المحامية نون

المحامية نون @almhamy_non

🏅نجمة التصوير ✨ عضوة مثابرة

أميرة أحلامي !!

الأدب النبطي والفصيح


*** أميرة أحلامي ***
في محطة القطار جلس على أحد المقاعد وهو يحتسي كوباًمن الشاي..
خطوات متسارعة رائحة وغادية .. وحقائب ملونة تمر أمام عينيه..
يلمحها ولا يتطلع إلى وجوه أصحابها.
فهو غارق في التفكير بوظيفته الجديدة ..
التي هو مسافر لأجلها في محافظة أخرى تبعد عن بلدته ،
بعد أعوام أعياه فيها الإنتظار
أطفأت فيها فرحة تخرجه من كلية التجارة
في عقم انتظار الوظيفة .
وحين تذكر فرحة والدته خاصة بتخرجه جال شبح ابتسامة على شفتيه ...
واستعاد بذاكرته حماسها وهي تقول له :
الآن وبعد تخرجك ... لم يبق إلا تحقيق أغلى الأمنيات ..
وهي أن أراك متزوجاً .. وأن يرزقك الله بذرية طيبة تقر بها عيني ..
في ساعتها وعدها خيراً .. وقال لها :
إن شاء الله ! كل شئ في وقته يا أمي..
ككل شاب كان لهذا الفتى أحلامه الخاصة عن شريكة حياته ..
رسم لها في ذهنه أوصافاً. معينه ...
وبحث عن الصورة التي تخيلها في كل من يعرفهن
من بين الأهل والأقارب .. والقريبات والبعيدات .. فلم يجدها !
ولم تعجبه أي فتاة رشحتها له أخواته ...
لم تنطبق صورة أي فتاة على الملامح التي رسمها خياله ....
نفض التفكير بحلم لقاء شريكة المستقبل من عقله
وعاد مرة أخرى ليشغله بما ينتظره من مستقبل العمل
سيضطر إلى مفارقة أهله ، والاعتماد على نفسه ، كل شيء سيكون جديداً عليه
صحيح أن الطريق بين العمل الذي ينتظره وبين مسكن والديه بضع ساعات
في القطار أو السيارة ..
لكنه لن يراهم كل يوم .. ولن يتحدث مع أخواته .. ولن ينام في غرفته
ولن يسهر مع والده ، والأهم من ذلك كله أن صوت والدته الحنون
لن يناديه ليفيق. حين يستغرقه النوم صباحاً
تنهد من الأعماق وهو يتمتم : هكذا هي الحياة .. ولكن لن أدع شيئاً يبعدني
عن أهلي ....في نهاية كل أسبوع سأكون هناك ..!
لم ينتبه في انشغال أفكاره الى الفتاة التي كانت جالسة في المقعد المقابل
تحدق فيه ..... كانت بصحبة امرأة تحمل ملامحها .. ربما كانت أمها
وحين صحا إلى نفسه وقعت عيناه. على تلك الفتاة
وهي تنظر إليه وتحدق به .،!
أندهش لجرأتها ولكن ادهشه أكثر من ذلك جمال عينيها الملونتين
ووجهها المتالق نضارة وصبا
أرخى نظرته وقال محدثا نفسه :
هل حقاً أنا في الواقع أم انه الخيال الذي صور لي أميرة أحلامي ماثلة أمامي ؟!!
ولكن يالجرأتها وهي تنظر إلي ولا تحول عينيها عني ..
ترى هل أشبهتني بأحد تعرفه ؟
عاد يختلس نظرة أخرى .. أحس بالارتباك في جلسته ..
القطار منذ فترة تحرك وهو لم ينتبه له ...
المناظر تتوالى أمامه بسرعة
أخذ يشغل نفسه بالنظر خلال النافذة ليخفي ارتباكه ...
فرقع أصابعه .... نظر إلى ساعته
مازال يشعر بالنظرات موجهة إليه
قرر أن يتخذ موقفاً .. نظر إلى المرأة الكبيرة التي ترافقها فخيل إليه أنها شاردة الذهن
مشغولة بأمر ما .. لاتنتبه إلى ماحولها ..
كان يهم بإلقاء التحية عليها وسؤالها ما إذا ماكانت تحتاج شيئاً ..
لكنه تراجع عندما رآها مشغولة عما حولها ..
ولبث على تلك الحال من الارتباك .. وهو يحس بالعينين الجميلتين الصافيتين .
قال محدثا نفسه :
عندما يقف القطار سأتخذ موقفا ما ، وسأحاول أن أعرف كل شيء ، وأتعرف على
أهلها .. سأتخذ موقفا ينهي ترددي ، ولن أدع هذه الفتاة تضيع من يدي
بعد أن وجدتها أخيراً .. وأين ؟ في القطار ! ! وبالصدفة !!
وقف القطار أخيراً .. وخرج من خرج .. وبقي هو ينتظر أن تتحرك الإثنتان ..
حتى يغادر .. وهنا دخل رجل كهل ..مسلماً عليهما ..
والظاهر أنه كان ينتظرهما ..
أخذ الحقيبة التي معهما بيد ، وساعدهما على الوقوف ...!!!
قومي ياابنتي :
قالت الأم ذلك ثم أمسكت بيد ابنتها لتقوم من جلستها ....
قادتها ثم. نزلوا جميعاً من القطار ..
والفتاة متشبثة بأمها .. ويوجه والدها خطواتها في النزول من سلم القطار .!
ولا زالت نظرتها موجهة إلى الأمام لاتتحول .!
صرخ صوت في أعماق الشاب بدهشة مفجوعا:
ماهذا ؟ وماذا أرى ؟!
أهذه الحسناء فتاة أحلامي .. تلك التي لم تحول أنظارها عني ..
لم تكن تنظر إلي حقاً ... ؟!!
كنت مرتبكاً أمام تلك العينين الرائعتين لااقوى على النظر إليهما
وأرسم حكاية فرحي القادمة ...
وكانت هي طوال الوقت عمياء .. تحدق في الظلام أمامها ولم تكن تنظرني ؟!!
يالضيعة هذا الحلم .. !
ومااقصره ....!!
بدأ .... وانتهى .... في القطار !!
9
763

