محتاجة مساعدتكم لا حرمكم الله الاجر0000

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي الغاليات انا من ضمن عضوات المصلى في المدرسه ونحتاج بشكل مستمر الى حملات اسبوعيه
وحبيت آخذ ارائكم ومن عندها استطاعه تعطيني موضوع شامل ومتكامل لحملة المصلى القادمة واسال الله لكل من تفيدنا ان يكتب لها الله نصيب من أجر الحملة القائمه00
من المواضيع اللي اتمنى نسوي بها الحملات القادمة
قيام الليل---حلاوة الايمان---فضل الذكر---فضل الصدقة ---

واكيد بتسألون وش مضمون الحملة
الحملة تتضمن{فلاشات--محاضرة اليوم--مطويات--مسابقات--لافتات اعلان المحاضرة}
وأسال الله تعالى لكل من تفيدني الاجر والمثوبة

لاتبخلوا علينا بآرائكم حبيباتي



10
839

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زهور عمري
زهور عمري
فضل الصدقة

المال مال الله عز وجل، وقد استخلف ـ تعالى ـ عباده فيه ليرى كيف يعملون، ثم هو سائلهم عنه إذا قدموا بين يديه: من أين جمعوه؟ وفيمَ أنفقوه؟ فمن جمعه من حله وأحسن الاستخلاف فيه فصرفه في طاعة الله ومرضاته أثيب على حسن تصرفه، وكان ذلك من أسباب سعادته، ومن جمعه من حرام أو أساء الاستخلاف فيه فصرفه فيما لا يحل عوقب، وكان ذلك من أسباب شقاوته إلا أن يتغمده الله برحمته.
ومن هنا كان لزاماً على العبد ـ إن هو أراد فلاحاً ـ أن يراعي محبوب الله في ماله؛ بحيث يوطن نفسه على ألاَّ يرى من وجه رغَّب الإسلام في الإنفاق فيه إلا بادر بقدر استطاعته، وألاَّ يرى من طريق حرم الإسلام النفقة فيه إلا توقف وامتنع.
وإن من أعظم ما شرع الله النفقة فيه وحث عباده على تطلُّب أجره: الصدقةَ (1) التي شرعت لغرضين جليلين: أحدهما: سد خَلَّة المسلمين وحاجتهم، والثاني: معونة الإسلام وتأييده(2). وقد جاءت نصوص كثيرة وآثار عديدة تبين فضائل هذه العبادة الجليلة وآثارها، وتُوجِد الدوافع لدى المسلم للمبادرة بفعلها.
وهذه الفضائل والآثار كثيرة جداً تحتمل أن يفرد لها كتاب فضلاً عن أن ترسل في مقال؛ ولذا سأقتصر على أبرزها، وذلك فيما يلي:

1 ــ علو شأنها ورفعة منزلة صاحبها:

الصدقة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله عز وجل؛ ودليل ذلك حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعاً: "وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كرباً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً"(3)، وحديث: "من أفضل العمل: إدخال السرور على المؤمن: يقضي عنه ديناً، يقضي له حاجة، ينفس له كربة"(4). بل إن الصدقة لتباهي غيرها من الأعمال وتفخر عليها؛ وفي ذلك يقول عــمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: "إن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم"(5).
وهذه الرفعة للصدقة تشمل صاحبها؛ فهو بأفضل المنازل كما قال صلى الله عليه وسلم : "إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعمل فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل..." (6)، وهو صاحب اليد العليا كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي المنفقة، واليد السفلى هي السائلة"(7)، وهو من خير الناس لنفعه إياهم وقد جاء في الحديث المرفوع: "خير الناس من نفع الناس(8)، وهو من أهل المعروف في الآخرة، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة" (9).
ولا تقتصر رفعة المتصدق على الآخرة بل هي شاملة للدنيا؛ فمن جاد ساد، ومن بخل رذل، بل قال محمد بن حبان: "كل من ساد في الجاهلية والإسلام حتى عرف بالسؤدد، وانقاد له قومه، ورحل إليه القاصي والداني، لم يكن كمال سؤدده إلا بإطعام الطعام وإكرام الضيف"(10)، والمتصدق ذو يد على آخذ الصدقة، بل إنه كما قيل: يرتهن الشكر ويسترق بصدقته الحر(11). ولذا كان ابن السماك يقول: "يا عجبي لمن يشتري المماليك بالثمن، ولا يشتري الأحرار بالمعروف" (12).

