bananamilk

bananamilk @bananamilk

عضوة جديدة

هذه مدينتي...المنورة الفيحاء...بالصور

السياحة والسفر

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا المدينة من في الكـون يجهلنـي................... أيُجهل النجم في الليـل اذا اشتعـلا
أنا المدينة من في الكـون يجهلنـي...............
وقد منحت المدى مجداً وصرح عـلا
أنا المدينة من في الكـون يجهلنـي.................. وفوق أرضي ماء الحق قـد هطـلا
أنا المدينة قلبـي بالهـدى غُسـلا..................... وهدب عيني بنور المصطفى كُحـلا




أنا الجميلة .. من في الحسن يقربني..............
و أشرف الخلق وسط القلب قد نزلا
لـه بأرضـي أفـنـاءٌ مبـاركـةٌ..............................
ومـن زلال ينابيعـي قـد انتهـلا
يضوع وجهي حسنـاًلاحـدودلـه .................
وحسب وجهي أضحى للسنـا حلـلا




أنا المنـورة الفيحـاء ...يعرفنـي ................
جميع من كبـر التوحيـد و ابتهـلا
أنا المنـورة الخضـراء ...أرديتـي طيبٌ.........
و ثوبي من الأشذاء قـد غـزلا
أنـا المنـورة الحسناء...شرفـهـا.................
بحبه خير من صلـى ومـن عمـلا




أنـا المنـورة الغـراء...ذا أحـدي.............
به جعلـت صروحـاً للنهـى طلـلا
أنا المنورة الأرجـاء ... يعصمنـي.........
حب النبي الذي بالحـق قـد كمـلا
وخيرمن سار فـوق الأرض قاطبـة.......
ومن الى سدرة العلياء قـد وصـلا
وكم سعدتُ بـه لمـا توجـه لـي.........
فكان حلمي طول الدهـر و الأمـلا
وبي يقوم مقام القلب مـن جسـدي..
بيت الأمين ...ألا أنعـم بـه مثـلا




هذه طيبة

المدينه التي احبها الرسول صلى الله عليه وسلم

انها الاكسجين والشمس والقمر والفصول الاربعة هي الحياة ماأجمل جبالها وتلالها وصحاريها وشوارعها وناسها

بإختصار درة العالم بلا منازع

كـــم أهواك يامدينتي

يتبع
47
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

bananamilk
bananamilk
فضل المدينة كما ورد في أحاديث ساكنها عليه الصلاة والسلام

أولاً: المدينة تأكل القرى:
• عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( أمرت بقَرْيَةٍ تأكلُ القُرى ، يقولون يثربَ وهى المدينة ، تنفى النَّاس كما ينفى الكِيرُ خبثَ الحديد )) .
والمعنى: أمرت بالهجرة إليها واستيطانها
أما قوله صلى الله عليه وسلم "تأكل القرى" فتفسيره على وجهين :
أحدهما أنها مركز جيوش الإسلام فى أول الأمر ، فمنها فتحت القرى وغنمت أموالها وسباياها . والثانى أن أكلها وميرتها من القرى المفتتحة وإليها تُساق غنائمُها .
وقـال الـزرقانى فى (( شرح الموطأ )) في قوله (( تأكلُ القُرى )) أى تغلبها وتظهر عليها
يعنى أن أهلها تغلبُ أهلَ سائر البلاد فتفتحُ منها ، يقال : أكلنا بنى فلان أى غلبناهم وظهرنا عليهم ، فإن الغالب المستولى على الشئ كالمفنى له إفناء الآكل إياه .
وفـى ((موطأ ابن وهبٍ)) : قلت لمالك : ما تأكل القرى ؟ قال : تفتح القرى ، لأنه مـن المدينة افتتحت القرى كلها بالإسلام .
قال السهيلى : فى التوراة (( يـقول اللَّه : يا طابة يا مسكينة إنِّى سأرفع أجاجـيرك على أجاجير القرى )) ، وهـو قـريـب من (( تأكل القرى )) ، لأنها إذا علت عليها علو الغلبة أكلتها ، ويــكون المراد يأكلُ فضلُها الفضائلَ ، أى يغلبُ فـضلُها الفضائلَ ، حتى إذا قيست بفضلها تلاشت بالنسبة إليها وجاء فى مكَّـة أنها (( أم القرى )) ، لكنْ المذكورُ للمدينـة أبلغُ من الأمومــة ؛ إذ لا يمحى بوجودها وجود ما هى أمٌ له ، لكـنْ يـكون حـقُّ الأمومة أظهر.
ومعنى تأكل الـقـرى من الفضـائـل تضمحل فى جنب عظيم فضلها حتى يكون عدماً ، وما تضمحل له الفضائل أفضل وأعـظم مـما تبـقى معه الفضائل .
ثانياً: من أراد المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح:
• عن أبى هريرة قال : قال أبو القاسم صلَّى الله عليه وسـلَّم : (( من أراد أهلَ هذه البلدةِ بسُوءٍ ـ يعنى المدينةَ ـ أذابَه اللهُ كما يذوبُ الملحُ فى الماءِ )) .

ثالثاُ: من أخاف أهلها عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين:
عن السائب بن خلاد عن النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : (( من أخافَ أهلَ المدينةِ ظلماً أخافَه اللهُ ، وعليه لعنةُ اللَّهِ والملائكةِ والنَّاس أجمعين ، لا يقبلُ اللهُ منه صرفاً ولا عدلاً )) .

رابعاً: لا يدخلها الطاعون:
• عن أبى هريرة قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( على أنقابِ المدينةِ ملائـكةٌ ، لا يدخلُها الطاعونُ ولا الدجالُ )) .

خامساً: لا يدخلها رعب المسيح الدجال:
• عن أبى بـكرة عن النَّبـىِّ صلَّى الله عليه وسـلَّم قـال : ((لا يدخل المدينةَ رُعْبُ المسيحِ الدجالِ لها يومئذٍ سبْعةُ أبوابٍ على كلِّ بابٍ ملكان )) .

سادساً: المدينة ترتجف بأهلها فيخرج الله منها كل كافر ومنافق:
• عن أنس عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( ليسَ من بلدٍ إلا سيطؤُه الدجالُ إلا مكَّـةَ والمدينةَ ، ليسَ لـه من نِقابها نقبٌ إلا عليه الملائكةُ صافِّين يحرسونها ، ثمَّ تــرجفُ المدينةُ بأهلها ثلاثَ رجفاتٍ فيُـخْرجُ اللَّهُ كلَّ كافرٍ ومنافقٍ )) .

سادساً:يخرج من المدينة هو خير الناس يومئذٍ ليكشف الدجال أمام الناس:
• عن أبى سعيدٍ الخدرى قال : حدَّثنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حديثاً طويلاً عن الدجال ، فكان فيما حدَّثنا به أن قال : (( يـأتى الدجالُ ، وهو محرمٌ عليه أن يدخلَ نقابَ المدينةِ ، بعضَ السباخ التى بالمدينة ، فيخرجُ عليه يومئذٍ رجلٌ هو خير النَّاس أو من خير النَّاس ، فيقول : أشهد أنَّك الدجالُ الَّذى حدَّثنا عنك رسـول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حديثه ، فيقول الدجالُ : أرأيتَم إنْ قتلتُ هذا ثمَّ أحييتُهُ ؛ هل تشكُّون فى الأمر ؟ ، فيقولون : لا ، فيقتُلُهُ ثمَّ يحْييه فيقولُ حين يحْييه : والله ما كنتُ قطُّ أشدَّ بصيرةً منِّى اليوم ، فيقول الدجال : أقتله ، فلا يُسلِّطُ عليه )) .

سابعاً:المسيح الدجال يقر بحرمة المدينة :
عن فاطمة بنت قيسٍ قالت : صليتُ مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فكنتُ فى صفِّ النساء الَّتى تلى ظهور القوم ، فلمَّا قضى صلاتَه جلس على المنبر ، وهو يضحك ، فقال : (( ليلزمْ كلُّ إنسانٍ مصلاه )) ، ثمَّ قال : (( أتدرون لم جمعـتكم )) ، قالوا : اللهُ ورسولُه أعلم قال : (( إنَّى والله ما جمعتكم لرغبةٍ ولا لرهبةٍ ، ولكنْ جمعتكم لأنَّ تميماً الدارىَّ كان رجلاً نصرانياً ، فجاء فبايع وأسلم ، وحدَّثنى حديثاً وافق الذى كنتُ أحدِّثكم عن مسيح الدجال . حدَّثنى أنَّه ركبَ فى سفينةٍ بحريةٍ مع ثلاثين رجــلاً من لخمٍ وجذامٍ ، فلعب بهم الموجُ شهراً فى البحرِ ، ثمَّ أرفؤا إلى جزيرةٍ فى البحر حتَّى مغرب الشمس ، واقتصَ الحديث إلى أن قال :
(( وإنِّى مُخْبرُكُمْ عـنِّى ، إنِّى أنا المسيـح ، وإنِّى أوشكُ أن يُؤذنَ لى فى الخروج ، فأخرجُ فى الأرض ، فلا أدعُ قريةً إلا هبطتُها فى أربعين ليلةً غير مكَّـة وطَيْبَة ، فهما محرمتان علىَّ كلتاهما ، كلما أردتُ أن أدخل واحدةً منهما استقبلنى مَلَكٌ بيده السيفُ صَلْتاً ، يصدُّنى عنها ، وإنَّ على كلِّ نقبٍ منها ملائكةٌ يحرسونها )) .
قالت : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ـ وطعن بمخصرته فى المنبر ـ : (( هذه طيْبَةُ . هذه طيْـبَةُ . هذه طيْـبَةُ ـ يعنى المدينة ـ )) .

ثامناً:إلى المدينة يأزر الإيمان يأزر الإيمان :

• عن سعد بن أبى وقاص سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : (( إنَّ الإسلامَ بدأ غريباً ، وسيعودُ غريباً كما بدأ ، فطوبى للغُرباء إذا فسد النَّاسُ . والَّذى نفسى بيده إنَّ الإيمانَ ليأرزُ إلى المدينة كما تأرز الحيَّةُ إلى جُحْرِها )).ومعنى يأزر أي ينضم ويجتمع ، هذا هو المشهور عند أهل اللغة والغريب

تاسعاً:تمر المدينة ترياق من السم:
• عن عائشة أن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (( فى عجوة العالية شفاءٌ، وإنَّها ترياقٌ أول البكرة )). والعالية ما كان من المدينة مما يلى نجداً

عاشراً: تمر المدينة شفاء من السحر:
• عن سـعد قال : سمعتُ رسولَ الله صـلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : (( من تصبَّـحَ بسَـبْعِ تمراتٍ عجوةً لم يضرُّه ذلك اليـوم سمٌّ ولا سحرٌ )) .

