كيف تصبحين مليونيره في عشر دقائق..؟!

المشاريع والافكار التجارية الشاملة

يقال أن مؤلف أحد الكتب التي تضع حلولاً سريعة ومعلبة وسابقة التجهيز قد صرح بأنه كي تصبح مليونيراً في عشر دقائق ما عليك إلا أن تؤلف كتاباً عنوانه كيف تصبح مليونيراً في عشر دقائق..!! ولأننا في عصر السرعة وفي زمن الميكرويف فلا وقت للانتظار، ولا وقت للتفكير، ولا وقت للتأجيل، فلسفة جديدة بدأت تنتشر كالنار في الهشيم، الفلسفة الجديدة تدعوك إلى التفاؤل، تدعوك لعدم التفكير بالمشاكل طالما توافرت الحلول السريعة المعلبة، نعم إنها حلول من أجلك، ما عليك سوى أن تشترى العلبة التي تحمل غلافاً يشير إلى تقديم حلول لمشكلتك، ثم تخرج ما بداخلها وتنفذه بالحرف الواحد، وفى الوقت المحدد سوف تظهر النتائج المبهرة وتجني ثمار رحلة الكفاح التي استغرقت ساعات وربما أياماً، طريقة جديدة تلعب على وتر حساس وتستغل منطقة عدم الصبر والمثابرة لدى الإنسان، بالتأكيد لن تأتى الحلول السريعة المعلبة بثمارها ولا حتى مع 1% من الذين تعاطوها، لماذا؟ لأن الشخص الذي لم يستطع أن يحل مشكلته في شهور وسنوات لن يستطيع قطعاً أن يحلها في ساعات أو أيام، ولأن المشكلة ليست في الحل فالحلول كثيرة في كل زمان ومكان ولكن المشكلة في الإرادة والعزيمة التي تسعى للتغيير والمواجهة. بل حتى إذا افترضنا أن هذه الحلول كانت فعالة وقدمت المراد منها فبالتأكيد لن يستمر هذا طويلاً حتى يفقد الإنسان ما كسبه، فما يأتي سريعاً يذهب سريعاً، الإنسان الذي حل مشكلة السمنة التي يعانى منها في أسبوع ما المشكلة أن يعود مرة أخرى لهوايته المعهودة في التهام أشهى الأطعمة والمأكولات طالما أن حل هذه المشكلة لا يستغرق إلا أسبوعاً آخر، الإنسان الذي أصبح مليونيراً في عشر دقائق أو عشرة أيام ما المانع أن ينفق هذا المليون سريعاً في إشباع رغباته طالما أنه يستطيع أن يكسب مليوناً آخر في عشر ساعات أو عشرة أيام أخرى. إن سعادة الإنسان بتحقيق الإنجاز لا تتعلق بالإنجاز ذاته بقدر ما تتعلق بالمشقة والمعاناة التي كابدها هذا الإنسان في تحقيق الإنجاز، وبالمسافات الطويلة التي قطعها الإنسان بكل جد ومثابرة حتى يحقق هدفه، عفواً أيها المزايدون .. لا تقتلوا روح الإصرار والمثابرة، لا تقتلوا متعة الإحساس بطعم النجاح، لا تستثمروا طمع الإنسان في تحقيق أطماعكم، حافظوا على وجود قيم ومبادئ في حياتنا، وجهوا أفكاركم وأقلامكم نحو البناء وليس الهدم، لا ترتفعوا بقيمة الوقت وتهبطوا بقيم أخرى أعظم من قيمة الوقت.
4
939

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شي للذكرى
شي للذكرى
كلام فلسفي حلوووو بس تطبيقه صعب ولا بد من الصعوبات التي تواجهك


ممكن يكون انتهاز الفرص اهو اللي احيانا ينقلك نقله اخرا لكن متى تتاح هذه الفرص ومتى تاتي مشكوووره على الكلام اللي كاتبته وتحياتي
Dr.Special
Dr.Special
ليس الكلام فلسفي .. يظهر لي أن الفكرة لم تصل لك بعد .. المقال يتحدث عن فئة من المتاجرين الذين يبيعون الوهم للناس على امل الثراء أو النجاح او حصول مرغوب معين أو التخلص من شيء مزعج وبشكل سريع بمجرد أنه يشترك في تلك الخدمة أو يشتري ذاك المنتج .. أو يستخدم هاتيك السلعة ..أو يحضر تلك الدورة؛؛؛ بالفعل هم يستثمرون طمع الإنسان في تحقيق أطماعهم؛؛