لا تتخلي عنه سريعاً

الأسرة والمجتمع



لم أكن أتخيل أن زوجي وأبا أبنائي الأربعة - الذي دائما ما كان يُغلق الباب على نفسه ويجلس أمام شاشة الكمبيوتر – كان غارقًا في النظر إلى الصور والأفلام الإباحية!..


لقد أصبت بصدمة كادت تشل جسدي وعقلي عندما دخلت عليه في تلك الغرفة التي نسي أن يحكم إقفالها في هذه الليلة، وأحسست بدوار شديد كدت أسقط على الأرض بسببه!..

يا له من منظر محزن ومخزٍ عندما وجدته متلبسا بذلك العمل الشائن المعيب!..

فلم أكن أتصور أن الجرأة تصل به إلى هذا الحد الذي يضعف فيه أمام إرادته
فيقلب بصره في الحرام على مرأى من ربه الذي رزقه بهاتين العينين اللتين ينظر بهما إلى ذلك الحرام!..

كم خارت قواي حين رأيت المعلم الأول لأبنائي يقوم بهذا العمل القذر الذي يغضب الله ورسوله ويقتل النخوة والمروءة، ويميت القلب، ويصيب بأمراض نفسية وجسدية لا حصر لها!..



ماذا فعلت؟..
وفيمَ قصرت حتى يذهب إلى الحرام ويعصي الله الذي أكرمه بالحلال؟!..

وكيف سيرعى ويربي أبناءه على التمسك بتعاليم الدين والحميد من الأخلاق والقيم بعد أن تخلى عنها وضعف أمام المحرمات التي زينها له الشيطان؟!..



خرجت هذه العبارات المؤلمة من فم امرأة بائسة مكلومة مصدومة، بعد أن انكشف لها زوجها بلباس آخر غير الذي عهدته يرتديه!..

وهذه الزوجة المفجوعة في زوجها لهول ما يرتكب ،
لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة،
ما دامت خطة انتشار وتوغل المواقع الإباحية الملعونة التي تفتك بلب الصغير قبل الكبير سائرة على قدم وساق،

وما دام هناك أزواج ذوو إيمان وأنفس ضعيفة ،
لا يتقون الله في أنفسهم وزوجاتهم، ويهجرون الحلال ويذهبون إلى الحرام بقلوب ميتة وعقول خَرِبة ضالة،
ظانين أن فيه الراحة والمتعة الكاملة!،
غير ملتفتين إلى خطورة ما يرتكبون في حق ذواتهم وحق زوجاتهم وأبنائهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..



إدمان الزوج على مشاهدة المواقع الإباحية يعد كارثة كبرى لها ويلات خطيرة على المستويات كافة،
فالزوج هو الهرم الأكبر والعمود القوي الذي تُبنَى على أساسه الأسرة، فكيف تكون الحال إذا غاب الزوج عن بيته في بيته واستقبل المحرمات في عقر داره؟!..

وماذا لو علمت الزوجة والأبناء أن رب البيت وحامي الأسرة وراعيها يشاهد هذه المواقع الإباحية التي تطرد الملائكة وتستقبل الشياطين؟!..

فما قيمة الزواج والعفاف إذن؟..

وما موقف هذا الزوج لو اكتشف أن زوجته تقوم بما يقوم به ؟!..

هل سيغض الطرف، أم سيفتل عضلاته ويتستر بالصفاء والنقاء أمامها؟!..



الجدير بالذكر أن المواقع الإباحية تحاول إظهار العلاقة الحميمة باعتبارها علاقة حرة غير مشروطة لا تحكمها قيود ولا أصول،
وأنها علاقة جسدية عابرة ،ليس شرطا أن تبنى على الحب وصدق المشاعر،
لذا يكون معظم مدمنيها من المتزوجين الذين يهجرون فُرُش زوجاتهم لأنهن - كما يرون - غير قادرات على إشباعهم،
فتكثر الخلافات التي كثيرا ما تنتهي بالطلاق، لأن مشاهدة الزوج هذه المواقع المحرمة تعتبر إهانة وخيانة للزوجة واعترافا ضمنيًا من الزوج بأنها لا تكفيه، وأنه غير راضٍ عنها!..



