بومزنة
بومزنة
من أخطاء المصلين(5)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

أيها الإخوة الكرام : لا زلنا نتحدث عن شيء من أخطاء المصلين حتى نجتنبها ونبتعد عنها :

فمن أخطاء المصلين :

رفع البصر إلى السماء
فبعض المصلين عفا الله عنهم يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة فتجده يتأمل في المسجد ولا ينظر إلى محل السجود وهذا أيها الإخوة الكرام أمر لا يجوز وهو مذهب للخشوع
فعن أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السّماء في صلاتهم ، فاشتدّ قوله في ذلك ، حتى قال : لينتهُنَّ عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم.
وعن جابر بن سمرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم .

ففي هذه الأحاديث النهي الأكيد والوعيد الشديد عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة وقد نقل الإجماع في النهي عن ذلك .

فاحذر أخي الكريم من هذا الأمر غاية الحذر فقد سمعت الوعيد الشديد في ذلك .

واعلم حفظك الله أن النظر في الصلاة يكون محل السجود
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى طأطأ رأسه ورمى ببصره نحو الأرض .
وهذا الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الصلاة إلا في التشهد فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم يرمي بصره إلى سبابته صلى الله عليه وسلم فالنظر وقت التشهد يكون إلى السبابة .

وهذا بإذن الله هو الأخشع للمصلي .

ومن الأمور التي ينبغي التنبيه إليها مسألة تغميض العينين في الصلاة فقد ذكرنا قبل قليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينظر في الصلاة موضع السجود إذاً لم يكن صلى الله عليه وسلم يغمض عينيه في الصلاة إذاً فمن الأخطاء التي يفعلها بعض الناس تغميض العينين في الصلاة
وهم يفعلون هذا ويقولون هو أخشع لنا فنقول لهم جزاكم الله خيرا لحرصكم على الخشوع ولكن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان ينظر إلى محل السجود.

ولكن قال أهل العلم إذا كان في قبلة المصلي ما يحول بينه وبين الخشوع من الزخرفة أو غيره مما يشوش عليه قلبه جاز له التغميض والله أعلم.

ومن الأمور التي يفعلها بعض الناس عفا الله عنهم في الصلاة الالتفات في الصلاة فتجده يلتفت قليلا إما يمينا وإما شمالا وهذا خطأ لا يليق بالمصلي أن يفعل هذا فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال ذلك اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد
وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التفات كالتفات الثعلب .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى والمراد بالالتفات المذكور مالم يستدبر القبلة بصدره أو عنقه كله .ومقصود الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى أن المصلي إن استدبر القبلة بصدره أو عنقه كله أدى هذا إلى بطلان الصلاة .

وإن من يسر الإسلام أيها الإخوة الكرام أن المصلي إذا احتاج إلى الالتفات جاز له هذا فقد جاء في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال : اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد وأبوبكر يُسمع الناس تكبيره فالتفت إلينا فرآنا قياما فأشار إلينا ... الحديث.
فهنا قد التفت النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وقد استنبط أهل العلم رحمهم الله تعالى أن الالتفات إذا كان لحاجة جاز والصلاة صحيحة والله أعلم.

ومن أخطاء المصلين أيها الأحبة الكرام العبث في الصلاة فبعض الناس يعبث في صلاته إما بغترته أو ثوبه أو يكثر من الحركة بشكل كبير
وهذا فيه إذهاب للخشوع
والنبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة الكرام رضي الله عنهم اسكنوا في الصلاة .
بل قال أهل العلم إذا أكثر الرجل من الحركة المتوالية بحيث لو رآه من كان بجانبه لقال إنه لا يصلي فإن هذا مبطل للصلاة فلا بد أن ننتبه من هذا الأمر حتى لا نقع فيه.

ولكن إذا كان العمل قليلا كحك الرأس مثلا فإن هذا لا يبطل الصلاة ولا يؤثر فيها وحكى بعض أهل العلم الإجماع على عدم بطلان الصلاة بالعلم القليل لأن الإنسان لا يخلو من عمل قليل فعفي عنه ولكن الأولى أن ينشغل المصلي في الصلاة إلا بالصلاة والخشوع فيها .

ويجوز للمصلي أيها الأخوة الكرام قتل الحية والعقرب وكل ما يضر

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية والعقرب. أخرجه أبوداود والنسائي .

ولا بد أن ننبه على خطأ يظنه بعض الناس فبعض الناس يردد ويظن أن هذا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أكثر من ثلاث حركات في الصلاة تبطل الصلاة وهذا ليس بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا القول أيضا ليس بصواب وفيه مشقة وتشديد فالعمل اليسير لا يبطل الصلاة وإن كان الأولى للمصلي تركه والانشغال بالصلاة.
ومن أخطاء المصلين أيها الأحبة فرقعة الأصابع في الصلاة فهذا أمر لا يليق بالمصلي أن يفعله
فعن شعبة مولى ابن عباس رضي الله عنه قال : صليت إلى جنب ابن عباس ففقعت أصابعي فلما قضيت الصلاة قال : لا أم لك تقعقع أصابعك وأنت في الصلاة . أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه بإسناد حسن , فقد أنكر ابن عباس رضي الله عنه على مولاه شعبة هذا العمل لأنه من الأمور التي لا يليق بالمصلي أن يفعلها .

ومن الأمور القبيحة التي يقع فيها بعض الناس في الصلاة الضحك فيها فبعض الناس يتذكر أمرا مضحكا في الصلاة فيضحك أو يمر بالقرب منه زميله فيضحكه فيضحك
وهذا أمر قبيح جدا
فكيف يا أخي المسلم تُضحك من كان في صلاته مقبلا على ربه
واعلم بارك الله فيك أن الضحك في الصلاة يبطل الصلاة فقد قال العلامة ابن المنذر رحمه الله تعالى وأجمعوا على أن الضحك في الصلاة ينقض الصلاة .

فإياك من الضحك في الصلاة لأن الصلاة لا تصح إذا ضحك المصلي في صلاته أما التبسم فإن الأولى للمصلي أن لا يتبسم أيضا في صلاته ولكن إن تبسم فصلاته صحيحه والله أعلم.

نسأل الله أن يوفقنا لكل خير وأن يجنبنا الفتن والشر والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

والبقية تأتي إن شاء الله

====================

منقول
بومزنة
بومزنة


من أخطاء المصلين(6)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

أيها الإخوة الكرام : لا زلنا نتحدث عن شيء من أخطاء المصلين حتى نجتنبها ونبتعد عنها :

فمن أخطاء المصلين :

عدم قراءة سورة الفاتحة بطريقة صحيحة سليمة فبعض الناس عفا الله عنهم يخطئ في سورة الفاتحة
فيقول مثلا :الحمدْ لله رب العالمين بتسكين الدال والصواب الحمدُ بالضم فعليك أخي الكريم أن تحرص على قراءة سورة الفاتحة بطريقة صحيحة وعليك أيضا أن تحرص على تعليم أبناءك وبناتك القراءة الصحيحة .

ومن أخطاء بعض المصلين

أنك تجد بعضهم يسبق الإمام في قول آمين فالإمام لم يقل آمين وتجد هذا المصلي قد قال آمين
وهذا خلاف السنة
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وإذا أمّن فأمنوا
أي إذا أمن الإمام يؤمن المأموم
فالصواب أن لا تسابق الإمام وهذا أمر ممكن خاصة مع وجود مكبرات الصوت التي تنقل الصوت فيتضح للمصلي متى قال الإمام آمين ومتى لم يقل .

ومن الأخطاء المتعلقة بسورة الفاتحة
قراءتها بسرعة كبيرة جدا وهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ الفاتحة ويقطعها آية آية : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وهكذا إلى آخر السورة وكذلك كانت قراءته كلها يقف على رؤوس الآي ولا يصلها بما بعدها.

والسرعة في قراءة سورة الفاتحة قد تُذهب التفكر فيها والتدبر فيها .

ومن الأمور التي يقع فيها بعض المصلين قول آمّين بدل آمين أي يشدودن الميم وهذا خلاف الصواب فقل آمين بدون شدة ومعنى آمين آخي الكريم اللهم استجب ومعنى آمّين بالتشديد القصد .

ولابد أن ننتبه إخواني الكرام إلى أمر هام وهو إذا كان معنى آمين اللهم استجب إذاً هناك دعاء في سورة الفاتحة فلا بد أن ننتبه لهذه السورة العظيمة التي وردت لها فضائل عظيمة جدا واذكر حديثا واحدا في بيان فضل سورة الفاتحة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ عَلَى أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَا أُبَىُّ ». وَهُوَ يُصَلِّى فَالْتَفَتَ أُبَىٌّ وَلَمْ يُجِبْهُ وَصَلَّى أُبَىٌّ فَخَفَّفَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ مَا مَنَعَكَ يَا أُبَىُّ أَنْ تجيبني إِذْ دَعَوْتُكَ ». فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إني كُنْتُ في الصَّلاَةِ. قَالَ « أَفَلَمْ تَجِدْ فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَىَّ أَنِ (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) ». قَالَ بَلَى وَلاَ أَعُودُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ « تُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ في التَّوْرَاةِ وَلاَ في الإِنْجِيلِ وَلاَ في الزَّبُورِ وَلاَ فِى الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا ». قَالَ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كَيْفَ تَقْرَأُ في الصَّلاَةِ ». قَالَ فَقَرَأَ أُمَّ الْقُرْآنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « والذي نفسي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ في التَّوْرَاةِ وَلاَ في الإِنْجِيلِ وَلاَ في الزَّبُورِ وَلاَ في الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا وَإِنَّهَا سَبْعٌ مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الذي أُعْطِيتُه))

أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

فلنحرص على التفكر والتأمل في هذه السورة العظيمة الجليلة وأيضا فلنحرص على قراءتها بطريقة سليمة مجودة متذكرين قول الله تعالى ( ورتل القرآن ترتيلا ).

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أيها الأحبة الكرام يأمر تحسين الصوت عند قراءة القرآن فقد قال صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا .وكان يقول : إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعته يقرأ حسبتموه يخشى الله .

فاحرص بارك الله فيك أن تقرأ القرآن بصوت حسن فتنال الأجر والثواب .

ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المصلين قراءة القرآن حال الركوع أو السجود فقد قال صلى الله عليه وسلم ( ألا إني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ).

فقراءة القرآن لا تصح في الركوع أو السجود لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن ذلك .

ولكن قد يشكل على بعض الإخوة جزاهم الله خيرا أن هناك أدعية عظيمة وردت في القرآن مثل ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) فهل الحديث الذي سبق الذي فيه النهي عن قراءة القرآن حال الركوع أو السجود يشمل هذا الدعاء فالجواب لا يشمله لأن المصلي إن قال ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قد قصد ونوى الدعاء ولم ينو قراءة القرآن .
واحرص أخي الكريم واحرصي أختي الكريمة على الاجتهاد في الدعاء حال السجود فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق ( وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم)

فإن قال قائل هل يشرع الدعاء في الركوع ؟

فالجواب نعم ولكن الدعاء في السجود أفضل وأولى وقد بوب البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه باب الدعاء في الركوع ثم ذكر رحمه الله تعالى حديث عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي .
ففي هذا الحديث دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم حال الركوع بقوله ( اللهم اغفر لي ) .

ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس ظنهم أن من كرر سورة واحدة بعد قراءة سورة الفاتحة في الركعة الأولى والثانية أن فعله خطأ وليس بصواب , وما يظنه هؤلاء الناس ليس بصواب
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في الركعة الأولى والثانية سورة الزلزلة فكررها النبي صلى الله عليه وسلم في الركعتين إذا فمن صلى وكرر سورة واحدة في الركعتين فصلاته صحيحة ولا تثريب عليه .

ومن السنن التي يفرط بها بعض الناس عدم قراءة سورة الكافرون وسورة الإخلاص أي قل هو الله أحد في سنة الفجر وسنة المغرب فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في الركعة الأولى بقل يا أيها الكافرون وفي الثانية بقل هو الله أحد في سنة الفجر وسنة المغرب فلا تفرط في هذه السنة الواردة .

وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أيضا أنه كان يقرأ في الركعة الأولى من سنة الفجر (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا )إلى آخر الآية من سورة البقرة وفي الركعة الثانية( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) إلى آخر الآية من سورة آل عمران .

فهذا أيضا مما ورد عنه صلى الله عليه وسلم .

فلنحرص على سنن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نفرط فيها قدر الاستطاعة

نسأل الله أن يوفقنا لكل خير وأن يجنبنا الفتن والشر والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

والبقية تأتي إن شاء الله


===================

منقول
بومزنة
بومزنة

من أخطاء المصلين (7)


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

أيها الإخوة الكرام : لا زلنا نتحدث عن شيء من أخطاء المصلين حتى نجتنبها ونبتعد عنها :

فمن الأمور التي تشاهد في بعض المساجد :

أنك تجد بعض الناس ينسى أن يغلق هاتفة المحمول في الصلاة
فإذا بك تسمع في وسط الصلاة صوت الهاتف وقد لا يشعر به صاحبه إلا بعد مدة
فيتأذى الناس ويُذهب صاحبُ الهاتف عليهم خشوعهم
فكم من مصلي ذهب خشوعه في الصلاة بسبب هذا الأمر .
بل بعض المصلين عفى الله عنهم يجعل رنين هاتفه رنينا موسيقيا وأحيانا تضاف الأغنية بكلماتها نسأل الله العافية والسلامة
وهذا أمر محرم ولا يجوز وتزداد الحرمة إن آذى المصلين في صلاتهم
فأحيانا في وسط الصلاة والناس في خشوع يتدبرون في قراءة الإمام تسمع صوتا الموسيقى في المسجد

وهذا أخي الكريم فعل قبيح ومحرم
فاحرص أخي الكريم إن كان رنين هاتفك رنينا موسيقيا أن تلغيه وتبدله بأصوات أخرى
حتى لا تقع فيما حرم الله وحتى لا تؤذي الناس في صلاتهم.

ومن أخطاء المصلين أيها الأحبة الكرام
عدم تسوية الظهر في الركوع وهذا أمر يُشاهد من بعض المصلين عفى الله عنهم
فيحني المصلي ظهره بشكل يسير ثم يقوم من الركوع وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسوّي ظهره في الركوع فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا ركع بسط ظهره وسوّاه حتى لو صُب عليه الماء لاستقر .

فاحرص بارك الله فيك على تسوية الظهر في الركوع واعلم أخي الكريم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالطمأنينةِ في الركوع فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال : لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد ينقرُ صلاتَه كما ينقر الغرابُ الدم مَثلُ الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مَثلُ الجائع الذي يأكل التمرة والتمرتين لا يغنيان عنه شيئا .
وقال صلى الله عليه وسلم أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته قالوا يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته قال : لا يتم ركوعها وسجودها .
وقال صلى الله عليه وسلم يا معشر المسلمين إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود.

فلا بد عليك أخي المصلي أن تقيم صلبك في الركوع فتركع ركوعا صحيحا كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن الأمور التي يفعلها بعض المصلين خفض الرأس في الركوع أو رفعه رفعا شديدا والذي ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يخفض رأسه ولم يكن يرفعه رفعا شديدا بل كان فعله هو التوسط بين الأمرين .

ومن الأمور التي يجدر التنبيه عليها إخواني الكرام أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع كفيه على ركبتيه وكان يفرج بين أصابعه وقال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة الكرام إذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين أصابعك ثم امكث حتى يأخذَ كل عضو مأخذه.

ويظن بعض الناس أن المصلي لا يجوز له أن يقول سبحان ربي العظيم في الركوع أكثر من ثلاث مرات وهذا ليس بصواب فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرر هذا الذكر العظيم بل بالغ في تكرار هذا الذكر في صلاة الليل حتى كان ركوعُه قريبا من قيامه.

فإذا صليت خلف إمام وأطال في الركوع فلا تسكت بل احرص أن تكرر سبحان ربي العظيم حتى تنال الأجر والثواب من البر الرحيم .

وعندما تقوم من الركوع احرص بارك الله فيك أن تقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد.

ولا حظ أخي الكريم أن السنة الوارد أن يقول المصلي ربنا ولك الحمد
ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ربنا ولك الحمد والشكر
فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .

وقد وردت أذكارٌ أخرى عند الرفع من الركوع فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ربنا ولك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد وتارةً يزيد على ما سبق: أهل الثناء والمجد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجد.

ومن الأمور التي لا ينبغي فعلها أيها الإخوة الكرام الركض والجري في المسجد من أجل إدراك الركعة فبعض الناس يركض في المسجد حتى يدرك الركعة فتسمع صوت جريه في المسجد وهذا لا ينبغي أبدا فالمصلي لا بد أن يأتي إلى المسجد في سكينة ووقار وقد سبق دليل هذه المسألة في الحلقات الماضية.

بل بعض الناس هداهم الله يقول قبل أن يدخل في الصلاة إن الله مع الصابرين أو يتنحنح حتى ينتظره الإمام وهذا خطأ لا ينبغي فعله فلو كان هذه المصلي حريصا لبّكر في الحضور إلى الصلاة.

ومن الأمور التي يحسن التنبيه عليها مسألة مسابقة الإمام فبعض الناس مثلا إذا قرأ الإمام سورة قصيرة واقترب من نهاية السورة ترك وضع اليدين على الصدر ثم بدأ يستعد للركوع وهذا لا ينبغي فلا تسابق الإمام

فقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال : أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار .

وانظر أخي الكريم إلى حرص الصحابة الكرام على عدم مسابقة النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال البراء بن عازب رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن أحدٌ منا ظهره حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا ثم نقعُ سجودا بعده.

واذكر لكم أيها الإخوة الكرام قصة لطيفة في هذا الموضوع ذكرها ابن كثيرفي البداية والنهاية :

صلى الحجاج بن يوسف مرة بجنب سعيد بن المسيّب ـ وذلك قبل أن يلي شيئاً ـ فجعل يرفع قبل الإمام ، ويقع قبله في السجود ، فلما سلّم أخذ سعيد بطرف ردائه ـ وكان له ذكر يقوله بعد الصّلاة ـ فما زال الحجاج ينازعه رداءه ، حتى قضى سعيد ذكره ، ثم أقبل عليه سعيد ، فقال له : يا سارق ! يا خائن! تصلّي هذه الصّلاة ؟! لقد هممتُ أن أضرب بهذا النّعل وجهك . فلم يرد عليه ، ثم مضى الحجاج إلى الحج ، ثم رجع فعاد إلى الشّام ، ثم جاء نائباً على الحجاز . فرجع إلى المدينة ، نائباً عليها ، فلما دخل المسجد ، إذا مجلس سعيد بن المسيب ، فقصده الحجاج ، فخشي الناس على سعيد منه ، فجاء حتى جلس بين يديه ، قال له : أنت صاحب الكلمات ؟ فضرب سعيد صدره بيده ، وقال : نعم ! قال : فجزاك
الله من معلّم و مؤدّب خيراً ، ما صليت بعدك صلاة إلا و أنا أذكر قولك ، ثم قام و مضى.

ومن الأمور المتعلقة بالرفع من الركوع أيها الإخوة الكرام ما نراه في شهر رمضان المبارك فبعض الأئمة عفى الله عنهم ما إن يرفع من الركوع في صلاة الوتر إلا ويبدأ بالقنوت ولكن يطيل إطالة عظيمة جدا في الدعاء بل قد يطيل في الدعاء أكثر من إطالته في الصلاة وهذا لا ينبغي أبد فقد يشق على المصلين ويتعبهم تعبا عظيما بل بعض هذه الأدعية التي يطال فيها ؛ فيها تكلف واضح فيخشى أن يكون فيها اعتداء في الدعاء والله أعلم .

ولو تأملنا الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم لوجدنها مختصرة وليس فيها هذا التطويل فالسنة السنة ففيها كل خير وكل يسر وسهولة .

نسأل الله أن يوفقنا لكل خير وأن يجنبنا الفتن والشر والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


والبقية تأتي إن شاء الله

==================

منقول
بومزنة
بومزنة
من أخطاء المصلين (8)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

أيها الإخوة الكرام : لا زلنا نتحدث عن شيء من أخطاء المصلين حتى نجتنبها ونبتعد عنها :

فمن أخطاء المصلين :

عدم السجودِ بالطريقة الصحيحة

فمن المصلين من لا يضع أنفه على الأرض وقت السجود ومنهم من يرفعُ رجلَه عن الأرض ومنهم من يبسط ذراعيه على الأرض ولابد علينا إخواني الكرام أن نتعرف على الطريقةِ الصحيحةِ للسجود التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صلوا كما رأيتموني أصلي.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أيها الأخوة الكرام يعتمد على كفيه ويبسطهما ويضم أصابعه ويوجهها تجاه القبلة.

وكان صلى الله عليه وسلم يجعل كفيه حذو منكبيه وأحيانا حذو أذنيه .
وبهذا نعرف أنّ ما يفعلُه بعض الناس من وضع اليدين بعد الرأس هو خلاف ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم .

وكان صلى الله عليه وسلم يمكن أنفه وجبهته من الأرض ولذلك لا بد عليك أخي الكريم أن تضع أنفك وجبهتك على الأرض بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا صلاة لمن لا يصيب أنفه من الأرض ما يصيب الجبين .

وقال صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه واليدين وفي رواية الكفين والركبتين وأطراف القدمين .

فنستنبط من هذا الحديث أن هذه الأعضاء لا بد أن تكون ملامسةً للأرض فلا يصح رفعها عن الأرض.

واعلم أخي الكريم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفرشُ ذراعيه على الأرض فقد قال صلى الله عليه وسلم اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب وقال أيضا: ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب.

فاحرص أخي الكريم أن لا تفعل ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه فبعض الناس قد لا يعرف الحكم فيفرش ذراعيه على الأرض .

وكما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالطمأنينة في الركوع أمر بها أيضا في السجود وقد تقدمت الأحاديثُ الدالةُ على ذلك في الحلقة الماضية ولكن نذكرُ منها حديثا واحدا حتى نتذكر ما أمرنا به قال صلى الله عليه وسلم يا معشر المسلمين إنه لا صلاة لمن لا يقيمُ صلبه في الركوع والسجود.

ومن هذا الحديث نعرف أيها الإخوة الفضلاء أن ما يفعله بعض الناس من العجلة الكبيرة في السجود وعدم الطمأنينة فيه من الأخطاء التي لا بد أن نبتعد عنها .

فلمَ العجلةُ والسرعة صلِّ باطمئنان وتلذذ بالصلاة فأنت في عبادة عظيمة .

ويظن بعض الناس أيها الإخوة الكرام أن المصلي لا يجوز له أن يقول سبحان ربي الأعلى في السجود أكثر من ثلاث مرات

وليس هذا بصواب فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرر هذا الذكرَ العظيم بل بالغ في تكراره في صلاة الليل حتى كان سجودُه قريبا من قيامه.

فإذا صليت خلف إمام وأطال في السجود فلا تسكت بل احرص أن تكرر سبحان ربي الأعلى حتى تنال الأجر والثواب من البر الرحيم .
وزد على هذا الذكر العظيم شيئا من الدعاء فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء .

فاعمل أخي الكريم بما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر من الدعاء في السجود فلعل الله أن يجيب دعاءك .

فادع بما شئت وسل الله من خيري الدنيا والآخرة فهو الكريم الوهاب ويجزل الأجر والثواب.

وقد وردت أيها الأحبة الكرام نصوص عدة تبين فضل السجود فقد ورد في الحديث الصحيح: ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة قالوا وكيف تعرفهم يارسول الله في كثرة الخلائق قال أرأيت لو دخلت صِيَرة فيها خيل دهم بهم وفيها فرس أغر محجل أما كنت تعرفه منها قال بلى . قال فإن أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء .

وقال صلى الله عليه وسلم :إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكةَ أن يخرجوا من يعبدِ الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود.

فيا من تحرص على الصلاة ابشر بالأجر العظيم من الرب الرحيم ويا من تترك الصلاة بادر إليها ولا تحرم نفسك من هذا الأجر .

وقد يفرط بعض الناس في هذا الفضل فيأتي والإمام في السجود فينتظر ولا يسجد مع الإمام وهذا لا ينبغي وفيه تضييع للأجر
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى أحكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام . أخرجه الترمذي .

وقال صلى الله عليه وسلم إذا جئتم للصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا ... الحديث .
أخرجه أبوداود.

فتأمل أخي الكريم في هذين الحديثين ففيها الحث على الدخول في الصلاة على أي حال كان الإمام .

وإذا كان المصلي يصلي على أرض حارة أو فيها شوك أو غير ذلك فيجوز له أن يضع ثوبا أو نحوه ويسجد عليه
فقد كان الصحابةُ الكرام رضي الله عنهم يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدة الحد فإذا لم يستطع أحدهم أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه إذا جلس بين السجدتين قال : رب اغفر لي رب اغفر لي أو قال : رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني .

وقد يقول قائل من المستمعين الكرام من الحريصين على الخير أنا أقول بين السجدتين رب اغفر لي ولوالدي فنقول لهذا الأخ الفاضل أو لهذه الأخت الفاضلة خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .
الدعاء للوالدين شيء مهم وهو من حقهم علينا ولكن اجعل الدعاء لهم في السجود وأما بين السجدتين فقل مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم .

والجلوس بين السجدتين ورد على صفة معينة فقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يفرش رجله اليسرى ويقعد عليها وينصب رجله اليمنى ويستقبل بأصابعها القبلة.

فاحرص أخي الكريم أن تجلس على وفق السنة أما إن كنت معذورا فلا حرج عليك ولا تثريب عليك فبعض الناس قد تؤلمه رجله إن جلس على هذه الطريقة فلا حرج عليه فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها والحمد لله ديننا دين الرحمة واليسر والسهولة .

نسأل الله أن يوفقنا لكل خير وأن يجنبنا الفتن والشر والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


===============

والبقية تأتي إن شاء الله
بومزنة
بومزنة
من أخطاء المصلين(9)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

أيها الإخوة الكرام : لا زلنا نتحدث عن شيء من أخطاء المصلين حتى نجتنبها ونبتعد عنها :

فمن أخطاء المصلين :

خطأ بعض الناس في الفتح على الإمام
فأحيانا يخطئ الإمام في قراءة سورة من السور فتجد شخصا من آخر المسجد يرد عليه ويصوب له الخطأ مع أن الذين خلف الإمام مباشرة صوبوا للإمام خطأه وأحيانا العكس يخطئ الإمام ويوجد من المصلين من يعرف أن الإمام أخطأ ومع هذا لا يصوب خطأ الإمام ويمنعه الحياء فلا تكن هكذا أخي الكريم رد على الإمام خطأه ولكن برفق .

وأحيانا يسهو الإمام في صلاته فيتحول المسجد بعد السلام إلى ساحة للحديث فبعضهم في غضب وبعضهم يتكلم عن سهو الإمام وخطأه وهذا لا ينبغي أيها الإخوة الكرام
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إياكم وهَيْشاتُ الأسواق
أي رفع الصوت بالخصومات والنزاعات في المساجد.

فاحذر أخي الكريم من الصخب واللغط في المسجد واعلم بارك الله فيك أن الإمام بشر ومن طبيعة البشر الخطأُ والسهو فلا تغضب إن أخطأ الإمام .

ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الإخوة عدم التعوذ بالله من أربع قبل السلام فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا فرغ أحدكم من التشهد فليستعذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال ) .
بل ورد أيها الأحبة الكرام أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة هذه التعوذات كما كان يعلمهم السورة من القرآن .
فاحرص أخي الكريم على هذا الدعاء ولا تفرط فيه ففيه خير عظيم فهو دعاء عظيم جدا

ومعنى فتنة المحيا أي الفتن التي يتعرض لها الإنسان في حياته وأما فتنة الممات فهي أسئلة القبر الثلاث: من ربك وما دينك ومن نبيك فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إنه أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم قريبا أو مثل فتنة الدجال
. نسأل الله أن يعافينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس عفا الله عنهم ترك الأذكارِ الواردةِ بعد الصلاة فلفرط العجلة ولكثرة المشاغل وللتكاسل أحيانا يترك بعض الإخوةِ هذه الأذكار ويخرج من المسجد في عجل فاحرص أخي الكريم بارك الله فيك على هذه الأذكار ولا تفرط فيها وقد يقول قائل ما هي الأذكار التي تقالُ بعدَ الصلاة ؟

فالجواب : هي أذكارٌ كثيرة منها :

ما رواه مسلم في صحيحه عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثا وقال : اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام .
قال الوليد أحد رواة الحديث فقلت للأوزاعي كيف الاستغفار قال تقول : استغفر الله استغفر الله استغفر الله .

وقد يسأل بعض الأحبة سؤالا فيقول : ما الحكمة من الإتيان بالاستغفار بعد الصلاة ؟

فالجواب : من الحِكم إظهار هضم النفس وأن العبد لم يقم بحق الصلاة ولم يأت بما ينبغي لها على التمام والكمال بل لا أن يكون وقع في شيء من النقص والتقصير والمقصرُ يستغفر لعله أن يُتجاوز عن تقصيره ويكون في استغفاره جبر لما فيها من نقص أو تقصير .

ومن الأذكار أيها الأحبة ماجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا فرغ من الصلاة قال : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ. رواه البخاري ومسلم .

ومعنى ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ: أين لا ينفع صاحب الغنى منك غناه وإنما ينفعه عمله الصالح.

ومن الأذكار أيها الأخوة الفضلاء ما ورد عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه أنه كان يقُولُ فِى دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ حِينَ يُسَلِّمُ « لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ». وَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ.
رواه مسلم .
ومن الأذكار الواردة عقب الصلاة ما جاء عن أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِى دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ».

فيا من تريد الأجر والثواب والمغفرة من الله لا تفرط في هذه الأذكار واحرص عليها .

ويُستحب أيها الأحبة الكرام قراءة آية الكرسي بعد الصلاة فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت . رواه النسائي في عمل اليوم والليلة.

ومعنى لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت أي لم يكن بينه وبين دخول الجنة إلا الموت .

فهذه بعض الأذكار التي تقال بعد الصلاة ذكرتها على وجه التفصيل لأن بعض الناس قد يفرط فيها ولا يعلم الأجرَ العظيمَ المترتبَ عليها فهي بحق اشتملت على خيري الدنيا والآخرة .

فاحرص عليها وتعلمها أخي الكريم وعلمها أهلك وأصدقاءك تنل بذلك إن شاء الله أجرا عظيما .

ومن السنن التي لا بد أن نحرص عليها صلاةُ النافلةِ في البيوت فبعض الأخوة الفضلاء يحرصون على النافلة حرصا عظيما فيصلون النافلة في المسجد بعد الصلاة مباشرة فجزى الله خيرا من حافظ على الرواتب واجتهد في ذلك وليبشر بالأجر العظيم على هذا العمل ولكن أيها الأحبة الكرام جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رغب في صلاة النافلة في البيوت فقال صلى الله عليه وسلم اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا .

وقال صلى الله عليه وسلم إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا .
وقال صلى الله عليه وسلم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة.

وقد بوب الحافظ النووي رحمه الله تعالى على هذه الأحاديث : باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد وسواءٌ في هذا الراتبة وغيرها إلا الشعائر الظاهرة وهي العيد والكسوف والاستسقاء والتراويح وكذا ما لا يتأتى في غير المسجد كتحية المسجد ويندب كونه في المسجد وهي ركعتا الطواف .

فإن تيسر لك أخي الكريم أداء النافلةِ في البيت فهذا أفضل وإن لم يتيسر لك فصلها في المسجد .

نسأل الله أن يوفقنا لكل خير وأن يجنبنا الفتن والشر والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

والبقية تأتي إن شاء الله


==================

منقول