ماذا أعددت لرمضان ؟

الأدب النبطي والفصيح

ليلتان فقط ....
ويهل شهر الخير ..
بكل مايحمله من الأهداف السامية
وبما يحققه من معاني العبودية القلبية والبدنية
وانتصارات النفس على نوازع الشر وغلبة الإيمان بالله على المغريات
وفي ذلك المساء الحافل بروح النشاط
بدا الكل مشغولا...
في ذلك المنزل الصغير الذي تملؤه الأضواء .
الأم تعد بعض الوجبات لتضعها في المجمد استعدادا لرمضان،
الأبناء مشغولون بتعليق الزينات والفوانيس المضيئة في الأنحاء،
والأب خرج في رحلة الشراء السنوية ل " ياميش" رمضان .
ثم .. دق جرس الباب والكل منهمك في عمله ،
وكل منهم ينادي الاخر ليفتح الباب دون جدوى ...
فما كان من الأم إلا أن ذهبت لتفتحه بنفسها ....
فإذا بصديقتها وجارتها جآءت في زيارة سريعة . ...
سلم الأبناء عليها ثم انطلقوا ليكملوا مهامهم في نشاط ،
وبدأت الصديقتان تتجاذبان أطراف الحديث ..
وبينهما القهوة ..يتصاعد بخارها وتملأ نكهتها الأجواء،
ممتزجة بمشاعر المحبة والمودة ،
وقالت الجارة: مبارك لك حبيبتي قدوم الشهر الفضيل ،
فماذا أعددت لرمضان ؟
أجابت الأم مسرعة :
كالعادة ،و كما تعلمين ، أعددت بعض الوجبات
لأخفف عن نفسي العمل في أيام لقاءات الأهل
على موائد الإفطار الجماعية أيام " العزومات " ،
وها هم الأولاد كما ترين يعلقون الزينات والفوانيس يملؤهم الحبور ..
وأنت هل انتهيت من استعداداتك ياغالية ؟
أجابتها الجارة بحب :
نعم أختي ، لقد اشتريت رداء صلاة جديد لابنتي
وصندوقين لها ولأخيها ليضعا فيه كل يوم شيئا من مصروفيهما
صدقة نخرجها كل أسبوع لمن يستحقها ،
كذلك أعددت قائمة بمساعدة زوجي خاصة بالشهر الفضيل
لما نريد أن نفعله في رمضان ليله ونهاره...
من عبادات وأعمال ودعوات ،
وسنركز عليها طوال الشهر ...
وكذلك جدول ختم القرآن الشريف لكل واحد منا ،
أما الطعام فقد أعددت الكثير من الوجبات السريعة،
لحفظها بنية اختصار الوقت في نهار رمضان
للتفرغ أكبر وقت ممكن للعبادة ؛
فرمضان زائر عزيز ما إن يأتي حتى يودعنا...
هكذا تمر أيامه بسرعة ،
ونحن في كل مرة نودعه نشعر بأننا قصرنا ولم نفه حقه
ونقول:
كان من الممكن زيادة كذا، والاستزادة من كذا..
تعلمين عزيزتي أن زوجي بعد أن اطلع على قائمة البرامج الدينية
قد اختار منها برنامجين لنتابعهما بعد صلاة التراويح
بإذن الله تعالى وقبل القيام ،
هذه هى استعدادتنا الأولية يا أختي الحبيبة
وكما قال النبي صلي الله عليه وسلم:
" رغم أنف من أدرك رمضان فلم يغفر له "
أطرقت الأم لدقائق مستمتعة بفحوى حديث صديقتها الجميل
وبما يحتويه من فائدة ....
ثم قالت : جزاك الله خيرا حبيبتي ..!
نعم مافعلتيه....!
هذا هو فعلاً الاستعداد المثمر لرمضان ،
وسوف أجلس الليلة مع زوجي وأبنائي
لنضع برنامجا حقيقيا لاستقبال الشهر الفضيل
ونعيد معا ترتيب أولوياتنا،
فكما قلت رمضان ضيف ما إن يأتي حتى يودعنا .


تعانقت الصديقتان بحب ، وانصرفت الجارة ،
تاركة في قلب الأم شعور امتنان لما قدمته لها من أفكار ،
وبعدما أغلقت الباب خلفها قالت تحدث نفسها :
حقا الصديق الحق هو من يأخذ بيد صديقه
ويرشده لطريق الطاعة والخير،
والآن حان وقت الاستعداد الحقيقي لرحلة هذا الشهر الفضيل .
16
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

امي حب دائم
امي حب دائم
جزاك الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتك
نصائح قيمة بارك الله في طرحك
الله يبلغنا رمضان ويعيننا فيه على الصيام والقيام وقراءة القران
سلوة^
سلوة^
بارك الله فيك على هذا الطرح الممتع المفيد
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
حنين. الشعر :
أحسنت الطرح غاليتي
وجعلته ممتعا مفيدا ..
من خلال الجو الحميم ، ومظاهر البهجة
والحوار الهادف ..
بتلقائية جميلة .. وحروف واضحة. بلغت رسالة
وأوصلت معرفة ..
وأعددت لرحلة بسالكة متنوعة الأهداف
بعيدة المرمى ..
شكراً. لك على واقعية. طرحك وجماله
بارك الله بك .
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
آختي حنين :
يجب وضع عنوان الفعالية
الى جانب العنوان الرئيسي
بصمة امل**
بصمة امل**
مشكورة علي طرحك للنصائح


بارك الله فيكي