الأمل الأخير
الأمل الأخير
كان سيف يركض في أرض موحشة ,تحيط بها أشجار شائكة تجرح قدميه وذراعيه وفجأة وقف أمام القصر المشتعل , ورأى الجنود يسحبون والده من القصر, وهو يحاول مقاومتهم ,وألقوا به في الأرض قرب مهتاب المريض الراكع على ركبتيه . بينما من بعيد رأى جوهرة تقف محتضنة طفلها, عارية الرأس, يتطاير شعرها الداكن في الهواء. وتنعكس ألهبة النار على شعرها و وجهها ووجه الطفل الصغير. ثم سمع صوت نور, نظر تجاه الصوت فرأهم يُخرجون نور من القصر. حاول سيف التحرك تجاه شقيقه ,ولكن شعر بقدميه عاجزتين عن الحركة. ثم رأى الجنود يأخذون شقيقه الصغير من حضن أمه.وبدئوا بقطع رقاب الجميع أراد سيف أن يصرخ متوسلاً, ولكن صوته لم يخرج من حلقه بينما أصبح جسمه كتلة من حجر لا يستطيع الحركة. وقاموا بقتلهم واحداً بعد الأخر أمام عينيه المرعوبتين. ليصلوا إلى الطفل الصغير عندما رأى الطفل عرف أنه الطفل الذي رآه في القرية. ورفع الجندي السيف ليقطع رقبة الصبي صرخ سيف برعب ليستيقظ من النوم.
هرع إليه شقيقه..
- إهدأ سيف لقد كان كابوسا.
- الطفل الطفل.
قال نور لتهدئته:
- سلار بخير مع والدته.
نظر سيف برعب إلى شقيقه:
- لقد قُتل أمام عيني ولم أفعل شيء.. كنت عاجزاً عن الحركة عن فعل شيء .. عن التفكير في التصرف.
- إهدأ أخي لقد كان كابوساً.
وضع سيف يديه على رأسه الذي يكاد يتفجر من الألم وقال بصوت متعب:
- ياليته كان كابوساً.
- حاول أن تنام, غداً ورائنا يومً حافل.
بعد قليل تمدد سيف على فراشه يراقب شقيقه يصلي قيام الليل.كان يشعر بألم رهيب ألم نفسي أكثر منه جسدي بل إنه لا يشعر بجسده أبداً.
نادى في الظلام بصوت خافت:
- أبي.
لقد تشاجرا أخر مرة تقابلا فيها. ليت الزمن يعود فقط قبل تلك المشاداة لقبل رأس والده وطلب منه الغفران..
- آآآآه .
صدرت آهة من صميم قلبه المعذب ,وشعر بشيء يبلل وسادته, لقد كانت دموعه التي فقدت عزتها, فصارت تنهمر بسرعة , فمسحها بكف يده بغضب ,كلا لن يبكي كالنساء, إنه رجل ,إنه الأمير سيف الدين. وسيعود لوالده ويحرره من أسره. وسيقاتل الإنجليز ويقتل الجنود الخونة في القصر . لطالما لم يرتح لقائد الحرس الخاص بالقصر. لقد كان يشعر أنه رجلاً يخفي شيئاً ما, لا بد أنه هو من قام بالخيانة. سيدق عنقه بيده العارية.
شعر نور بتوتر شقيقه فرفع صوته في قراءة القرآن , وبدأ سيف يركز في التلاوة , وشعر بقليلاً من الراحة , لقد حفظ القرآن كاملاً منذ طفولته , وهو يصلي جميع فروضه .ولكنه يشعر بالبعد عن الله, لطالما شعر أنه إنسان سيء . وشعر بالسكينة تنسل إلى قلبه ,مع كلمات سورة يوسف عليه السلام وبهدوء أستسلم للنوم.
خبايا واسرار
خبايا واسرار
انا معك اختي
اكملي بارك الله فيك
الأمل الأخير
الأمل الأخير
تسلمي حبيبتي
واتمني ان تعجبك الأحداث القادمة
الأمل الأخير
الأمل الأخير

أستيقظ بعد شروق الشمس وكان يشعر بصداع قاتل سمع خطوات تقترب منه وضع يده على السيف بقربه ولكنه كان أحد القرويين وقد أحضر له صحن من القش المجدول, فيه بعض الأطباق وكأس حليب.
