تــيــمــة
تــيــمــة
حسناً .. هل انتهيتم من عملية التربيط هذه .. جيد جيد .. أشعر بأنني عصا .. اهمممممم .. أحاول جاهداً أن أوقف الحبل المؤلم هذا عن الضغط على ذراعي دون جدوى .. المزيد من المحاولات وعصر الأمعاء ثم .....



واااااااااااااااااااء وااااء وااااء



أعذروني على عدم اللباقة .. فلا طريقة أخرى أخبركم بها عن مدى قسوتكم .. ألا تفهمون ؟؟ فكوا أسري قبل أن أختنق ..



- يبدو أنه منزعج من ( الكوفلة ) ..

- لا عليك .. سيعتاد عليها بعد فترة ..



حسناً ما شأنك أنت أيتها العجوز .. ومن تكونين حتى تتدخلي فيما لا يعنيك .. الماما تفهم كل شيء .. وقد عرفت ما أريد ..





- إذن هل أنت مستعدة يا حبيبتي ؟؟

- أجل أمي .. لنذهب ..

حملتني العجوز بين يديها المعروقتين .. لماذا لا تحملني الماما ؟؟ أنا لا أريدها أن تبتعد ..

صوت الخطوات المتمهلة يطرق أذني في رتابة والدنيا تتماوج من حولي .. رأيت هيكلاً بعيداً تحاول العجوز الاقتراب منه .. وبالداخل كان هناك خيال البابا .. جميل أستطيع التعرف عليه من خلال رائحته وصوته .. إنني حقاً ماهر ..

دخلت العجوز في ذلك الصندوق والماما كذلك .. ثم دوى صوت قوي وبعدها بدأت الدنيا تتحرك حركة غريبة .. إن الحركات عنيفة .. أشعر بأنني سأطير من بين يدي هذه العجوز .. المزيد من الصدمات المجنونة .. ألا تستطيعين الإمساك بي بطريقة أفضل ؟؟

بدأت معدتي تئن .. الحليب الذي شربته يضرب جوانبها بقوة .. لالا .. لم أعد أحتمل .. لااااااااااااااااا



أعع .. أعععع .. أعع



سائل كريه يسيل من فمي .. لماذا تطلق العجوز أصوات الاشمئزاز ؟؟

لا أرى ما يقرف .. كل ما هنالك أن الحليب الذي شربته انتقل من معدتي إلى فمي ثم من فمي إلى يدها وثوبها ..



- المناديل بسرعة ألا يمكنك السيطرة على هذه السيارة المتهالكة يا محمود ؟؟

- ماذا حدث يا خالتي ؟؟ لم أنت غاضبة ؟؟

- لقد آذيت الطفل .. هاهو يخرج كل ما في معدته علي .. لا عليك يا صغيري تماسك قليلاً ..

- أمي هاتيه عنك ..

- لا .. لا بأس .. دعيني أشبع منه ..

شعرت بالإحباط .. أريد العودة للماما .. متى سأعود ؟؟



توقفت السيارة أخيراً .. ووجدت نفسي بعد ذلك في غرفة دافئة .. والأغطية تحيط بي من كل جانب .. هناك الكثير من الألوان في هذه الأغطية الجميلة .. أنا أحب الألوان ..



- تعال يا حبيبي .. الجدة تصر على تحميمك .. هيا ..

أخيراً تنفست الصعداء بعد أن أزالوا عني اللفافة البغيضة .. لكن مهلاً .. ماذا يجري ؟؟ ماذا تفعلوووووون ؟؟



وااااااااااااااااء ..



- أيها المزعج اصبر قليلاً .. ألا تريد أن تصبح نظيفاً ؟؟

- ربما الماء ساخن عليه يا خالتي ..

- حسنا ً حسناً .. اهدأ .. سننتهي بعد قليل ..



أشعر بالبرد والضيق .. هذه الجدة لا ترحم أبداً .. إنها تدعك رأسي بشيء بارد .. أنا لا أريد كل هذا .. هذا يكفي .. واااااااااااااء



- كفى كفى .. هاقد انتهينا ..



شكراً جزيلاً .. على جلسة التعذيب .. والآن هل تخبريني أين الماما ؟؟



- خذه يا محمود إلى أمه .. لا شك أنه جائع ..



حملني البابا برفق .. وراح يكلمني بنفس الطريقة المضحكة .. بينما كنت غاضباً .. وأريد أن أصل للماما بأقصى سرعة .. إنها تقترب .. أنا متأكد من ذلك ..

وفي الثانية التالية كنت أنام بجانبها على سرير ضخم .. وأشرب من حليبها اللذيذ بهناء وسعادة ..



فجأة .. اقتحم علينا الغرفة الكثير من الأشخاص ذوي الأصوات الحادة .. لم أعرهم اهتمامي فقد كان منصباً على استخراج الحليب .. إنها مهمة عسيرة يتصبب لها عرق جبيني ..



- ياله من جميل ..

- ماذا سميتموه ؟؟

- باسم ..

- باسم انظر إلي .. بووو برللللم .. بسومي .. هااي هااي .. هل أنت نائم ..



كفوا عن الإزعاج ألا يستطيع الإنسان أن يتناول وجبته بهدوء ؟؟



- خالة ناهد أريد أن أحمله .. هل تسمحين ؟؟

- حسناً بعد أن ينهي رضعته سأعطيك إياه ..

- وأنا أيضاً ..

- أنا أولاً ..

- لا بل أنا ..

أووووف اصمتوا .. وإلا سأصرخ مجدداً ..





- انظري انظري .. انه يمد شفته السفلى .. هل أنت غاضب ؟؟

- أجل .. أظن أنه يريد بعض الهدوء ..

- لكنني أريد أن أحمله ..



حين انتهينا من هذه المسرحية وضعتني الماما في سرير صغير .. ووضعت علي آلاف الأغطية .. الجو خانق هنا .. إن الأشعة الحارقة تتراكم حول جسدي .. ما أشد الحر .. أنجدووووووووني ..



كالعادة طلبت المساعدة بطريقتي التقليدية .. هرعت الماما إلى .. إنني أطمئن لمجرد وجودها .. لكنها لا تفهم ما أريد .. راحت تهز السرير قليلاً لأهدأ .. وعندما عجزت عن إسكاتي نادت الجدة ..



- أووه يا عزيزتي .. لابد أنه يشعر بالحر .. لا داعي لكل هذه الأغطية ..



غريب إن الجدة تفهم أكثر من الماما .. هل أثق بها أيضاً ؟؟



- فعلاً .. يبدو أنك محقة .. لقد سكت الآن ..



ستتعلمين كل شيء مع الممارسة يا صغيرتي .. هيا الآن .. حاولي أن تنيميه .. فالرضيع يجب أن ينام كثيراً ..



- حاضر أمي ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عليك أن تتواجدي مع طفلك حين يحتاج إلى مساعدة .. حتى ولو تعذرت عليك مساعدته .. فان ذلك يساهم في تهدئته إذ يفهم أنك موجودة لحمايته .. حاولي الاستفادة من ذوي الخبرة .. ولا تكابري .. خصوصاً إن كانت تجربتك الأولى .. انك تتعاملين مع كائن مليء بالغموض .. وعليك أن تستعيني على فهمه بكل ما أمكن ..
رنااااا
رنااااا
راااااائع أختى:26: :26:
بحور 217
بحور 217
منتهى الجمال يا تيمة


ليتك دخلت هذا العالم قبل التجربة الأولى :01:


الحمد لله على كل حال ...


لقد تعلمنا فيهم :17:
فتاة اللغة العربية
يا لهذا القلم المبدع !!


توقيع مرور فحسب

سأعود حتما سأعود

لأرتشف من نهر هذا الإبداع .
حمرة الورد
حمرة الورد
اعجبتني العصا كثيرا..:)