حادي عشر: تمر المدينة علاج للمفؤود:
• فى (( الطب النبوي )) لابن القيــِّم : (( فصل في هديه صلَّى الله عليه وسلَّم في علاج المفؤود . روى أبو داود في (( سننه )) من حديث مجاهد عن سعدٍ قال : (( مرضت مرضاً ، فأتاني رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يعودني ، فوضع يده بين ثديـي ، حتَّى وجدت بردَها على فؤادي ، وقال لي : إنك رجل مفؤود فأت الحارث بن كلدة من ثقيف ، فإنَّه رجل يتطبب ، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة ، فليجأهن بنواهن ، ثم ليلدك بهن )) . والمفؤود: هو الذي أصيب فؤاده فهو يشتكيه ؛ كالمبطون الذي يشتكي بطنه . واللدود : ما يسقاه الإنسان من أحد جانبي الفم . وفي التمر خاصية عجيـبة لهذا الداء ، ولا سيما تمر المدينة ولا سيما العجوة منه ، وفي كونها سبعاً خاصية أخرى تدرك بالوحي . وفي (( الصحيحين )) من حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( من تصبح بسبع تمرات من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر )) .
ثاني عشر: إثبات الشفاعة لمن يصبر على جهد المدينة ومن يموت بها من المسلمين:
• عن أبى هريـرة أنَّ رسول الله صـلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( لا يصبرُ على لأواء المدينة وشدَّتِها أحدٌ من أمَّتى إلا كنتُ له شفيعاً يـوم القيامة أو شهيداً ))
• وعن أفلح مولى أبى أيوب أنَّه مرَّ بزيد بن ثابتٍ وأبى أيوبٍ ، وهما قاعدان عند مسجد الجنائز ، فقال أحدُهما لصاحبه : تذكر حديثاً حدَّثناه رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فى هذا المجلس الَّذى نحن فيه ؟ قال : نعم عن المدينة ، سمعته وهو يقول : (( سيأتى على النَّاس زمانٌ يُفْتحُ فيه فتحات الأرض ، فيخرجُ إليها رجالٌ يصيـبون رخاءً وعيشاً وطعاماً ، فيمرون على إخوانٍ لهم حُجاجاً أو عُمَّاراً ، فيقولون : ما يقيمُكُم فى لأواء العيش وشدَّة الجوع )) . قال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : (( فذاهـبٌ وقاعدٌ )) حتَّى قالها مراراً (( والمدينةُ خيرٌ لهم . لا يثبُتُ بها أحدٌ ، فيصبرُ على لأوائها وشدَّتِها حتَّى يموتَ إلا كُنتُ له يومَ القيامةِ شهيداً أو شفيعاً )) .

ثالث عشر: المدينة خير البلاد وإن قل رخاؤها:
• عن سفيان بن أبى زهيرٍ قال : سمعتُ رسولُ اللَّه صلَّى اللّه عليه وسلَّم يقول : (( يُفتحُ اليمنُ ، فيأتى قومٌ يبِسُّون ، فيتحمَّلون بأهليهم ومــن أطاعهم ، والمدينة خيرٌ لهم لو كان يعلمون ويُفتحُ الشَّامُ ، فيأتى قومٌ يبِسُّون ، فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون ، ويُفتحُ العراقُ ، فيأتى قومٌ يبِسُّون ، فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطـاعهم ، والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون )) . ويَبِسُّون: أي يسوقون ، والبسُّ سوق الأبل ، وقيل : يدعون النَّاس إلى بلاد الخصب ، وقيل : يزينون للناس البلاد المفتوحة ويدعونهم إلى الرحيل إليها .
قال أبو زكريا النووى : (( والصواب أنه الإخبار عمن خرج من المدينة متحمِّلاً بأهلـه باسَّاً فى سيره مسرعاً إلـى الرخاء فى الأمصار التى فُتحت )) .

رابع عشر: يتركها أهلها كأينع ما يكون في آخر الزمان:
• عن محجن بن الأدرع قال : بعثني رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لحاجةٍ ، ثم عرض لي وأنا خارجٌ من طريـق المدينة ، فأخذ بيدي فانطلقنا حتَّى صعدنا إلى أحدٍ ، فأقبل على المدينة ، فقال : (( ويل أمِّها قرية يدعها أهلها كأيـنع ما يـكون )) قلت : يا نبي الله ! من يأكل ثمرها ؟ ، قال : (( عافية الطير والسباع ، ولا يدخلها الدجال ، كلما أراد أن يدخلها تلقاه بكل نقبٍ من أنقابها مَـلَكٌ مُصلِتٌ )) ، ثم أقبل حتى إذا كان بباب المسجد إذا رجل يصلِّي ، فقال : أيقوله صادقاً !، قلت : يا نـبيَّ اللَّه، هذا فلانٌ ، هذا أكثر أهل المدينة صلاة ، قال : لا تسمعه فتهلكه )) .
قال الحافظ فى (( فتح الباري ))(4/90) : (( قال القرطبي تبعا لعياض : وقد وجد ذلك حيث صارت معدن الخلافة ومقصد الناس وملجأهم ، وحملت إليها خيرات الأرض ، وصارت من أعمر البلاد ، فلما انتقلت الخلافة عنها إلى الشام ، ثم إلى العراق ، وتغلبت عليها الأعراب ، تعاورتها الفتن وخلت من أهلها ، فقصدتها عوافى الطير والسباع .
والعوافي : جمع عافية ، وهي التي تطلب أقواتها ، ويقال للذكر : عاف . قال ابن الجوزي : اجتمع في العوافى شيآن : أحدهما أنها طالبة لأقواتها مـن قولك : عفوت فلانا أعفوه فأنا عاف ، والجمع عفاة : أي أتيت أطلب معروفه . والثاني من العفاء وهو الموضع الخالي الذي لا أنيس به ، فإن الطير والوحش تقصده لأمنها على نفسها فيه .
وقال النووي : المختار أن هذا الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة ، ويؤيده قصة الراعييـن ، فقد وقع عند مسلم بلفظ (( ثم يحشر راعيان )) ، وفي البخاري (( أنهما آخر من يحشر )) . قـلت : ويؤيده ما روى مالك عن ابن حماس ـ بمهملتين وتخفيف ـ عن عمه عن أبي هريرة رفعه (( لتتركن المدينة على أحسن ما كانت ، حتَّى يدخل الذئب فيعوي على بعض سواري المسجد أو على المنبر، قالوا : فلمن تكون ثمارها ؟ قال : للعوافى الطير والسباع )) أخرجه معن بن عيسى في (( الموطأ )) عن مالك ، ورواه جماعة من الثقات خارج الموطأ ، ويشهد له أيضا ما روى أحمد والحاكم وغيرهما من حديث محجن بن الأدرع الأسلمي قال :(( بعثـني النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم لحاجةٍ ، ثم لقيني وأنا خارج من بعض طرق المدينة ، فأخذ بيدي حتَّى أتينا أحداً ، ثم أقبل على المدينة ، فقال : ويـل أمها قرية ، يوم يدعها أهلها كأينع ما يكون ، قلت : يا رسول الله ! من يأكل ثمرها ؟ ، قال : عافية الطير والسباع )) ، وروى عمر بـن شبة بإسناد صحيـحٍ عن عوف بن مالك قـال : (( دخل رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم المسجد ، ثم نظر إليــنا ، فقال : أما والله ، ليدعنها أهلها مذللة أربعين عاماً للعوافي . أتدرون ما العوافى ؟! ، الطير والسباع )) . قـلت : وهذا لم يقع قطعاً ))

خامس عشر: يتركها أهلها أربعين عاماً مذللة للعوافي:
عن عوف بن مالك الأشجعي : أن رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم خرج عليهم ، وقِـنَاءٌ معلقةٌ ، وقـنوٌ منها حَشَفٌ ، ومعه عصا ، فطعن بالعصا في القـنو ، وقال : (( لو شاء ربُّ هذه الصدقة تصدَّق بأطيب منها ، إن صاحب هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة )) ، ثم أقبل علينا فقال : (( أما والله يا أهل المدينة ! لتدعُنَّها مذللةً أربعين عاماً للعوافي )) ، قلنا : الله ورسوله أعلم ، ثم قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( أتدرون ما العوافي )) ، قالوا : لا ، قال : (( الطيـر والسباع )) .
(( لتدعُنَّها مذللةً )) ، قال العلامة ابن الأثير فى (( النهاية في غريب الحديث )) (2/166) : (( فى الحديث (( يتركُون المدينة على خير ما كانت مُذَلَّلة ، لا يَغْشاها إلا العَوَافي )) ؛ أي ثِمَارُها دانيةٌ سَهلةُ المُتَنَاوَل ُمخلاَّة غير مَحْمِيَّةٍ ولا مَمْنُوعةٍ على أحسن أحوالها.
وقيل : أراد أنّ المّدِينة تَكونُ مُخلاَّة ، خالِية من السُّكَّان لا يَغْشَاها إلا الوُحُوش ، ومنه الحديث (( اللهم اسْقنا ذُلُلَ السَّحاب )) ؛ هو الذى لا رَعْد فيه ولا بَرْق ، وهو جمع ذَلُول من الذِل ـ بالكسر ـ ضدّ الصَّعْب ، ومنه حديث ذِي القَرْنين (( أنه خُيِّر في ركوبه بين ذُلُل السَّحاب وصِعابه ، فاختار ذلُله )) ، ومنه حديث عبد الله (( ما من شيءٍ من كتاب الله إلا وقد جاء على أذلاَلِه )) ، أي على وجُوهِه وطرُقه ، وهو جمع ذِلٍّ ـ بالكسر ـ ، يقال : ركبُوا ذِلَ الطَّريـق ، وهو ما مُهِّد منه وذُلِّل ، ومنه خطبة زياد (( إذا رأيتمُوني أُنْفذ فيكم الأمر فأنْفِذُوه على أذْلاله ))
وفي حديث ابن الزبيـر (( بعض الذُّلِّ أبْـقَـى للأَهْلِ والـمال )) ؛ معناه أَن الرجل إِذا أَصابته خُـطَّة ضَيْم يناله فيها ذُلٌّ ، فصبَر علـيها ، كان أَبْقَـى له ولأَهله وماله ، فإِذا لم يصبر ومَرَّ فيها طالباً للعـزِّ، غَرَّر بنفسه وأَهله وماله ، وربما كان ذلك سبباً لهلاكه ))

سادس عشر: المدينة تنفي شرارها:
 عن أبى هريرة أنَّ رســول اللَه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : (( يـأتى على النَّاس زمانٌ يدعو الرجلُ ابنَ عمِّه وقريـبَه : هلـمَّ إلى الرخاء . هلمَّ إلى الرخاء ، والمدينة خيـرٌ لهم ، لو كانوا يعلمون . والذى نفسى بيده لا يخرج منهم أحدٌ رغبةً عنها إلا أخلف اللهُ فيها خيراً منه ، ألا إنَّ المديـنة كالكيـر تُخْرِج الخبيثَ . لا تقوم الساعةُ حتَّى تنفى المدينةُ شِرارَها كما ينفى الكيـرُ خبثَ الحديدِ )) ومعنى (( لا يخرج أحد رغبة عنها )) ؛ قال القاضي عياض : (( الأظهر أن هذا مختص بزمنه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، لأنه لم يكن يصبر على الهجرة والمقام معه لا من ثبت إيمانه ، بخلاف المنافقين وجهلة الأعراب )) . فتعقبه أبو زكريا النووي بقوله : ليس هذا بالأظهر لقوله بعده (( لا تقوم الساعة حتـى تنـفي المدينة شرارها )) . قال : وهذا والله أعلم زمن الدجال حيـن يقصد المدينة فترجف ثلاث رجفات يخرج منها اللَّه كل كافر ومنافق قال فيحتمل أنه مختص بزمن الدجال ويحتمل أنه في أزمان متفرقة )) ويحتمل أن يكون المراد كلا الزمانيـن ، فأما فى حياته صلى اللَّه عليه وسلَّم فيـؤيده قصة الأعرابي الذى أصابه وعكٌ بالمدينة ، فأتى النَّبىَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فقال : يا محمَّدُ أقـلنى بيعتى فأبى فخرج الأعرابىُ ، فقال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم : (( إنَّما المدينةُ كالكيــر تنفى خبثها ويَنصعُ طيِّبُها )) وأما فى آخر الزمان فعندما ينزل بها الدجال فترجف بأهلها فلا يبقى منافق ولا كافر إلا خرج إليه . وأما ما بينهما فليس بالمراد ، فقد خرج من المدينة كثيـر من الصحابة لفتح بلاد الشرك ونشر الدين وجهاد الأعداء والمرابطة على الثغـور ، وهم يعلمون ويقرون بفضل المدينة وفضل سكناها .

 عن جابر بن عبد الله أنَّ أعرابياً بايع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فأصاب الأعرابىَّ وعكٌ بالمدينة ، فأتى النَّبىَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقال : يا محمَّدُ أقلنى بيعتى ، فأبى ، فخرج الأعرابىُ ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنَّما المدينةُ كالكير تنفى خبثها ويَنصعُ طيِّبُها )) . ومعنى (( يَنصَعُ طيِّبُها )) أى يصفو ويخلُصُ ، والناصع : الصافى الخالص ، والمعنى : يخرج من المدينة من لم يصفو إيمانُه ، ولا يمكث بها صابراً على شدَّتِها إلا من خلُصَ إيمانُـهُ .