2 ــ وقايتها للمتصدق من البلايا والكروب:

صاحب الصدقة والمعروف لا يقع، فإذا وقع أصاب متكأً (13)؛ إذ البلاء لا يتخطى الصدقة؛ فهي تدفع المصائب والكروب والشدائد المخوِّفة، وترفع البلايا والآفات والأمراض الحالَّة، دلت على ذلك النصوص، وثبت ذلك بالحس والتجربة.
فمن الأحاديث الدالة على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات" (14)، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ: "وفعل المعروف يقي مصارع السوء" (15)، ومنها: حديث رافع بن خديج ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً: "الصدقة تسد سبعين باباً من السوء"(16).
ومنها أيضاً: قوله صلى الله عليه وسلم حين هلع الناس لكسوف الشمس: "فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا" (17) قال ابن دقيق العيد في شرحه له: "وفي الحديث دليل على استحباب الصدقة عند المخاوف لاستدفاع البلاء المحذور"(18).
كما أن الصدقة تحفظ البدن وتدفع عن صاحبها البلايا والأمراض، يدل لذلك حديث: "داووا مرضاكم بالصدقة"(19)، قال ابن الحاج: "والمقصود من الصدقة أن المريض يشتري نفسه من ربه ـ عز وجل ـ بقدر ما تساوي نفسه عنده، والصدقة لا بد لها من تأثير على القطع؛ لأن المخبر صلى الله عليه وسلم صادق، والمخبَر عنه كريم منان"(20)، وقد سأل رجل ابن المبارك عن قرحة في ركبته لها سبع سنين، وقد أعيت الأطباء فأمره بحفر بئر يحتاج الناس إليه إلى الماء فيه، وقال: أرجو أن ينبع فيه عين فيمسك الدم عنك(21)، وقد تقرح وجه أبي عبد الله الحاكم صاحب المستدرك قريباً من سنة فسأل أهل الخير الدعاء له فأكثروا من ذلك، ثم تصدق على المسلمين بوضع سقاية بنيت على باب داره وصب فيها الماء فشرب منها الناس، فما مر عليه أسبوع إلا وظهر الشفاء وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان(22).
والأمــر كما قال المنــــاوي: "وقد جُـــرِّب ذلك ـ أي التداوي بالصدقة ـ فوجدوا الأدوية الروحانية تفعل ما لا تفعله الأدوية الحسية، ولا ينكر ذلك إلا من كثف حجابه"(23).
وليس هذا فحسب؛ بل إن بعض السلف كانوا يرون أن الصدقة تدفع عن صاحبها الآفات والشدائد ولو كان ظالماً، قال إبراهيم النخعي: "كانوا يرون أن الصدقة تَدْفَع عن الرجل الظلوم"(24) .
وفي المقابل فإن عدم الصدقة يجر على العبد المصائب والمحن؛ لحديث أنـس بـن مالك ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً وفيه أن جبريل قال ليعقوب ـ عليهما السلام ـ عن الله ـ عز وجل ـ: "أتدري لِمَ أذهبت بصرك وقوست ظهرك، وصنع إخوة يوسف ما صنعوا: إنكم ذبحتم شاة، فأتاكم مسكين يتيم وهو صائم فلم تطعموه منه شيئاً"(25).

3 ــ عظم أجرها ومضاعفة ثوابها:

