"الوجـــه الفاتــن......وابتســامــــــة سعيــــد للحيـــــاة"...قصة قصيرة من كتاباتي

الأدب النبطي والفصيح

"الوجه الفاتن ....وابتسامة سعيد للحياة...."

قصة قصيرة...

الساعة تقترب من ذبول وردة حلم طفل قد انتحر الآن ...كما يلمحها سعيد في ساعة يدة وهو يفرز مفتاح مدخل منزله بين مفاتيح أغلال أحلامه الأسيرة التي لا أبواب لها.......

مضى ينهب ممرات المنزل بخطى متقاربه ..تدثر بالرمل والغبار على قبر ذلك الحلم متجهاً نحو غرفة المكتب ...جلس على مقعد وثير منتصباُ أمام المنضده ...نظر ببطء يمنة ثم يسره ..تبدو وكأن الكتب خاليه من الكتب..
-" أوه لقد تأخر صالح في إحضار الكتب إلى هنا..."
نطق بها لسان حاله بين اختلاج شهيق واختلال زفير عند أنفاس حلمه المولود ليلة البارحة..وفي يده قبضة أوراق راسيه على أهداب عيون آسيه...عندما دخل عليها وهي تتنهد على كرسي خشبي تتأمل أدوات زينتها أمام التسريحة قائلاً...
-" سلمى أريد أن أقرأ عليك شيئاً.."
نظرت إليه بإزدراء وهي تقول:
-" ماهو..؟"
أخذ يلقي عليها قصته التي هي بطلتها بنبرة حلوة آسرة وهو يدور ويتحرك من مكان إلى آخر وكأنه عصفور صغير يطير تاره ويهبط تارة أخرى بجناح قد انجبر من كسر دائم آلمه طويلا..
وقفت ثم عقدت يديها على صدرها وهي ترمقه بعينين ضيقتين قائلة:
-" والآن عزيزي ..هل أصفق لك ولهذا الهراء...؟"
صدمته بتلك العبارة التي أصابت سهامها حويصلت فرحته ...
أخذ يطوي قبضة أوراقه بين أنامله قبل أن يقول:
-" سلمى أهناك شيئاً تودين قوله لي...؟"
التفتت إليه وقالت بحدة قاسية:
-" نعم"
إزدادت دهشته فترنح على الكرسي الذي كانت تتنهد عليه منذ قليل وتبسم قائلاً:
-" تفضلي ..تفضلي.."
انفجرت أمامه كالبركان قائله:
-" الضجر...الضجر...يا عزيزي ...إنني ضجرت بل سأمت من الحياة.."
تأمل انفعا ملامحها لحظات ...ثم أردف قائلاً:
-" ..الحياة تقصدين حياتنــــــ......"
قاطعته قائلة:
-" حلمت بك كثيراً ..وجدتك أمامي كما أنت ...مثالياً في كل شيء حتى في الحب ...نعم الحب الذي تغدقه بين جوانحي..."
وضع قبضة أوراقه على طرف التسريحة قبل أن يبتسم بسخرية ويسألها...
-" وهل ضجرتي من الحب؟"
أجابت بلهفه مزجتها بشيء من الرجاء....
-" لا"
فتمتم قائلاً:
-" وماذا ينقصك إذاً"
تمتد إليه بريق عينيها المصتدم بصدف لؤلؤ قلبه العاتم تهمسه قائلة:
-" لا أعلم كيف أخبرك هناك شيئاً ما ينقصني ...بل ينقص حياتنا معاً..."
رمقها بعينين واسعتين محتبسه وراء سد من الدموع ...وبعد برهة قصيرة...قالت:
-" سامحني يا سعيد ...أعرف أنها أمنية حياتنا....ولكن..."
قاطعها قائلاً:
-" ولكن قدر الله يا عزيزتي وما شاء فعل.."
قالت بتردد...
-" و..و..أ..أنت تعلم أنني لست مصابة بداء ...."
شملها السكون بضع ثوان فقطع قائلاً:
-" وأنا أيضاً"

اخترقت أنفاسه وذكرياته صفير ريح باردة وصفد باب مركبه ...نهض من المقعد سانداً أطراف أصابعه على المنضده متجهاً نحو النافذه ، فإذا به ضوء خافت ...ظلال...قرعات حذاء منتظمه...حينها اجتاحه شيء من القلق تغلب عليه ببضع كلمات..."ربما يكون صالح جاء بالكتب.."
ركض إلى الباب ..إلى الممرات ..إلى مدخل المنزل ..هتان مطر بارد استوقفه جال بنظره إلى السماء ،لفتته تلك الرشقات التي تتوالى مع حركة الريح الممزوجه بلمعان القمر في وسط بؤبؤة عينيه ..وهي تمر على جسده ..كثلج يحثو على جمر متوهج ..تبللت أطراف ملابسه وهو يتأمل ذاك الوجه الفاتن بالبراءة المسلوبه من عينيه الذابلتين خلف منظارة وبإبتسامة مريرة على جانبي فمه وعلى وجنتيه ...واقفاً تحت ضوء المدخل الخافت يتأبط كتباً بين ذراعيه ،وكأنه ينتظره ،اقترب منه وأخذ يقبله في شيء من الحيره يسأله:
-" ماذا تريد يا بني؟
أجاب قائلاً قبل أن يمد له الكتب:
-" إن للحياة قصصاً ورويات ..فهذه قصتي أريدك بها أن تبتسم للحياة......"

من نبض قلمي............1424هـ



هـــو قلمي يكـــتب ما أريـــد

يعــبر عن رأيــي ،،وضعــت لهخطوطــا"حمراء لا يتجاوزها

ليس المهــم أن يرضــي النــاس،،الأهــم أن يــرضي ضمــيري...




1
596

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

jouliana
jouliana
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

هـــو قلمي يكـــتب ما أريـــد


يعــبر عن رأيــي ،،وضعــتلهخطوطــا"حمراء لا يتجاوزها


ليس المهــم أن يرضــي النــاس،،الأهــم أن يــرضي ضمــيري...

صحيح المهم ان يرضى ضميري
اللهم ارضى عنا جميعا

شكرا كثيرا لك
قصة رائعة
وبالتوفيق ومزيدا من العطاء ان شاء الله