هل تحبني.....؟؟

أهل الأدبية الكرام حياكم الله

هذه أقصوصة متواضعة أضعها بين أيديكم وأتمنى أن تحظى بإعجابكم...



نظرت إليه بطرف حيي .. وقالت بصوت رخيم : هل ...... تحبني ..؟؟؟
إنتظرت أن تحتويها ذراعاه ، وتشدو شفتاه بكل عبارات الحب والوله .. لكنها فوجئت
بنظرة غريبة ولهجة أغرب .. صوته كسر زجاج الإحساس بداخلها ،ففغرت فاها وهي تسمع حروفه العجيبة :
يبدو أنك من المتأثرات بالأفلام ..
إسمعي ليس لي وقت لمثل هذه الخزعبلات .. لقد تزوجتك لنأسس أسرة ، وننجب أولاد
ونعتني بهم ، وهذه أمور تحتاج ألى الجدية والحزم وليس إلى الميوعة والكلام الفارغ..
عليك أن تلتزمي بواجباتك المنزلية وتهتمي بحاجياتي وحاجيات بيتك ولا تشغلي بالك بأي شيء آخر ...

ثم خرج من الغرفة ، بينما بقيت في مكانها تبلع ما تبقى من ريقها ، وتجتر كلماته التي لم تستطع ابتلاعها ..
حاولت إعادة الحياة إلى أطرافها الباردة ، رجت رأسها الصغير بعنف لعلها تستيقظ من حالة لم تعرف تفسيرها .. نظرت إلى مرآة قربها فرأت وجها شاحبا وعينان جاحظتان ..
كانت كلماته أشبه بدوي هائل عطل حواسها ...
تسائلت أنا في حلم ..؟؟ أم أنها الحقيقة ..؟؟
مرت أسابيع قليلة على زفافها من شاب في مقتبل العمر .. أنعم الله عليه بوظيفة ممتازة .. ويتمتع بسيرة عطرة بين الناس لطيبة قلبه وحسن خلقه ووسامته..
لذلك لم تستطع رفضه حين أتى لخطبتها لما يحمله من مواصفات تتمناها كل فتاة في
فارس أحلامها ..
مر كل شيء بسرعة ، وانتهت مراسيم الزفاف ليستقرا في بيت الزوجية .. كانت سعيدة جدا بعريسها .. فأرادت أن تعرف مدى سعادته بها .. لكنها فوجئت برده الغريب؟
معقول أن يفكر شاب في زمننا هذا بهذه الطريقة ..؟؟
معقول أن يكون الحب في نظره مجرد خزعبلات ..؟؟
لم تفهم شيئا .. وانتظرت أن يعود للغرفة ، ليكذب كلامه ..أو ليعتذر عن مزحته السمجة.. لكنه لم يعد..
طافت بأركان الغرفة تحاول أن تجد شيئا ضاع منها .. لكن ضالتها لم تكن بالغرفة..
لقد ضاع منها حلم جميل ، طالما داعب خيالها في النوم واليقظة .. حلمها وحلم كل أنثى بقلب محب عطوف يعزف على أوثار الحب المختبئة بداخلها ..
وتذكرت أياما طوال قضتها بين الحلم واليقظة ترسم رسوما كثيرة ، تملأها قلوب صغيرة .. لقد خبأت كل مشاعرها ، وكتمت كل كنوز قلبها هدية ثمينة غالية للفارس
المنتظر ..؟؟
لا يمكن أن يسلب منها حلمها ويأمرها بأن تكون آلة مبرمجة تلبي حاجياته وحاجيات
البيت دون كلل أو ملل ودون أن تشغل بالها بشيء آخر..
لكنها ربما تزوجت من أجل هذا الشيء الآخر ..
لا .. لا .. لا .. دوت صرخاتها بتحدي في صدرها .. لا لن أقبل أن أكون آلة ..لا لن أقبل..
خرجت تبحث عنه في أرجاء المنزل ، فوجدته مستلقي على أريكة قرب التلفاز ..
فرمت بجسدها فوق كرسي قربه .. وكررت السؤال .. عله يعتذر ..
لكنه لم يعتذر .. بل أكد لها أن تلك مجرد كلمات مراهقة وعبث صبياني .. وعليها أن
تفهم أنها الآن مسؤولة عن بيت وأسرة تحتاج لنضج ووعي بعيد عن تلك الحركات التافهة ..
لم تستطع التحمل أكثر .. صرخت بوجهه معلنة عدم استسلامها لكلامه السخيف..
لا.. لا.. لا يمكن أن تكون جادا لهذه الدرجة ..؟؟
لا يمكن أن يكون قلبك بهذه القسوة .. كيف تعتبرني ألة جامدة تسير طبقا لبرنامج..؟؟
كيف تريد أن تلغي مشاعري وأحاسيسي وتجردني من أحلى ما أملك..؟؟
كيف تحرمني من أنوثتي..؟؟
ولم تستطع أن تتكلم أكثر .. خنقتها العبرة .. فأخذت تبكي بحرقة ..
أفاق من دهشته .. ولم يصدق أن هناك أنثى تتشبت بأحلامها بهذه الحرارة ..
وصعب عليه أن يرى دموعها .. فتحرك في أعماقه ذاك الإحساس المراهق كما أسماه
وأحس برغبته الصبيانية تهزمه ... فمد يديه إليها وأخذها في حضنه ومسح دموعها
وهمس في أذنها دون شعور ... أحبك .. أحبك .. أحبك ...
وأدرك أنه كان يريد لعب دور لا ولن يستطيع أدائه ...

مع إخلاصي وحبي