تناول سيف الحليب وأكل طبق العدس كاملاً ثم خرج من كوخه يبحث عن شقيقه ووجده عند سقيفة بالقرب من النهر يتجمع فيها رجال القرية كنادي لهم وجلس معهم بصمت يستمع لحديثهم والقلق في نفسه يكاد ينطق.
عند غروب الشمس وصل الرسول محملاً بالأخبار. لقد قام الإنجليز ببعض الهجمات على القرى في الشمال وأيضاً وهو الخبر الأهم قاموا بإحتلال إمارة سلارستان فقد تم القضاء على العائلة الحاكمة بالكامل حيث تم قتل الحاكم وهو يقاوم مع بعض الجنود وقتل أحد أبناء الحاكم في مركبه وهروب زوجة الحاكم وإبنه الرضيع تجاه البلدة ولكن ربما قد قتلا لأنه قد تم قتل كثيراً من النساء الشابات مع مواليدهم في البلدة أم ولي العهد فهو مفقود وربما قُتل مع حريق القصر وأيضاً تم قتل كثيراً من سكان المدينة بينما حاول بعض النبلاء الفرار عن طريق النهر وقد قتل كثيراً منهم لكن أستطاع البعض من الفرار ووضع عملاء موالين للإنجليز من الهنود على الإمارة.
تحرك سيف نحو كوخه ولحق به نور وحين رآه يستعد للرحيل أمسكه قائلاً:
- يجب أن نرحل تجاه قرية جوهرة.
صرخ سيف:
- كلا أذهب أنت أم أنا فسأعود للقصر.
- لكن لا جدوى لقد سمعت الخبر لقد قُتل أبي.
بعنف لا حدود له أمسك سيف برقبة شقيقه ودفعه تجاه الجدار صارخاً:
- أبي لم يقتل هل تفهم.
وحين لاحظ أن شقيقه بدأ يختنق أطلق سراحه و أستدار يجمع حاجياته القليلة قائلاً.
- لقد أعلنوا أن العائلة الحاكمة ماتت كلها وأنت تعلم أن هذا غير صحيح.
- لكن وفاة الحاكم مؤكدة.
- وقد قالوا أني قتلت في مركبي.
- ربما ظنوا أنهم قد تمكنو من النيل منك.
- سأذهب.
توسل نور:
- من فضلك سيف دعنا نوصل جوهرة وخلال أسبوع واحد سنعود معا أرجوك أسمع الكلام لمرة واحده في حياتك.
سكت سيف محنياً كتفيه ثم بعد وهلة أستدار وقال لشقيقه:
- أجعلهم يستعدون سنرحل الأن.
ورغم كل محاولات الزعيم أن يطيلوا البقاء عنده أستسلم في النهاية وأعد لهم بعض الحمير لنقلهم عن طريق البر تجاه الغرب.
وبعد وداع أهل القرية انطلق الجميع جوهرة وطفلها و نور و سيف بينما رحل الصياد بقاربه تجاه الجنوب وبقي الجندي في القرية لكي يحاول التمويه لو حاول أحدهم اللحاق بهم وأيضاً ليسمع الجديد من الأخبار.
ومضى الجميع مع دليل من القرية وخادمان أصر الحاكم على ذهابهما معهم وفي الطريق كان سيف ينظر حوله غير مصدق أن هذه البلاد الجافة الصحراوية هي نفسها البلد الذي عُرف بأنه صاحب أول حضارة في الزراعة شتان ما بين الشمال الشرقي بأنهاره وروافده الكثيرة وأرضه الخضراء الخصبة وبين الجنوب الغربي وأرضه الجافة وصحراؤه حتى ليتوحد لون كل شيء حولهم من أرض وسماء وبشر.
