من بديع صنع الخالق -سبحانه وتعالى- أن جعل لكل كائن من الخصائص والمميزات ما يعينه على البقاء والتأقلم في البيئة التي يعيش بها، ومنها سنشاهد اليوم سمكة تأكل الحشرات الصغيرة التي تعيش على اليابسة مثل العناكب والفراشات.
لذا فالسؤال الذي سيخطر على بالكم هو: هو كيف تحصل السمكة التي تعيش في الماء على غذائها الذي يوجد على اليابسة؟!
والإجابة أغرب مما تتخيلون:
287843
تقترب السمكة ببطء (تحت الماء) من الحشرات التي تقف قريبة على غصون وأوراق الأشجار والنباتات القريبة من الماء، ثم تقوم بمباغتة تلك الحشرات بسهم من الماء مُصوب بدقة نحوها لتسقط في الماء وتجد نفسها بين فكي السمكة القناصة!
287844
هذه السمكة المدهشة هي سمكة رامي السهام Archerfish (اسم على مسمى)، وهي عائلة من الأسماك يعود موطنها الأصلي لجنوب شرق آسيا وتحديداً إندونيسيا، وتوجد أيضاً في الهند والفلبين واستراليا.
وهي بالمناسبة من الأسماك المستخدمة بكثرة في أحواض الأسماك المنزلية.
287845
أما عن طريقة إطلاقها لهذه السهام، فتتميز سمكة رامي السهام بوجود تجويف ضيق أعلى فمها، تقوم بالضغط على هذا التجويف بلسانها لتصنع قناة ضيقة، ثم تقوم بضم خياشيمها لتضغط الماء عبر هذا التجويف ليخرج في شكل قذيفة مائية يصل طولها لخمسة أمتار (في الأسماك البالغة)!
تماماً مثل فكرة المسدسات المائية التي يلهو بها الصغار في الصيف!
وتصوروا أن هذه الأسماك قادرة على إصابة حشرات تبعد عنها ثلاثة أمتار! وهو معدل تصويب هائل نسبة لحجم هذه الأسماك التي يتراوح طولها ما بين 5-10 سم فقط!
وبالطبع لا تكتمل الصورة دون أن نشاهد فيديو يوضح لنا هذه السمكة العجيبة وهي تسقط فرائسها التعيسة بسهامها المائية:
width=445 height=364
العجيب في هذه السمكة ليس قدرتها على إخراج عمود من الماء بهذا الشكل فقط، بل قدرتها على تقدير المكان الحقيقي للكائنات والحشرات. فسطح الماء كما تعلمون يقوم بكسر شعاع الضوء ليجعل الأشياء تبدو في غير موضعها الحقيقي، مثلما يحدث عندما تنظر لأي شيء تضعه داخل كوب الماء:
287846
لذا فالسؤال هنا هو: كيف تفهم السمكة مكان فرائسها مع وجود هذا الانكسار لتسقطها بهذه الدقة المدهشة؟!
خاصةً أنها (بالتأكيد) لم تدرس خواص انكسار وانعكاس الضوء في الثانوية العامة!
فسبحان الذي يقول -عز من قائل-: “ورحمتي وسعت كل شيء”..
منقول منى احدى المدونات
مُحبة الرسول @mhb_alrsol_3
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
باب الأسرار
•
سبــحان الله
الصفحة الأخيرة