وحتى لا يكون الطلاق هو الحل الوحيد أمام الزوجة التي يدمن زوجها على مشاهدة المواقع الإباحية،
ولكي لا تتخلى عنه سريعا، وتساهم في علاجه للإقلاع عن هذا الإدمان الذي لا يقل خطورة عن إدمان المخدرات والخمر، أنصحها بما يلي:



1- قبل أن تبدئي في مساءلته ومحاسبته بعد اكتشافك مشاهدته المواقع الإباحية، حاولي التحكم في رد فعلك ومشاعرك المجروحة وقلبك الحزين..
كوني يقظة وواعية بأخطار وأبعاد هذا الأمر، ومدركة لخطورة الموقف وخطورة تصدُّع
جدران الأسرة حال أسأتِ التصرف بانفعالك الشديد أو إخبار أبنائك وأهلك بأمر شائك كهذا.



2- لديك كل الحق في الثورة والغضب، والبكاء والانهيار،
ولكن عليك بالصبر والتعقل والهدوء كي لا تزيدي الأمور سوءا وتعقيدا،،
وتحدثي بصدق وصراحة مع زوجك عسى أن تتوصلا إلى حل منطقي،
يعيد لك كيانك ويشفيه من إدمانه..
وحبذا لو أبديتِ حرصك وخوفك الشديد عليه من عقاب الله له - إذا ما استمر في مشاهدة تلك المواقع - مع تذكيره بالموت وحسن وسوء الخاتمة وضرب أمثلة لهما عسى أن يستفيق ويعود إلى رشده.



3- حين تبدأين في سؤاله عن سبب مشاهدة تلك المواقع ليكن هدفك في البداية الاستفسار لا اللوم وإلقاء التُهَم جزافاً،
فهذا الأسلوب لا يشفي غليلًا ولا يشفي جرحا ولا يعالج أزمة.



4- اطرحي الأسئلة التي في بالك وفي قلبك، فربّما كانت المشكلة ناتجة عن فراغ أو
فتور أنتِ من تسببتِ في حدوثه، وضعي كل الاحتمالات لتستعيدي حب زوجك وسلامته.



5- إضافة إلى ضرورة المصارحة بين الزوجين والتحدث عن مشكلات وتبعات هذا الأمر
ومحاولة علاجه،
هناك ضرورة بحتة لوجود طرف ثالث، ذي خبرة في هذا المجال، يمكن أن يكون طبيبا أو معالجا نفسيا أو مرشداً أسريا.



6- قبل اتخاذك قرار البقاء مع زوجك أو الانفصال عنه،
عليك بإقناعه بضرورة تلقي العلاج للتخلص من مشكلة إدمان مشاهدة هذه المواقع لأنها حقًا لا تقل خطورة عن الإدمان على المخدرات.
16
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

world,s_smile
world,s_smile
يعني !
كل كﻻمك كوني هادئه وووو
م اقوول غير الله يرزقنا الججنه
ان كان هالرجال اشغلوناا
الرحيق المختوم8
الرحيق المختوم8
امين يا رب

لكن الظاهر يا اختي انك ما قرأتي الموضوع

على كل حال سعيدة بمرورك بارك الله فيك
الحلوه المزيونه💕
اولا جزاك الله خير على موضوعك
ثانيا
ذنبه على جنبه يتفرج اليييين ربي ياخذ بصره يارب
ومافيه رجال يروح للحرام والافلام الاباحيه بسبب تقصير الزوجه ابدا مااااهو عذر او شماعه جديده له لا السبب دناءة نفسه وحقارته وحبه للقرف بس لااقل ولااكثر
والا لو كان الانحراف ومشاهدة الافلام الاباحيه نتيجة تقصير احد الزوجين كان نص حريمنا منحرفات من زمان لكن فيه حقاره معششه في عقولهم تبيح لهم الحرام لنفسهم وتحرمه على زوجاتهم
ومايحتاج صراحة اذكره حلال والا حرام رجال قد الثور مايعرف الحلال والحرام الا في تغطي ياحرمه ووطي صوتك وهم برا البيت هذا عند اخته وزوجته وهو يسوي السبعه وذمتها
علينا من نفسنا واخرتنا وهو اذا ماتاب ولاحس عساه بملك الموت يجيه وهو عاكف على الاباحيات

كنا مهمومين كيف نربي اولادنا وبناتنا تربيه اسلاميه صحيحه ونخاف عليهم الان جانا فوقهم الزوج نراقبه ونعلمه الصح والغلط وهذا كخه وهذا عيب الله يعظم اجرنا بس
الرحيق المختوم8
الرحيق المختوم8
هههههههههههه

اعذريني اختي الحلوة المغرورة بس الصراحة طريقة كلامك خلتني أضحك

الله يهديك بس ويهدينا
الحلوه المزيونه💕
امين الله يهديك ويهدينا ومعاك حق الموضوع يضحك بكبره