وأيضاً الأمر الذي لا يصدق أنه الأمير سيف الذي كان لا يقبل غير بالأفضل يرتدي ثياباً باليه قذرة رغم غسلها الكثير أم يديه فقد باتت خشنة من إمساكه بالحبل حول الحمار أم الأسوء فهو ركوبه على الحمار ياللسخرية أميراً على حمار من حسن حظ أحفاده أنهم لن يأتوا لهذه الدنيا وإلا كان سيلاحقهم العار طيلة حياتهم .
وأستمروا في السير يومين كاملين لا يرتاحون فيه إلا قليلاً لتناول الطعام وإراحة مواشيهم. وبعد يومين لاحت في الأفق القرية المنشودة تكاد لا تفرق بينها وبين تلال الرمال قال نور بفرح وهو يستدير نحو شقيقه:
- لقد وصلنا.
قال سيف بسخرية:
- أحقاً.
ضحك نور وأستدار ناحية القرية شاعراً بالفرحة بعد أن رأى أن روح السخرية عادت لشقيقه فهو يفضله ساخراً على الحالة التي كان فيها تذكر منظر شقيقه على القارب حين جلس على أرضية القارب ضاماً ساقيه يخفي وجه بين ذراعيه التي وضعهما على ركبتيه سيف المتعالي بتلك الصورة الشبيه بطفل متألم مزق قلب نور.
أقترب بعض الناس حين لاحظوا الغرباء وخرجت امرأة من دارها تحمل في يدها جرة كبيرة ونظرت إليهم باستغراب ثم دققت النظر في جوهرة يبدو إنها تعرفت عليها وصرخت بصوت عالي تستدعي من حولها وفجأة خرج الناس من كل مكان وأسرعوا إليهم وتقدم الجميع ما عدا حمار سيف فقد قرر في تلك اللحظة أنه أكتفى من السير , وعبثاً حاول سيف أن يجعله يتقدم . وبينما كان سيف في معاناته وحربه مع الحمار أقترب الباقين من الأهالي ونزلت جوهرة مع طفلها وأحاطت بها النسوة بينما تقدم الرجال من نور مرحبين به.
وبقي سيف بعيداً فقرر الترجل من الحمار قبل أن يلاحظه أحد ولكن رجله حُشرت في السرج الموضوع على الحمار بينما مال جسده نحو الأرض فحاول أن يمسك الأرض بيده وحينها سقط جسده فوق ذراعه بينما بقيت قدميه متعلقتين على ظهر الحمار وسمع صوت عظام ذراعه يبدو أنها كُسرت ولكنه لم يهتم وهو يشعر بالإحراج الشديد وفكر ليس هناك شيء أسوء من ركوب الحمار إلا النزول منه .
ومن سوء حظه أن الناس إلتفتوا إليه في تلك اللحظة وتوقف الجميع حتى الأطفال لحظة دهشة من المنظر , ثم أسرعوا إليه لمساعدته وإحلال قدمه وحاولوا حمله حين تأوه من يده ولكنه رفض وأمرهم أن يدعوه يسير فهو قادر على ذلك ودخلوا دار شقيق جوهرة الكبير.
وكان المنزل عبارة عن أرض كبيرة مسورة تقع فيها الغرف بشكل عشوائي كل غرفة بمفردها وفي جانب منها وضع فرن الطبخ والقدور وعلى الجانب البعيد من الأرض تقع زريبة الحيوانات التي كان البعض منهما يمشي في وسط السكان بحرية وأًدخل سيف إحدى الحجرات القريبة مما قد يسميه المطبخ وبعيداً قليلاً عن بقية الغرف وأمر بإحضار الطبيب بينما وقف بعض الصبية أمام الباب ينظرون إليه.
قال سيف لنور الذي كان يحاول وضع وسادة خلف ظهره:
- دع هؤلاء الأوغاد الصغار ينصرفوا لست فيلا في حديقة حيوانات.
نظر نور نحو الصبية:
- إنه أمر عادي فهو الفضول تجاه الغرباء.
ثم وقف يتأمل شقيقه وقال بإستغراب:
- مالذي كنت تفعله.
قال سيف بإنزعاج:
- كنت أنزل أليس هذا واضحاً.
نظر نور إلى شقيقه قليلاً ثم أنفجر ضاحكاً. فقال سيف بانزعاج:
- سعيد جداً أني أصبحت مادة مضحكة لك.
قاطعهما دخول الطبيب الذي كان أشبه بحلاق لا أكثر وقام بالكشف على ذراع سيف وطلب منهم إحضار مواد التجبير وبعد قرابة الساعة وسيف صابر على الألم قام بإنهاء عمل الجبيرة لذراع سيف وأعطاه بعض الأعشاب المهدئة للألم ورحل بينما بدأ النعاس يتغلب على سيف بعد مشقة الرحلة وشدة الألم .
خرج الجميع وبقي نور معه فقال سيف بتعب:
- لم لم تقم أنت بعلاجي أنت طبيب.
قال نور بهدوء:
- أنا طبيب أطفال, وهذا الرجل هو مجبّر أبً عن جد إنه أفضل من أي طبيب رايته.
قال سيف:
- سأكون سعيداً جداً بالرحيل عن هؤلاء الرعاع القذرون.
- أعتقد أنه عليك تأجيل رحيلك حتى تتعافى يدك.
قال سيف بعناد:
- كلا سأرحل غداً.
رد نور:
- بماذا .كتفك اليسار مصاب والأن ذراعك اليمين مكسور..
قال سيف:
- لا يهمني.
وتكلم نور بحزم وكأنه يخاطب طفلاً عنيداً:
- رحيلك بهذه الحالة يعد انتحاراً.. سنبقى هنا حتى تتعافى تماماً حينها سنرحل . لن تفيد أبي بهذه الحالة التي أنت فيها سوا كان أبي حياً أم لا.
صمت سيف بإستسلام وبهدوء بدأ الدواء يتغلب عليه وبدأ برؤية وجه والده الحبيب و تدريجياً غرق سيف بنوم عميق.
الأمل الأخير
الأمل الأخير
الفصل الثالث

أستيقظ سيف من نومه فوجد أن نور الفجر بدأ يتسلل إليه من الباب المفتوح, وعند طرف الباب وجد صبياً جالساً على الأرض مديراً ظهره, أستغرب سيف من وجوده فأنزل قدميه على الأرض حينها أستدار الصبي. أصاب سيف الرعب فقد كان الصبي الصغير نفسه, والدموع تغسل وجهه وتصل لرقبته فتختلط بالدماء التي تخرج منها. وقال الصبي:
- أريد أمي أعد إلي أمي.
حينها أستيقظ سيف فزعاً. فأحس بذراعه المجّبرة تؤلمه, وكان جبينه مبللً بالعرق وحرارته مرتفعة, ولكنه هذه المرة كان وحيداً في الغرفة وكان نور الصباح قد أنتشر في الغرفة.
حاول الوقوف ولكنه ترنح وعاد للجلوس على السرير. ويبدو أن حركته لفتت إنتباه شخص ما بالخارج, فسمع وقع خطوات ودخلت جوهرة الغرفة وقالت:
- لقد أستيقظت.
قال ساخرا:ً
- هذا ما يبدو.
ظهرت نظرة إستياء على وجهها ولكنها تماسكت وقالت له:
- سأحضر لك الطعام.
ولكنه أستوقفها قائلاً:
- أين نور الدين.
- لقد خرج مع أخي ولكنه سيعود في أي لحظة.
فقال سيف بتذمر:
- يبدو أن حرارتي مرتفعة.
تقدمت جوهرة منه, ووضعت يدها الباردة على جبينه فسحب نفسه بعيداً فأبعدت يدها بسرعة, وقالت له:
- سأحضر لك الدواء.
وعادت بعد قليل ومعها صفحة الطعام وكأس فيه شراب داكن كريه الرائحة, شربه على مضض فوضعت جوهرة صفحة الطعام بجواره وهمت بالخروج, فأستوقفها قائلاً:
- شكراً لك.
نظرت إليه بإستغراب ولكنها ردت قبل أن تخرج:
- العفو.
وبعد قليل حضر نور وكان وجهه يعكس الألم, لكنه لم ينطق بكلمة رغم محاولات سيف, وهكذا أمضى سيف يومه ما بين النوم والتمدد على السرير. وفي اليوم التالي تحسن وضعه قليلاً حينها جلس نور بجواره.
فقال سيف:
- ألن تخبرني مالأمر؟
أحنى نور رأسه وقال بألم:
- لقد تأكد الخبر.
قال سيف بصوت يعكس الرعب, وكأنه يتوقع ما يسمعه:
- ما هو ؟؟
- لقد قُتل أبي.
صرخ سيف بعنف:
- كلا .. كذب.
وحاول الوقوف لكنه ما أن تقدم خطوتين تجاه الباب حتى ترنح وكاد يسقط, لولا أن أمسك به شقيقه فدفعه سيف بعنف وتقدم بأتجاه الباب.
وعند الباب كاد يصطدم بفتاة أسرعت تجاه الغرفة حين سماعها الصراخ, وتوقف الأثنين ينظران إلى بعض وشعر سيف بالذهول والضياع.
تقدم نور منه ووضع يده على ذراعه..
- سيف الدين.
أستدار سيف تجاه شقيقه بإستغراب يبدو أن الدواء يؤثر على إدراكه, نظر إلى شقيقه ثم أستدار تجاه الفتاة ولكنها كانت قد أختفت, فأستدار مجدداً لشقيقه مترنحاً فأمسكه نور من ذراعه وقاده إلى السرير, وهنا دخل شقيق جوهرة الغرفة مسرعاً يستفسر عم يجري فقال نور:
- يبدو أن جرعة الدواء كانت قوية عليه.
رد إسماعيل شقيق جوهرة:
- سأحضر الطبيب.
حضر الطبيب وكشف عليه وقال إنه سيخفف جرعة الدواء وفعلاً كان ذلك. وبعد يومين بدأ سيف يستوعب ما حوله تماماً, وطلب من شقيقه أن يخرجه من الدار وفعلاً خرج الأثنين إلى باحة المنزل حيث رحب بهم إسماعيل وطلب لهم الشاي, فجلسوا يتناولونه بينما قام إسماعيل بتعزية سيف على مصابهم والأخير صامت.
كان الغضب داخله يمنعه من الكلام, سيعود ما أن يتعافى تماماً وسينتقم ممن قتل والده وممن تسبب في تلك المجزرة, وخاصة من الخائن الذي أدخل الجنود وتأمر عليهم.
في تلك الأثناء خرجت فتاة من أحد الغرف ومشت تجاه الباب الخارجي, تُمسك بيد صبي صغير. ونظرت الفتاة إليه لقد كانت نفس الفتاة, إذاً لم يكن يحلم وتقابلت عيناه مع عيني الفتاة فغطت الفتاة نصف وجهها بغطائها الذي تضعه على رأسها وخرجت من الدار.
ويبدو أن إسماعيل لاحظ نظرات سيف فقال:
- إنها ابنتي مريم.
نظر إليه سيف بدهشة, جمال الفتاة يجعله يشعر أنها لا تنتمي لعالم الواقع, وخاصة لأشخاص بسطاء مثلهم ولكنه لم يعلق.
في اليوم التالي قدم الجندي جاويد من القرية الأخرى وكان حزيناً, وأكد خبر مقتل الحاكم. أكتأب سيف وحبس نفسه طوال اليوم في غرفته.
خرج سيف من غرفته في اليوم التالي فرأى شقيقه نور يحمل شقيقهما سلار الصغير شعر سيف بغضبً عارم, لا يعرف هل هو من أجل هذا الصغير الذي حُرم من أبيه قبل أن يتعرف عليه, أم من هذا الصبي الذي كان مجيئه فألاً سيئاً على أبيه. فأنطلق خارجاً من الدار إلى السقيفة القريبة من مجمع الماء الذي يروون به الحقول, وتعتبر تلك السقيفة كنادي أو مقهى للرجال. حيث يجتمع الرجال هناك من الصباح حتى الظهيرة, وبعد العصر حتى المساء.