سمو إنسآنه
سمو إنسآنه
بسم الله الرحمن الرحيم ..

قبل أسبوعان من اليوم كنت احدث نفسي بهذه الطريقة :ها أنا الآن في الطائرة , سبب قلقي وارتباكي وتوتري الشديد. قد يظن القارئ إني أبالغ, لكني فعلا كنت اصف حالتي بشكل دقيق . السفر يثير القلق بنسبه لي وركوب الطائرة,

ذلك القفص الحديدي الذي يحلق بي في السماء يشعرني بالخوف.
كنت في تلك الطائرة أخاطب ذاتي بلهجة المحلل اذكر إني قلت لنفسي: أنا الآن أعاني من سببين للقلق. السفر بحد ذاته وركوب الطائرة, حسنا هاهو المقعد الذي سأجلس عليه, جيد بقربي فتاة ربما هي الأخرى تشاطرني هذا القلق
ألقيت التحية عليها لترد علي بأفضل منها. بدت لي كفتاه مهذبه اذكر جيدا ابتسامتها التي أثارت فيني القليل من الارتياح وشجعتني على سؤالها عن وجهتها وعن نفسها بطريقة عفوية قالت لي بكل هدوء: أنا فتاة أسافر من مكان لآخر وأكملت بوجه طلق ومحيا مريح جدا... حدثتني عن السفر وفوائده وحبها العميق له وذيلت كلامها الجميل بقولها:إن من الجميل أن يتعرف الإنسان على معالم العالم ويسبر المناطق ويعيش مع أهلها ليتذوق حلاوة الفروق بين العادات بين مكان وآخر شيء جميل أن نسبر الحياة عبر التعرف على البشر وطبيعة البلدان واذكر أن كلماتها العميقة جعلتني مستمعة جيدة حيث كسرت صمتي بسؤالها المباشر لي: ألا تعتقدين ذلك؟
قالت ذلك وأنا مطرقة متلذذة لحلو خطابها ووصفها للسفر, سبب قلقي و خوفي. أجبتها وقد ارتسمت على وجهي ابتسامة خجلة :كلامك عن السفر يشعرني بالهدوء. شعور غريب ظننت أن الناس يشعرون بالخوف والضجر من الترحال!!ذلك كان شعوري فعلا فقالت: الحياة جميلة عندما نتعمق فيها. القلق والخوف يغيب جمال الأشياء, واللحظات التي انعم الله بها علينا. قال الله تعالى "سيروا في الأرض", وهو خطاب لنا لكي نتعرف ونتحرك على هذه الأرض وقد قال الله تعالى" وجعلكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، وهنا يوضح المولى عز وجل إن على الناس أن يتعارفوا ويتعلموا من حضارات الآخرين لان رؤيتنا المحدودة للآخر, تصبح عميقة عندما نقترب من ثقافات الآخرين, ونزيد مخزوننا المعرفي عن حياة الإنسان .
أحسست براحة غريبة بعد كلام تلك الفتاة فالقلق يشكل حيزاً كبيراً من حياتي وحياة رفيقاتي سألتها حينها : ألا يخيفك ركوب الطائرة؟
فكانت إجابتها مبعث على الهدوء، الله هو من يتحكم بالأقدار.لا تسرفي في الخوف والتطير.استمتعي بنعمة الحضارة وتأملي في الفرق بين السفر في عصرنا وعصر الأجداد, سيشعرك ذلك بالراحة الآن اذكر إنني نظرت من نافذة الطائرة والغريب إنني لم امنع نفسي من النظر إلى الغيوم كالعادة المنظر أصبح جميلا حيث كان من قبل يثير الرعب.تلك الكلمات البسيطة من رفيقه السفر تلك أعطتني فرصه لأتأمل أسباب القلق في حياتي بصورة أخرى أكثر هدوء اربط بينها وبين القدر وأتأمل عمقها.
المدهش فعلا إننا نقضي أوقات كثيرة من حياتنا في القلق والخوف والتوتر وهذا ما يضيع علينا المعاني الأخرى للحياة وجمالياتها حتى في تلك الأشياء التي ترعبنا
ظننت السفر متعة فقط لكني الآن أدرك أن السفر فرصة للمعرفة للتعلم فعلا لقد تعلمت درسا من رفيقة رحلة الرعب تلك, التي ما لبثت أن تحولت إلى رحلة طمأنينة بقرب تلك الفتاة,التي جعلتني أفكر في الحياة والناس وأسباب القلق بطريقة أخرى
سمو إنسآنه
سمو إنسآنه
وهذا مقال ثان :


جلست في هذه الليلة أتامل ملكوت الله أري النجوم تتلئلء في الأفق البعيد

وأحيانا يتخيل ألي أنها تختفي تأخدني نسائم هذا الليل الطويل

نحو ذكريات مضت وأيام سيطويها الزمن يوما ...



