صباح الضامن
صباح الضامن
أشكرك يا غالية
تابعي البقية

-3
في الشارع سابقت الهواء الخريفي بوثبات ربيعية وكأنها ترى عصا المديرة تلاحقها وأحست أن إنسانا آخر امتلأ في جنبيها في وثبها في علو أنفاسها وتصعدها
إنسان رافض للمذلة والامتهان وكانت عيناها اللتان تدوران توجسا من أن يتبعها أحد , ترقصان في محاجرها وقد أغرقتا ببحر سبحتا فيه وابتدأتا تتخبطان رؤية لا تتقن فن الاهتداء حتى توقفت أمام الجامع الكبير
يا إلهي !!!صاحت في داخلها !!! مالذي أتى بي هنا ؟
الزقاق المؤدي إلى الجامع الكبير مظلم وضيق وقد أحاط به ظلام هجر النور إلى داخل الجامع
دخلت كفاح وقد أغلقت أبواب نفسها الخائفة وافتتحت بوابة كبيرة ترجمت باتساع حدقتيها فهذه أول مرة تدخل ساحة الجامع فجلست على بركة الماء تعبث بقطراته وتمسك بإصبعها سطح الماء كرق تنشر فيه بوحا من نوع جديد لم تألفه.
ابتدأت تكتب باصبعها احتجاج نفسها على صفحة صامتة بيضاء فاحست وكأن حروفها تحفر في الرقراق وترسل أنات تبكي وأن الماء يزداد ويرتفع من دمع الحروف الشاكية البكّاء
امتدت حياتها في هذه اللحظة لبناء نفس جديدة
وبعد قصة البوح المخفور والمتوسد بالحزن استسلمت كفاح لقدرها فقررت أن تطوي خوفها وتقفل راجعة إلى البيت لتصطدم بعصا أخرى توقفها
عصا إمام الجامع فيبادرها
- ما أتى بك هنا ياصغيرتي ؟؟؟؟؟
كفاح ضئيلة الحجم لا تعطي سنها فمن يراها يظنها في العاشرة وهي في الرابعة عشر
رفعت كفاح نظرها إلى الإمام الشيخ ورافق نظرتها ابتسامة عذبة فقد رأت شيئا في عيني الإمام يلمع وأحبت مرأى لحيته البيضاء المسترسلة وأحست أنها تخرج من مكانها إلى حيث اتصال بشخص غريب عنها اتصالا لم تألفه وإن أحبته .
_ أنا ذاهبة قالت بثقة ولوت عنقها لتخرج لتوقفها العصا المحببة الآن
_ إلى أين يا صغيرة ولم تركت المدرسة ؟؟؟؟
واستحال لسانها إلى قطعة من حياة ضج بكل شيء بالسار و والضار , ضج بالأخبار وضج بريح هبوب عصفت بقلب الشيخ لما سمع
انطلقت تحكي قصة القفز وقصة التأخر ثم العصا ثم الهروب
وكانت ببيان قوي قد مزجت معاني النفس بصنعة جديدة أتقنتها
وأحس الشيخ بإتقانها لها
صنعة السرد
وابتسم لها أمسك بيدها وربت على رأسها الصغير قائلا سنذهب سويا إلى أهلك
أخذ الشيخ يقكر في الطريق , فلم يكن شيخا يؤدي صلاة وينتهي بل كان أبا ومرب فاضل والكل يحبه
أخذ ينظر متمعنا هذه المتمردة وهو يرى تلك الثورة المنبعثة من عينيها وكأن قوى خفية قد اجتمعت تشد أزر بعضها البعض لتحل سادرة في تيه أنها قد احتلت كيان الصغيرة .
ومضى بجانبها رغم شيخوخته صالبا يستهوي الباسقات من الشجر فيسير حذاءها فيتقاصر الشامخ له عند مروره وتصح المعوجات لاستقامته فلا تتثنى امامه .
الشيخ عبد الرحمن ......نسج وحده , أسد بلا أشبال ....فن القوة في نفسه غابة كثيفة تُخرج في الوقت المناسب سرا من أسرارها مفاجيء للتعود . ليقال .......مر من هنا الشيخ عبد الرحمن
وها هو يستسلم لقياد طفلة هاربة من المدرسة فيرى أنه يهرب معها إلى عالم قد لا ينجو منه
عالم طفل .... أصغر ما فيه تلك اليد التي تمسك بقوة بيده لتقول له : إياك أن تتركني وإلا ضعت
وتسير كفاح بجانبه وقد لاح باب البيت لها فتراءت لها أختها الكبيرة من خلف الباب وعلمت بأن مأساتها ستبدأ , فابتدأ القلب يعي ابتداء معركة كفاح ..............
بحور 217
بحور 217
حاولت كثيرا أن أقرأ القصة بعيدا عما أثارته حروفك الأولى في هذه الصفحة فلم أفلح ..!!

بقيت أسيرة لذلك الشعور اللذيذ الحزين السعيد في آن واحد ..!!

حتى هذه اللحظة مازلت فوق أيادي السرور تتقاذفني جمل العرفان ..!!

ورغم جمال كفاح وأسلوبها الأخاذ لن أعلق عليها في هذه المرحلة ..!!

سأترك نفسي في استمتاعها بكل شيء هنا ... فقط .... !!

أنتظرك بشغف :26:
رنااااا
رنااااا
رائع غاليتي صباح وممتع جداً

أسأل الله أن يمتعكِ بالنظر إلى وجهه الكريم وبجنات النعيم

بإذن الله ستكون لي في كل مره أطلاله على قصتك الرائعه



:26:
لغة الغروب
لغة الغروب
تابعي بارك الله فيك:26:

كفاح المسكينة 000ماذا حل بها؟؟
um_suhaib
um_suhaib