في بيت واحد. كان عدد الزوجات وهو في الستين من عمره ثلاث فقط، وكانت الرابعة دائما متجددة ومتغيرة. لكنهن سرعان ما يتفقن جميعا لان الزوج في الغالب يغيب تماما عن البيت نتيجة سفراته المتعددة التي كانت تستغرق شهورا.
وهذا الغياب الطويل وحد الصفوف وألف القلوب وربط بين الضرائر بعلاقات بها طعم العسل وصداقات بها حلاوة الشهد، حيث تقاسمن المهام والمسؤوليات في البيت وتربية الابناء واتفقن جميعا على ان اولادهن اولاد امرأة واحدة وكما يقول عادل امام «وكلنا ايد وحدة يا بهجت كلنا بنكمل بعض»
وربما دفعت غربة كل منهن عن الوطن والاهل لأن ترى في ضرتها ملاذا من الغربة وحنينا الى الاخوة والاهل، فعاشت النساء في كنفه لا غيرة بينهن فاي رجل هذا الذي يغرن عليه وهن يعرفن جيدا انه «زير نساء» يوما في بلد وشهرا في اخر يزورهن في المناسبات ويعرفهن في الاعياد ولا يمكث طويلا حتى يشعرن به. لكنه عندما يعود «بالامانة» يكون رجلا «حقانيا» يقسم الايام بينهن بالتساوي، الا ان قدومه لم يكن يشكل حافزا مبهجا لاي منهن.
بل ان جميعهن كن يكرهن نصيبهن في ذلك اليوم، وكل منهن تعرض حصتها فيه الى ضرتها لعلها تنقذها منه. ولعل ما وحد بين الضرائر ان الزوج كان حاد الطباع، صعب المراس والتعامل، كثير المشاكل، ووجوده بينهن كان يجعلهن يتلقفنه ككرة من النار.
لقد تمكن هذا الرجل للاسف من تحويل النساء اللواتي في كنفه الى «نهمات» في الاكل، الواحدة منهن لا تشعر بالشبع مطلقا، مما ادى الى اصابتهن بـ«عقدة التهام الطعام»، وقضى على اي طموح لهن في الحياة فهن يعشن حتى يأكلن واقتصرت حياتهن ومحور تفكيرهن في هم واحد هو الاكل، وكأني لمحت من ذلك شعارا يقول «كلي حتى تموتي» محولا جميع الغرائز الانسانية لديهن الى شهية مفتوحة للطعام من خلالها يتمكن من التنفيس عن المرارة.
أكلت الملفوف وماتت
وقد تأكدت من شعار «كلي حتى تموتي» عندما اخبرتني احداهن انه عندما جاءت احدى زوجاته العابرات في تاريخه الزواجي ودخلت حلبة السباق لحصاد المال ماتت من الاكل، حيث التهمت «حلة» باكملها من الملفوف ونامت وما قامت، وقضت نحبها من الاكل حقا «ومن الملفوف ما قتل» لكن «أخينا» لم يتعلم بعدها درسا حيث تزوج متسابقة جديدة لتدخل المنافسة.
ذهبت إلى المستشفى بالكرين
احداهن من سمنها تحزن عليها، فهي اسيرة البيت ولا تخرج منه ابدا فوزنها الذي تعترف به 250 كيلو غراماً. وهي مصابة بامراض كثيرة منها السكر والضغط والكوليسترول والقولون وغيرها والاهم من هذه الامراض جميعها «ادمان الطعام». فهي لا تقوى على الجلوس لحظة واحدة من دون ان تلتهم الطعام تخبئه احيانا من أولادها وضرائرها تحت سريرها حتى لا يلوموها لانها «صاحبة امراض»، وتطلب من الخادمة ان تحضر لها الطعام في الخفاء مقابل منحها مالا، لدرجة ان احداهن راقبتها وعرفت انها تستيقظ لتأكل ثم تعود الى النوم.
ان هذه الزوجة بالذات لا تخرج الى اي مكان سوى الى المستشفى محمولة ليس بالاسعاف أو بالسيارة العادية بل «بالكرين» من زيادة حجمها ووزنها، حيث يتم الاتصال بالاسعاف التي تتولى الاتصال بالمطافئ التي تحضر لها «الكرين».
سرقت ماله وعادت إلى بلدها
ومن العابرات في سجله الزواجي واحدة لم تحتمله فسرقت ماله وعادت الى بلدها بعد ستة اشهر فقط. وتروي احدى نسائه ان العابرات في حياة هذا الرجل كثيرات، كلهن لم يحببنه حقا، وان الاربع الباقيات اليوم وحدتهن المصلحة والحب والخوف على الاولاد وغلبتهن الامومة على حب الذات، وجمعت بينهن الظروف الصعبة ليكن اخوات في الغربة بعد ان اصبحن جدات جمعهن القهر والفقر والحاجة الابناء كلهم بمعزة واحدة فهم يعرفون زوجات ابيهم اكثر منه شخصيا. الابناء في البيت ينادون جميع الضرائر «بأمي».
لا تعرف وانت تحط قدمك في هذا البيت ابن أي من النسوة هذا، حتى الاب نفسه لا يفرق بين ابناء زوجاته، كذلك هي حال الجيران الذين يعتبرون هذا الرجل ظاهرة غريبة لا يمكن تكرارها.
وبقي علينا ان نعرف ان هذا الزوج مات منذ عامين تاركا وراءه ضرائر في عسل وزوجات قابعات أسيرات لامراض البدانة بعد ان حول حياتهن جميعا رغم العسل الى جحيم الامراض.

على الهامش
* بعد موته بشهور ظهر ابنه راشد الذي جاء من سوريا ليبحث عن والده الذي لم يره طوال حياته، مصطحبا معه شهادة ميلاده ومستندات تثبت انتماءه اليه بعد ان اصبح اليوم مهندسا. والغريب ان راشد عندما اكشف موت والده اصبح يعود زوجات ابيه ويودهن.
* الغيرة موجودة بين الضرائر لكن فكرة وجود ضرائر متحدات متحابات ليس خيالا او حلما اسيرا في العقل فهو واقع رغم انه ليس موجودا بكثرة في الحياة، ولكنه بالتأكيد من النوادر وقد تجعلنا الحياة نلتقي بالكثيرات لكنهن يبقين دائما محصورات فيما نسميه «الشواذ».
* بقي علينا ان نعلم ان لكل عجيبة من عجائب الحياة التي تخالف الطبيعة والمألوف سرا او قصة وحكاية «ضرائر في عسل» تحمل بالتأكيد حكاية اغرب من الخيال.

جريدة القبس الكويتيه



:mad:
17
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

tanweer
tanweer
سبحان الله
قصة أغرب من الخيال 00
وأبطال القصة أغرب من كل شيء
BENT NASS
BENT NASS
سبحان الله
قصة أغرب من الخيال 00
وأبطال القصة أغرب من كل شيء
dana_loov
dana_loov
خله يولي اسير بقره عشان رجااااااال
فنيخه
فنيخه
الله يرحمه
قصه غريبه بس هم مسكينات عشان كذا رضوا بالعيشه مالقوا الاالسمنه والامراض الله يعينهم
راجية رحمة ربي
ولله في خلقه شؤؤن..... سبحان الله قصه غريبه