سابع عشر: حرم رسول الله المدينة كما حرَّم إبراهيم عليه السلام مكَّة:
 عن عبد الله بن زيد بن عاصم أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسـلَّم قال : (( إنَّ إبراهيم حرَّم مكَّـة ودعا لأهلها ، وإنِّى حرَّمتُ المدينة كما حرَّم إبراهيمُ مكَّـة ، وإنِّى دعوتُ فى صاعِها ومدِّها بمِثلىْ ما دعا به إبراهيمُ لأهلِ مكَّـة )) .
 عن أنس بن مالكٍ أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم طلع له أحدٌ ، فقال : (( هذا جبلٌ يحبُّنا ونحبُّه ، اللهمَّ إنَّ إبراهيمَ حرَّمَ مكَّـة ، وأنا أحـرِّمُ ما بين لابتيها )) .
 عن رافع بن خَديجٍ قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( إنَّ إبراهيمَ حرَّم مكَّةَ ، وإنِّـى أحرِّمُ ما بين لابتيها )) .
 عن نافع بن جبير أنَّ مروان بن الحكم خطب النَّاس ، فذكر مكَّـةَ وأهلها وحُرمتها ، ولم يذكُرِ المديـنةَ وأهلها وحُرمتها ، فناداهُ رافعُ بن خَديجٍ فقال : ما لى أسمعُك ذكرت مكَّة وأهلها وحُرمتها ، ولم تذكُرِ المدينة وأهلها وحُرمتها ، وقد حرَّم رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ما بين لابتيها ، وذلك عـندنا فى أديـمٍ خولانىٍّ إن شئت أقرأتُكُه ، قال : فسكت مروانُ .
 عن سهل بن حُنيفٍ قال : أهوى رسول الله صلَّى اللَّه عليـه وسلَّم بيـده إلى المدينة ، فقال : (( إنَّها حَرّمٌ آمنٌ )) .
 عن سعد بن أبى وقاصٍ قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( إنِّى أحرِّمُ ما بين لابتى المدينة ؛ أن يقُطعَ عضاهُها أو يُقتـلَ صيدُها )) .واللابتان : الحرَّتان واحدتهما لابة ، وهى الأرض الملبسة حجارة سوداء ، وللمدينة حرَّتان شرقية وغربـية ، وهى بينهما . عضاهها : العِضَاه ـ بكسر العين وتخفيف الضاد ـ كل شجر فيه شوك ، واحدتها عِضاهة وعضيهة .
 عن أبى هريرة أنَّه كان يقول : لو رأيت الظِّباء ترتعُ بالمدينة ما ذعرتها ، قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( ما بين لابتيها حرامٌ )) .
 عن أبى سعيدٍ الخدرى عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( اللهمَّ إنَّ إبراهيمَ حرَّم مكَّـة فجعلها حَرَمَاً ، وإنِّى حرَّمتُ المدينةَ حراماً ما بيـن مَأْزمَيْها ، أن لا يهُراقَ فيها دمٌ ، ولا يُحملَ فيها سلاحٌ لقتالٍ ، ولا تُخــبط فيها شجرة إلا لعلفٍ . اللهمَّ بارك لنا فى مدينتنا . اللهمَّ بارك لنا فى صاعـنا . اللهمَّ بارك لنا فى مُدنا . اللهمَّ بارك لنا فى صاعنا . اللهمَّ بارك لنا فى مُدنا . اللهمَّ بارك لنا فى مدينتنا . اللهمَّ اجعلْ مع البركة بركتيـن )) .
 عن أبى أيوب الأنصارى أنَّه وجد غلماناً قد ألجؤُا ثعلباً إلى زاويةٍ ، فطردهم عنه . وقال : لا أعلمه إلا قال : فى حَرَمِ رسولِ اللَّهِ يُفعلُ هذا .
 عن شرحبيـل بن سعدٍ المدنى قال : أتانا زيد بن ثابتٍ ، ونحن فى حائطٍ لنا ، ومعنا فخاخٌ ننصب بها ، فصاح بنا وطردنا ، وقال : ألم تعلموا أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حرَّم صيدها .
 عن على بن أبى طالبٍ : ما عندنا شئٌ نقرؤُه إلا كتاب اللَّه ، وهـذه الصحيفة فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات ، وفيها قال النَّبىُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : (( المدينة حَرَمٌ ما بين عيْرٍ إلى ثوْر ، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً ؛ فعليه لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين لا يقبل اللهُ منه صرْفاً ولا عدْلاً ، وذمَّة المسلمين واحدةٌ ، يسعى بها أدناهم ، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين ، ومن ادَّعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنةُ الله والملائكة والنَّاس أجمعين ، لا يقبلُ اللهُ منه يومَ القيامةِ صرْفاً ولا عدْلاً )) . ومعنى (( ما بين عيرٍ إلى ثور )) استشكل هذا اللفظ جماعة ، وقالوا : ليس بالمدينة ثور ؛ إنما هو بمكة ، واستظهر القائلُ ذلكَ بما جاء فى رواية البخارى (( من عائر إلى كذا )) قال : فكأنه يرى أن ذكر(( ثور )) وهم فأسقطه . وحُكى مثل ذلك عــن مصعب الزبيرى ، وأبى عبيد ، وأقرَّه الحافظ أبو بكر الحازمى . قال فى (( المؤتلف فى أسماء الأماكن )) فى حديث (( حرم المدينة ما بين عير إلى أحد )): (( هذه الرواية صحيحة، وقيـل إلى ثـور، وليس لها معنى )) .
 قال ابن السِّيد فى (( المثلث )): (( عيْرٌ اسم جبلٍ بقرب المدينة، وهو بفتح العين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف )).
 وقال الحافظ الزركشى فى (( إعلام الساجد )) : (( وذكر الإمام أبو محمد عبد السلام بن مزروع البصرى : إنه لما خرج رسولاً من صاحب المدينة إلى العراق كان معه دليلٌ ، يذكر له الأماكن والأجبل ، فلما وصلا إلى أحــد إذا بقربه جبلٌ صغيرٌ ، فسأله : ما اسم هذا الجبل ؟ قال : هذا يسمى ثوراً . قال شيخنا : وسمعت الشيخ محمداً أبا المليحى يقول : إن المحب الطبرى قال : ثور جبل بالمدينة رأيته غير مرَّةٍ وحددتُه .
 وقال المطرى : بل خلف أحُدٍ من شماليه ؛ تحته جبلٌ صغيرٌ مدوَّرٌ يسمى ثوراً ، يعرفه أهل المدينة ، خلفٌ عن سلفٍ ، ووعرة شرقية ، وهما حد الحرم )) . وليس بعجيبٍ أن يتناسى الناس بعض المعالم والأماكن ، وأن يغيروا أسمائها ، فلا يعلمها مع تعاقب الأزمنة وتطاولها كثيرٌ منهم ، حتى أكابر العلماء ، واعْتَبرْ ذلك بالمشهور المتداول بين النَّاس من تسمية ميقات المدينة بآبار على ، حتى نسى الكثيرون بهذا الاسم (( ذا الحليفة )) ، واعْتَبرْه كذلك بجبل (( قزح )) ، وهو جبلٌ صغيرٌ بالمزدلفة يتعلق به نسكٌ معروفٌ من مناسك الحج ، ولا يعرفه الآن عُظم أهل مكة . وعليه فلا ينبغى توهيم ثقات الرواة وأثباتهم بمثل هذه الاحتمالات .
 عن أبى هريرة قال : (( حرَّم رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ما بين لابتى المدينة )) . قال أبو هريرة : فلو وجدتُ الظِّباء ما بين لابتيها مـا ذعرتُها. وجعل حول المدينة اثنَىْ عشر ميلاً حمىً . و (( ما بين لابتيها )) بيان لحد الحرم من جهتى المشرق والمغرب ، وقوله (( ما بين مأزميْها )) و (( ما بين جبليها )) و (( ما بين عيرٍ وثور )) بيان لحد الحرم من جهتى الشمال والجنوب . وعليه فحدود حرم المدينة الحرَّتان الشرقية والغربية طولاً ، والمأزمان الشمالى والجنوبى عرضاً

ثامن عشر: إثم من أحدث فى حرم المدينة حدثا أو آوى محدثا:
 عن أنس عن النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : (( المدينة حَرَمٌ من كذا إلى كذا ، لا يُقطع شجرُها ، ولا يُحْدَثُ فيها حَدَثٌ ، من أحْدَثَ حَدَثَاً فعليه لعنةُ الله والملائكة والنَّاس أجمعين )) .
 عن أبى هريرة عن النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : (( المدينةُ حَرَمٌ ، فمن أحْدَثَ فيها حَدَثاً ؛ أو آوى مُحْدِثاً فعليه لعنةُ اللَّه والملائكة والنَّاس أجمعين ، لا يُقبلُ منه يومَ القيامة عَدْلٌ ولا صَـرْفٌ )) و قوله (( لا يقبل منه عدل ولا صرف )) قد يكون المعنى : لا تقبل فريضته ، ولا نافلته قبول رضاً ، وإن قبلت قبول إجزاء . وقد يكون معنى العدل : أنه لا يجدُ فداءً يفتدى به بخلاف غيره من المذنبيـن

تاسع عشر:سَلبِ من قطع من شجر المدينة أو أصاب صيداً:
 عن عامر بن سعد بن أبى وقاصٍ أنَّ سعداً ركب إلى قصره بالعقيق ، فوجد عبداً يقطع شجراً أو يخْبُطُه فَسَلَبَه ، فلما رجع سعدٌ جاءه أهل العبد ، فكلموه أن يرُدَ على غلامهم ، أو عليهم ما أخذ من غلامهم ، فقال : معاذ الله أن أرُدَّ شيئاً نفَّلَنِيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، وأبى أن يرُدَّ عليهم .
 عن سليمان بن أبى عبد الله قال : رأيتُ سعد بن أبى وقاص أخــذ رجلاً يصيد فى حَرَم المدينة الذى حرَّم رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ؛ فَسَلبَه ثيابه ، فجاء مواليه فكلَّموه فيه فقال : إنَّ رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حرَّم هذا الحـرم ، وقال : (( من أخذ أحداً يصيد فيه فليسلبه ثيابه )) ، فلا أرُدُّ عليكم طُعمةً أطعمـنيها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، ولكن إن شئتم دفعتُ ثمنه .
قال الإمام أبو زكريا النووى فى (( شـرح صحيح مسلم )) : (( فى هذا الحديث دلالة لقول الشافعى القديم : أن من صاد فى حرم المدينة أو قطع من شجرها أخذَ سلبُه ، وبهذا قال سعد بن أبى وقاص وجماعة من الصحابة . قال القاضى عياض : ولم يقل به أحد بعد الصحابة إلا الشافعى فى قوله القديم ، وخالفه أئمة الأمصار
ولا تضر مخالفتهم إذا كانت السنَّةُ معه ، وهذا القول القديم هو المختار لثبوت الحديث فيه ، وعمل الصحابة على وفقه ، ولم يثبت له دافع . وفى كيفية الضمان وجهان : أحدهما يضمن الصيد والشجر والكلأ كضمان حرم مكة ، وأصحهما وبه قطع جمهور المفرعين على القديم أنه يُسلب الصائدُ وقاطع الشجر والكلأ . وفى المراد بالسلب وجهان : أحدهما أنه ثيابه فقط ، وأصحهما أنه كسلب القتيل من الكفار كفرسه وسلاحه ونفقته . وفى مصرف السلب ثلاثة أوجه لأصحابنا : أصحها أنه للسالب وهو الموافق للحديث ، والثانى أنه لمساكين المديـنة ، والثالث أنه لبيت المال . وإذا سُلب أخذ جميع ما عليه إلا ساتر العورة ، ويُسلب بمجرد الاصطياد سواء أتلف الصيد أم لا والله أعلم )) اهـ .
 عن محمد بن زيادٍ الجمحى قال : كان جدى مولىً لعثمان بن مظعون ، وكان يلى أرضاً لعثمان بن مظعون فيها بقلٌ وقثاءٌ ، قال : فربما أتانى عمر ابن الخطاب نصف النهار واضعاً ثيابه على رأسه ، يتعاهد الحمى أن لا يعضدَ شجرُهُ ولايُخبطَ ، قال : فيجلس إلىَّ فيحدَّثنى واُطعمه من القثاء والبقل ، فقال يوماً : أراك لا تخرج من هاهنا ؛ قلت : أجل ، قال : إنِّى أستعملك على ما هاهنا ، فمن رأيتَ يعضدُ شجراً أو يخبُطُ فخذْ فأسه وحبلـه ، قلت: آخذ رداءه ، قال : لا . قال الحافظ أبو محمـد ابن حزم فى (( المحلى ))(7/263) : (( وأما من احتطب فى حرم المدينة فحلالٌ سَلَبـُه ، كلُّ ما معه ، وتجريدُه إلا ما يستر عورته فقط )) . وذكر الحديثين عن عمر بن الخطاب، وسعد ابن أبى وقاصٍ ، ثم قال : (( ولا مخالف لهما من الصحابة ، وليس هذا فى الحشيش لأن الأثـر إنما جـاء فى الاحتطاب ، وسـتر العورة فرضٌ )).