يربي الله الصدقات، ويضاعف لأصحابها المثوبات، ويعلي الدرجات.. بهذا تواترت النصوص وعليه تضافرت؛ فمن الآيات الكريمات الدالة على أن الصـدقـة أضعاف مضاعفة وعنـد الله مـزيـد قـوله ـ تعالى ـ: إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم {الحديد: 18} والتي أوضحت بأن "المتصدقين والمتصدقات لا يتفضلون على آخـذي الصدقات، ولا يتعاملون في هذا مع الناس، إنما هم يقرضون الله ويتعاملون مباشرة معه، فأي حافز للصدقة أوقع وأعمق من شعور المعطي بأنه يقرض الغني الحميد، وأنه يتعامل مع مالك الوجود؟ وأن ما ينفقه مُخْلَف عليه مضاعف، وأن له بعد ذلك كله أجراً كريماً"(26).
ومنها: قوله ـ تعالى ـ: من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة {البقرة: 245} قال الجصاص مبيناً علة تسمية الله للصدقة قرضاً: "سماه الله قرضاً تأكيداً لاستحقاق الثواب به؛ إذ لا يكون قرضاً إلا والعوض مستحق به"(27)، وعلل ذلك ابن القيم بأن "الباذل متى علم أن عين ماله يعود إليه ولا بد؛ طوعت له نفسه، وسهل عليه إخراجه، فإن علم أن المستقرض مليء وفيّ محسن، كان أبلغ في طيب فعله وسماحة نفسه، فإن علم أن المستقرض يتجر له بما اقترضه، وينميه له ويثمره حتى يصير أضعاف ما بذله كان بالقرض أسمح وأسمح، فإن علم أنه مع ذلك كله يزيده بعطائه أجراً آخر من غير جنس القرض... فإنه لا يتخلف عن قرضه إلا لآفة في نفسه من البخل أو الشح أو عدم الثقة بالضمان"(28).
ومنها: قوله ـ عز وجل ـ: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم {البقرة: 261} والتي لها أثر عظيم في دفع العبد إلى الصدقة؛ إذ يضاعف الله له بلا عدة ولا حساب، من رحمته ـ سبحانه ـ ورزقه الذي لا حدود له ولا مدى(29).
ومن الأحاديث الدالة على عظم أجر الصدقة: قوله صلى الله عليه وسلم : "ما تصدق أحد بصدقة من طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ إلا أخذها الرحمن بيمينه ـ وإن كان تمرة ـ فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل؛ كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله"(30)(31)، قال ابن حجر: "الصدقة نتاج العمل، وأحوج ما يكون النتاج إلى التربية إذا كان فطيماً، فإذا أحسن العناية به انتهى إلى حد الكمال، وكذلك عمل ابن آدم ـ لا سيما الصدقة ـ فإن العبد إذا تصدق من كسب طيب لا يزال نظر الله إليها يكسبها نعت الكمال حتى تنتهي بالتضعيف إلى نصاب تقع المناسبة بينه وبين ما قدم نسبة ما بين التمرة إلى الجبل... والظاهر أن المراد بعظمها: أن عينها تعظم لتثقل في الميزان، ويحتمل أن يكون ذلك معبراً به عن ثوابها" (32)، ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم : "من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبع مئة ضعف"(33) قال المباركفوري: "وهذا أقل الموعود، والله يضاعف لمن يشاء"(34)، وحديث أبي مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ أن رجلاً جاء بناقة مخطومة(35) فقال: "هذه في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لك بها يوم القيامة سبع مئة ناقة كلها مخطومة"(36) واستطعم مسكين عائشة ـ رضي الله عنها ـ وبين يديها عنب، فقالت لإنسان: "خذ حبة فأعطه إياها، فجعل ينظر إليها ويعجب، فقالت عائشة: أتعجب؟ كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة؟!"(37)، قال يحيى بن معاذ: "ما أعرف حبة تزن جبال الدنيا إلا من الصدقة"(38).

4 ــ إطفاؤها الخطايا وتكفيرها الذنوب:

جعل الله الصدقة سبباً لغفران المعاصي وإذهاب السيئات والتجاوز عن الهفوات، دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة، ومنها: قوله ـ تعالى ـ : إن الحسنات يذهبن السيئات {هود: 114} والذي هو نص عام يشمل كل حسنة وفعل خير، والصـدقـة مـن أعظــم الحسنات والخيرات فهـي داخـلة فيـه بالأولويــة(39)، وقــوله ـ سبحانه ـ: إن المسلمـــين والمسـلـمـــات... والمتصـدقــين والمتصدقــات... أعد الله لهـــم مغفــرة وأجــرا عظيما {الأحــــزاب: 35} وقوله ـ عــز وجــل ـ: وسارعوا إلى" مغفرة من ربكم وجنة عرضها السمـوات والأرض أعـدت للمتقـين 133 الذيـن ينفقـون في السـراء والضـراء والكاظمـين الغيـظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين {آل عمران: 133، 134} والتي أفادت أن من أول وأجلِّ ما تنال به مغفرة الله للخطايا وتجاوزه عن الذنوب: الإنفاق في مراضيه سبحانه.
ومن النصوص الدالة على ذلك أيضاً: قوله صلى الله عليه وسلم : "تصدقوا ولو بتمرة؛ فإنها تسد من الجائع، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"(40)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "والصدقة تطفئ الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا"(41)، وما أخرجه البخاري في صحيحه في باب: الصدقة تكفر الخطيئة من حـديث حذيفـة ـ رضي الله عنه ـ وفيه: "فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والمعروف"(42)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "يا معشر التجار: إن الشيطان والإثم يحضران البيع؛ فشوبوا بيعكم بالصدقة"(43)، ومعناه أن التاجر: "قد يبالغ في وصف سلعته حتى يتكلم بما هو لغو، وقد يجازف في الحلف لترويج سلعته؛ فيندب إلى الصدقة ليمحو أثر ذلك"(44)، وقال محمد بن المنكدر: "من موجبات المغفرة: إطعام المسلم السغبان". قال بعض أهل العلم عقب إيراده له: "وإذا كان الله ـ سبحانه ـ قد غفر لمن سقى كلباً على شدة ظمئه فكيف بمن سقى العطاش، وأشبع الجياع، وكسا العراة من المسلمين؟"(45).
ولاستفاضة النصوص في كون الصدقة مكفرة للذنوب وماحية للخطايا استحب بعض أهل العلم الصدقة عقب كل معصية(46)، ولعل مستندهم في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "وأتبع السيئة الحسنة تمحها"(47)، والصدقة من كبار الحسنات ورؤوس الطاعات؛ فهي داخلة في عموم النص قطعاً.

5 ــ مباركتها المال وزيادتها الرزق:

تحفظ الصدقة المال من الآفات والهلكات والمفاسد، وتحل فيه البركة، وتكون سبباً في إخلاف الله على صاحبها بما هو أنفع له وأكثر وأطيب(48)، دلت على ذلك النصوص الثابتة والتجربة المحسوسة؛ فمن النصوص الدالة على أن الصدقة جالبة للرزق قول الذي ينابيع خزائنه لا تنضب وسحائب أرزاقه لا تنقطع واعداً من أنفق في طاعته بالخلف عليه: وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين {سبأ: 39}، قال ابن عاشور في تفسيره: "وأكد ذلك الوعد بصيغة الشرط، وبجعل جملة الجواب اسمية، وبتقديم المسند إليه علـى الخبر الفعلي بقـوله: فهــو يخلفـه، ففـي هذا الوعد ثلاث مؤكدات دالة على مزيد العناية بتحقيقه... وجملة: وهو خير الرازقين تذييل للترغيب والوعد بزيادة أن ما يخلفه أفضل مما أنفقه المنفق"(49)، وقال العلاَّمة السعدي: "قوله: وما أنفقتم من شيء نفقة واجبة أو مستحبة، على قريب أو جار أو مسكين أو يتيم أو غير ذلك فهو تعالى يخلفه فلا تتوهموا أن الإنفاق مما ينقص الرزق، بل وعد بالخلف للمنفق الذي يبسط الرزق ويقدر"(50)، وما أجمل مقولة بعضهم: "أنفق ما في الجيب يأتك ما في الغيب"(51).