كان بين يداي كتاب يتحدث عن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام مع زوجاته ...

أجمل وأروع قصص حب يمكن للإنسان أن يقرئها....

يملئها صدق لله ووفاء ومن تما صدق ووفاء لزوجاته ..



اعلم بأنه مختلف عن باقي البشر لكن الا يمكن أن نقتدي به في ذاك الحب وذاك الوفاء

وكما كان حليم ومتريث وصبور على غيرت زوجاته ..

وقصة وفائه لسيدة خديجة حتى بعد وفاتها حتى أنه كان يشبه زيارة أختهاا (هالة)

لهم بريح خديجة رضى الله عنها ..



سألت نفسي أين ذاك الوفاء في هذا الزمان ....

ما أكثر المتدينين الطائعين الخائفين من الله لكن هل يقتدون بتلك الخصال عن الرسول

المصطفى مع زوجاتهم مع اخواتهم وامهاتهم ...

ومن نبل اخلاق رسولنا الكريم وكرم وفائه انه حتى في حجة الوداع اخر وصية كانت

"اوصيكم بالنساء خير "



هل يوجد بعد هذا الكرم وهذا الوفاء في هذا الزمان وفاء !



أعلم بأن رجال اليوم ليس رجال عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولا نساء اليوم

هن كذلك لكن ألم نحيا على الإسلام ألم نؤمن بأن الله لا آله الا هو وان محمد عبده

ورسول أذن أين هي نبل الخلق في الإسلام مما نحن فيه اليوم ...



أتذكر ايام طفولتي أني رأيت وسمعت وقرأت أجمل أروع قصص حب زماننا رأيتها

في والدايا مع أنهما كانا آميين لا يعلمنا من الدين سوى ما تعارفا عليه من أهل العلم

وما قص عليهما يعني لم يتمعنا بالمطالعة لا في السيرة النبوية

ولا في كتاب الله العزير, ولكن المحبة والوفاء كانا موجودانا..



من اين لهما بذاك الحب وذاك الوفاء ...

أنه نابع من إيمانيات وصدق في العبادة لانه في نظري المؤمن الصادق أمام الله في

حبه له تولد عنده ينابيع الصدق لأحبائه من البشر ....

اني اري انه ليس للعلم مقياس نهائي في هذه المسألة ربما يرفع من تلك السمات

لكن الاصل في ذاك هو الإيمان والحب الخالص لله ورسوله ينتج عنه خلق كريم .



هل نحن أوفياء ؟ مع الله أولا ومع البشر ثانيا ! ...



سؤال يطول شرحه وربما نعجز عن الإجابة عنه ..



غصات الحنين مع أني لم اعش في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن عند

قرائتي للسيرة النبوية أحس بحنين الى الرسول عليه الصلاة والسلام .....

وأسال نفسي ومن يسمعني أسالة كثيرة لا حصر لها منها .......



أين ذاك الوفاء في هذا الزمان ؟

ربما موجود لكن بقلة وحتى تجده عليك بالإبحار في عالم الحنين لربما تجده أمامك.

ربما يصعب فهم كلامي على من لا غصات حنين له .



من خلال السيرة النبوية وإطلاعي على بعض الكتب في تفسير القران الكريم

ومواضع أخرى في مجال حياتنا التي نعيشها ....

أيقنت بأن الوفاء موجود والحب

في الله أيضا موجود ولكن عند من من البشر هذا ما يصعب البحث عنه ...

في وقتنا الحالي ...



وخير قدوتنا لنا في الحب والوفاء رسولنا الكريم ...

لقد أوفى بما عاهد الله عليه فلقد أدي الرسالة وكان محب و وفيا مع الصحابه

ومع زوجاته ولم ينقض عهد عاهد الله عليه ولم ينقض حتى بيعة بايعها مع مشركين ...

فمحبة الله ومحبة دين الله وطاعته واجب ومن يثبت على ذلك فهو رضى من الله

وعلينا بالوفاء بأن ندعوا مقلب القلوب أن يثبت قلوبنا على الإيمان وينور دروبنا

ويجعل ربيع قلوبنا القران الكريم .......

فأين نحن من ذاك الوفاء ولو جزء أمام الخالق ...



لما نقتدى بالرسول الكريم فيما ترضاه أنفسنا ..

