^^^^^^^^بيوت بين نكد وضنك^^^^^^^^

الأسرة والمجتمع



المتأمل في بعض أحوال النكد الزوجي قد تظهر له علاقة عجيبة بين "الضنك" و"النكد"!
فالضنك: ضيق المعيشة، وضنّكه: ضيّقه. ويقال: ضنـّك الله عيشه.
والنكد: العسر والشدة، يقال: نكد الأمر: عسر. ونكد عيشه: اشتد (المعجم الوسيط).
ولأول وهلة قد تبدو العلاقة تقارباً في المعنى، لكن بمزيد من التأمل يتضح أن الضنك يؤدي إلى النكد، أو بعبارة أخرى: أن النكد يترتب على الضنك!
كيف؟! ولماذا؟!
الجواب في قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طه: 124). والمعنى - كما قال المفسرون -: ومن تولَّى عن ذكري الذي أذكِّره به فإن له في الحياة الأولى (أي: في الحياة الدنيا) معيشة ضيِّقة شاقة، وإن ظهر أنه من أهل الفضل واليسار!
فهذه المعيشة الضنك – نعوذ بالله منها – التي تترتب على الإعراض والتولي عن ذكر الله جل وعلا.. يترتب عليها بدورها: النكد والهم والغم.
وبهذا يمكن لكثير من الأزواج والزوجات تفسير بعض ما يمر بهم من أحوال "النكد" الغريبة التي تنزل بساحتهم دون سبب ظاهر؛ فقط بوقفة إيمانية مع آية قرآنية من كتاب الله المجيد الذي يحمل النور والضياء لمريدي البيت السعيد!
استغفار بدل الشجار..!
وإذا شاع هذا الفهم وشعّ نوره في البيوت؛ أضاءت لساكنيها ببركة تدبر القرآن العظيم واتباعه، ومن ثم يصبح الشعار في كثير من الأحوال: الاستغفار بدل الشجار!
ونسبة "النكد" إلى الذنوب.. بدلاً من تصيد الأخطاء والعيوب!
ومراجعة "أذكار الصباح والمساء" و"الصلوات".. بدلاً من تبادل الصراخ والاتهامات!
والاتفاق على أن تجنب أسباب "الضنك".. هو أهم أسباب التوافق!
وإنما البيوت بذاكريها، و"مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت" (متفق عليه عن أبي موسى رضي الله عنه).
حروف الختام
إنما سبق السلف وأهل القرون المفضلة وطاب عيشهم باتخاذهم القرآن حياة للقلوب والبيوت؛ لهذا كان أحدهم ينسب سوء خلق الزوجة والدابة إلى الذنوب!
فكيف بنا في هذه الأزمنة؟! فاللهم اعف عنا، وتولّ أمرنا، وأصلح أهلينا وذرياتنا وبيوتنا.
مقال للاستاذ:-خالدعبداللطيف


4
462

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

متفائله رغم الهموم
استغفرالله العظيم الذي لا اله الاهو الحي القيوم واتوب اليه
عالم الابتكارات
الله يجزاك خير
متفائله رغم الهموم
مشكورين نورتو موضوعي ويعطيكم العافية