قصة عراقى ينتظر الموت كل صباح

الملتقى العام

واشنطن بوست" تروي قصة عراقي ينتظر الموت كل صباح
أوردت صحيفة واشنطن بوست مقالة لشاب عراقي يصف فيها كيف يقضى أيامه في بغداد ويتحدث عن معاناته وعن السبل التي غالبا ما يلجا إليها لتذليل الصعاب، وأول شئ يخطر بباله كل صباح " متى سأموت وكيف؟".
محمد طبيب الأسنان العراقي الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملا قال في بداية مقاله إن أول شيء يخطر على باله عندما يستيقظ هو: "متى سأموت وكيف؟ هل سيكون ذلك بطلقة نار في الرأس؟ أم هل سيحولني انفجار إلى أشلاء متناثرة؟ أم هل سيقبض علي عند نقطة تفتيش للشرطة لأسباب طائفية ثم أعذب قبل أن أقتل ويرمى بي إلى جانب الطريق؟"
حال محمد وقت استيقاظه يوميا هي جبين يتصبب عرقا وعضلات تئن تحت وطأة ليل طويل لا كهرباء فيه وطقس أقرب ما يكون لحر جهنم.
قبل الذهاب إلى العمل يلقي محمد نظرة على زوجته وهي نائمة، فيتساءل عن مصيرها لو سابقه القدر ولم يعد إليها، هل ستتعرف على جثته؟ وهل ستتمكن من دفنه بطريقة ملائمة؟
عاد " محمد" مع زوجته من الأردن العام الماضي بعد أن يئس من الحصول على عمل هناك وغير اسمه واسم عائلته, وهو الآن يعمل في عيادة لا تبعد عن مكان سكنه سوى ربع ساعة مشيا، لكنه كلما لاحظ تباطؤ سيارة وهي تمر بجانبه انتابه قلق شديد وتزايدت دقات قلبه ودعا الله أن لا يكون الأمر اختطافا.
يصف محمد ما يمر به في الطريق من دمار وحفر وطلقات فارغة، فيشعر أن كل شيء من حوله يدل على أن الموت يتطاير في الهواء.
بعد وصوله إلى مكان العمل يبدأ بتحية الحراس بطريقة مهذبة جدا، لأنه يفكر أنهم ربما كانوا أعضاء في مليشيات، ولأن كل إنسان في بغداد مدان حتى يثبت عكس ذلك.
داخل العيادة يلاقي زملاءه جالسين في الحديقة لأن الديزل قد نفد والمرضى ينتظرون وصول التموينات، فيتجاذب معهم الحديث حول الأوضاع المتردية .
لكن الجميع متفقون على أن الخاسر الوحيد هو المواطن العراقي النزيه والوطني الذي لم يعد يرى في الديمقراطية والتحرر والحرية سوى سراب بعيد المنال ولم يعد يهمه سوى الحياة بصورة طبيعية.
بعد عودته إلى البيت، وعلى طاولة الغداء تبدأ زوجته تحدثه عن الخوف الشديد الذي ينتابها والملل وفقدان الأمل ثم تسأله عن متى سيغادران العراق أم هل سيظلان هناك حتى يغيب الموت أحدهما عن الآخر.
محمد يقول إنه لا يريد أن ينجب أطفالا في العراق لأن أطفاله يستحقون أن يولدوا في بلد آخر ولا يريد أن يكرر خطأ والديه.
في المساء يستمتع هو زوجته بالتسوق وتصفح الانترنت، لكنه لا يستطيع أن يستقل سيارته لأنه قد يقتل من أجلها.
بعد الاستيقاظ في اليوم الموالي تعود نفس الأسئلة إلى خاطرة محمد: "متى سأموت؟ متى سينتهي هذا؟
5
533

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

وجدوحنين
وجدوحنين
لاحول ولاقوة الا بالله مساكين العراقيين :icon33: حياتهم على كف عفريت:( الله يساعدهم من اللي هم فيه :angry2:
نجمة نيسان
نجمة نيسان
مشكورة حبيبتى على مشاعرك الطيبة بس هذا شيء قليل من كتير يحصل فى العراق هذا مثل بسيط جدا لحجم الدمار والجرائم الي تحصل فى العراق كل يوم
عيوشه
عيوشه
حال هذا الطبيب هو احسن حال ممكن ان تراه في العراق , على الاقل هو ليس له اولاد يحمل همهم , وله عمل يعيش منه لكن الكثيييييييييييرين غيره لهم من المصائب ما هي اسوء بكثير

جزاك الله خيرا اختي نجمة نيسان
والله يعين كل عراقي شريف على عيشته
الأم الحنونة
الأم الحنونة
كان الله في عونهم وفرج همهم
عاجبني المنتدى
جزاك الله خيرا أختي نجمة نيسان

ضروري نقرا امثال هالقصة على طول عشان ما ننسى معاناة الشعب العراقي و ندعو لهم باستمرار و نحمد ربنا على نعمة الأمن و الأمان