ومن النصوص الدالة أيضاً على أن الصدقة بوابة للرزق ومن أسباب سعته واستمراره وتهيؤ أسبابه، وأنها لا تزيد العبد إلا كثرة قوله ـ تعالى ـ: لئــن شكــرتـم لأزيـدنكــم {إبـراهيـــم: 7} إذ الصدقة غاية في الشكر، وقوله ـ عز وجل ـ في الحديث القدسي: "يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك"(52)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة إلا زاده الله بها كثرة"(53)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً"(54). كما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة(55)؛ فإذا شرجة(56) قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته(57)، فقال له: يا عبد الله! ما اسمك؟ قال: فلان ـ للاسم الذي سمع في السحابة ـ، فقال له: يا عبد الله لِمَ تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان ـ لاسمك ـ فماذا تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلتَ هذا؛ فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثه، وأرد فيها ثلثه" وفي رواية: "وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل"(58).
وفي المقابل جاءت نصوص عديدة ترد على فئام من الخلق ـ ممن رق دينهم أو ثخنت أفهامهم ـ ظنوا أن الصدقة منقصة للمال، جالبة للفقر، مسببة للضيعة، فأبانت أن الصدقة لا تنقص مال العبد، وأن شحه به هو سبب حرمان البركة وتضييق الرزق وإهلاك المال وعدم نمائه، ومن هذه النصوص قوله صلى الله عليه وسلم : "ما نقصت صدقة من مال"(59)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه، فأما الثلاث التي أقسم عليهن: فإنه ما نقص مال عبد من صدقة..."(60)، وقوله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ حين قالت له: ما لي مال إلا ما أدخل عليَّ الزبير فقال لها: "أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك"(61).
والتجربة المحسوسة تثبت أن "المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المؤونة"(62)، وأن رزق العبد يأتيه بقدر عطيته ونفقته؛ فمن أَكثر أُكثر له، ومن أقل أُقِل له، ومن أمسك أُمسِك عليه(63)، وقد نص غير واحد من العارفين أن ذلك مجرب محسوس(64)، ومن شواهد ذلك قصة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن مسكيناً سألها وهي صائمة وليس في بيتها إلا رغيف فقالت لمولاتها: أعطيه إياه، فقالت: ليس لك ما تفطرين عليه! فقالت: أعطيه إياه! قالت: ففعلت، قالت: فلما أمسينا أهـدى لنا أهـل بيـت أو إنســان ـ ما كان يهدي لنا ـ شاة وكفَّنها(65)، فدعتني فقالت: كلي من هذا، هذا خير من قرصك"(66).
والقضية مرتبطة بالإيمان ومتعلقة باليقين، والأمر كما قال الحسن البصري: "من أيقن بالخلف جاد بالعطية"(67).

6 ــ أنها وقاية من العذاب وسبيل لدخول الجنة:

الصدقة والإنفاق في سبل الخير فدية للعبد من العــذاب، وتخليـص له وفكــاك مـن العقاب، ومثلها ـ كما في الحديث ـ: "كمثل رجل أسره عدو، فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير؛ ففدى نفسه منهم"(68)، وقد كثرت النصوص المبينة بأن الصدقة ستر للعبد وحجاب بينه وبين العذاب، ومن هذه النصوص: حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ في إثبات نعيم القبر وعذابه والذي تضمن إخباره صلى الله عليه وسلم بأن الصدقة وأعمال البر تدفع عن صاحبها عذاب القبر؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم : "إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولُّون عنه؛ فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قِبَلِ رأسه، فتقول الصلاة: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه، فيقول الصيام: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره فيقول الزكاة: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتى من قِبَل رجليه فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قِبَلي مدخل... "(69).
ومنها: الأحاديث التي تضمنت التهديد والوعيد لأصحاب الثراء كقوله صلى الله عليه وسلم : "هلك المكثرون، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا ـ ثلاث مرات: حثا بكفيه عن يمينه وعن يساره وبين يديه ـ، وقليل ما هم"(70)، وفي رواية: "ويل للمكثرين..."(71)، ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم : "من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار عضواً بعضو"(72)، وحديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : "يا معشر النساء تصدقن؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقلن: وبِمَ يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير"(73)، قال ابن حجر في شرحه: "وفيه أن الصدقة تدفع العذاب، وأنها قد تكفِّر الذنوب بين المخلوقين"(74) وقال الشوكاني في ثنايا تعداده لفوائد الحديث: "ومنها: أن الصدقة من دوافع العذاب؛ لأنه علل بأنهن أكثر أهل النار لما يقع منهن من كفران النعم وغير ذلك"(75).
وقد كثر حض النبي صلى الله عليه وسلم أمته على اتخاذ أحدهم الصدقة ـ مهما قلَّت ـ حجاباً بينه وبين النار فقال صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بـن حاتم ـ رضـي الله عنه ـ: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة"(76)، وفي رواية: "من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل"(77)، وقال صلى الله عليه وسلم : "اجعلوا بينكم وبين النار حجاباً ولو بشـق تمــرة"(78)، وقال صلى الله عليه وسلم : "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة؛ فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان"(79).
ولا يقتصر أثر الصدقة والإنفاق على دفع حر القبور والخلاص من لهيب جهنم بل إنها من أسباب دفع الخوف والحزن عن العبد وتحصيله للأمن، ومن السبل العظيمة لدخوله الجنة، ومن النصوص الـدالة علــى ذلك قوله ـ تعالى ـ: الذيـن ينفقــون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون {البقرة: 274} والذي يعم جميع النفقات في طاعة الله وطرق مرضاته ـ سواء أكانت للفقراء والمعوزين أم في سبيل رفعة الدين ونصرته ـ ويشمل جميع الأوقات والحالات(80).
وقوله ـ عز وجل ـ: وسارعوا إلى" مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعـدت للمتقــين 133 الذيــــن ينفقـــــون فــي الســـراء والضراء... {آل عمران: 133، 134} والذي جلَّى الله فيه صفة أهل الجنة، وأبان بأن من أجلِّ سماتهم التي تؤهلهم لدخول الجنة الإنفاق في مراضيه سبحانه والإحسان إلى خلقه بأنواع البر(81).
ومن النصوص النبوية الدالة على أن الصدقة من أسباب دخول الجنة قوله صلى الله عليه وسلم : "أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز (82) ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة"(83).
ولا يتوقف أثر الصدقة على هذا فحسب بل الأمر أعظم جداً من ذلك؛ إذ يبادر خزنة كل باب من أبواب الجنة: لدعوة المتصدق كل يريده أن يدخل من قِبَله، وللجنة باب يقال له: باب الصدقة، يدخل منه المتصدقون؛ لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أنفق زوجين(84) في سبيل الله(85) نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير ـ إلى أن قال ـ ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة.."(86) وقد أبان العيني أن المراد بالصدقة هنا: النافلة؛ لأن الزكاة الواجبة لا بد منها لجميع من وجبت عليه من المسلمين، ومن ترك شيئاً منها فيخاف عليه أن ينادى من أبواب جهنم(87).
زهور عمري
زهور عمري
قيام الليل


قيام الليل سُنة مؤكدة , وقربة معظمة في سائر العام , فقد تواترت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليه , والتوجيه إليه , والترغيب فيه , ببيان عظم شأنه وجزالة الثواب عليه , وأنه شأن أولياء الله , وخاصة من عباده الذين قال الله في مدحهم والثناء عليهم : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }



فقد مدح الله أهل الإيمان والتقوى , بجميل الخصال وجليل الأعمال , ومن أخص ذلك قيام الليل , قال تعالى : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ووصفهم في موضع آخر , بقوله : { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا } إلى أن قال : { أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا }

وفي ذلك من التنبيه على فضل قيام الليل , وكريم عائدته ما لا يخفى وأنه من أسباب صرف عذاب جهنم , والفوز بالجنة , وما فيها من النعيم المقيم , وجوار الرب الكريم , جعلنا الله ممن فاز بذلك . قال تعالى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ }

وقد وصف المتقين في سورة الذاريات , بجملة صفات - منها قيام الليل - , فازوا بها بفسيح الجنات , فقال سبحانه : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ }

فصلاة الليل لها شأن عظيم في تثبيت الإيمان , والإعانة على جليل الأعمال , وما فيه صلاح الأحوال والمآل قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا } إلى قوله : { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا }

وثبت في صحيح مسلم عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال : ( أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني الفريضة - صلاة الليل ) وفي حديث عمرو بن عبسة قال صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر , فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ) ولأبي داود عنه - رضي الله عنه - قال : أي الليل أسمع - يعني أحرى بإجابة الدعاء - قال , صلى الله عليه وسلم : ( جوف الليل الآخر فصل ما شئت , فإن الصلاة فيه مشهودة مكتوبة ) وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الآخر . فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟! من يسألني فأعطيه ؟! من يستغفرني فأغفر له ؟! )