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حنين المصرى
حنين المصرى
جميل يا نون ما كتبت قصة لها مغزى ما نتخيله نحن ونجزم بواقعيته ما هو إلا أوهام.. أحيانا وما نراه في الناس من وجهة نظرنا واقع وحقيقة قد يكون مخالف للحقيقة تماما ... ورب إساءة ظن تولد ندم... جميل حرفك يا نون عبر عن واقع بسلاسة وصدق تقبلي مرورى واعجابي ودمت بود وحب دائمين غاليتي
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
نون الغالية :
لك قلم واسع الخيال مترامي الأبعاد
الخيال والواقع كثيراً مايصطدمان فيعود المرء منهما بخيبة أمل
في أغلب الأحيان نحلم وفي معظمها نرجع بالوهم صفر اليدين
ولكن من العجيب أن نعود فنحلم من جديد ..
ربما الأحلام أشبه بملطفات الأجواء الشذية حين تنعدم الورود في القيظ ..!
سلس قلمك .. وجميل أسلوبك .. وندي حرفك كأول الفجر ..
بارك الله بك
المحامية نون
المحامية نون
جميل يا نون ما كتبت قصة لها مغزى ما نتخيله نحن ونجزم بواقعيته ما هو إلا أوهام.. أحيانا وما نراه في الناس من وجهة نظرنا واقع وحقيقة قد يكون مخالف للحقيقة تماما ... ورب إساءة ظن تولد ندم... جميل حرفك يا نون عبر عن واقع بسلاسة وصدق تقبلي مرورى واعجابي ودمت بود وحب دائمين غاليتي
جميل يا نون ما كتبت قصة لها مغزى ما نتخيله نحن ونجزم بواقعيته ما هو إلا أوهام.. أحيانا وما نراه...
شاعرتنا المتألقة ... دام حضورك الفياض بروح المودة دائماً ....نعم قد نتخيل ماهو عكس الواقع ولكن في النهاية لابد من العودة ....حفظك الله غاليتي حنين ودمت بخير دائماً .....
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
نور يتلألأ
نور يتلألأ
فعلا صدقت يا نون
أفكارنا واعتقاداتنا لها قدرة عجيبة على أن ترينا الواقع بطرق مختلفة
فإذا ما غيرنا أفكارنا رأينا واقعنا بطريقة مختلفة تماما
بارك الله لنا في قلمك القصصي