نازك الملائكة

الأدب النبطي والفصيح


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رائدة الشعر الحر نازك الملائكة في ذمة الله

توفيت رائدة الشعر الحر الشاعرة العراقية نازك الملائكة في
القاهرة عن عمر ناهز 85 عاما بعد صراع طويل مع مرض السرطان. وأعلنت عائلة
الشاعرة الراحلة وفاتها مساء الأربعاء.
وقال المصدر في اتحاد الكتاب المصريين إن الشاعرة العراقية توفيت
في منزلها بالعاصمة المصرية، وإن موعد الجنازة سيعلن لاحقاً.
ودشنت الشاعرة العراقية عام 1947 بقصيدتها "الكوليرا" ما عرف
بالشعر الحر في الأدب العربي، ولكن في الطبعة الخامسة من كتابها قضايا الشعر
المعاصر أقرت بأن قصيدتها لم تكن قصيدة الشعر الحر الأولى بل سبقتها قصائد
نشرت منذ عام 1932.
ويرجح بعض مؤرخي الأدب العربي أن تكون هي الرائدة الأولى لهذا
النوع من الشعر العربي بعدما كتبت قصيدتها الشهيرة "اللاجئ" عن اللاجئين
الفلسطينيين عام 1948، بينما يرجح البعض الأخر أن يكون مواطنها العراقي بدر
شاكر السياب الذي رحل في الستينيات من القرن الماضي أول من كتب هذا النوع من
الشعر.
وولدت نازك الملائكة ببغداد في بيئة ثقافية وتخرجت في دار
المعلمين العالية عام 1942، والتحقت بمعهد الفنون الجميلة وتخرجت في قسم
الموسيقى عام 1949، وفي عام 1959 حصلت على شهادة الماجستير في الأدب المقارن
من جامعة وسكونسن بالولايات المتحدة، وعينت أستاذة في جامعة بغداد وجامعة
البصرة ثم جامعة الكويت. وذهبت الملائكة لتعيش في عزلة اختيارية في القاهرة
منذ عام 1990.
أهم مجموعاتها الشعرية، عاشقة الليل 1947، قرار الموجة 1957،
شجرة القمر 1968، يغير ألوانه البحر1977، للصلاة والثورة 1978.
ومن مؤلفاتها: قضايا الشعر المعاصر، والتجزيئية في المجتمع
العربي، والصومعة والشرفة الحمراء، وسيكولوجية الشعر.
ويبقى لنازك الملائكة ريادتها على صعيد المرأة العراقية بشكل خاص
والعربية عموما، حيث كانت أحد المؤثرين في الثقافة والحركة الشعرية العربية.
سيرة ذاتية وقصيدة

نازك الملائكة شاعرة وناقدة من العراق، ولدت ببغداد عام 1923،
ونشأت في بيئة أدبية خالصة من أم شاعرة "سلمى عبد الرزاق" وأب شاعر وخال
شاعر.. وقد صدر لأمها ديوان "أنشودة المجد" انتسبت إلى دار المعلمين العالية
"كلية التربية" حاليًا فتخرجت بشهادة الليسانس بدرجة امتياز عام 1944، ثم
اتجهت بوجهها شطر الولايات المتحدة الأمريكية، وتخرجت في جامعة وسكونس بشهادة
الماجستير في الأدب المقارن عام 1950. أجادت اللغة الإنكليزية والفرنسية
والألمانية واللاتينية، وعملت فيما بعد أستاذة مساعدة في كلية التربية بجامعة
البصرة. من دواوينها: "عاشقة الليل" 1947، و"شظايا ورماد" 1949، و "قرارة
الموجة" 1957، و "شجرة القمر" 1968، و"مأساة الحياة وأغنية للإنسان"1970. ولها
في النقد "قضايا الشعر المعاصر" 1962، و"علي محمود طه". جمعت أشعارها في
مجلدين بعنوان "ديوان نازك الملائكة" ونشرته دار العودة – بيروت 1971م.

قصيدة : في وادي العبيد

ضاع عُمْري في دياجيرِ الحياة
وخَبَتْ أحلامُ قلبــي المُغْرَقِ

ها أنا وحدي على شطِّ المماتِ
والأعاصيــرُ تُنادي زورقي

ليس في عينيّ غيـرُ العَبَراتِ
والظلالُ السودُ تحمي مفرقي

ليس في سَمْعيَ غيرُ الصَرَخاتِ
أسفاً للعُمْـــرِ، ماذا قد بَقِي ؟
سَنَواتُ العُمْر مرّت بي سِراعا
وتوارتْ في دُجَى الماضي البعيدْ

وتبقَّيْتُ على البحْر شِراعـــا
مُغرَقاً في الدمْع والحزنِ المُبيدْ

وحدتـي تقتلُني والعُمْرُ ضاعا
والأَسى لم يُبْقِ لي حُلماً "جديدْ"