وما تعجز عليه النفس نضع له مبررات وحجج ..

هل هكذا يكون الوفاء ....



لربما تكون في أسئلتي علامات تعجب !..وربما تكون بعض الإجابات موجودة لدي

أحد من ملايين البشر ....... حينها يكون ذاك الإنسان مما يحمل شعار الوفاء لديه



لكن أين هو ذاك الإنسان ؟

هل علي الإبحار في عالم ملوث بالأكاذيب لكي أبحث عن ذاك الإنسان حتى أجده ؟



سؤالين أختم بهما حديثي ....

هل فكر كل منا ...

بالوفاء لله بعد الممات وقبض الأرواح عند خالقها ؟

وهل فكر كل منا ...

في الوفاء لأولئك الذين كانوا يوما معنا أوفياء ...

حتى وأن رحلوا عنا أو طوينا صفحاتهم من حياتنا ؟؟



احب آن أجيب على السؤال الثاني لان الأول متروك لكل شخص وعمله مع الله

أما الإجابة على الثاني فلي رأي أو أجابة أو سؤال يطرح نفسه ...



أين نبل الخلق في الإسلام ؟ أين ضاعت في زمن الزيف والخداع ...

زمن يلعب فيه الإنسان دور إبليس والعياذ بالله ..



أقول علينا بمراجعة تاريخ وسيرة نبينا ونعيشها بلحظاتها لكي نكون أوفياء

مع الله ومع أنفسنا ومع باقي البشر ... لكي نكون فعلا مسلمين بالفعل

والكلمة متصفين بنبل الخلق التي كان عليها رسولنا الكريم.



ويحضرني موقف للخليفة عمر ابن الخطاب رضي عنه حين قبل الحجر الأسود

في الكعبة الشريفة وقال والله لولا أن رأيت رسول الله يقبلك ما كنت قبلتك.



الله اكبر لهذه الدرجة تصل محبة الصحابة لرسولنا الكريم وطاعة الله ورسوله

فما بالك بنا نحن البشر لا نقتدي بأبسط خلق في رسول الله وهو الصدق. .



الحديث في هذا الموضوع يطول ولا ينتهي

واختم كلامي بحديث لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه في هذا الحديث دلائل

على الوفاء لله أختم به قولي قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات

هن إلى أحب من الدنيا وما فيها



قال لي : يا أباذر :

* أحكم السفينة فإن البحر عميق واستكثر الزاد فإن السفر طويل وخفف ظهرك

فإن العقبة كؤود وأخلص العمل فإن الناقد بصير *

رواه الأمام المقدسي ...
سمو إنسآنه
سمو إنسآنه
وهذا مقال ثالث وصفي

الــــــــــــقـــــــــــمــــــــــــر :

كوكب مقره سماءنا ،،،،، أنواره تشعل الجمال في وجودنا ،،،

بأشراقاته نعرف بدايات شهورنا ومنتهاها ،،،،،،

هو زينة السماء ،،،، الساهر مع المحبين والمحزونين ،،،

فالقمر يتميز بوجهين ،،، نعم وجهين ،،،

وجه مشرق يبعث رسائل المحبين والمبتعدين وأشواقهم ،،

أشواقهم لمن يحبونهم ولمن هم مبتعدين عن محيطاتهم ووجودهم ،،،

ووجه مظلم يقضي جل وقته مع من صدتهم الحياة بأقدارها ،،،

مع من وقفت الأقدار في وجوههم ،،، وأنزلت المصائب على حياتهم ،،

القمر له جاذبية تحرك البحار وتزيد في إضطرابها ،،،

فيكون توترها مدعاة ( للمد والجزر ) ،،، على شواطئنا ،،،

القمر ملك متوج على عرش السماء ،،،

والنجوم جواري تخدمه في وجوده وغيابه ،،

القمر ذلك الأسطورة التي نصف بها جميلات النساء ،،،،

وهو في أصله صحاري لا تنمو بها زرع ولا يوجد به ماء ،،،

لا من يسكنه ،،،، ولا من يشتاق لأراضيه ،،،

القمر حبيبي وحبيب العشاق والمحزونين وكل من تتحرك في نفسه مشاعر الجمال ،،،

ولكنني أحن عليه ،،، وأشفق عليه ،،، فهو صحاري ظلماء ،،،

ولكنه سيبقى ذلك الملك المتوج على عرش سماءنا وعرش قلوبنا ،،،

وعرش الجمال .



جميعهـآإ منقولـه ..!

بآلتوفيق يـآإرب ..!