قرَّرت مباشرةً، فمتى تُقرِّرين أنتِ ؟!!

الملتقى العام




فتاة جاءها أتصال من إحدى صديقاتها تخبرها أنه لزوم تذهب معها لمكان ما وهي تعرف هذا المكان، بعد هذا الاتصال أصابها التردد كثيراً في إتخاذ الأمر، فقد كانت خائفة من الذهاب لذلك المكان، لكنها تذكرت قريبةً لها قد ذهبت إليه مسبقاً

فقامت بالاتصال بها فوراً وسؤالها لها عن أحوال ذلك المكان بالضبط، فأخذت قريبتها في سرد ما يطمأنها وهدّأت من روعها وقالت أني أعرف سبب خوفك من ذلك وهو ما تسمعينه من البعض حول ما يحدث في ذلك المكان من بعض الأشياء التي تحزن المرء ولكن ذلك قليل وهي تقع من بعض ممن يجهلون أحوال ذلك المكان ولا يلتزمون بالتعليمات المناطة بهم

أما أنا وقريباتي وممن تعرف التعامل مع واقع حال ذلك المكان فيستحيل إلا أن يشاء الله أن يقع لنا ما وقع لأولائك، ثم أخبرتها بأمور أرتاحت نفسها كثيراً معها. بعدها عزمت الأمر وذهبت لذلك المكان، ومكثت أيام قلائل، فلما عادت تغيّرت نظرتها كثيراً عن حال ذلك المكان عما كانت عليه قبل الذهاب إليه، بل أصبحت فيما بعد هي ممن ترغّب لمن لم تذهب إليه بالذهاب إليه فوراً.


أنتهت قصتها لكن هل عرفتم ذلك المكان الذي تغيّرت نظرتها له بعدما كانت خائفة من الذهاب إليه


إن ذلك المكان هو:


-


-


-


-


-


-


-


-


" المشاعر المقدسة "


نعم نحن على أبواب هذا الموسم العظيم وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، هذا الركن الذي تهفو إليه القلوب المسلمة وتلبي له الأفئدة المؤمنة الموحدة على اختلاف أجناسها وتعدد ألوانها واختلاف قبائلها وأنسابها قائلة: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك مستجيبة لذلك النداء الذي أذّن به أبونا إبراهيم عليه السلام فجاءت قوافل المؤمنين من كل فج عميق ليطوفوا بالبيت العتيق - وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ "26" وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ "27".


هذا المنسك العظيم الذي للأسف تقاعس الكثير في أداءه مع استطاعتهم لذلك


البعض منكن تنظر لمن تذهب إليه أنها بين الحياة والموت لما قد ترى أو تسمع ما يحصل من الزحام أو عند الجمرات وهذا تلبيس إبليس عليها لكي يصدّها عن أداءه حتى تكون على خطر عظيم وهو تركها لأداء هذه الفريضة


وحقيقة أقولها كم تذهب الكثيرات لأداء هذه المنسك العظيم وهن يفكرن كيف سيكون حالهن هناك، ولكن والله بعد العودة تقولها بكل وضوح وشفافية مطلقة


والله لم أتصوّر أن الحج بهذه السهولة، فقد كان في مخيلتي أشياء ولكنها اندثرت أمام الأمر الواقع


وأصبحت بعدها تتشوّق للذهاب مرة أخرى بل مراتٍ أخر


ونحمد الله عز وجل أن قد تيسّرت أمور أداء الحج كثيراً كثيراً وفي كل عام يتيسّر أكثر فقد شاهدتم وشاهد الجميع عبر شاشات التلفزة ما يسر النفس فجزى الله خيراً كل من كان له يد في تسهيل أمور المسلمين


إنها رسالة إشفاق والله لكل مستطيعة ولم تحج حتى الآن تذكري أنكِ والله على خطر عظيم وعظيم جداً، فلا تعلمي متى توافيك المنيّة وقد يكون هذا العام هو آخر عام تدركين فيه الحج



والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "بادروا بالأعمال سبعاً هل تنتظرون إلا فقراً منسياً أو غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر ، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر"

وقد وجّه سؤال إلى سماحة الوالد عبدالعزيز بن باز " رحمه الله " جاء فيه:

ما حكم من أخّر الحج بدون عذر وهو قادر عليه ومستطيع؟

من قدر على الحج ولم يحج الفريضة وأخره لغير عذر، فقد أتى منكراً عظيماً ومعصية كبيرة، فالواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك والبدار بالحج؛ لقول الله سبحانه: وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ. سورة آل عمران آيه 97، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)) متفق على صحته، ولقوله صلى الله عليه وسلم، لما سأله جبرائيل عليه السلام عن الإسلام، قال (أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً)) أخرجه مسلم في صحيحه، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. والله ولي التوفيق.


فما هو عذركِ أمام ملك الملوك يوم أن تقفين بين يديه عز وجل


تذّكري الأن خطورة ذلك الأمر جيّداً قبل فوات الأوان ثم الندم بعدها لا فائدة فقد ذهبت عليكِ الفرصة.


روابط مهمة عن الحج:



http://www.binbaz.org.sa/mat/8437

http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8450

http://www.ibnothaimeen.com/index.shtml

http://www.saaid.net/rasael/alhaj/index.htm
0
294

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️