خالد وسالم

يا اخى انا كل ما اشوفك الا انت قاعد تدعو .... انت ما تمل من الدعاء . ياخالد اتق الله وهل نستغنى عن الله . يا اخى انا ما قلت نستغنى ، ولكن ليش هالتعب ، انت كل ما اشوفك الا تدعو وتبكى كأن فيه واحد ميت من جماعتك ؟ يا خالد انت ليش قلبك قاسى ....... اوووووه ... بس خلاص .. لا تفتح لى هالموضوع لكم دينكم ولى دين ، ادع الين بكره ؟ ثم ذهب الصديقان الى المكان الذى يريدانه.







اما سالم فشاب من اهل المسجد يحب ربه وهو متعلق به ، ويدعوه فى الصغيرة والكبيره ، ولا يسأم من دعاء الله .
اما خالد فمثقف واعى ومتحضر لبيب ، وشخضية فذه ، وعزة قويه .
اقول ياخالد : انت متى تدعو الله سبحانه وتعالى . والله فى الحقيقه انا لست بحاجة للدعاء ، وأنا كما ترى شباب ولله الحمد لا ينقصنى شىء ، والصحه تمام وكل ما اريده يتحقق ، فلم ادعو الله ، وبعدين يا اخى لا تعقد نفسك بهذه الامور تمتع بالدنيا ، انظر الى الفتيات ... الى الحب والغرام ... والمال ... والفرح والسعاده ، ابسط نفسك يا عم ؟
لم يتكلم سالم ولا كلمه بعد ان سمع رد صديقه خالد. استغرب خالد ان سالم لم يرد عليه فالتفت له ... فأذا سالم يبكى وقد اغرورقت عيناه بالدموع ، واخذ يبكى كالطفل .
يا سالم عسى ما شر ؟ وشفيك تبكى ؟!! ..... انا قلت شىء يزعلك ... سامحنى يا اخى انا اسف ؟؟؟؟ وزاد بكاء سالم ... وزاد استغراب خالد....؟؟؟
نعم بكى سالم لان خالد لم يعرف قدر مولاه وخالقه ونساه تمام النسيان فى زحمة الدنيا الفاتنه ؟ لم يتكلم سالم فهو مصدوم من هول ما سمع من صديقه هذا الكلام؟

ذهب كل منهما الى عمله .... وانشغل بعضهما عن الآخر لفترة من الزمن ..... وغابت اخبار خالد عن سالم ..... وقلق سالم على زميله .. اخذ يسأل عنه لعله ان يجده....او يسمع له حسا.... لم يعثر خالد على صديقه سالم...وتعب من البحث عنه؟؟؟

بعد فترة من الزمن جاءت رساله الى سالم ....اخذها وهويقول لعلها من اخى سالم......وتحقق امله وكانت من سالم... وهويقول له( اخى الحبيب اين انت اننى والله لفى شوق اليك ارجو ان تأتى لزيارتى فأنا فى حاجة اليك ) وقرأ عنوانه .. فاذا هو عنوان لمستشفى بعيد عنهم ، وعرف ان صديقه فى مشكله .
حزم حقائبه واجمع امره على السفر اليه لزيارته وهو فى قمة القلق عليه. وصل سالم الى العنوان ، وهومكان صديقه فى المستشفى ، وقبل ان يطرق باب غرفته ، سمع صراخا وعويلا وبكاء شديدا ، وكان هذا البكاء مصدره غرفة خالد دخل سالم بسرعه الى صديقه فوجده بين الحياة والموت . خالد اخى سلامات ما بك . . ما الذى تشعر به . سمع خالد هذا الصوت فتذكر صاحبه والتفت اليه .... ولمارآه .. سكت .... وطارت عيونه الى الماضى ..... ثم بكى ... وانزل راسه الى الارض ..... وهوفى حزن عميق ... وهم والم ...
اخى خالد ما بك ما الذى تشعر به, واقترب سالم من خالد ليقبله واذا بخالد يمنعه من الاقتراب منه؟ ثم كشف خالد عن بطنه وصدره ليرى سالم ما الذى به .
فماذا راى لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم؟؟؟؟؟
لقد ملىء السرطان بطن خالد وصدره ، وظهرت الاورام السرطانيه على جسد ذلك المسكين ، وانتشرت فى جميع جسمه؟؟؟؟؟؟
نزلت دموع سالم على صديقه العزيز والحالة التى وصل اليها من المرض ، وما هو فيه من الهم والغم والحزن ؟ تذكر يا سالم احلامى التى كنت اريد ان احققها ..... تذكر الصحه والعافيه التى كنت اتمتع بها...... تذكر القوه التى كنت احس بها ..... تذكر الحياه الجميله التى كنت احلم بها.... والمشاريع .... والثروه ...؟؟؟؟؟؟ لقد انتهى كل شىء .... ولم يعد للحياة طعم ، اننى اتمنى الموت الان ، الان وليس غدا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تألم سالم من هذه الحال التى وصل اليها اخاه من اليأس حتى من رحمة الله او من الشفاء . قام سالم وتوضأ ليصلى ويدعو لاخاه وصديقه، ولما رفع كفيه، واخذ يدعو بصوت مرتفع ويقول ....
يا سامع الصوت ..... ويا سابق الفوت ... ويا محيى العظام بعد الموت.... يا ولى نعمتنا..... ويا ملاذنا عند كربتنا .... ويا غياث المستغيثين .... ويا ملجأ اللاجئين ..... ويا ارحم الراحمين ..... ويا من اذا اردت شيئا انما تقول له كن فيكون ..... شافى اخى وصديقى مما اصابه من المرض .....
لما سمع خالد هذه الكلمات دبت فيه الحياه وجائه الامل من بعيد .... اخذ يبكى .. ودموعه تنهمر ... وفؤاده منكسر ... وضاقت به السبل .. وقلت به الحيل .... وهو يردد ... يا محيى العظام بعد الموت ... يا محيى العظام بعد الموت ... يا محى العطام بعد الموت ... جاءه امل بالحياه ، نعم ان الله موجود ..... ان الله موجود .... ياربى ... ياربى ... ياربى ... كلمة ما نطقت بها منذ عشرين عاما؟؟؟؟؟
وزاد بكائه؟؟؟؟
هون عليك ياخالد ان الله معك ... قم توضأ... وصل ركعتين ... وأبكى بين يدى الله .. واشتكى له همك .... وادعه ولا تيأس ....... وقل ( يامن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء )
اخذ يصلى ويدعو.... ويبكى بين يدى الله وهو فى قمة الخشوع ..... وبين يدى الكريم الرحمن ... ربنا ذو الجلال والاكرام ... ويقول:
ياربى انا عبدك خالد كنت بعيدا عنك و قد غرتنى الدنيا ، وكنت استهزأ بأخى سالم لما كان يدعوك .... والله اننى لم اكن اقصد ذلك يا ربى سامحنى .. ولا تتركنى ، فأنا عبدك نعم انا عبدك الفقير اليك ... احتاجك يا سيدى لا تتركنى لا تفضحنى ... لا تعذبنى ... انا مسكين يا الهى يا رحمن الدنيا والاخره ، يا مولاى انى اتوب اليك من كل ذنب ومعصيه ... هل تسامحنى هل تغفر لى هل ترحمنى امن يجيب المضطر اذا دعاه ..... امن يجيب المضطر اذا دعاه ....

ذهب سالم ليرتاح من عناء السفر فى اقرب فندق على ان يزور خالدغدا؟؟
ولما اصبح الصباح ، وجاء سالم لزيارة خالد فى المستشفى ... لم يجده مكانه فاستبشر خيرا لعل اخى خالد قد تحسنت صحته واخذ يتمشى بعض الوقت ، فجلس ينتظر ، فاذا بالممرضه تدخل الغرفه ، وتجد سالم يجلس بجانب السرير ينتظر خالد .
فتسأله عن سبب بقائه هنا فقال لها انتظر صديقى خالد . قالت : انت سالم . قلت :نعم .. قالت : هناك رساله لك من خالد رحمه الله ؟؟؟؟؟؟ ماذا .. ماذاتقولين . اقول ان خالد قد توفى منذ البارحه . يا الهى يارب ياالله ، فقدتك يا اخى فقدتك يا حبيبى ..... الى رحمة الله يا خالد .... الى رحمة الله يا خالد ؟؟؟؟؟ اخذ سالم الرساله ، وفتحها ليقرأ ما فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم اخ الحبيب سالم تحية طيبة وبعد . الحمد لله على كل حال ، ارجوك يااخى ان لا تحزن ولا تبتأس فانا بخير انشاء الله عند ارحم الراحمين . اخى العزيز لما ذهبت وتركتنى شعرت نفسى بالجوع والعطش الى الصلاه ، فأنت تعلم اننى لم اركع لله ركعه، ولما اذق طعم الايمان الا فى هذه اللحظات ، فقمت الى الصلاه ، واخذت اصلى وادعو الله واستغيث به ، واحسست بسعادة لم احس بها من قبل ، وفرح عطيم انسانى كل همومى وامراضى ، وكنت ابكى وابكى وابكى . حتى سمعت قائلا يقول ( لقد تاب الله عليك وانت من اهل الجنه ، فأن شئت شافيناك ، وان شئت جئنا بك الى جنات النعيم ، فقلت بل جنات النعيم يا ارحم الراحمين ) ...
وانا اودعك يا اخى الحبيب والى اللقاء فى جنا ت عدن ان شاء الله رب العالمين . شكرا يا اخى الحبيب على كل ما قدمته لى ، وعلى ارشادك لى الى الله رب العالمين ؟
** قال الله تعالى : ( افمن كان ميتا فأحيينا وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها)
- الحمدلله على كل حال .. واعوذ بالله من حال اهل النار .. احسن الله مثواه
منقول :01: