koketa

koketa @koketa

كبيرة محررات

هل تعرف كيف تحب الاخرين

الأسرة والمجتمع

غزو جديد نتعرض له ولكن هذه المرة من داخل بيوتنا إنه غزو "النكد" الذي إذا استسلمنا له فإننا بلا أدنى شك سنفقد دورنا الإنساني .. بهذه الكلمات تبدأ المستشارة حنان زين الكاتبة والباحثة في العلاقات الزوجية ندوتها حول "التواصل الأسرى في ظل الضغوط الحالية".

تقول حنان زين إن الأسرة الذكية لا تستسلم لهذا الغزو خاصة وأنه يلاحق الأجيال الجديدة وأن له انعكاسات خطيرة على الأبناء وتمحور الفرد حول ذاته بحيث يصبح الفرد لا يفكر إلا بنفسه .

ومن هنا ينقطع التواصل الخارجي بين الفرد و المحيطين به : (الجيران، الزملاء، الجد والجدة..) بحجة أن ذلك أفضل ، كما تتقطع الصلات بين أجزاء الأسرة ذاتها فكل فرد يخلو بنفسه في حجرته ولا تجتمع الأسرة اللهم إلا عند مشاهدة التلفاز وتتفككك العلاقات في حين أن الغرب بدأ يتزايد عنده الاهتمام بالأسرة في حين بدأت الصلات عند الشرق تضعف ولم تعد بنفس القوة وهنا ندق جرس الخطر ونتفق أن هناك شئ مفتقد وهو التواصل الأسرى من الداخل ومن الخارج مع المجتمع.

التلاحم الأسري ضرورة لا غنى عنها

وتؤكد مستشارة العلاقات الزوجية حنان زين إن السعادة لا تأتى صدفة بل يجب أن نخطط لها فيجب أن يخطط الزوج والزوجة لذلك قبل زواجهما ويبحثا عن الفهم المتبادل حتى لا يكونا كـ"القطة التي قتلت صاحبها" .

وتشير إلى أن الإنسان له احتياجات ثلاثة هي الاحتياج النفسي والاجتماعي والجسدي ؛ الاحتياج النفسي يحتاج إلى إشباع معنوي فمثلا المرأة التي تعود من عملها أو من السوق مجهدة وتخبر زوجها أن الجو حار أو أنها تعبت وما إلى ذلك .. فيقول لها الزوج بتلقائية وما الذي جعلك تخرجين الآن وهو ربما لا يقصد مضايقتها ولكنه لا يدرك احتياجاتها المعنوية وأنها تحتاج لكلمة تريحها مثلا "ربنا يعينك" ... والعكس أيضا مع الزوج الذي قد يشتكى للزوجة من شئ في عمله ، فتقول له "أنت عصبي" .. أو"ألم أقل لك ألا تفعل كذا" .. وهنا لا يتم إشباع الجانب النفسي وهو جانب هام جدًا إذا لم يتم إشباعه تكون الحياة صعبة جدًا . فمطلوب إشباع نفسي من الطرفين وأن يكون هناك فن الطلب بالأسلوب المناسب وبالوقت المناسب وقدرة على الحوار وهذا علم التنمية البشرية والتي عبر عنها رسول الله في حديثه "إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم" صدق رسول الله ..

العتاب يقتل الحب

ونحن نحتاج إلى عطف إنساني وعلى كل طرف أن يقدر مجهود الطرف الآخر ، ويجب أن نعلم أن لا أحد ينجح بالعتاب فالعتاب قاتل للحب والسعادة بل يجب ذكر الإيجابيات ثم السلبيات ، ولنعلم أن استمرار العتاب يعنى افتقاد التواصل وفقدان فن التعامل مع الأزمة مما يعطى سيناريو خاطئ للأبناء عن التعامل مع الأزمة.

والاحتياج الثاني هو الاحتياج الاجتماعي والفكري بأن ننظر إلى الجزء الممتلئ من الكوب وأن يحافظ الزوجان على الحب والاحترام بينهما والاحترام قد يولد حب أما الحب بدون احترام فلا قيمة له ، وإذا فشلنا في تجربة نكتفي بخسارة موقف ولا نخسر الشخص بل نفتح باب التصافح والتغافر بحوار صريح وهادئ يقر فيه كل طرف بما اقترفه من أخطاء فنصنع التواصل ، ولا بد أن يضع كل طرف نفسه مكان الطرف الآخر ليعلم ما احتياجات هذا الطرف وما هي مشاعره وفقًا للمثل المصري "لاقيني ولا تغديني" فالإنسان قادر على التحمل لكن إذا كان متحمس نفسيًا.



وتضيف حنان زين إننا نفتقد الحماسة الزوجية وأصبح العمر يمر على الزوجين وقد تنازلا عن أحلامهما في الشباب عن الزواج والحياة الزوجية بسبب عدم وجود الزواج وحكمنا على الزواج بأنه نظام فاشل لكن الحقيقة أن الفشل يكمن في عدم معرفتنا كيف ينجح الزواج فالزواج مودة ورحمة .. يقول الله تعالى {ومن آياتهِ أن خلقِ ََلكم ِمن أنفُسِكم أزواجًا لتسكُنوا إليها وجعل بيَنكم مودةً ورَحمة إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرُون} .. فالسكن في الآية هو سكن الجوارح والعواطف والأبدان فبذرة المودة والرحمة يتم روايتها من الطرفان .

وتؤكد المستشارة حنان زين أنه ما من مشكلة أسرية إلا وكان أساسها افتقاد الحوار، ولا نطلب في عصر السرعة أن يكون الحوار بالساعات بل تكفى دقائق وثوان لإحداث جو لطيف ، وهناك دور لـ"اللغة غير اللفظية" وهى لغة النظرات واللمسات و"الطبطبة" وهذه الأخيرة قد ثبت علميًا أنها تقلل الضغط العصبي وتمتص الانفعال ولدينا نماذج حوار سيدنا إبراهيم وإسماعيل وكان لديهما ضغوط كبيرة ، فلا نتعلل بحجة الضغط فقد كان على سيدنا إبراهيم ضغط كبير عندما أمِر بذبح ابنه .

والمرأة أيضًا عليها ضغوط لكن كلمة طيبة من زوجها وأجواء دافئة وأسلوب رقيق في الطلب يجعل الأمور سهلة، وكثير من معاناة النساء تتمحور في أن أزواجهن لا يحاوروهن ، وهناك لفتات بسيطة يستطيع أن يفعلها الزوج مهما كان مشغولا ، ويمكنها أن يتفاعل مع زوجته وينبئها بأخباره ويمنحها نظرات شكر وتقدير والابتسامة التي توصل رسالة أن الشخص سعيد بوجود الطرف الآخر. وكذلك يجب أن نتفاعل مع الأبناء في جو هادئ.

وتشير المستشارة حنان إلى أننا نحتاج لدعم هذا الدور المعنوي عبر المجلات والندوات ومواقع الإنترنت.

حب بلا تحفظات

الاحتياج الجسدي هو الاحتياج الثالث ويتم عبر الثقافة الجنسية الصحيحة وهى معلومات هامة جدًا لأنها تحمل جانب كبير من جوانب الإشباع نحتاج لمعرفتها وتدريسها بأسلوب صحيح للشباب وقد ذكر القرآن كل هذه الأمور.
وتنصح حنان زين الطرفين "الزوج والزوجة" بأن يراعى كل منهما الخطوط الحمراء للطرف الآخر كاحترام الأهل وعدم الإهانة فيفقد الطرفان الاحترام المتبادل وبالتالي لا يحترمهما أبنائهما ، ويجب إعطاء الحب بلا تحفظات فالحب دائم لكن الكره يكون للسلوك وهذا الخطأ تقع فيه الأمهات تجاه أطفالها بان تقول له "إذا فعلت كذا أحبك" فيتكون عند الطفل حصيلة أنها لا تحبه وتحصل قناعة للشباب بذلك لكن يجب أن نعطى الحب بلا تحفظ وننتقد السلوك الخاطئ .






وتشير إلى أن نسب الطلاق وغضب الأبناء في "بيوت العيلة" تكون أق من البيوت الزوجية المنفصلة عن الأهل لأن الأولى يكون فيها مراجعة من الأهل إذا غضبت الزوجة أو حدث اختلافات بين الابن وأبيه .. لكن هذا لا يمنع وجود خصوصية الزوج والزوجة داخل "بيت العيلة" ، وتقر المستشارة الأسرية حنان زين أن العملية التعليمية كان لها دور في تقطيع الأواصر العائلية لكنها تدعو لتخصيص أوقات لتجديد التواصل مع الأقارب وتحديد الواجبات اليومية والأسبوعية والشهرية من اتصالات هاتفية وزيارات وعزومات لأن الأبناء عندما يرى من أبويهما تجاهل صلات الأرحام يكون الأب والأم أو من يقطعهما الابن وقت انشغاله .


وفى النهاية تنصح المستشارة حنان زين الأزواج والزوجات بالعمل على التخلص من ضغوطهم بما يعرفونه لذلك مثلا بالتحدث مع صديق أو قريب "دون إفشاء الأسرار"، أو بالتمشية والعمل على تجديد النفس واستعادة جمالها حتى يستطيعوا التواصل بحب ودفء.




****
5
608

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الحلوه الحلوه
مواضيعك كلها مفيده ... الله يجزيك كل خير
~¤§الآآآآســـره§¤~

ما شاء الله عليك يا كوكيتا كل موضوع احلى من اللي قبله

جزاك الله خير
أم أنس وميدو
أم أنس وميدو
كوكيتا روعة، جزاك الله كل خير
koketa
koketa
مشكورين على الردود والمرور
el3rooos
el3rooos
مشكوره حبيبتي