دور الحضانات … ياوزارة التربية…

منال محمد – التعليم السعودي

اليوم وأنا أشاهد خبر تالا الشهري التي غدرت بها الخادمة وموقف امها المعلمة زينة الشهري عندما رجعت من المدرسة … والخ الخبر ..
عندها استرجعت ماكنت اشاهده بماليزيا من اهتمام ورعاية للطفل منذ الولادة
ولا اقصد الرعاية الطبية فهذا ان شاء الله موجود عندنـا ..ولا اقصد الرعاية الموجودة بالملاهي المخصصه للأطفال وتحديده لمن عمره ست سنوات ومدى نظافتها ومناسبتها للأطفال…ولا اقصد الرعاية والاهتمام الموجودة بكل مركز تسوق متمثلا بوجود غرف للرضاعة الطبيعه وغرف للغيارات وحضانة صغيرة لتضع ابنها وقت التسوق … لكن أعني الرعاية في حالة الام عاملة (موظفه).
للأسـف لا يوجد عندنا هالنوع من الاهتمام .. لا زالت ذاكرتي تبعثر مارأيته بماليزيا . ففي كل شارع سكني اكثر من مركز للحضانة والروضه واجزم قد يتجاوز الشارع الواحد ستة مراكز وكلها مكتضة بالاطفال ..
فمنظر الاطفال وهم يلعبون داخل اسوار الروضة لم تزال بذاكرتي …
لن أبالغ عندما أقول ان بكل حي سكني أكثر من عشر روضات تشمل الحضانة..
عندمـا احتجت للحضانه لأضع ابني خلال تسوقي وجدت بنفس المجمع السكني محلا واسعا تحول للحضانة والروضة .. ليس هناك شروط عندما وضعته..ليس هناك عوائق ابدا كوني اجنبيه بالنسبة لهم ..
هذا المحل اتحول للروضه فليس المكان عائق لهم ل***** حضانة وروضة ..هذا المحل تم دعمه بمستلزمات الطفل من ألعاب للكتب للأكل للتلفاز للنوم …
بالتنسيق استوعب المحل كل مستلزمات الحضانه والروضة … وعدد الاطفال محدود بمقدار استيعاب المكان لهم فليس الهدف تكديس الاطفال !!
والرسوم رمزية مقابل الخدمة … وهناك أضع طفلي بالساعه او باليوم او بالشهر حسب ما أريد موجود..
الهدف احتواء الطفل ..
اليوم وانا انظر للروضات الحديثة التي أوجدتها وزارة التربية والتعليم عند كل مدرسة ابتدائية وأعني بالمنطقة التي اتواجد بها …مباني مستأجرة حديثة …تم توفير معلمات مايقارب 13 معلمة غير الادارية والمديرة والمستخدمة بكل روضة…وأرى شروط التسجيل .. منها ان يكون عمر الطفل خمس سنوات .!!!
أين نصيب الاطفال الاصغر سنا …أم انهم لا يعنو لوزارتي شيئاً ..
لماذا لا يتم تخصيص غرفة للحضانة بكل مبنى للروضة .. ويتم ادارج فصول بالروضة حسب عمر الطفل ليصل اعلى مستوى خمس سنوات.؟
توفير مكان آمن للأطفال ياوزارة التربيه يعني توفير بال مرتاح للمعلمات ومنسوبات الوزارة بشكل عام
وينعكس على الاداء.. يبدو انكم لا تعلمون ان معظم المعلمات امهات …منهن من تستأذن كثير لأن طفلها ليس احدا عنده …او تغيب كثيرا لأن لا احد يمسك طفلها ..او قد يحدث معها مثل ماحدث مع زينة الشهري والتي تركت بنتها عند الخادمة لترجع من عملها وتجدها تسبح بدمائها …!
هناك روضه اعرفها لا يوجد بها سوى 9 اطفال حسب شروط التسجيل ولديهم 9 معلمات متعينات رياض اطفال.!
هل تقصد وزارتي ان لكل طفل معلمه تدرسه !!؟
أتساءل دومـا ..لماذا الحياة بماليزيا كانت أسهـل بالنسبة لي ؟..
فعرفت الاجابه عندما أرى عوائق بحياتي هنا … أحد العوائق لا اجد مكانا لأضع طفلي خلال دوامي فالروضات لفئة واحده من الاطفال (فئة خمس سنوات ) ، عدا الروضات الاهليه التي لا تتواجد سوى بالمدن الكبيرة بكثرة واغلبها بعيده …
وليس هذا فقط
بل وقت دوام الاطفال وخروجهم … أيعقل ياوزارتي ان يكون الطفل دوامه بعد دوام والدته الموظفة وينصرف قبلها أيضا ..!!
يبدو لي ان الهدف ليس ايجاد مكان آمن للطفل خلال دوام والدته الموظفه ..
كنت أتمنى ان اجد بكل حي روضه ويكون لها رسوما رمزيا فأطفالنا يحتاجون للرعـاية بعيدا عن مخالب الخادمات وقسوة قلوبهن ..
كنت أتمنى أن اجد بكل روضه دوام مفتوح مثل المستشفيات نظام الشفتات موظفات الصباح وموظفات بعد الظهر للسادسـة مساءا كما هو حاصل بالدول المتقدمة والمعنية برعاية اطفالهم .. لأن الكل يعلم ان هناك امهات موظفات للخامسة مساءا …
كنت اتمنى ان يحظي الطفل بالاهتمام من وزارة التربيه والتعليم منذ الصغر .. لا من الخامسة سناً
لدينا موظفات يضعن فلذات أكبادهن بين أيدي غريبه قاسية لا معنى للانسانيه بقاموسهن..وهن مجبرات فليس لديهن احد يحتوي اطفالهن وقت غيابهن …بينما وزارة التربيه تمتلك ميزانيه تعادل ميزانية سبع او ست دول صغيره..وعجزت عن توفير حضانات وروضات بكل شارع سكني …!
ويبدأ مسلسل الضحايا من الاطفال
عزائي الوحـيد لكل طفل يعيش بوطني … لا مكان له حتى يصل للخامسة سناً !!
عزائي لكل ام موظفه ان لا تعيش موقفا محزنا كما عاشته اختنا زينة الشهري ..
همسـة:
المعلمة ترعـى بنات وطنها فهل تستحق لمن يرعى طفلها أثناء دوامها ….