بريق الماسss

بريق الماسss @bryk_almasss

محررة برونزية

تدبر في سورة الاخلاص(الله الصمد)

ملتقى الإيمان

تدبر في سورة الإخلاص
             {الله الصمد}

■ معنى الصمد اللُّغوي: السيد المقصود الذي لا يُقضى أمر إلا بإذنه.

وحقيقة الصمدية: هو الذي يحتاجه كل أحد ولا يحتاج هو سبحانه وبحمده لأحد.

■ أهل العالم العلوي والسفلي كلهم يفتقرون إليه غاية الافتقار، وكلهم يصمدون إليه بحوائجهم..

المريض يصمد إليه،
 الفقير يصمد إليه،
 المظلوم يصمد إليه،
الحيتان في البحر، 
الطير في السماء،
 البهائم في الصحراء تصمد إليه،
كل الخلائق تصمد إليه.

■ رأى أحد العُبادّ بهيمةً تعسرت ولادتها، واعترضَ جنينها في بطنها، وهي بهيمة لا تعرف أن تشتكي أو تتكلم ولكنها ماذا فعلت؟؟

رفعت عينيها إلى السماء
 وذرفت دموعها..
 فلما رآها العابد بكى وقال: 
حتى البهائم صمدت لربها ونحن لم نصمد..!

■ كم وكم من لحظات كربٍ وضيقٍ وأوجاعٍ ومصائب مرت علينا ولم نحقق فيها عبودية الصمدية لله...؟!

لجأنا للخلق، وطرقنا أبوابهم، وتذللنا لهم، وانتظرنا عطائهم، ونسينا أو تغافلنا، ولربما ثقُلَ علينا أن نصمد لربنا...
تعودت قلوبنا على الالتفات للخلق، والأسباب، والواسطات، ونسينا الصمد المقصود


كيف نربي أنفسنا على عبودية الصمدية؟


■ فرغ قلبك من الناس 
ومن الأسباب،
فكل من هم حولك سيأتي وقت وتستغني عنهم، ولكن الله عزوجل لا غنى لك عنه طرفة عين، ولو وقع في قلبك الاستغناء عنه بشئ معين اُبتليتَ بما استغنيت به، فيكون هو بذاته سبب هلاكك.

■ اعلم أن الطلب من الناس يظل دائما ثقيلا وصعبا مهما كان الشخص الذي أمامك كريما سخيا إلا أنه من كثرة الطلب سيملّ منك، بينما في المقابل كثرة طلب الله وسؤاله والإلحاح عليه يُدخلك في زمرة المحبوبين عنده فالله يحب الملحين في الدعاء.

■ تيقن أن كل أحد هو بعيدٌ عنك مهما كان قريبا إذا قارنته بقرب الله منك،
 فالله أقربُ إليك من حبل الوريد..
فلماذا تصمدُ للبعيد وتترك الصمود لمن قريبٌ منك
 (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ....)

■ تأمّل من تريد أن تطلبه من الناس وتريد بره ومعروفه، تحتاج أن تشرح له وضعك وظروفك وحاجتك، ولربما طلب منك أوراقا، وحدد لك مواعيدا فتصبح معه بين ذهاب وإياب، وذلة وعناء بينما بر الله يأتيك بدون شرحٍ ولا تفاصيل وبدون أوراق وبدون تعب وعناء، يأتيك وأنت جالسٌ في مكانك لم تتحرك منه،
 فقط ارفع يديك
 وقل (ياصمد)،
قلها بيقين ..
فــ"الكفاية ُتأتي على قدر اليقين" ...

■ من عظُم يقينه بربه يسر له الأسباب ولم يكله إلى نفسه ولا إلى الأسباب..

تأمل في حال زكريا عليه السلام، لما قطع نظره عن كل الأسباب ولغاها، واستوهب ربه وقال: ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة،، وضع أملهُ كله في الله وكأنه يقول يارب أعطني وإن فُقدت الأسباب واستحالت فأنت الرب الوهاب الذي تعطي بدون أسباب..هذا كان يقينه....
فجاءته الإجابة وجاءته الكفاية (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى....)

■ إنه اليقين الذي يجعل العبد كلما ازداد بلاؤه ازداد حسن ظنه بربه.

■ إنه اليقين الذي يجعل العبد يأتيه فرجه من داخله ومن نفسه قبل أن يأتيه من الخارج، فلو أنه كان كتلة من الألم تتحرك على الارض إلا أنه يستروح الفرج وكأنه يراه بين عينيه! 
وكما يُقال..( من كان له أب فلا يحمل هماً فكيف بمن له رب..!)
10
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

kemea2013
kemea2013
جزاك الله خييييررا
سنابل2020
سنابل2020
جزاك الله خيرا وبارك فيك
امي دنيتي وحياتي
جزاك الله خير
ريحانة الشمالية
جزاك الله الجنة
بريق الماسss
بريق الماسss
امييييين ولكم بالمثل يارب