عشرون: المسجد الذى أسس على التقوى هو مسجد المدينة:
 عن أبى سعيدٍ الخدرى قال : تمارى رجلٌ من بنى خُدرة ، ورجلٌ من بنى عمرو بن عوفٍ فى المسجدِ الذى أسـس على التقوى ، فقال الخدرى : هو مسجد رسول الله ، وقال العوفى : هو مسجدُ قباءٍ ، فأتيا رسولَ الله فى ذلك ، فقال : هو مسجدى هذا )) .

واحد وعشرون:استحباب شدِّ الرحال إلى مسجدها.
 عن أبى هريرة قال قال رسولَ الله صـلَّى اللهُ عليه وسـلَّم : (( لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثة مساجدَ : مسجدى هذا ، والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى )) .
 عن أبى سعيدٍ الخدرى سمعتُ رسولَ الله صــلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : (( لا تشُدُّوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجدَ : مسجدى هذا ، والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى )) .
 عن أبى هريرة قال : خرجتُ إلى الطور ، فلقيتُ كعب الأحبار ، فجلستُ معه ، فحدَّثنى عن التوارة ، وحدَّثـتُه عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فكان فيما حدَّثته أن قلتُ : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( خيرُ يومٍ طلعتْ عليه الشَّمْسُ يومُ الجمعةِ ، فيه خُلق آدمُ وفيه أهبط من الجنَّة ، وفيه تيبَ عليه ، وفيه مـات ، وفيه تقوم السَّاعةُ ، وما من دابَّـةٍ إلا وهى مُصيخَةٌ يوم الجمعة من حين تصبحُ حتَّى تطلُعَ الشَّمْسُ ، شفقاً من السَّاعة ، إلا الجنَ والأنسَ ، وفيه ساعةُ لا يُصادفُها عبدٌ مسلمٌ وهو يُصلِّى يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إيَّاه )) .
قال كعبٌ : ذاك فى كلِّ سنَّةٍ يومٌ ، فقلتُ : بل فى كلِّ جمعةٍ ، فقرأ كعبُ التوارةََ، فقال : صدق رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم . قال أبو هريرة : فلقيتُ بصـرة بن أبى بصـرة الغفارىَّ ، فقال : من أين أقبلتَ ؟ ، قلتُ : من الطورِ، فقال : لو أدركتُـك قبل أن تخرجَ إليه ما خرجتَ ، سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : (( لا تُعملُ المطىُّ إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدى هذا ، ومسجد إيلياء أو بيت المقدس )) .
قال أبو هريرة : ثمَّ لقيتُ عبد الله بن سلامٍ فحدَّثـته بمجلسى مع كعب الأحبار ، وما حدَّثـته به فى يوم الجمعة . فذكر حديثاً فى ساعة يوم الجمعة .
 عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : (( إنَّ خيرَ ما رُكِبتْ إليه الرواحلُ : مسجدى هذا ، والبيتُ العتيــقُ )) .

اثنان وعشرون:الصلاة فى مسجد المدينة خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام
 عن أبى هريرة أنَّ النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( صلاة فى مسجدى هذا خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام )) .
 عن عبد الله بن عمر عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مثله .






يتبع

bananamilk
bananamilk
فضل المدينة كما ورد في أحاديث ساكنها عليه الصلاة والسلام أولاً: المدينة تأكل القرى: • عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( أمرت بقَرْيَةٍ تأكلُ القُرى ، يقولون يثربَ وهى المدينة ، تنفى النَّاس كما ينفى الكِيرُ خبثَ الحديد )) . والمعنى: أمرت بالهجرة إليها واستيطانها أما قوله صلى الله عليه وسلم "تأكل القرى" فتفسيره على وجهين : أحدهما أنها مركز جيوش الإسلام فى أول الأمر ، فمنها فتحت القرى وغنمت أموالها وسباياها . والثانى أن أكلها وميرتها من القرى المفتتحة وإليها تُساق غنائمُها . وقـال الـزرقانى فى (( شرح الموطأ )) في قوله (( تأكلُ القُرى )) أى تغلبها وتظهر عليها يعنى أن أهلها تغلبُ أهلَ سائر البلاد فتفتحُ منها ، يقال : أكلنا بنى فلان أى غلبناهم وظهرنا عليهم ، فإن الغالب المستولى على الشئ كالمفنى له إفناء الآكل إياه . وفـى ((موطأ ابن وهبٍ)) : قلت لمالك : ما تأكل القرى ؟ قال : تفتح القرى ، لأنه مـن المدينة افتتحت القرى كلها بالإسلام . قال السهيلى : فى التوراة (( يـقول اللَّه : يا طابة يا مسكينة إنِّى سأرفع أجاجـيرك على أجاجير القرى )) ، وهـو قـريـب من (( تأكل القرى )) ، لأنها إذا علت عليها علو الغلبة أكلتها ، ويــكون المراد يأكلُ فضلُها الفضائلَ ، أى يغلبُ فـضلُها الفضائلَ ، حتى إذا قيست بفضلها تلاشت بالنسبة إليها وجاء فى مكَّـة أنها (( أم القرى )) ، لكنْ المذكورُ للمدينـة أبلغُ من الأمومــة ؛ إذ لا يمحى بوجودها وجود ما هى أمٌ له ، لكـنْ يـكون حـقُّ الأمومة أظهر. ومعنى تأكل الـقـرى من الفضـائـل تضمحل فى جنب عظيم فضلها حتى يكون عدماً ، وما تضمحل له الفضائل أفضل وأعـظم مـما تبـقى معه الفضائل . ثانياً: من أراد المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح: • عن أبى هريرة قال : قال أبو القاسم صلَّى الله عليه وسـلَّم : (( من أراد أهلَ هذه البلدةِ بسُوءٍ ـ يعنى المدينةَ ـ أذابَه اللهُ كما يذوبُ الملحُ فى الماءِ )) . ثالثاُ: من أخاف أهلها عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين: عن السائب بن خلاد عن النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : (( من أخافَ أهلَ المدينةِ ظلماً أخافَه اللهُ ، وعليه لعنةُ اللَّهِ والملائكةِ والنَّاس أجمعين ، لا يقبلُ اللهُ منه صرفاً ولا عدلاً )) . رابعاً: لا يدخلها الطاعون: • عن أبى هريرة قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( على أنقابِ المدينةِ ملائـكةٌ ، لا يدخلُها الطاعونُ ولا الدجالُ )) . خامساً: لا يدخلها رعب المسيح الدجال: • عن أبى بـكرة عن النَّبـىِّ صلَّى الله عليه وسـلَّم قـال : ((لا يدخل المدينةَ رُعْبُ المسيحِ الدجالِ لها يومئذٍ سبْعةُ أبوابٍ على كلِّ بابٍ ملكان )) . سادساً: المدينة ترتجف بأهلها فيخرج الله منها كل كافر ومنافق: • عن أنس عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( ليسَ من بلدٍ إلا سيطؤُه الدجالُ إلا مكَّـةَ والمدينةَ ، ليسَ لـه من نِقابها نقبٌ إلا عليه الملائكةُ صافِّين يحرسونها ، ثمَّ تــرجفُ المدينةُ بأهلها ثلاثَ رجفاتٍ فيُـخْرجُ اللَّهُ كلَّ كافرٍ ومنافقٍ )) . سادساً:يخرج من المدينة هو خير الناس يومئذٍ ليكشف الدجال أمام الناس: • عن أبى سعيدٍ الخدرى قال : حدَّثنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حديثاً طويلاً عن الدجال ، فكان فيما حدَّثنا به أن قال : (( يـأتى الدجالُ ، وهو محرمٌ عليه أن يدخلَ نقابَ المدينةِ ، بعضَ السباخ التى بالمدينة ، فيخرجُ عليه يومئذٍ رجلٌ هو خير النَّاس أو من خير النَّاس ، فيقول : أشهد أنَّك الدجالُ الَّذى حدَّثنا عنك رسـول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حديثه ، فيقول الدجالُ : أرأيتَم إنْ قتلتُ هذا ثمَّ أحييتُهُ ؛ هل تشكُّون فى الأمر ؟ ، فيقولون : لا ، فيقتُلُهُ ثمَّ يحْييه فيقولُ حين يحْييه : والله ما كنتُ قطُّ أشدَّ بصيرةً منِّى اليوم ، فيقول الدجال : أقتله ، فلا يُسلِّطُ عليه )) . سابعاً:المسيح الدجال يقر بحرمة المدينة : عن فاطمة بنت قيسٍ قالت : صليتُ مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فكنتُ فى صفِّ النساء الَّتى تلى ظهور القوم ، فلمَّا قضى صلاتَه جلس على المنبر ، وهو يضحك ، فقال : (( ليلزمْ كلُّ إنسانٍ مصلاه )) ، ثمَّ قال : (( أتدرون لم جمعـتكم )) ، قالوا : اللهُ ورسولُه أعلم قال : (( إنَّى والله ما جمعتكم لرغبةٍ ولا لرهبةٍ ، ولكنْ جمعتكم لأنَّ تميماً الدارىَّ كان رجلاً نصرانياً ، فجاء فبايع وأسلم ، وحدَّثنى حديثاً وافق الذى كنتُ أحدِّثكم عن مسيح الدجال . حدَّثنى أنَّه ركبَ فى سفينةٍ بحريةٍ مع ثلاثين رجــلاً من لخمٍ وجذامٍ ، فلعب بهم الموجُ شهراً فى البحرِ ، ثمَّ أرفؤا إلى جزيرةٍ فى البحر حتَّى مغرب الشمس ، واقتصَ الحديث إلى أن قال : (( وإنِّى مُخْبرُكُمْ عـنِّى ، إنِّى أنا المسيـح ، وإنِّى أوشكُ أن يُؤذنَ لى فى الخروج ، فأخرجُ فى الأرض ، فلا أدعُ قريةً إلا هبطتُها فى أربعين ليلةً غير مكَّـة وطَيْبَة ، فهما محرمتان علىَّ كلتاهما ، كلما أردتُ أن أدخل واحدةً منهما استقبلنى مَلَكٌ بيده السيفُ صَلْتاً ، يصدُّنى عنها ، وإنَّ على كلِّ نقبٍ منها ملائكةٌ يحرسونها )) . قالت : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ـ وطعن بمخصرته فى المنبر ـ : (( هذه طيْبَةُ . هذه طيْـبَةُ . هذه طيْـبَةُ ـ يعنى المدينة ـ )) . ثامناً:إلى المدينة يأزر الإيمان يأزر الإيمان : • عن سعد بن أبى وقاص سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : (( إنَّ الإسلامَ بدأ غريباً ، وسيعودُ غريباً كما بدأ ، فطوبى للغُرباء إذا فسد النَّاسُ . والَّذى نفسى بيده إنَّ الإيمانَ ليأرزُ إلى المدينة كما تأرز الحيَّةُ إلى جُحْرِها )).ومعنى يأزر أي ينضم ويجتمع ، هذا هو المشهور عند أهل اللغة والغريب تاسعاً:تمر المدينة ترياق من السم: • عن عائشة أن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (( فى عجوة العالية شفاءٌ، وإنَّها ترياقٌ أول البكرة )). والعالية ما كان من المدينة مما يلى نجداً عاشراً: تمر المدينة شفاء من السحر: • عن سـعد قال : سمعتُ رسولَ الله صـلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : (( من تصبَّـحَ بسَـبْعِ تمراتٍ عجوةً لم يضرُّه ذلك اليـوم سمٌّ ولا سحرٌ )) . حادي عشر: تمر المدينة علاج للمفؤود: • فى (( الطب النبوي )) لابن القيــِّم : (( فصل في هديه صلَّى الله عليه وسلَّم في علاج المفؤود . روى أبو داود في (( سننه )) من حديث مجاهد عن سعدٍ قال : (( مرضت مرضاً ، فأتاني رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يعودني ، فوضع يده بين ثديـي ، حتَّى وجدت بردَها على فؤادي ، وقال لي : إنك رجل مفؤود فأت الحارث بن كلدة من ثقيف ، فإنَّه رجل يتطبب ، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة ، فليجأهن بنواهن ، ثم ليلدك بهن )) . والمفؤود: هو الذي أصيب فؤاده فهو يشتكيه ؛ كالمبطون الذي يشتكي بطنه . واللدود : ما يسقاه الإنسان من أحد جانبي الفم . وفي التمر خاصية عجيـبة لهذا الداء ، ولا سيما تمر المدينة ولا سيما العجوة منه ، وفي كونها سبعاً خاصية أخرى تدرك بالوحي . وفي (( الصحيحين )) من حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( من تصبح بسبع تمرات من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر )) . ثاني عشر: إثبات الشفاعة لمن يصبر على جهد المدينة ومن يموت بها من المسلمين: • عن أبى هريـرة أنَّ رسول الله صـلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( لا يصبرُ على لأواء المدينة وشدَّتِها أحدٌ من أمَّتى إلا كنتُ له شفيعاً يـوم القيامة أو شهيداً )) • وعن أفلح مولى أبى أيوب أنَّه مرَّ بزيد بن ثابتٍ وأبى أيوبٍ ، وهما قاعدان عند مسجد الجنائز ، فقال أحدُهما لصاحبه : تذكر حديثاً حدَّثناه رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فى هذا المجلس الَّذى نحن فيه ؟ قال : نعم عن المدينة ، سمعته وهو يقول : (( سيأتى على النَّاس زمانٌ يُفْتحُ فيه فتحات الأرض ، فيخرجُ إليها رجالٌ يصيـبون رخاءً وعيشاً وطعاماً ، فيمرون على إخوانٍ لهم حُجاجاً أو عُمَّاراً ، فيقولون : ما يقيمُكُم فى لأواء العيش وشدَّة الجوع )) . قال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : (( فذاهـبٌ وقاعدٌ )) حتَّى قالها مراراً (( والمدينةُ خيرٌ لهم . لا يثبُتُ بها أحدٌ ، فيصبرُ على لأوائها وشدَّتِها حتَّى يموتَ إلا كُنتُ له يومَ القيامةِ شهيداً أو شفيعاً )) . ثالث عشر: المدينة خير البلاد وإن قل رخاؤها: • عن سفيان بن أبى زهيرٍ قال : سمعتُ رسولُ اللَّه صلَّى اللّه عليه وسلَّم يقول : (( يُفتحُ اليمنُ ، فيأتى قومٌ يبِسُّون ، فيتحمَّلون بأهليهم ومــن أطاعهم ، والمدينة خيرٌ لهم لو كان يعلمون ويُفتحُ الشَّامُ ، فيأتى قومٌ يبِسُّون ، فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون ، ويُفتحُ العراقُ ، فيأتى قومٌ يبِسُّون ، فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطـاعهم ، والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون )) . ويَبِسُّون: أي يسوقون ، والبسُّ سوق الأبل ، وقيل : يدعون النَّاس إلى بلاد الخصب ، وقيل : يزينون للناس البلاد المفتوحة ويدعونهم إلى الرحيل إليها . قال أبو زكريا النووى : (( والصواب أنه الإخبار عمن خرج من المدينة متحمِّلاً بأهلـه باسَّاً فى سيره مسرعاً إلـى الرخاء فى الأمصار التى فُتحت )) . رابع عشر: يتركها أهلها كأينع ما يكون في آخر الزمان: • عن محجن بن الأدرع قال : بعثني رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لحاجةٍ ، ثم عرض لي وأنا خارجٌ من طريـق المدينة ، فأخذ بيدي فانطلقنا حتَّى صعدنا إلى أحدٍ ، فأقبل على المدينة ، فقال : (( ويل أمِّها قرية يدعها أهلها كأيـنع ما يـكون )) قلت : يا نبي الله ! من يأكل ثمرها ؟ ، قال : (( عافية الطير والسباع ، ولا يدخلها الدجال ، كلما أراد أن يدخلها تلقاه بكل نقبٍ من أنقابها مَـلَكٌ مُصلِتٌ )) ، ثم أقبل حتى إذا كان بباب المسجد إذا رجل يصلِّي ، فقال : أيقوله صادقاً !، قلت : يا نـبيَّ اللَّه، هذا فلانٌ ، هذا أكثر أهل المدينة صلاة ، قال : لا تسمعه فتهلكه )) . قال الحافظ فى (( فتح الباري ))(4/90) : (( قال القرطبي تبعا لعياض : وقد وجد ذلك حيث صارت معدن الخلافة ومقصد الناس وملجأهم ، وحملت إليها خيرات الأرض ، وصارت من أعمر البلاد ، فلما انتقلت الخلافة عنها إلى الشام ، ثم إلى العراق ، وتغلبت عليها الأعراب ، تعاورتها الفتن وخلت من أهلها ، فقصدتها عوافى الطير والسباع . والعوافي : جمع عافية ، وهي التي تطلب أقواتها ، ويقال للذكر : عاف . قال ابن الجوزي : اجتمع في العوافى شيآن : أحدهما أنها طالبة لأقواتها مـن قولك : عفوت فلانا أعفوه فأنا عاف ، والجمع عفاة : أي أتيت أطلب معروفه . والثاني من العفاء وهو الموضع الخالي الذي لا أنيس به ، فإن الطير والوحش تقصده لأمنها على نفسها فيه . وقال النووي : المختار أن هذا الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة ، ويؤيده قصة الراعييـن ، فقد وقع عند مسلم بلفظ (( ثم يحشر راعيان )) ، وفي البخاري (( أنهما آخر من يحشر )) . قـلت : ويؤيده ما روى مالك عن ابن حماس ـ بمهملتين وتخفيف ـ عن عمه عن أبي هريرة رفعه (( لتتركن المدينة على أحسن ما كانت ، حتَّى يدخل الذئب فيعوي على بعض سواري المسجد أو على المنبر، قالوا : فلمن تكون ثمارها ؟ قال : للعوافى الطير والسباع )) أخرجه معن بن عيسى في (( الموطأ )) عن مالك ، ورواه جماعة من الثقات خارج الموطأ ، ويشهد له أيضا ما روى أحمد والحاكم وغيرهما من حديث محجن بن الأدرع الأسلمي قال :(( بعثـني النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم لحاجةٍ ، ثم لقيني وأنا خارج من بعض طرق المدينة ، فأخذ بيدي حتَّى أتينا أحداً ، ثم أقبل على المدينة ، فقال : ويـل أمها قرية ، يوم يدعها أهلها كأينع ما يكون ، قلت : يا رسول الله ! من يأكل ثمرها ؟ ، قال : عافية الطير والسباع )) ، وروى عمر بـن شبة بإسناد صحيـحٍ عن عوف بن مالك قـال : (( دخل رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم المسجد ، ثم نظر إليــنا ، فقال : أما والله ، ليدعنها أهلها مذللة أربعين عاماً للعوافي . أتدرون ما العوافى ؟! ، الطير والسباع )) . قـلت : وهذا لم يقع قطعاً )) خامس عشر: يتركها أهلها أربعين عاماً مذللة للعوافي: عن عوف بن مالك الأشجعي : أن رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم خرج عليهم ، وقِـنَاءٌ معلقةٌ ، وقـنوٌ منها حَشَفٌ ، ومعه عصا ، فطعن بالعصا في القـنو ، وقال : (( لو شاء ربُّ هذه الصدقة تصدَّق بأطيب منها ، إن صاحب هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة )) ، ثم أقبل علينا فقال : (( أما والله يا أهل المدينة ! لتدعُنَّها مذللةً أربعين عاماً للعوافي )) ، قلنا : الله ورسوله أعلم ، ثم قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( أتدرون ما العوافي )) ، قالوا : لا ، قال : (( الطيـر والسباع )) . (( لتدعُنَّها مذللةً )) ، قال العلامة ابن الأثير فى (( النهاية في غريب الحديث )) (2/166) : (( فى الحديث (( يتركُون المدينة على خير ما كانت مُذَلَّلة ، لا يَغْشاها إلا العَوَافي )) ؛ أي ثِمَارُها دانيةٌ سَهلةُ المُتَنَاوَل ُمخلاَّة غير مَحْمِيَّةٍ ولا مَمْنُوعةٍ على أحسن أحوالها. وقيل : أراد أنّ المّدِينة تَكونُ مُخلاَّة ، خالِية من السُّكَّان لا يَغْشَاها إلا الوُحُوش ، ومنه الحديث (( اللهم اسْقنا ذُلُلَ السَّحاب )) ؛ هو الذى لا رَعْد فيه ولا بَرْق ، وهو جمع ذَلُول من الذِل ـ بالكسر ـ ضدّ الصَّعْب ، ومنه حديث ذِي القَرْنين (( أنه خُيِّر في ركوبه بين ذُلُل السَّحاب وصِعابه ، فاختار ذلُله )) ، ومنه حديث عبد الله (( ما من شيءٍ من كتاب الله إلا وقد جاء على أذلاَلِه )) ، أي على وجُوهِه وطرُقه ، وهو جمع ذِلٍّ ـ بالكسر ـ ، يقال : ركبُوا ذِلَ الطَّريـق ، وهو ما مُهِّد منه وذُلِّل ، ومنه خطبة زياد (( إذا رأيتمُوني أُنْفذ فيكم الأمر فأنْفِذُوه على أذْلاله )) وفي حديث ابن الزبيـر (( بعض الذُّلِّ أبْـقَـى للأَهْلِ والـمال )) ؛ معناه أَن الرجل إِذا أَصابته خُـطَّة ضَيْم يناله فيها ذُلٌّ ، فصبَر علـيها ، كان أَبْقَـى له ولأَهله وماله ، فإِذا لم يصبر ومَرَّ فيها طالباً للعـزِّ، غَرَّر بنفسه وأَهله وماله ، وربما كان ذلك سبباً لهلاكه )) سادس عشر: المدينة تنفي شرارها:  عن أبى هريرة أنَّ رســول اللَه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : (( يـأتى على النَّاس زمانٌ يدعو الرجلُ ابنَ عمِّه وقريـبَه : هلـمَّ إلى الرخاء . هلمَّ إلى الرخاء ، والمدينة خيـرٌ لهم ، لو كانوا يعلمون . والذى نفسى بيده لا يخرج منهم أحدٌ رغبةً عنها إلا أخلف اللهُ فيها خيراً منه ، ألا إنَّ المديـنة كالكيـر تُخْرِج الخبيثَ . لا تقوم الساعةُ حتَّى تنفى المدينةُ شِرارَها كما ينفى الكيـرُ خبثَ الحديدِ )) ومعنى (( لا يخرج أحد رغبة عنها )) ؛ قال القاضي عياض : (( الأظهر أن هذا مختص بزمنه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، لأنه لم يكن يصبر على الهجرة والمقام معه لا من ثبت إيمانه ، بخلاف المنافقين وجهلة الأعراب )) . فتعقبه أبو زكريا النووي بقوله : ليس هذا بالأظهر لقوله بعده (( لا تقوم الساعة حتـى تنـفي المدينة شرارها )) . قال : وهذا والله أعلم زمن الدجال حيـن يقصد المدينة فترجف ثلاث رجفات يخرج منها اللَّه كل كافر ومنافق قال فيحتمل أنه مختص بزمن الدجال ويحتمل أنه في أزمان متفرقة )) ويحتمل أن يكون المراد كلا الزمانيـن ، فأما فى حياته صلى اللَّه عليه وسلَّم فيـؤيده قصة الأعرابي الذى أصابه وعكٌ بالمدينة ، فأتى النَّبىَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فقال : يا محمَّدُ أقـلنى بيعتى فأبى فخرج الأعرابىُ ، فقال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم : (( إنَّما المدينةُ كالكيــر تنفى خبثها ويَنصعُ طيِّبُها )) وأما فى آخر الزمان فعندما ينزل بها الدجال فترجف بأهلها فلا يبقى منافق ولا كافر إلا خرج إليه . وأما ما بينهما فليس بالمراد ، فقد خرج من المدينة كثيـر من الصحابة لفتح بلاد الشرك ونشر الدين وجهاد الأعداء والمرابطة على الثغـور ، وهم يعلمون ويقرون بفضل المدينة وفضل سكناها .  عن جابر بن عبد الله أنَّ أعرابياً بايع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فأصاب الأعرابىَّ وعكٌ بالمدينة ، فأتى النَّبىَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فقال : يا محمَّدُ أقلنى بيعتى ، فأبى ، فخرج الأعرابىُ ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنَّما المدينةُ كالكير تنفى خبثها ويَنصعُ طيِّبُها )) . ومعنى (( يَنصَعُ طيِّبُها )) أى يصفو ويخلُصُ ، والناصع : الصافى الخالص ، والمعنى : يخرج من المدينة من لم يصفو إيمانُه ، ولا يمكث بها صابراً على شدَّتِها إلا من خلُصَ إيمانُـهُ . سابع عشر: حرم رسول الله المدينة كما حرَّم إبراهيم عليه السلام مكَّة:  عن عبد الله بن زيد بن عاصم أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسـلَّم قال : (( إنَّ إبراهيم حرَّم مكَّـة ودعا لأهلها ، وإنِّى حرَّمتُ المدينة كما حرَّم إبراهيمُ مكَّـة ، وإنِّى دعوتُ فى صاعِها ومدِّها بمِثلىْ ما دعا به إبراهيمُ لأهلِ مكَّـة )) .  عن أنس بن مالكٍ أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم طلع له أحدٌ ، فقال : (( هذا جبلٌ يحبُّنا ونحبُّه ، اللهمَّ إنَّ إبراهيمَ حرَّمَ مكَّـة ، وأنا أحـرِّمُ ما بين لابتيها )) .  عن رافع بن خَديجٍ قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( إنَّ إبراهيمَ حرَّم مكَّةَ ، وإنِّـى أحرِّمُ ما بين لابتيها )) .  عن نافع بن جبير أنَّ مروان بن الحكم خطب النَّاس ، فذكر مكَّـةَ وأهلها وحُرمتها ، ولم يذكُرِ المديـنةَ وأهلها وحُرمتها ، فناداهُ رافعُ بن خَديجٍ فقال : ما لى أسمعُك ذكرت مكَّة وأهلها وحُرمتها ، ولم تذكُرِ المدينة وأهلها وحُرمتها ، وقد حرَّم رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ما بين لابتيها ، وذلك عـندنا فى أديـمٍ خولانىٍّ إن شئت أقرأتُكُه ، قال : فسكت مروانُ .  عن سهل بن حُنيفٍ قال : أهوى رسول الله صلَّى اللَّه عليـه وسلَّم بيـده إلى المدينة ، فقال : (( إنَّها حَرّمٌ آمنٌ )) .  عن سعد بن أبى وقاصٍ قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( إنِّى أحرِّمُ ما بين لابتى المدينة ؛ أن يقُطعَ عضاهُها أو يُقتـلَ صيدُها )) .واللابتان : الحرَّتان واحدتهما لابة ، وهى الأرض الملبسة حجارة سوداء ، وللمدينة حرَّتان شرقية وغربـية ، وهى بينهما . عضاهها : العِضَاه ـ بكسر العين وتخفيف الضاد ـ كل شجر فيه شوك ، واحدتها عِضاهة وعضيهة .  عن أبى هريرة أنَّه كان يقول : لو رأيت الظِّباء ترتعُ بالمدينة ما ذعرتها ، قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( ما بين لابتيها حرامٌ )) .  عن أبى سعيدٍ الخدرى عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( اللهمَّ إنَّ إبراهيمَ حرَّم مكَّـة فجعلها حَرَمَاً ، وإنِّى حرَّمتُ المدينةَ حراماً ما بيـن مَأْزمَيْها ، أن لا يهُراقَ فيها دمٌ ، ولا يُحملَ فيها سلاحٌ لقتالٍ ، ولا تُخــبط فيها شجرة إلا لعلفٍ . اللهمَّ بارك لنا فى مدينتنا . اللهمَّ بارك لنا فى صاعـنا . اللهمَّ بارك لنا فى مُدنا . اللهمَّ بارك لنا فى صاعنا . اللهمَّ بارك لنا فى مُدنا . اللهمَّ بارك لنا فى مدينتنا . اللهمَّ اجعلْ مع البركة بركتيـن )) .  عن أبى أيوب الأنصارى أنَّه وجد غلماناً قد ألجؤُا ثعلباً إلى زاويةٍ ، فطردهم عنه . وقال : لا أعلمه إلا قال : فى حَرَمِ رسولِ اللَّهِ يُفعلُ هذا .  عن شرحبيـل بن سعدٍ المدنى قال : أتانا زيد بن ثابتٍ ، ونحن فى حائطٍ لنا ، ومعنا فخاخٌ ننصب بها ، فصاح بنا وطردنا ، وقال : ألم تعلموا أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حرَّم صيدها .  عن على بن أبى طالبٍ : ما عندنا شئٌ نقرؤُه إلا كتاب اللَّه ، وهـذه الصحيفة فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات ، وفيها قال النَّبىُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : (( المدينة حَرَمٌ ما بين عيْرٍ إلى ثوْر ، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً ؛ فعليه لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين لا يقبل اللهُ منه صرْفاً ولا عدْلاً ، وذمَّة المسلمين واحدةٌ ، يسعى بها أدناهم ، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين ، ومن ادَّعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنةُ الله والملائكة والنَّاس أجمعين ، لا يقبلُ اللهُ منه يومَ القيامةِ صرْفاً ولا عدْلاً )) . ومعنى (( ما بين عيرٍ إلى ثور )) استشكل هذا اللفظ جماعة ، وقالوا : ليس بالمدينة ثور ؛ إنما هو بمكة ، واستظهر القائلُ ذلكَ بما جاء فى رواية البخارى (( من عائر إلى كذا )) قال : فكأنه يرى أن ذكر(( ثور )) وهم فأسقطه . وحُكى مثل ذلك عــن مصعب الزبيرى ، وأبى عبيد ، وأقرَّه الحافظ أبو بكر الحازمى . قال فى (( المؤتلف فى أسماء الأماكن )) فى حديث (( حرم المدينة ما بين عير إلى أحد )): (( هذه الرواية صحيحة، وقيـل إلى ثـور، وليس لها معنى )) .  قال ابن السِّيد فى (( المثلث )): (( عيْرٌ اسم جبلٍ بقرب المدينة، وهو بفتح العين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف )).  وقال الحافظ الزركشى فى (( إعلام الساجد )) : (( وذكر الإمام أبو محمد عبد السلام بن مزروع البصرى : إنه لما خرج رسولاً من صاحب المدينة إلى العراق كان معه دليلٌ ، يذكر له الأماكن والأجبل ، فلما وصلا إلى أحــد إذا بقربه جبلٌ صغيرٌ ، فسأله : ما اسم هذا الجبل ؟ قال : هذا يسمى ثوراً . قال شيخنا : وسمعت الشيخ محمداً أبا المليحى يقول : إن المحب الطبرى قال : ثور جبل بالمدينة رأيته غير مرَّةٍ وحددتُه .  وقال المطرى : بل خلف أحُدٍ من شماليه ؛ تحته جبلٌ صغيرٌ مدوَّرٌ يسمى ثوراً ، يعرفه أهل المدينة ، خلفٌ عن سلفٍ ، ووعرة شرقية ، وهما حد الحرم )) . وليس بعجيبٍ أن يتناسى الناس بعض المعالم والأماكن ، وأن يغيروا أسمائها ، فلا يعلمها مع تعاقب الأزمنة وتطاولها كثيرٌ منهم ، حتى أكابر العلماء ، واعْتَبرْ ذلك بالمشهور المتداول بين النَّاس من تسمية ميقات المدينة بآبار على ، حتى نسى الكثيرون بهذا الاسم (( ذا الحليفة )) ، واعْتَبرْه كذلك بجبل (( قزح )) ، وهو جبلٌ صغيرٌ بالمزدلفة يتعلق به نسكٌ معروفٌ من مناسك الحج ، ولا يعرفه الآن عُظم أهل مكة . وعليه فلا ينبغى توهيم ثقات الرواة وأثباتهم بمثل هذه الاحتمالات .  عن أبى هريرة قال : (( حرَّم رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ما بين لابتى المدينة )) . قال أبو هريرة : فلو وجدتُ الظِّباء ما بين لابتيها مـا ذعرتُها. وجعل حول المدينة اثنَىْ عشر ميلاً حمىً . و (( ما بين لابتيها )) بيان لحد الحرم من جهتى المشرق والمغرب ، وقوله (( ما بين مأزميْها )) و (( ما بين جبليها )) و (( ما بين عيرٍ وثور )) بيان لحد الحرم من جهتى الشمال والجنوب . وعليه فحدود حرم المدينة الحرَّتان الشرقية والغربية طولاً ، والمأزمان الشمالى والجنوبى عرضاً ثامن عشر: إثم من أحدث فى حرم المدينة حدثا أو آوى محدثا:  عن أنس عن النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : (( المدينة حَرَمٌ من كذا إلى كذا ، لا يُقطع شجرُها ، ولا يُحْدَثُ فيها حَدَثٌ ، من أحْدَثَ حَدَثَاً فعليه لعنةُ الله والملائكة والنَّاس أجمعين )) .  عن أبى هريرة عن النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : (( المدينةُ حَرَمٌ ، فمن أحْدَثَ فيها حَدَثاً ؛ أو آوى مُحْدِثاً فعليه لعنةُ اللَّه والملائكة والنَّاس أجمعين ، لا يُقبلُ منه يومَ القيامة عَدْلٌ ولا صَـرْفٌ )) و قوله (( لا يقبل منه عدل ولا صرف )) قد يكون المعنى : لا تقبل فريضته ، ولا نافلته قبول رضاً ، وإن قبلت قبول إجزاء . وقد يكون معنى العدل : أنه لا يجدُ فداءً يفتدى به بخلاف غيره من المذنبيـن تاسع عشر:سَلبِ من قطع من شجر المدينة أو أصاب صيداً:  عن عامر بن سعد بن أبى وقاصٍ أنَّ سعداً ركب إلى قصره بالعقيق ، فوجد عبداً يقطع شجراً أو يخْبُطُه فَسَلَبَه ، فلما رجع سعدٌ جاءه أهل العبد ، فكلموه أن يرُدَ على غلامهم ، أو عليهم ما أخذ من غلامهم ، فقال : معاذ الله أن أرُدَّ شيئاً نفَّلَنِيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، وأبى أن يرُدَّ عليهم .  عن سليمان بن أبى عبد الله قال : رأيتُ سعد بن أبى وقاص أخــذ رجلاً يصيد فى حَرَم المدينة الذى حرَّم رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ؛ فَسَلبَه ثيابه ، فجاء مواليه فكلَّموه فيه فقال : إنَّ رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حرَّم هذا الحـرم ، وقال : (( من أخذ أحداً يصيد فيه فليسلبه ثيابه )) ، فلا أرُدُّ عليكم طُعمةً أطعمـنيها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، ولكن إن شئتم دفعتُ ثمنه . قال الإمام أبو زكريا النووى فى (( شـرح صحيح مسلم )) : (( فى هذا الحديث دلالة لقول الشافعى القديم : أن من صاد فى حرم المدينة أو قطع من شجرها أخذَ سلبُه ، وبهذا قال سعد بن أبى وقاص وجماعة من الصحابة . قال القاضى عياض : ولم يقل به أحد بعد الصحابة إلا الشافعى فى قوله القديم ، وخالفه أئمة الأمصار ولا تضر مخالفتهم إذا كانت السنَّةُ معه ، وهذا القول القديم هو المختار لثبوت الحديث فيه ، وعمل الصحابة على وفقه ، ولم يثبت له دافع . وفى كيفية الضمان وجهان : أحدهما يضمن الصيد والشجر والكلأ كضمان حرم مكة ، وأصحهما وبه قطع جمهور المفرعين على القديم أنه يُسلب الصائدُ وقاطع الشجر والكلأ . وفى المراد بالسلب وجهان : أحدهما أنه ثيابه فقط ، وأصحهما أنه كسلب القتيل من الكفار كفرسه وسلاحه ونفقته . وفى مصرف السلب ثلاثة أوجه لأصحابنا : أصحها أنه للسالب وهو الموافق للحديث ، والثانى أنه لمساكين المديـنة ، والثالث أنه لبيت المال . وإذا سُلب أخذ جميع ما عليه إلا ساتر العورة ، ويُسلب بمجرد الاصطياد سواء أتلف الصيد أم لا والله أعلم )) اهـ .  عن محمد بن زيادٍ الجمحى قال : كان جدى مولىً لعثمان بن مظعون ، وكان يلى أرضاً لعثمان بن مظعون فيها بقلٌ وقثاءٌ ، قال : فربما أتانى عمر ابن الخطاب نصف النهار واضعاً ثيابه على رأسه ، يتعاهد الحمى أن لا يعضدَ شجرُهُ ولايُخبطَ ، قال : فيجلس إلىَّ فيحدَّثنى واُطعمه من القثاء والبقل ، فقال يوماً : أراك لا تخرج من هاهنا ؛ قلت : أجل ، قال : إنِّى أستعملك على ما هاهنا ، فمن رأيتَ يعضدُ شجراً أو يخبُطُ فخذْ فأسه وحبلـه ، قلت: آخذ رداءه ، قال : لا . قال الحافظ أبو محمـد ابن حزم فى (( المحلى ))(7/263) : (( وأما من احتطب فى حرم المدينة فحلالٌ سَلَبـُه ، كلُّ ما معه ، وتجريدُه إلا ما يستر عورته فقط )) . وذكر الحديثين عن عمر بن الخطاب، وسعد ابن أبى وقاصٍ ، ثم قال : (( ولا مخالف لهما من الصحابة ، وليس هذا فى الحشيش لأن الأثـر إنما جـاء فى الاحتطاب ، وسـتر العورة فرضٌ )). عشرون: المسجد الذى أسس على التقوى هو مسجد المدينة:  عن أبى سعيدٍ الخدرى قال : تمارى رجلٌ من بنى خُدرة ، ورجلٌ من بنى عمرو بن عوفٍ فى المسجدِ الذى أسـس على التقوى ، فقال الخدرى : هو مسجد رسول الله ، وقال العوفى : هو مسجدُ قباءٍ ، فأتيا رسولَ الله فى ذلك ، فقال : هو مسجدى هذا )) . واحد وعشرون:استحباب شدِّ الرحال إلى مسجدها.  عن أبى هريرة قال قال رسولَ الله صـلَّى اللهُ عليه وسـلَّم : (( لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثة مساجدَ : مسجدى هذا ، والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى )) .  عن أبى سعيدٍ الخدرى سمعتُ رسولَ الله صــلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : (( لا تشُدُّوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجدَ : مسجدى هذا ، والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى )) .  عن أبى هريرة قال : خرجتُ إلى الطور ، فلقيتُ كعب الأحبار ، فجلستُ معه ، فحدَّثنى عن التوارة ، وحدَّثـتُه عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، فكان فيما حدَّثته أن قلتُ : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( خيرُ يومٍ طلعتْ عليه الشَّمْسُ يومُ الجمعةِ ، فيه خُلق آدمُ وفيه أهبط من الجنَّة ، وفيه تيبَ عليه ، وفيه مـات ، وفيه تقوم السَّاعةُ ، وما من دابَّـةٍ إلا وهى مُصيخَةٌ يوم الجمعة من حين تصبحُ حتَّى تطلُعَ الشَّمْسُ ، شفقاً من السَّاعة ، إلا الجنَ والأنسَ ، وفيه ساعةُ لا يُصادفُها عبدٌ مسلمٌ وهو يُصلِّى يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إيَّاه )) . قال كعبٌ : ذاك فى كلِّ سنَّةٍ يومٌ ، فقلتُ : بل فى كلِّ جمعةٍ ، فقرأ كعبُ التوارةََ، فقال : صدق رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم . قال أبو هريرة : فلقيتُ بصـرة بن أبى بصـرة الغفارىَّ ، فقال : من أين أقبلتَ ؟ ، قلتُ : من الطورِ، فقال : لو أدركتُـك قبل أن تخرجَ إليه ما خرجتَ ، سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : (( لا تُعملُ المطىُّ إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدى هذا ، ومسجد إيلياء أو بيت المقدس )) . قال أبو هريرة : ثمَّ لقيتُ عبد الله بن سلامٍ فحدَّثـته بمجلسى مع كعب الأحبار ، وما حدَّثـته به فى يوم الجمعة . فذكر حديثاً فى ساعة يوم الجمعة .  عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : (( إنَّ خيرَ ما رُكِبتْ إليه الرواحلُ : مسجدى هذا ، والبيتُ العتيــقُ )) . اثنان وعشرون:الصلاة فى مسجد المدينة خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام  عن أبى هريرة أنَّ النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( صلاة فى مسجدى هذا خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام )) .  عن عبد الله بن عمر عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مثله . يتبع
فضل المدينة كما ورد في أحاديث ساكنها عليه الصلاة والسلام أولاً: المدينة تأكل القرى: • عن أبى...