وظلامُ العيْش لم يُبْقِ شُعَاعـا
والشَّبابُ الغَضُّ يَذْوي ويَبِيـدْ

أيُّ مأساةٍ حياتي وصِبايــا
أيّ نارٍ خلفَ صَمْتي وشَكاتي

كتمتْ روحي وباحتْ مُقْلتايا
ليتها ضنّتْ بأسرار حياتـي

ولمن أشكو عذابي وأسَايا ؟
ولمن أُرْسلُ هذي الأغنياتِ ؟

وحوالــيَّ عبيــــدٌ وضحايــا
جـودٌ مُغْــرَقٌ فــي الظُلُماتِ

أيُّ معنــىً لطُموحـي ورجائــي
شَهِدَ الموتُ بضَعْفــــي البَشريّ
ِ
ليس في الأرض لُحزْني مـن عزاءِ
فاحتدامُ الشرِّ طبْعُ الآدمـــــيِّ

مُثُلي العُلْيا وحُلْمـــي وسَمَائـي
كلُّها أوهامُ قلبٍ شاعـــــريِّ

هكذا قالوا ... فما مَعْنـى بَقائـي ؟
رحمةَ الأقدارِ بالقلب الشقــــيِّ

لا أُريدُ العيشَ في وادي العبيـــدِ
بين أَمواتٍ ... وإِن لم يُدْفَنـــوا ...

جُثَثٌ ترسَفُ في أسْرِ القُيـــــودِ
وتماثيلُ اجتــوتْها الأَْعيُــــنُ

آدميّونَ ولكـــنْ كالقُــــرودِ
وضِبَاعٌ شَرْســــةٌ لا تُؤمَــنُ

أبداً أُسْمعُهـم عذْبَ نشيــــدي
وهُمُ نومٌ عميـقٌ مُحْـــــزنُ

قلبيَ الحُرُّ الــذي لم يَفْهمــوهُ
سوف يلْقَى في أغانيــه العَزَاءَ

لا يَظُنّوا أَنَّهم قــد سحقــوهُ
فهو ما زالَ جَمَالاً ونَقَــاءَ

سوف تمضي في التسابيح سِنوهُ
وهمُ في الشرِّ فجراً ومســاءَ

في حَضيضٍ من أَذاهْم ألفـوهُ
مُظْلمٍ لا حُسْنَ فيه ، لا ضياءَ

إِن أَكنْ عاشقةَ الليلِ فكأســي
وجَمَالُ الليلِ قد طهّرَ نفســي
بالدُجَى والهمس والصمْتِ العميقِ

أبداً يملأ أوهامــي وحسِّــي
بمعاني الرّوحِ والشِعْرِ الرقيـقِ

فدعوا لي ليلَ أحلامي ويأسي
ولكم أنتم تباشيرُ الشُــروقِ.ِ
سطر المعرفة

5
697

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

داعية الرحمن
داعية الرحمن
مشكوووووووووووووووره أختي ..بإنتظارجديدك...
أختك داعية الرحمن..
Pinkish Nona
Pinkish Nona
مشكوووووووووووووووره أختي ..بإنتظارجديدك... أختك داعية الرحمن..
مشكوووووووووووووووره أختي ..بإنتظارجديدك... أختك داعية...
شكرا لـ داعية الرحمن على المداخلة اللطيفة والمشجعة
**مرفأ**
**مرفأ**
رحم الله أموات المسلمين جميعا

وأتمنى قراءة المزيد من أشعارها

شكرا لك نونا
جود6667
جود6667
يموت الشعراء وتبقى أشعارهم.!!
مشكورة أختي على الموضوع
( سكر زيادة )
( سكر زيادة )
اختلف الباحثون في إسناد ريادة الشعر الحر .. فالكثير من الشعراء نسبوا لأنفسهم شرف
السبق . ويرى بعض المؤرخين أن بداية هذا اللون الشعري في أدبنا العربي الحديث كان
في أعقاب الحرب العالمية الثانية بقصيدة لمحمود حسن إسماعيل في مجلة " أبولو " بعنوان :
مأتم الطبيعة عام 1933 .



بل كانت البداية بقصيدة " الكوليرا " حسب إفادة الراحلة بنفسها وهي من وزن المتدارك :

طلع الفجر
أصغ إلى وقع خطى الماشين
في صمت الفجر .. أصخ .. انظر ركب الباكين
عشرة أموات ... عشرونا
لا تحص .. أصخ للباكينا !!


نشرت هذه القصيدة في بيروت ووصلت نسخها بغداد في أول كانون الأول " ديسمبر " 1947 ..

وفي النصف الثاني من الشهر نفسه صدر في بغداد ديوان بدر شاكر السياب " أزهار ذابلة " وفيه قصيدة حرة الوزن له من بحر الرمل عنوانها " هل كان حبا ؟ " .... وقد علّـق عليها
في الحاشية بقوله : إنها من الشعر المختلف الأوزان والقوافي .

إضافة أحببت أن أشارككم بها ..


رحم الله نازك الملائكة وبدرا وجميع أموات المسلمين ...