نظرات في جمال التعبير القرآني للشيخ محمود شمس متجدد
من محاضرات ألقاها فضيلة الشيخ محمود شمس بمسجد الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالطائف
1. {الإسراء:37}
هذا المشي هو المذموم ، مشي المتكبر المتفاخر عبر عنه القرآن الكريم بحرف الجر (في )
أما المشي المحمود فيعبر عنه بحرف الجر (على ) اقرأ قوله تعالى {الفرقان:63}
فما الفرق بين (في ) و(على ) وهل المعنى يستقيم لو وضعنا أحد الحرفين مكان الآخر ؟
المعنى لا يستقيم أبدا لأن القرآن الكريم يقصد بالمشي المحمود : يمشي على الأرض بهدوء وسكينة ووقار ولا يلتفت إلى شهواتها وإنما هو على أمر الله يمشي .
أما المشي المذموم فيقول لك القرآن : أنت تمشي تدك الأرض وكأن الأرض ستغوص بقدميك والذي يمشي معتقدا أن الأرض ستغوص بقدميه إنما هي الحشرات الحقيرة ، وهذا الأسلوب فيه من التغيير ما يدعو إلى ترك هذه المشية . والله أعلم .
2. {لقمان:18}
الصعر : مرض كان يصيب البعير فتكون رقبته ملوية على جنب وكان العرب ينفرون من هذا البعير فكأن القرآن الكريم يقول لك : إن الإنسان ينفر من الحيوان الذي يمشي على الصفة هذه فكيف تمشي أنت بهذه الطريقة المنفرة... والله أعلم .
3. قال الله تعالى في سورة هود : {هود:31}
وقال في سورة الأنعام : {الأنعام:50}
عند النظر للآيتين نجد أنه في الآية الأولى لم يكرر (لكم ) بخلاف الآية الثانية فما السر في ذلك ؟
الجواب : نجد أن آية سورة هود وردت على لسان نبي الله نوح ـ عليه السلام ـ وعند التأمل في السياق العام للقصة نجد أن الآيات كلها فيها تلطف وترحم من نوح لقومه ولذلك قال الله تعالى في أثنائها : ( ولا أقول إني ملك ) ولم يكرر كلمة(لكم ) وذلك لأن التكرار يفيد التأكيد ، والتأكيد له معاني فلو كرر كلمة ( لكم ) هنا لكانت للتأكيد ولأفادت معنى التعنيف والتوبيخ لقوم نوح والسياق لا تعنيف فيه ولا توبيخ بل فيه التلطف والتودد فناسب أن لا يكرر في هذا الموضع .
أما موضع سورة الأنعام نجد فيه أمر الله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يقول لهؤلاء الجبابرة المشركون الذين ادّعوا وقالوا: {الفرقان:7} أمره أن يخاطبهم ويقول لهم (لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللهِ وَلَا أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ. . ) فناسب هنا أن يكرر ( لكم ) ليفيد التعنيف والتوبيخ . والله أعلم .
4. قال تعالى في سورة البقرة {البقرة:126}
وقال في سورة إبراهيم {إبراهيم:35}
للعلماء كلام كثير وخلاصة الكلام أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ دعا بدعوتين :
الدعوة الأولى : عندما كان هذا المكان ليس بلدا وليس فيه سكنى فدعا له بأمرين :
1. أن يكون بلدا
2.أن يكون آمنا (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا)
أما الدعوة الثانية فدعا لهذا المكان الذي صار بلدا بأن يكون آمنا (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آَمِنًا ) والله أعلم .
عمة ماجد @aam_magd
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عمة ماجد
•
لا إله إلا الله
الصفحة الأخيرة