تاريخ بناء المدينة

يرجع تاسيس المدينة الى عهود سحيقة في حياة امم انقرضت، واقدم ذكر لها يرجع الى عهد المعينيين التي ازدهرت حضارتهم في الفترة مابين ( 1300 و630 قبل الميلاد) .
ويدلنا القرآن الكريم في سورة الاحزاب / 13 ان اسم المدينة كان يثرب وهو اسم لقرية كان يسكنها جماعات من العرب .

يتبع

bananamilk
bananamilk
تاريخ بناء المدينة يرجع تاسيس المدينة الى عهود سحيقة في حياة امم انقرضت، واقدم ذكر لها يرجع الى عهد المعينيين التي ازدهرت حضارتهم في الفترة مابين ( 1300 و630 قبل الميلاد) . ويدلنا القرآن الكريم في سورة الاحزاب / 13 ان اسم المدينة كان يثرب وهو اسم لقرية كان يسكنها جماعات من العرب . يتبع
تاريخ بناء المدينة يرجع تاسيس المدينة الى عهود سحيقة في حياة امم انقرضت، واقدم ذكر لها يرجع الى...

سكان المدينة

• يذكر التاريخ بان الناس لما خرجوا من سفينة نوح ( ع ) بعد الطوفان ضاقت بهم المنطقة وكانت قبيلة عبيل منهم ، حيث استطاع زعيمهم ( يثرب بن عبيل ) الحفيد الرابع لنوح ( ع ) ان يبني المدينة ويوطن قدمه بها
• سنة 586 ق. م هاجر اليهود اليها في عهد الملك بخت نصر وتعتبر قبيلة قينقاع اشهر القبائل اليهودية واغناها التي سكنت في الجزء الجنوبي من المدينة واشتهرت بصناعة الذهب.
• سكن العرب من العمالقة مدينة يثرب قبل هجرة القبائل العربية القادمة من اليمن بعد سيل العرم الاول ( عام 450 م ) وقبل نزوح اليهود اليها.
• في الفترة مابين ( 447 ـ 532 م ) بدأت هجرة القبائل العربية اليها ومنهم قبيلة الاوس والخزرج.
• وقعت معارك عديدة بين قبيلتي الاوس والخزرج منها حرب سمير ( نسبة الى الرجل الذي اشعلها واسمه ( سمير بن زيد) ، حرب حاطب ، حرب بعاث ، موقعة السرارة ، موقعة فارغ ، موقعة الفجار الاولى والثانية...الخ. ـ لقد اكرم الله تبارك وتعإلى اهل المدينة المنورة بخطابه اياهم في الآيات المدنية بقوله « يأيها الذين آمنوا ».



يتبع
bananamilk
bananamilk
سكان المدينة • يذكر التاريخ بان الناس لما خرجوا من سفينة نوح ( ع ) بعد الطوفان ضاقت بهم المنطقة وكانت قبيلة عبيل منهم ، حيث استطاع زعيمهم ( يثرب بن عبيل ) الحفيد الرابع لنوح ( ع ) ان يبني المدينة ويوطن قدمه بها • سنة 586 ق. م هاجر اليهود اليها في عهد الملك بخت نصر وتعتبر قبيلة قينقاع اشهر القبائل اليهودية واغناها التي سكنت في الجزء الجنوبي من المدينة واشتهرت بصناعة الذهب. • سكن العرب من العمالقة مدينة يثرب قبل هجرة القبائل العربية القادمة من اليمن بعد سيل العرم الاول ( عام 450 م ) وقبل نزوح اليهود اليها. • في الفترة مابين ( 447 ـ 532 م ) بدأت هجرة القبائل العربية اليها ومنهم قبيلة الاوس والخزرج. • وقعت معارك عديدة بين قبيلتي الاوس والخزرج منها حرب سمير ( نسبة الى الرجل الذي اشعلها واسمه ( سمير بن زيد) ، حرب حاطب ، حرب بعاث ، موقعة السرارة ، موقعة فارغ ، موقعة الفجار الاولى والثانية...الخ. ـ لقد اكرم الله تبارك وتعإلى اهل المدينة المنورة بخطابه اياهم في الآيات المدنية بقوله « يأيها الذين آمنوا ». يتبع
سكان المدينة • يذكر التاريخ بان الناس لما خرجوا من سفينة نوح ( ع ) بعد الطوفان ضاقت بهم المنطقة...
تاريخ المدينة في سطور

• سنة 620 م تم اول اتصال بين الرسول ( ص ) واهل يثرب عند قدومهم للحج في مكة وتكرر ذلك سنة 622 م في عام الهجرة.
• سنة 622 م بدأت الهجرة النبوية الشريفة من مكة الى المدينة حيث وصل الرسول ( ص ) قباء في يوم الاثنين 8 ربيع الاول من العام الاول للهجرة ومكث فيها اربعة ايام حيث اصلح بين قبائل الاوس والخزرج كما خطط لنفسه ولآل بيته داراً بعد ان انشأ مسجده فيها.
• في ظهر يوم الثلاثاء في النصف من شعبان سنة 2 هـ حولت القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المعظمة ، وفي هذه السنة ايضا فرض الصوم ، ووقعت غزوة بدر ، وفي هذه السنة ايضا تزوج الامام علي ( ع ) من السيدة فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها).
• سنة 3 للهجرة ولد الامام الحسن بن علي ( ع) ، كما وقعت غزوة احد ، واستشهد حمزة عم الرسول ( ص) ، وهناك احداث كثيرة وقعت في السنوات اللاحقة للهجرة النبوية منها غزوة بني النضير ، غزوة ذات الرقاع ، غزوة الخندق ، غزوة بني قريظة ، بيعة الرضوان ، صلح الحديبية ، غزوة خيبر ، وفي هذه السنة ايضا بدأت الرحلات المتتابعة لقبائل اليهود من المدينة الى الشام.
• سنة 36 هـ آثر الامام علي ( ع ) ان يبقى في العراق فانتـقل مركز الخلافة من المدينة الى الكوفة.
• سنة 41 هـ اصبحت المدينة امارة من امارات الدولة الاموية.
• سنة 62 هـ ثار اهل المدينة بقيادة عبدالله بن الزبير ضد الحكم الاموي حيث عمل خندقا وسورا في الجهة الشمالية للمدينة ، ولكن تم القضاء على الثورة بعد دخول مسلم بن عقبة بجنده الى المدينة.
• سنة 145 هـ قام محمد بن عبد الله الحفيد الاكبر للامام الحسن ( ع ) بعمل خندق حول المدينة في موضع الخندق الذي عمل ايام رسول الله ( ص).
• سنة 230 هـ وفي عهد الخليفة الواثق تعرضت المدينة للهجوم من ( بني هلال ) فسبب خراب العديد من مبانيها.
• سنة 578 هـ نزل الجنود الصليبيون ينبع ولكن صدوا بقيادة احد افراد عائلة صلاح الدين الايوبي.
• سنة 654 هـ انتـقلت السلطة من الدولة العباسية الى المماليك الذين كثرت المنازعات الداخلية في زمانهم وتدهور عمران المدينة.
• سنة 1916 م وبسبب الحرب العالمية الاولى قامت السلطة التركية في المدينة بهدم المباني حول الحرم بهدف تسهيل الدفاع عنها.
• سنة 1950 م هدم السور المحيط بالمدينة ولم يبقَ منه غير اجزاء من ( الباب المصري).
• سنة 1971 م احترقت المدينة فاتى الحريق على بعض تراثها المعماري.


يتبع

bananamilk
bananamilk
تاريخ المدينة في سطور • سنة 620 م تم اول اتصال بين الرسول ( ص ) واهل يثرب عند قدومهم للحج في مكة وتكرر ذلك سنة 622 م في عام الهجرة. • سنة 622 م بدأت الهجرة النبوية الشريفة من مكة الى المدينة حيث وصل الرسول ( ص ) قباء في يوم الاثنين 8 ربيع الاول من العام الاول للهجرة ومكث فيها اربعة ايام حيث اصلح بين قبائل الاوس والخزرج كما خطط لنفسه ولآل بيته داراً بعد ان انشأ مسجده فيها. • في ظهر يوم الثلاثاء في النصف من شعبان سنة 2 هـ حولت القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المعظمة ، وفي هذه السنة ايضا فرض الصوم ، ووقعت غزوة بدر ، وفي هذه السنة ايضا تزوج الامام علي ( ع ) من السيدة فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها). • سنة 3 للهجرة ولد الامام الحسن بن علي ( ع) ، كما وقعت غزوة احد ، واستشهد حمزة عم الرسول ( ص) ، وهناك احداث كثيرة وقعت في السنوات اللاحقة للهجرة النبوية منها غزوة بني النضير ، غزوة ذات الرقاع ، غزوة الخندق ، غزوة بني قريظة ، بيعة الرضوان ، صلح الحديبية ، غزوة خيبر ، وفي هذه السنة ايضا بدأت الرحلات المتتابعة لقبائل اليهود من المدينة الى الشام. • سنة 36 هـ آثر الامام علي ( ع ) ان يبقى في العراق فانتـقل مركز الخلافة من المدينة الى الكوفة. • سنة 41 هـ اصبحت المدينة امارة من امارات الدولة الاموية. • سنة 62 هـ ثار اهل المدينة بقيادة عبدالله بن الزبير ضد الحكم الاموي حيث عمل خندقا وسورا في الجهة الشمالية للمدينة ، ولكن تم القضاء على الثورة بعد دخول مسلم بن عقبة بجنده الى المدينة. • سنة 145 هـ قام محمد بن عبد الله الحفيد الاكبر للامام الحسن ( ع ) بعمل خندق حول المدينة في موضع الخندق الذي عمل ايام رسول الله ( ص). • سنة 230 هـ وفي عهد الخليفة الواثق تعرضت المدينة للهجوم من ( بني هلال ) فسبب خراب العديد من مبانيها. • سنة 578 هـ نزل الجنود الصليبيون ينبع ولكن صدوا بقيادة احد افراد عائلة صلاح الدين الايوبي. • سنة 654 هـ انتـقلت السلطة من الدولة العباسية الى المماليك الذين كثرت المنازعات الداخلية في زمانهم وتدهور عمران المدينة. • سنة 1916 م وبسبب الحرب العالمية الاولى قامت السلطة التركية في المدينة بهدم المباني حول الحرم بهدف تسهيل الدفاع عنها. • سنة 1950 م هدم السور المحيط بالمدينة ولم يبقَ منه غير اجزاء من ( الباب المصري). • سنة 1971 م احترقت المدينة فاتى الحريق على بعض تراثها المعماري. يتبع
تاريخ المدينة في سطور • سنة 620 م تم اول اتصال بين الرسول ( ص ) واهل يثرب عند قدومهم للحج في مكة...

أسماء المدينة

يثرب
• وقد شاع اسم يثرب قديما حيث وجد في نقوش وكتابات تاريخية قديمة ، فقد ذكرت في جغرافية بطليموس باسم يثربا ، وفي النقوش السبئية كما عرفت ايضا بهذا الاسم من كلمة ( مدينتا ) التي تعني بالارامية ( الحمى ) ثم اختصرت فقيل لها المدينة ، ولم يرض رسول الله ( ص ) بتسميتها يثرب لانه لمح معنى التثريب ( وهو اللوم والتوبيخ ) فغير اسمها وسماها المدينة ، وبعد قدومه اليها من مكة اصبح اسمها مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
طابة
• عن جابر بن سمرة قال سمعت النَّبىَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يـقول: (( إنَّ الله تعالى سمَّى المدينةَ طابـَةَ )) .
• عن أبى حُميْدٍ الساعدى قال : خرجنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فى غزوة تبوك ، وساق الحديث وفيه : ثُمَّ أقبلنا حتَّى قدمـنا وادى القرى ، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( إنى مُسْرعٌ ، فمَنْ شـاء منكم فليُسرعْ معى ، ومَنْ شاء فليمكُثْ )) ، فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة ، فقال : (( هذه طابَةٌ )) .

طيبة
• عن زيد بن ثابت أن رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرج إلى أحُدٍ، فرجع أناسٌ خرجوا معه ، فكان أصحابُ رسولِ الله فيهم فرقتان : فرقةٌ تقول نقتلهم ، وفرقةٌ تقول لا ، فأنزل اللهُ (( فَمَا لكُمَ فى المُنَافِقينَ فِئتين )) ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنَّها طَيْبةُ ـ يعنى المدينة ـ ، وإنَّها تنفى الخبثَ كما تنفى النَّارُ خبثَ الفضَةِ )) .
والاسمان طيبة وطابة اسمان للمدينة مشتقان من الطاب والطيب ، وهى الرائحة الحسنة .
قال العلامة ابن منظور فى (( لسان العرب )) : (( الطَّاب : الطَّيِّبُ والطِّيبُ أيضاً ، يُقالان جميعاً . وشئٌ طابٌ أى طيِّبٌ، إما أن يكون فاعلاً ذهبـت عينه، وإما أن يكون فِعْلاً.
قال كُثيِّـرُ بن كُثيِّـرٍ النوفلى يمدح عمر بن عبد العزيـز :
يا عُمَــرَ بْنَ عُمَرَ بْنَ الخَطَابْ
مُقَابِلَ الأعَراقِ فى الطَّابِ الطَّابْ
بَيْنَ أبى الـعاصِ وآلِ الخطـَّابْ
إنَّ وُقُــوفـاً بفِـناءِ الأبـوابْ
يَدفعُـنِى الحَاجـبُ بعـدَ البوَّابْ
يَعْدِلُ عنْـدَ الحُرِّ قَـلْعَ الأنْيـابْ
قال ابن سِـيده : إنما ذهب به إلى التأكيد والمبالغة . ويُروى : فى الطَّيبِ الطابْ . وهو طيِّبٌ وطابٌ ، وهى طيِّبةٌ وطابَةٌ .
المدينة
وفي تسمية المدينة بهذا الاسم قولان:
الأول: وبه جزم قطرب وابن فارس أنها مشتقة من دان إذا أطاع، سـميت به لأنــه يُقام فيها طاعة وإليها. قال النابغة الجعدى:
بُعثتَ على البريَّة خيرَ داعٍ فأنتَ إمامُها والنَّاسُ دِيـنُ
الثانى: أنها مشتقة من مدن بالمكان إذا أقام ، والجمع مُدن ومدائن ومدايـن .
ومن أسماء المدينة
قال عمر بن شبة فى (( تاريخ المدينة )) : حدَّثنا مـحمد بن يحيى قال : لم أزل أسمع أن للمدينة عشرة أسماء هى :
المدينة
وطيْبَة
وطابة
والطَّيِّبة
والمسكينة
والعذراء
والجابرة
والمجبُورة
والمحبَّبة
والمحبُوبة

حدَّثنا محمد بن يحيى حدَّثنى عبد العزيز بن محمد الدراوردى عن أبى سهيل بن مالك عن أبيه عن كعب الأحبار قال : نجد فى كتاب اللَّه الذى أنزل على موسى أنَّ اللَّه قال للمدينة (( يا طيبة يا طابة يا مسكينة ، لا تقبلى الكنوز ؛ أرفع أجاجيرك على أجاجير القرى )) .

دعاء الرسول للمدينة

عن أبى هريرة قال : كان النَّاسُ إذا رأوا أوَّل الثمر جاءوا به إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فإذا أخذه قال : (( اللهمَّ بَارِكْ لنا فى ثمرنا ؛ وبَاركْ لنا فى مدينتنا ؛ وبَاركْ لنا فى صاعنا ؛ وبارك لنا فى مُدِّنا . اللهمَّ إنَّ إبراهيمَ عبدَك ونبيَّك ، وإنِّى عبدُك ونبيُّك ، وإنَّه دعاك لمكَّـة ، وإنَّى أدعُوك للمدينةِ بمثل ما دعاك به لمكَّـة ومثله معه )) . ثمَّ يدعو أصغرَ وليدٍ يراه ، فيُعْطِيه ذلكَ الثمَرَ .
عن أنس بن مالكٍ أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قـال : (( اللهمَّ بَاركْ لهمْ فى صاعهم وبَاركْ لهمْ فى مُدِّهم )) يعنى أهل المدينة .

عن أنسٍ قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( اللهمَّ اجعل بالمدينة ضِعْفَىْ ما بمكَّـة من البركةِ )) .

عن على بـن أبى طـالبٍ قـال : خـرجنا مـع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى إذا كُنَّا بالحرَّة بـالسقيا التى كانت لسعدٍ ؛ قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( ايْتـُونى بوضوءٍ )) . فلما توضأ قـام ، فاستقبل القبلة ثمَّ كبَّر ثمَّ قال : (( اللهمَّ إنَّ إبراهيمَ عبدَك وخليلَك دعاك لأهل مكَّـة ، وأنا محمَّدٌ عبدُك ورسـولُك أدعوك لأهل المدينة أن تباركَ لهم فى مُدِّهم وصاعهم ، مثل ما باركت لأهل مكَّـة مع البركة بركتين )) .


واخيرا:
نختم بدعوة عمر الشهيرة

عن عمر بن الخطاب قال : (( اللهمَّ ارزُقْـنى شهادةً فى سبيلك ، واجعلْ موتى فى بلد رسولك ))

اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا