هذه الرسالة وجدت بعد مقتل الابنة .

الأسرة والمجتمع


أمي أبي أرجوكما إفهماني و لو مرة

مهما حاولت التقرب منكما لا فائدة ، فكلما فتحت أي موضوع معكما وبه أريد فقط التقرب إليكما ، تفهماني غلط وتسيؤوا لي ولصديقاتي ، فأي كلمة وأي فكرة أعبر عنها تأخذوها على أنها انحراف عن الطريق وكل فتيات العالم من قبلي انحرفوا وضلوا الطريق لأنهما اتبعوا نفس أفكاري ونفس طريقتي وحتى كأن عندهم نفس صديقاتي .
لا أدري لماذا ؟
هل لأنكم تربيتم على هذه الطريقة واتبعوها أهليكم فاتبعتوها معي ؟
طريقة عدم الثقة وعدم التصديق والشك بكل كلمة تنطقها البنت.
أم لأن القصص التي تسمعوها عن بنات هذا الجيل وتحررهن وفسادهن جعلكم تظنون بي الظنون وتعاملوني وكأنني واحدة منهم .
نعم أنا أخاف الله عز وجل وعلى هذا تربيت وكبرت .
أعلم أن علي احترامكما وهذا حق وواجب علي ولكن إن لم تحترموني وتحترموا أفكاري وصديقاتي وكلماتي فكيف سأحترمكم؟
آسفة هذه قلة أدب ...نعم أعلم ...، ولكن افهومني ولو مرة واسمعوني للنهاية ولو مرة دون مقاطعة أو عقاب أو حرمان أو زعل أو غضب أرجوكم.
دائما أقوم بجد وأحاول جهدي أن أعمل أعمالا تسعدكم ، ونجاحي خير دليل على جهدي هذا ، وما أدرس ولا أتعلم إلا لأجل إسعادكم و لرؤية الفرحة على وجوهكم .
ومع هذا لا أرى التقدير والامتنان لجهدي المبذول .
إنني دائما أسمع أنه هناك عدة أساليب عن التعبير عما يجول في خاطر الإنسان، أما أنا فلم أجد إلا طريقة القلم والورقة لأعبر عن شعوري اتجاهكم كمربين لا كوالدين ، فأنتم رغم أي شيء والدي الحبيبين والله أوصاني بكما ولو أردت أن أعدد أفضالكما لجفت الأقلام وما انتهيت .
أما كمربين فاعتقد أنكم فشلتم معي كما فشلتم مع أخي الذي هرب منذ سنتين ولم نسمع عنه شيئا .
إن التربية علم فن لا وراثة فيها أو اتباع لخطوات زمن ماضي انتهى وجيل غير جيلنا .
أنا أكتب هذه الكلمات عسى ولعل نصلح ونعيد بناء العلاقة بيننا ، ولعلها تصل لآباء جدد قد يستفيدوا من رسالتي هذه قبل فوات الأوان .
وهذه لأول مرة أقولها وأفصح فيها عن سري ، وهو أني حاولت الانتحار وفكرت فيه عدة مرات ولكن لولا خوفي من الله وعقابه لي في الآخرة وخلودي في النار ، لما أوقفني شيء،ولم أكن أريد أثناء تفكري بالانتحار إلا أن تبكيا و تحزنا وتندما على تصرفكما معي ومع أخي .
إننا أولاد طيبون ولسنا شياطين كما تظنون ، نعم نحن منطلقين ونحب الانطلاق اكثر من غيرنا ، نحب الانفتاح والحرية ، ونحب الحياة وما فيها ، ونحب الاصدقاء والسهرات ونحب اللعب واللهو المباح ، ولكن هذا لا يجعلنا فاسقين مجرمين حتى تعاملوني على هذا الأساس والمنطق .
كم مرة في سنواتي التسعة عشر من حياتي يا أمي تمنيت ضمة صدر قوية منك وأنا أقول لك وأبكي ، أنا متضايقة جدا ، عوضا عن التأنيب ولومي على صحبتي لهذه وتلك وتركي وعذابي لوحدي في غرفتي.
وأنت يا أبي أين أنت كل ليلة ؟
أين أنت كل إجازة ؟
أين أنت بكل ساعة نحن بحاجة فيها لك ؟
إننا لا نراك إلا نادرا وعندما نراك تكون أمنا الغالية قد شحنتك سلبا وقصت لك قصصنا ومشاكلنا فعندما ترانا ترى وحوشا ضارية في غابة سوداء ، وأنا أعلم أن أمي لم تقصد ذلك ولكنها تريد التخفيف من وحدتها وتحمل تربيتنا لوحدها منفردة دون الشريك الزوج والأب .
هل تذكر مرة واحدة أخذتني فيها مشوار وتكلمنا عن مشاكلي ، وأنت تعلم أن عندي مشاكل .
هل تذكر مرة واحدة فتحت معي أي موضوع غير موضوع الأخلاق والطهارة والعفة والحياء ، والتحجب والاحتشام .
هل تذكر يا والدي و يا والدتي يوما ما كنا معا نلعب و نضحك ونلهو ...
إن تذكرتم فذكروني ...
والأن أريد أن أخبركم أنني سأغادركم وأعيش مع صديقتي في بيتها فقد وجدت معها ما ينقصني معكم ، افهموني أرجوكم ولو مرة ، وسأعود عندما تشتاقون لي كابنة لا كعدوة . ابنتكم التي تحبكم . س . ج
*هذه الرسالة وجدت في غرفة الفتاة بعد أن وجدت مقتولة في بيت الصديقة


فمن قتلها ؟

الأب – الأم – انتحرت – الأخ الذي عاد بعد هروب أخته من البيت – الصديقة -؟-؟-؟-


48
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

(كرمة العنب)
(كرمة العنب)
وينكم؟
السنبله الخضراء
اممممممممم
شيء محير
بس
رساله مؤثره حقا
اتمنى لو ان جميع الامهات يقرأنها
امــــاسي وونص
والله مادري بس اتوقع الصديقه
*شموع مضيئة*
*شموع مضيئة*
رسالة مهم جداً لكل أب وأم...

لكن هل هذا لغز؟!
هل هيا فعلاً أنقتلت؟!! أم على قيد الحياة؟!!
ليمونه بالنعناع
يمكن اخوه يبي يغسل شرفهم >> وجه معصب


فعلا التواصل شبه معدوم