قصه تجعلك لا تريدين الزمن يعود للوراء

الأدب النبطي والفصيح

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اضع بين يديكم قصه بقلمي
فيها الكثير من ملامح حياتي
واتمنى ان تنال اعجابكم
(الندبه)
استيقظت ترتعد خوفا وحبات العرق تغطي جبينها وعندما نظرت حولها وجدت نفسها في غرفتها القديمه فحمدت الله وعرفت انه كان حلما او بالاصح كابوسا ورغم انها ترى هذا الكابوس منذ 4 سنوات الا انه مازال يخيفها فوضعت رأسها ع المخده واخذت تقرأ كل ما تحفظ من السور والايات في محاوله يائسه للعوده للنوم وعندما انتهى ما حفظته من السور وهو لم يكن كثيرا اخذت تتذكر مارأته في المنام من تفاصيل وتقارن بينه وبين كوابيس الليالي السابقه وجدت اختلاف بسيط في التفاصيل وتشابه كبير في المضمون وكان كابوسها الذي تراه كل ليله هو انها تعود للحياه مع زوجها السكير الذي اذاقها الامرين هي وطفليها الصغيران وبدأ شريط الذكريات يمر بسرعه في رأسها وكيف خدعت هي ووالديها بهذا الرجل وتزوجته فقلب حياتها جحيما وقبل ان تستطيع الخلاص منه اكتشفت انها حامل فصبرت من اجل طفلها وعندما جاء الطفل لاحظت تحسن بسيط في سلوك زوجها ففرحت واعتقدت ان الحل في ان تشغله بمسوؤليه الاطفال فحملت مره اخرى واصبح لديها طفل وطفله لا يفصل بينهما سوى اشهر الحمل ولكنها اكتشفت خطاها فلم يكن تحسن طباع زوجها سببه احساس الابوه لانه عاد اسوء من اي وقت مضى واضاف الى مسلسل الضرب والسب والتعذيب النفسي شيئا جديدا لم تعد تستطيع تحمله وهو المجاهره بعلاقاته النسائيه عندها عرفت ان لا امل يرجى منه فحملت طفلاها وهربت الى منزل ابيها عرفت انها لو بقيت معه فسوف تضر باطفلاها اكثر مما تنفعهم ولم يستغرب احدا من اهلها عودتها فلقد كان هروبها من ذلك الوحش امرا متحتوما ورغم ان اهلها احتضنوها واحتضنوا اطفالها لكنها مازلت ترى هذه الكوابيس كل ليله خصوصا ان زوجها يرفض تطليقها رغم مضي سنوات على وجودها في منزل اهلها وعندما انتهى شريط الذكريات ووصلت الى اللحظه التي هي فيها الان تنفست الصعداء ومدت يدها لتغطي صغيراها واستسلمت لنوم عميق.
وبعد عده ساعات فتحت عيناها فرأت امها تقف على رأسها لتقول لها:هيا بسرعه يا مها لقد تأخرتي على المدرسه.
ضحكت وهي تقول اي مدرسه ياامي هل تمزحين؟
ثم نظرت فوجدت شعر امها مختلف وايضا وجهها لقد زالت منه التجاعيد وقبل ان تسأل امها عن اي شيء,صرخت امها في وجهها مره اخرى وذهبت وتركتها في حيرتها.
فقامت من سريرها مسرعه وكادت تسقط من الذهول عندما وجدت نفسها ترتدي بيجاما ورديه اللون رغو انها متاكده انها ارتدت قميصها الابيض البارحه!!!!
فمن غير ملابسها وهي نائمه؟وكيف لم تشعر؟
فركضت لتنادي امها فلاحظت اثناء ركضها امرا اشد غرابه من الملابس المختلفه لقد اختلف جسدها!!
مدت يديها بخوف الى جسدها,لقد اختلف اصبحت نحيله!
استغربت وهي تتذكر شحومها المتراكمه من ولادتها الاخيره!
كيف ينحف الجسد في عده ساعات فقالت:انه حلم لابد اني احلم فأخذت تضرب وجهها لتفيق من الحلم ولكن دون فائده فذهبت لتغسل وجهها علها تفيق فربما لازالت نائمه وما أن وصلت الى المرآه حتى كاد يغشى عليها ان وجهها عاد كما كان عندما كانت صبيه حتى تقويم الأسنان عاد.
فخلعت ملابسها وأخذت تتفحص جسدها فوجدت كل شيء كما كان في صباها حتى الندبه التي خلفتها العمليه القيصيريه لطفلها الاول على بطنها اختفت. فامتزج في نفسها خوفا بسعاده فلطالما حلمت أن يعود جسمها جميلا.
ولكن مهلا هل هو سحر!! وفى هذا الاثناء طرق باب الحمام ففتحت الباب فوجدت طفله تشبه كثيرا اختها غاده عندما كانت صغيره فقالت لها:من انت؟ فردت الطفله بعصبيه:لاوقت لمزاحك السخيف الان,ابي يقول ان لم تاتي حالا فلن يعطيك المصروف.
عندها سمعت اباها يصرخ:بسرعه ياغاده .
فردت الطفله:حاضر ياابي.
بدأت مها تتستوعب ماحولها إذن هي صبيه وغاده طفله وامها شابه اذا الزمن قد عاد للوراء.
نعم هذا هو التفسير الوحيد لكل ما يحدث.
ركضت مها الى التقويم فوجدت ما كانت تحلم به طوال السنوات الماضيه لقد كانت في عام 1991م لقد عاد الزمن 20 عاما ضحكت وضحكت حتى دمعت عيناها واخذت ترقص في الغرفه وهنا تذكرت طفلاها وتمنت لو انهما معها الان ولكن كيف؟
هي ما زالت فتاه في 16 فعادت تتأمل جمالها في المرآه آهـ لقد نسيت كم كانت رائعه وفتحت خزانتها وضحكت عندما رأت ما فيها من ملابس ان ازياء الـتسعينات مضحكه كيف كانت ترتدي هذه الملابس انها اشبه بملابس المهرجين بالوانها الصارخه ووجدت بين الملابس مريولها المدرسي فارتدته واسدلت شعرها واختارت حذائا مفتوحا ونزلت الدرج بحذر شديد فوجدت الجميع بنتظارها على مائده الافطار وتأملت اباها طووويلا فهي لم تره بلحيه سوداء منذ زمن.
فقال لها:خيرا ***** الله يا مها لماذا تحدقين بي هكذا؟
فضحكت وقالت: لا شيء لقد اشتقت اليك كثيرا.
فقالت امها:غريبه يبدو مزاجك اليوم جيدا على غير عاده.
فقالت:لماذا تقولين هذا ياامي انا دائما هكذا!!
هنالك ضحك الجميع.
وقالت غاده:ماذا؟انتي دائما نكده ومتذمره وتصرخين في الجميع.
سكتت مها وعادت بذاكرتها لايام المراهقه فتذكرت انها فعلا كانت كما تقول غاده واحست بالأسى لسلوكها السابق .
وهنا قطع والدها تفكيرها ليقول:هيا لاوصلكم في طريقي الى المدرسه.
وعندما همت بالخروج نادت امها: تعالي الى اين؟
قالت مها:ذاهبه الى المدرسه.
الام:انتي لا تتعبي من المشاكل مع المعلمات؟
مها:اي مشاكل.
الام:اربطي شعرك وغيري حذائك انتي تعرفين جيدا ان هذه التسريحه وهذا الحذاء ممنوعان في المدرسه.
مها:آهـ صح لقد نسيت.
لقد مها وربطت شعرها وغيرت حذائها ونزلت لتلحق بابيها فنادتها امها مره آخرى.
مها:ماذا ايضا ياامي؟
الام:ما بك اليوم هل ستذهبين الى المدرسه بدون حقيبه الدروس.
سكتت مها ولم تعرف بماذا تجيب امها انها لا تذكر اي شيء عن الدروس او الحقيبه,فانقذتها الخادمه لتقول لها انها ستلحقها بها في السياره تفاديا لغضب الوالد فنظرت مها الى الخادمه وتذكرتها انها الخادمه التي بقيت عندهم سنتان ثم سرقت ذهب والدتها عند سفرها فامسكت مها امها وقالت:امي احذري من هذه الخادمه فهي لصه.
فنهرت الام مها وقالت:اتقي الله ولا تظلميها فنحن لم نرى منها الا كل خير.
قالت مها:صدقيني ياامي انها ليست كما تظنين زسترين انها ستسرق ذهبك.
الام:اذهبي يامها فانت اليوم غبر طبيعيه.
فذهبت مها وهي متضايقه ولاتعرف كيف تشرح لامها كيف انها تعلم ان الخادمه ستسرق.
ركبت مها السياره وعندما خرجت الى الشارع رات شيئا كانت قد نسيته تماما انها سياره ابيها القديمه فركبت وهي تكاد تطير من الفرحهوفي الطريق الى المدرسه اخذت تتأمل الشوارع لقد تغيرت كثيرا وبعد لحظات ادار ابيها المذياع فجاء موجزا لاهم الانباء وضحكت وهي تستمع للاخبار القديمه وتمنت ان تستطيع ان تخبر اباها بما حدث للعالم في العشرين عاما الاخيره.
توقف اباها عند مبنى فصرخت مها:مدرستي..مدرستي.. ابي انها مدرستي.
فضحك اباها وقال:اعلم والله العظيم اعرف انها مدرستك هيا انزلي.
وعندما نزلت مها ودخلت المدرسه وجدت أمل بانتظارها كعادتها كل صباح.
فجرت مها نحوها وحضنتها بقوه وقالت:امل حبيبتي لقد اشتقت اليك كثيرا جدا.
امل:اشتقت الي من الامس الي اليوم,إذن ماذا ستفعلين في اجازه نهايه الاسبوع ستوتين من الشوق.
مها:لا اقصد انني اشتاق اليك كل يوم ولكن اليوم عبرت لك عن شوقي.
أمل:حسنا ايتها المشتاقه هيا بسرعه للطابور الصباحي.
وذهبتا ووقفتا في الطابور وكان الحر شديدا والشمس فوق روؤسهم مباشره فاستغربت مها كيف كانت تتحمل هذه الحراره
وذهبت لمعلمتها وقالت:استاذه بسرعه الدنيا حرررر.
استغربت المعلمه من جرأه مها وقالت:اذهبي لطابورك بسرعه قبل ان اعاقبك.
مها:لماذا تعاقبينني نحن نقف في الشمس وانت تقفين في الظل هذا ليس عدلا ولا ارى سببا لوقوفنا.
فذهلت المعلمه من كلام مها وشعرت انها امام امرأه واثقه من نفسها وليس مراهقه صغيره مذعوره.
وعندما دخلت مها الى الصف مرت الحصص الدراسيه بطيئه وممله وكان هذا هو الشي الوحيد الذي لم يتغير,وزاد من ملل مها احاديث أمل الطفوليه التافهه رغم انها كانت تعتبر حديثهما معا هو قمه المتعه.
وعندما ادارت عيناها في ساحه المدرسه ورأت زميلاتها يدبرن لبعضهن البعض المقالب السخيفه ويضحكن منها بهستيريه وهي لاتستطيع ان تستمتع معهن ادركت شيئا هاما أن هناك شيئ لم يعد به الزمن للوراء أنه عقلها فهي مازالت تفكر كامرأه في الثلاثين والدليل انها تتذكر كل تفاصيل حياتها السابقه مع زوجها ثم حمدت الله انها تخلصت منه وفكرت انها لان ستحصل على فرصه ثانيه لتصلح كل أمور حياتها انها الفرصه التى يتمناها كل انسان وقررت ان تجد في دراستها لتحصل على المجموع الذي لم تحصل عليه في الماضي والذي اعاق دخولها للجامعه وقررت الا تتزوج حتى تنهي دراستها وتحصل على وظيفخه مرموقه حتى تتأكد من اخلاق المتقدم اليها.
وهنا تذكرت اطفالها وعرفت انها لن تراهم مره اخرى وانها حتى لو تزوجت وانجبت سيكونون اطفال مختلفين فبكت وبكت واخذت تصرخ:لا لا لا اريد فرصه ثانيه اريد اطفالي لا يهمني ات عدت سمينه في الثلاثين بشهاده ثانويه وزوج سكير ولا ابالي باثار العمليه على بطني فهي وسام ودليل على اني ام نعم انا ام لطفلين رائعين وان كنت فشلت في كل امور حياتي فقد نجحت في ان اكون اما صالحه وهذا يكفيني.
وهنا سمعت فرقعه اصابع ففتحت عيناها لترى وجه امرأه تعرفها جيدا من عده اشهر انها طبيبنها النفسيه.
ابتسمت الطبيبه وقالت:ممتاز يا مها لقد احرزتي تقدما رائعا في العلاج بالتنويم المغناطيسي هذا يكفي لهذا اليوم وفي لموعد القادم سنعود بكي الى حياتك مابعد الثانويه ومع الوقت ستتخلصين من الكوابيس.
شكرت مها الطبيبه وخرجت من عندها انسانه مختلفه سعيده وقانعه ولاتتمنى ابدأ ان يعود بها الزمن الى الوراء. (تمت)


14
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أعقل عاقلة بالدنيا
الله ىهديك والله عورتي راسي والله خرابيط
هيـــا سليمـــان
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم
ان يشفي ابنتك والمسلمين اجمعين
ومشكوره يا أعقل عاقله على المرور
العروة الوثقي
سبحان الله قرءتها بتمعن
سبحان اذا الحياة عادت للوراء سنصلح كثير من اخطائنا لكن هيهات هيهات
وكل شئ صار لنا ماهي الااقدرا وعلينا الرضا بقضاء الله وقدرة
هيـــا سليمـــان
سلمت عيناك التي قرات بتمعن يااخت (العروه الوثقى)
والف شكر عالمرور
مناير العز
مناير العز
حبكة ذكية

وأسلوب سلس ومشوق

مشكورة على القصة