وفي صحيح مسلم , عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : ( من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه , وهي كل ليلة ) وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال : ( من تعار من الليل - يعني استيقظ يلهج بذكر الله - فقال : لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير . الحمد لله , وسبحان الله , ولا إله إلا الله , والله أكبر , ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال : اللهم ! اغفر لي , أو دعا , استجيب له . فإن توضأ وصلى قبلت صلاته )

وأخرج الإمام أحمد وغيره عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم : ( إن في الجنة غرفا , يرى ظاهرها من باطنها , وباطنها من ظاهرها , أعدها الله لمن ألان الكلام , وأطعم الطعام , وتابع الصيام , وصلى بالليل والناس نيام )

وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم : ( قال الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين , ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } )

وجاء في السنة الصحيحة , ما يفيد أن قيام الليل من أسباب النجاة من الفتن , والسلامة من دخول النار. ففي البخاري وغيره عن أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي , صلى الله عليه وسلم , استيقظ ليلة فقال : ( سبحان الله , ماذا أُنزل الليلة من الفتنة ؟! ماذا أنزل الليلة من الخزائن ؟! من يوقظ صواحب الحجرات ؟! ) وفي ذلك تنبيه على أثر الصلاة بالليل في الوقاية من الفتن .

وفي قصة رؤيا ابن عمر قال : " فرأيت كأن ملكين أخذاني , فذهبا بي إلى النار , فإذا هي مطوية كطي البئر , وإذا لها قرنان - يعني كقرني البئر - وإذا فيها أناس قد عرفتهم , فجعلت أقول أعوذ بالله من النار , قال : فلقينا ملك آخر . فقال : لم ترع " فقصصتها على حفصة , فقصتها حفصة على النبي , صلى الله عليه وسلم , فقال : ( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ) , فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا .

وأخرج الحاكم وصححه , ووافقه الذهبي عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - عن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : ( عليكم بقيام الليل , فإنه دأب الصالحين قبلكم , وقربة لكم إلى ربكم , ومكفرة للسيئات , ومنهاة عن الإثم ) .



فتلخص مما سبق أن قيام الليل :

أ - من أسباب ولاية الله ومحبته .

ب - ومن أسباب ذهاب الخوف والحزن , وتوالي البشارات بألوان التكريم والأجر العظيم .

جـ - وأنه من سمات الصالحين , في كل زمان ومكان .

د - وهو من أعظم الأمور المعينة على مصالح الدنيا والآخرة ومن أسباب تحصيلها والفوز بأعلى مطالبها .

هـ - وأن صلاة الليل أفضل الصلاة بعد الفريضة وقربة إلى الرب ومكفرة للسيئات .

و - وأنه من أسباب إجابة الدعاء , والفوز بالمطلوب المحبوب والسلامة من المكروه المرهوب ومغفرة سائر الذنوب .

ز- وأنه نجاة من الفتن , وعصمة من الهلكة , ومنهاة عن الإثم .

حـ - وأنه من موجبات النجاة من النار , والفوز بأعالي الجنان.
~إحسااااااس~
~إحسااااااس~
الله يجزاك الجنة موضوع جدددددا رائع وسنقوم بإذن الله بإلقائه الله يكتب لك الاجر
اختي الغاليه ~~~زهور عمري~~~ فرج الله عنك همومك
زهور عمري
زهور عمري
فضل الذكر

ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا , و من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له , و أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له , و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و على أله و أصحابه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ة سلم تسليما كثيرا , أما بعد:

فضل الذكر

قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ) و قال عز و جل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ) و قال ( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) و قال ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ )
و قال صلى الله عليه و سلم (مثل الذي يذكر ربه و الذي لا يذكر ربه مثل الحي و الميت) و قال صلى الله عليه و سلم ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم و خير لكم من أنفاق الذهب و الورق و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم؟ ) قالو بلى . قال : (ذكر الله تعالى) و قال صلى الله عليه و سلم (يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي , و أنا معه إذا ذكرني , فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي و ان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم , و ان تقرب إلي شبرا تفربت اليه ذراعا و ان تقرب إلى ذراعا تقربت اليه باعا و ان اتاني يمشي أتيته هرولة) . و عن عبد الله بن بشر رضي الله عنه أن رجلا قال : يا رسول الله أن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشئ أتثبت به. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة , و الحسنة بعشر أمثالها , لا أقول ((الم)) حرف ولاكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف ) . و عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم و نحن في الصفة فقال (أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلي بطحان أو إلي العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير أثم و لا قطيعة رحم؟) فقلنا : يا رسول الله نحب ذالك . فقال (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم , أو يقرأ أيتين من كتاب الله عز و جل خيرا له من ناقتين , و ثلاث , و أربع خيرا له من أربع و من اعدادهن من الإبل)) .
و قال صلي الله عليه و سلم: (من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله تره , و من أضطجع مضجعا لم يذكر فيه الله كانت عليه ترة).
و قال صلي الله عليه و سلم : (ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه , و لم يصلوا على نبيهم الا كان عليهم ترة فان شاء عذبهم و ان شاء غفر لهم).
و قال صلى الله عليه و سلم : (ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه الا قاموا عن مثل جيفة حمار و كان لهم حسره).

أذكروا الله يذكركم و لا تنسوا الله لكي لا ينسيكم أنفسكم


من فوائد الذكر

1ـ يطرد الشيطان
2ـ يرضي الرحمن
3ـ يزيل الهم والغم
3ـ يجلب البسط والسرور
4ـ ينور الوجه
5ـ يجلب الرزق
6ـ يورث محبة الله للعبد
7ـ يورث محبة العبد لله ومراقبته ومعرفته والرجوع اليه والقرب منه
8ـ يورث ذكر الله للذاكر
9ـ يحيي القلب
10ـ يزيل الوحشه بين العبد وربه
11ـ يحط السيئات
12ـ ينفع صاحبه عند الشدائد
14ـ سبب لنزول السكينه وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة
15ـ ان فيه شغلا عن الغيبة والنميمة والفحش من القول
16ـ انه يؤمن من الحسرة يوم القيامة
17ـ انه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله للعبد يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله
18ـ انه آمان من نسيان الله
19ـ انه آمان من النفاق
20ـ انه أيسر العبادات واقلها مشقة ومع ذالك فهو يعدل عتق الرقاب ويرتب عليه من الجزاء ملا يرتب على غيره
21ـ انه غراس الجنة
22ـ يغني القلب ويسد حاجته
23ـ يجمع على القلب ما تفرق من إرادته وعزومه
24ـ ويفرق عليه ما اجتمع ما اجتمع من الهموم والغموم والأحزان والحسرات
25ـ ويفرق عليه ما اجتمع على حربه من جند الشيطان
26ـ يقرب من الآخرة و يباعد من الدنيا
27ـ الذكر رأس الشكر فما شكر الله من لم يذكره
28ـ أكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطبا من ذكر الله
29ـ الذكر يذيب قسوة القلب
30ـ يوجب صلاة الله وملائكته
31ـ جميع الأعمال ما شرعت إلا لإقامة ذكر الله
32ـ الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته
33ـ يسهل الصعاب ويخفف المشاق وييسر الأمور
34ـ يلب بركه الوقت
35ـ للذكر تأثير عجيب في حصول الأمن فليس للخائف الذي اشتد خوفه انفع من الذكر
36ـ سبب للنصر على الأعداء
37ـ سبب لقوة القلب
38ـ الجبال والقفاز تباهي وتبشر بمن يذكر الله عليها
39ـ دوام الذكر في الطريق وفي البيت والحضر والسفر والبقاع تكثير لشهود العبد يوم القيامة
40ـ للذكر من بين الأعمال لذة لا يعدلها لذة .

********** أفضل الذكر **********

سبحان الله , والحمد لله, ولا اله الا الله, والله اكبر : فهذه الكلمات أفضل الذكر بعد القران وهي من القران......

وكذلك : لا حول ولا قوة الا بالله فهي كنز من كنوز الجنة ولها تأثير عجيب في تحمل المشاق ومعاناة المصاعب......
زهور عمري
زهور عمري
اختي اسالك الدعاء لي بظهر الغيب بالستر بالدنيا والاخره موفقه اختي