رياح الغربة
رياح الغربة
حملة حياتي بلا أغاني لها أحلا المعاني...


بسم الله الرحمن الرحيم


بلسان فتاة تعكف على سماع الغناء


كغيرها كثيرات ينظر اليهن بعض الاخيار والخيرات بنظرات اللوم والعتاب وربما الازدراء وأقل القليل من الشفقة ...


اطلقت لخيالي العنان لأرى تلك الفتاة اقف امامها وارى في ملامحها الصلاح والتقى فيتملكني العجب ؟ وتتزاحم


علامات الاستفهام امامي لكن قررت ان أبعثرها واترك الحديث للفتاة تبوح لي .........


( لاتعجبي اخيتي نعم انا مثلما رأيتني بتلك الملامح احافظ على صلاتي ولاافرط فيها ... احافظ على حجابي فلم ارتدي


العباءة المخصرة ولا المزركشة .. فتاة مثل غيري احلم بالمستقبل المشرق .. والزوج الصالح ..


قد تعجبين ويعجب كل من يقرؤون قصتي بهذا التناقض لكنني لم أجد مفرا ومهربا غير كلمات الأغاني التي تأسرني


وأجد فيها عالمي ... نعم للأسف أصبح الغناء هو ما يسليني ويواسي أحزاني ويترجم ما بقلبي من الام أو حتى افراح


أصبح الغناء وكلماته هو مهربي من وساوس الشيطان لي وانا أرى صديقات السوء كل واحدة مع ذلك الشاب تحادثه


وتسمع منه كلمات الغزل والحب ... واااااااااااه من هذا الحب الذي افتقدته انا وافتقدته صديقاتي فذهبت الواحدة منهن


تبحث عنه لتقع في مستنقع قذر ومصيدة لوحوش مفترسة لا ترحم , لتصبح اسيرة التسجيلات صوتية كانت او مرئية


وأسيرة المساومات والتهديدات ,, ومن تفلت من تلك المصيدة مثلي فانها تقع لمزامير الشيطان وعذاب الضمير والخوف


من عقاب الرحمن ... ... اروي ظمئي الشديد لتلك الكلمات التي بخلت بها امي علي ... أتوق ان تلاعب خصلات شعري


تشعرني بأنني فتاة جميلة تمنحني نظرات الاعجاب والثقة ...كم اشتاق واتعطش ان تضمني بين ذراعيها وأكاد اصرخ


قائلة ارجوكي امي رحماك .. لا تتركيني اتخبط في صراعات وأتعذب مابين وساوس الشيطان وصديقات السوء


لماذا لا تكوني انتي من تمنحني الحب وكلماته العذبة أتصعب عليك عباراته ؟ أتصعب عليك وانت نهر العطاء والحنان


؟؟ فمابالك تشحين بها عني فماعهدتك تبخلين علي فأنت من منحتني كل ذرة من عمرك ...أم هل ان عظم مسؤلياتك


جعلتك لا تهتمين وتعتبرين حاجتي تفاهات ومراهقة ؟؟ من أين لي ان امنح زوجي الحب غدا عندما اتزوج ؟ فلم اتعلمه


منك ؟ من أين لي كلمات الحب ومشاعره لاروي بها زوجي وفاقد الشئ لايعطيه ؟؟ صرخات وصرخات اكتمها عندما


اعرف انها لن تكون لها صدى ... فاعود الى ذاك المغني فاسمع واسمع واعيش عالم اخر واهرب من واقعي الذي


لم يعد يعرف أفراده الا المادة والانغماس فيها وفي البورصات والاسهم .. لم يعد الجار يسأل عن جاره .. ولا الارحام عن


ارحامهم الا القليل .. بحثت عن والدي فلم أجده للأسف لم اجد منه كلمة حلوة او رفعا لمعنوياتي وهمتي ..اشتاق


لابتسامة حانية منه .. اشتاق ان يتحدث معي ابثه همومي اتعلم منه اتحاور معه ابثه اشعاري وخواطري ولكن


للأسف .. هأنذا اقضي الساعات الطوال بين اغنية واخرى لينتهي ب الامر الا البكاء والتحسر والندم ... نعم لانني مؤمنة


بربي موحدة واعرف حكم الغناء ووعيده لكنني اجد نفسي منساقه بسبب اهمال ام وانشغال اب ...


ولكن انا لا ابرئ نفسي بل اقر واعترف بذنبي واسال الله المغفرة لكن هذا ندائي لكل اب وكل ام ان يرحموني


وامثالي فاذا كانت كلمات الغناء وكاتبيها تهدف الى الفواحش والى الحب الزائف فنحن نريد الحب الحقيقي من


تلك الام وذاك الاب .. نريد اشباع الفراغ العاطفي حتى اكون زوجة صالحه واما مربية لاجيال تخدم الدين والوطن )


.................................. وبعد احبتي في الله تلك كانت رسالة هذه الفتاة المسكينة وبنات جنسها علها تصادف


قلوبا واعية ... ختاما لا تتركوني من صالح دعائكم ودمتم


منقول
رياح الغربة
رياح الغربة
أيها الإنسان...
يا من خلقك الله من العدم

فأحسن خلقك

تسمع .. تقرأ وتتكلم

أيها الإنسان...

يا من متّعك الله بالنعم

وغمرك بها من رأسك إلى أخمص القدم

وبعد كل ذاك !!

....

تعصي الإله وأنت تبتسم!!

يا للخسران

تسمع الغناء وتهجر القرآن

وأنت تعلم

انه صوت الشيطان

ومتاهة الأحــــزان

عُد ..

عُد...

قبل أن يجرفك الطوفان

وتأكلك النيران

وا لحمم !!!

التحذير من الغناء

لسماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
إن الاستماع إلى الأغاني حرام ومنكر، ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة. وقد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى في: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ بالغناء وكان عبدالله بن مسعود يُقسم على أن لهو الحديث هو الغناء. وإذا كان مع الغناء آلة لهو كأرباب والعود والكمأ والطبل صار التحريم أشد. وذكر بعض العلماء أن الغناء بآلة لهو حرام بالإجماع. فالواجب الحذر من ذلك وقد صح عن رسول الله أنه قال: { ليكون من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف } والحر هو الفرج الحرام - يعني الزنا، والمعازف هي الأغاني وآلات الطرب.

وأوصيك وغيرك بسماع إذاعة القرآن الكريم وبرنامج نور على الدرب ففيهما فوائد عظيمة، وشغل شاغل عن سماع الأغاني وآلات الطرب.

أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف والغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحت السنة بذلك عن النبي .

أما الطبل فلا يجوز ضربه في العرس، بل يكفى بالدف خاصة، ولا يجوز استعمال مكبرات الصوت في إعلان النكاح وما يقال فيه من الأغاني المعتادة لما في ذلك من الفتنة العظيمة والعواقب الوخيمة وإيذاء المسلمين ولا يجوز أيضاً إطالة الوقت في ذلك بل اكتفى بالوقت القليل الذي يحصل به إعلان النكاح لأن إطالة الوقت تفذي إلى إضاعة صلاة الفجر والنوم عن أدائها في وقتها وذلك من أكبر المحرمات ومن أعمال المنافقين .



هذه أدلة على تحريم الغناء من أقوال السلف الصالح رضوان الله عليهم:

قال أبوبكر الصديق رضي الله عنه: ( الغناء والعزف مزمار الشيطان ). وقال الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه: ( الغناء إنما يفعله الفساق عندنا. والشافعية يشبهون الغناء بالباطل والمحال ). وقال الإمام أحمد رحمه الله: ( الغناء ينبت النفاق في القلب فلا يعجبني ). وقال أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمهم الله: ( استماع الأغاني فسق ). وقال عمر بن العزيز: ( الغناء بدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن ). وقال الإمام القرطبي: ( الغناء ممنوع بالكتاب والسنة ). وقال الإمام ابن الصلاح: ( الغناء مع آلة الإجماع على تحريمه ).


فنقول لهؤلاء:
هل فكَّرتِ, وهل سألتِ نفسكِ: أنتِ تحولتِ من حال إلى حال, كيف كان الابتداء, ثم كيف كان الانتهاء؟
هل عندما تدير هذا المؤشر, أنتِ تحولتِ من طيبة إلى خبيثة أم من خبيثة إلى طيبة؟
قد نقول كما يقولون: ساعة وساعة.
قلنا لك صدقتِ فيما قلتِ: ساعة لربكِ، وساعة لقلبكِ!
ولكن هل تظنين أنَّ الساعة التي تكون لقلبكِ يكون مسموحاً لكِ فيها أن تخرجي عن أن تكوني أمةً لله تعالى؟
أأنتِ أجيرة عند الله, وانتهت ساعات الإجارة, فلك أن تتصرفي في وقتك بعد ذلك كما ترى دون تدخّل من الله؟
أم أنَّ الساعة التي لقلبكِ هي لمعاشكِ بما لا تخرجين فيه عن إطار العبودية؟

أيتها المسلمة الحبيبة:
أتظنين أنَّ هناك بعض الفترات الزمنية التي يسمح لكِ فيها أن لا تكوني فيها أمةً لله تعالى, فلا تُؤمرين فيها ولا تُنهين, ولكن لكِ مُطلق الحرية أن تتصرفي في هذا الوقت وتلك الفترة الزمنية بما تريدين وبما تشتهين, والله تعالى ليس له سلطان علينا في هذه الفترات؟
أهذا ظنكِ بربكِ؟!

أيتها المسلمة الحبيبة:
أي المرأتين أنتِ عندما تستمعين للقرآن؟
فإما أن تكوني من عباد الله الصالحين.
أو كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء؟!
فما هو حال عباد الله الصالحين عندما يستمعون إلى القرآن؟!
{ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا } .
{ وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ } .
أما الطائفة الأخرى المُبغضة للاستماع لآيات ربها, المنزعجة عند سماع القرآن.
{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } .
{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } .
{ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا } .

أيتها المسلمة الحبيبة:
نقول لك:
أما آن الأوان لكي يخشع قلبكِ عند سماعك للقرآن؟
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } .
{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } .

أيتها المسلمة الحبيبة:
هل انتفعتِ يوماً بما تسمع من كلام الله تعالى؟
هل خشعتِ يوماً عندما استمعت إلى كلام ربك؟
أتدرين صفات الذين ينتفعون بالقرآن؟
أتدرين صفات الذين يخشعون عند سماع القرآن؟
{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } .
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } .
{ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا } .

أيتها المسلمة الحبيبة:

لقد بعث الله رسولاً وحدَّد الله لنا مهمته.
أتدرين ما هي مهمة هذا الرسول, ولماذا أرسل الله إلينا الرسل؟
لقد أرسل الله إلينا الرسل:
{ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا }
فكان من باب امتنان الله على المؤمنين:
{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } .
{ رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } .
أتدرين ما هو مطلب هؤلاء الذين كانوا يصمّون آذانهم عن سماع هذا الحق؟
{ لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى } .
فكتب الله عليهم الذلة والخزي, تصيب أهل النار يوم القيامة لما فرطوا فيه من الإيمان و العمل الصالح.

أيتها المسلمة الحبيبة:
قولي لي بربكِ, ما المانع الذي يمنعكِ من الاستماع إلى آيات ربك؟!
لماذا لا تعملين قبل أن يحل بكِ ما حلَّ بهؤلاء الذين أصموا آذانهم عن الاستماع لكلام ربهم, وأنتِ في عافية؟
ماذا تقولين لربكِ عندما يقول لكِ:
{ أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ } .
{ قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } .
أتدرين ما السبب فى عدم قبولكِ للقرآن؟!
{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا } .
أتدرين ما علامة مرض القلب:
{ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } .
وختاماً نقول لكِ:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } .
رياح الغربة
رياح الغربة
معاً على طريق الجنة


لماذا ننزعج
من القرآن ولا ننزعج من الغناء؟!

سعيد السَّوَّاح

أيها المسلم الحبيب:
هذا سؤال مُحيّر, وظاهرة تحتاج إلى تدبر؛ لكي نقف على الأسباب الداعية لذلك, فهي حقيقة ما ينبغي أن نخفيها أو نرددها؛ فواقع الناس طافح بذلك الأمر - أليس كذلك؟!
والناس في أحوالهم العادية قد اعتادوا على الاستماع للقرآن مع بداية يومهم, فهذا صاحب المحل, وهذا صاحب المقهى, وهذه عيادة الدكتور, بل نجد أنَّ التلفاز إذا ابتدأ البرامج لا يبدؤها إلا بالقرآن, ولا ينهيها إلا بالقرآن, حتى سائق السيارة سواء الخاصة أو العامة إن كان لديه الكاسيت في سيارته إن بدأ يبدأ بالقرآن ثم يحول المؤشر بعد ذلك إلى الغناء.

أيها المسلم الحبيب:
هل فكرت, هل سألت ما سبب تحول الناس عن القرآن إلى الغناء؟، أهو المرض في حواسهم؟, أهو لعدم استطابة الإنسان للطيب, كحال المريض عندما يتذوق العسل يراه مراً؛ لفساد الحواس لديه بسبب مرضه؟
هل فكرت ما نفعله عند نزول الكارثة أو النازلة, أو إذا حلَّ الموت بأحد أقاربنا, فما هو تصرف الناس عند ذلك؟
ألا تراهم يهرعون لقراءة القرآن، ويسألون بلهفة وشفقة: هل قراءة القرآن على الميت تنفعه؟، وهل يصل ثوابها إليه؟
وما وجدناهم يسألون عن الغناء, بأن الميت كان محباً لأغنية كذا، وأنه كان كثيراً ما يُرددها عن ظهر قلب, أو أنه كان محباً لهذا المطرب, أو هذا الممثل, أو لتلك المغنية, ما سمعناهم يقولون ذلك!!
لحظة تأمل وتفكّر ورويّة, ونقول:
ما السبب يهرعون في تلك اللحظات للقرآن, ولا يفكرون تماماً في الغناء؟!
فلمن يهرعون عند النازلة..... إلى الله وحده, أليس كذلك؟
وهذا حال وصفه لنا ربنا تبارك وتعالى:
{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } .
ولكن الإنسان يوصف بالبغي والطغيان, فإذا نجّاهم الله تعالى, هل تراهم يوفون بما عاهدوا الله عليه؟!
لا والله, ولكنهم عادوا إلى سيرتهم الأولى.
{ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } .
انظر إلى حال الإنسان إذا أُصيب بمكروه!!
{ وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا } .
لا يفتر بالليل والنهار عن دعاء ربه, ويأخذ على نفسه المواثيق الغليظة والعهود أنه لو كُتب له النجاة من هذا الكرب, وكُشفت عنه الغمَّة ليكونن من حاله كذا وكذا!
ولكن أتراه يصدق؟!
{ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } .
عجيب أمر هذا الإنسان!!
{ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ } .
{ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى } .
فنقول لك:
احذر أيها الإنسان ولا تغتر بحلم الله عليك.
{ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى } .
ونقول لك أيها الإنسان:
{ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمَ } .


غاليتي استمري معي في متابعة هذه الحملة لكي تتخلصين من سماع الغناء وترضي ربك



فنقول لهؤلاء:
هل فكَّرتِ, وهل سألتِ نفسكِ: أنتِ تحولتِ من حال إلى حال, كيف كان الابتداء, ثم كيف كان الانتهاء؟
هل عندما تدير هذا المؤشر, أنتِ تحولتِ من طيبة إلى خبيثة أم من خبيثة إلى طيبة؟
قد نقول كما يقولون: ساعة وساعة.
قلنا لك صدقتِ فيما قلتِ: ساعة لربكِ، وساعة لقلبكِ!
ولكن هل تظنين أنَّ الساعة التي تكون لقلبكِ يكون مسموحاً لكِ فيها أن تخرجي عن أن تكوني أمةً لله تعالى؟
أأنتِ أجيرة عند الله, وانتهت ساعات الإجارة, فلك أن تتصرفي في وقتك بعد ذلك كما ترى دون تدخّل من الله؟
أم أنَّ الساعة التي لقلبكِ هي لمعاشكِ بما لا تخرجين فيه عن إطار العبودية؟

أيتها المسلمة الحبيبة:
أتظنين أنَّ هناك بعض الفترات الزمنية التي يسمح لكِ فيها أن لا تكوني فيها أمةً لله تعالى, فلا تُؤمرين فيها ولا تُنهين, ولكن لكِ مُطلق الحرية أن تتصرفي في هذا الوقت وتلك الفترة الزمنية بما تريدين وبما تشتهين, والله تعالى ليس له سلطان علينا في هذه الفترات؟
أهذا ظنكِ بربكِ؟!

أيتها المسلمة الحبيبة:
أي المرأتين أنتِ عندما تستمعين للقرآن؟
فإما أن تكوني من عباد الله الصالحين.
أو كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء؟!
فما هو حال عباد الله الصالحين عندما يستمعون إلى القرآن؟!
{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا } .
{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ } .
أما الطائفة الأخرى المُبغضة للاستماع لآيات ربها, المنزعجة عند سماع القرآن.
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } .
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } .
{يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا } .

أيتها المسلمة الحبيبة:
نقول لك:
أما آن الأوان لكي يخشع قلبكِ عند سماعك للقرآن؟
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } .
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } .

أيتها المسلمة الحبيبة:
هل انتفعتِ يوماً بما تسمع من كلام الله تعالى؟
هل خشعتِ يوماً عندما استمعت إلى كلام ربك؟
أتدرين صفات الذين ينتفعون بالقرآن؟
أتدرين صفات الذين يخشعون عند سماع القرآن؟
{إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } .
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } .
{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا } .

أيتها المسلمة الحبيبة:

لقد بعث الله رسولاً وحدَّد الله لنا مهمته.
أتدرين ما هي مهمة هذا الرسول, ولماذا أرسل الله إلينا الرسل؟
لقد أرسل الله إلينا الرسل:
{يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا }
فكان من باب امتنان الله على المؤمنين:
{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} .
{رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } .
أتدرين ما هو مطلب هؤلاء الذين كانوا يصمّون آذانهم عن سماع هذا الحق؟
{لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى } .
فكتب الله عليهم الذلة والخزي, تصيب أهل النار يوم القيامة لما فرطوا فيه من الإيمان و العمل الصالح.

أيتها المسلمة الحبيبة:
قولي لي بربكِ, ما المانع الذي يمنعكِ من الاستماع إلى آيات ربك؟!
لماذا لا تعملين قبل أن يحل بكِ ما حلَّ بهؤلاء الذين أصموا آذانهم عن الاستماع لكلام ربهم, وأنتِ في عافية؟
ماذا تقولين لربكِ عندما يقول لكِ:
{أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ } .
{قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } .
أتدرين ما السبب فى عدم قبولكِ للقرآن؟!
{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا } .
أتدرين ما علامة مرض القلب:
{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} .
وختاماً نقول لكِ:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } .


ولتعلمي أختي الحبيبة:
{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } .
{ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } .

أيتها المسلمة الحبيبة:
ماذا تفعلين بعد ذلك؟
أما زلتِ مصرةً على عصيان الرحمن, وعلى طاعة الشيطان؟
- أما زلتِ تتألمين عند سماع القرآن؟
أم أنك سوف تكونين أيتها المسلمة المطيعة لربها, المحبة له, المحبة لرسوله، المحبة لدينه؟
فهيا بنا إلى جنة عرضها السماوات و الأرض أُعدت للمتقين.
فقومي بنا إلى الجنة.
قومي بنا نسلك سوياً طريقنا إلى الجنة إلى دار السلام.
ولننزعج من الغناء...
ولا ننزعج بعد اليوم من كلام الرحمن.

منقول بتصرف
رياح الغربة
رياح الغربة
كما يمكنك ذكر نغمات الجوال الموسيقية وحكمها
رياح الغربة
رياح الغربة