يا ربااااااه ... شافوه الحريم !

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعض المشاهد كتبها احد الرجال , واقرؤها جيداً لانها توضح بعض من معاناة الرجال في الاسواق . واتمنى ان تستنتجونها
.........................
المشهد الأول

من أصعب المشاوير وأبغضها إلى نفسي مشاوير التسوق ، والتسوق المقصود هنا عندما تسوقني زوجتي إلى السوق سوقاً !
في العادة تبدأ رحلة التسوق منذ اللحظة التي تأتي بها حرمنا المصون ذات مساء حالم
حاملة معها عصير الطماطم المحلّى ، والذي تعلوه طبقة من الفانيليا تزيّنها حبّة الكرز
تضعه أمامي كنادلة محترفة بانحناءة خفيفة وابتسامة لطيفة ، وتسألني عن نوع الكعك الذي أرغب بتناوله مع العصير
– بعد أن تقدم لي برقّة متناهية قائمة تحوي العديد من أصناف الكعك والحلويات –
انتفش كالطاووس حينها وأشعر بفحولة لا يضاهيني فيها أكبر فحول أم رقيبة
انتصب في مكاني وأرتشف من العصير ما يشاء الله ، وأقضم من الكعكة ما يتيسّر لي
يحدث كل ذلك والأسئلة تدور في رأسي ، منتظراً فاتورة الحساب ، فالخدمة هذه المرة مقدمة على طريقة مقاهي الشانزليزيه
لم تدم حيرتي طويلاً ، بل عاجلتني على الفور وبغنج لم أقوى على مقاومته
حبيبي وش رأيك توديني السوق ؟
بادرتها سريعاً وبسؤال أبله طالما أدمنه نصف الشعب على اعتبار أنها من النصف الأخر
وش تبين من السوق ؟
وقع عليها السؤال كالصاعقة !
اتسعت معه حدقات عينيها ، مع احمرار بسيط ، وتحوّل مفاجئ في حالة المزاج مما ينذر بهبوب أعاصير لا يمكن تحديد اتجاهاتها
وخشية أن تصل الأمور إلى أبعد من ذلك ، واصلت كلامي بطريقة احترافية
قصدي أي سوق تبينا نروح ؟
قالت : أبي اشتري فستان سهرة ، زواج بنت خالي أخر الأسبوع
قلت : دولابك متروس فساتين سهرة ، وش رأيك اختار لك فستان على ذوقي وتحضرين فيه العرس !
مطّت شفتيها وشمّقت عينيها ، ثم قالت - بعد أن أشارت باصبعها إلى صدرها –
: أناااااااااا ألبس فستان شافوه عليّ الحريم !
قفزت من مكاني بعد أن أخذتني النخوة ، حاملاً شماغي بيدي ، وأنا أردّد لله – على طريقة المسلسلات البدوية - ما تلبسين اللي شافوه عليك الحريم وراسي يشمّ الهواااا
البسي عباتك والحقيني على السيارة يا عين ابوي !


المشهد الثاني

بعد معاناة طويلة مع حركة المرور والازدحام الذي لا يطاق في مدينة جدة يصل موكب حرمنا المصون إلى السوق ، استغرق في العادة لفتين إلى ثلاث لفات حول السوق وداخل المواقف للحصول على موقف للسيارة
وفي ذلك اليوم كان الموقف مصادفة أمام البوابة الرئيسية وكأنه قد حُجز لسيارتي !
تبسّمت وقالت لي : شفت كيف أمورك ميسّرة إذا كنت معاك !
بادلتها بابتسامة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة كدليل على موافقتي لها
سيقتها في الخروج لكي أفتح لها باب السيارة - مسكتني الرومانسية غلط
دلفنا من بوابة الدخول وكأني في الغابة السوداء ، لا لون يعلو على اللون الأسود في المكان
كأنّما نحن في مجمّع نسائي لا رجلٌ فيه سواي ، وكم غيور معي ، وسط مئات المتسوقات ومئات الباعة من كافة الجنسيات !
تساءلت وقتها لماذا لا تُخصّص أسواق للنساء وجميع الباعة فيها من النساء ؟
على الأقل نرتاح من سباق الهرولة خلف نساءنا في الأسواق ، فمنها نستفيد اقتصادياً عبر الحد من بطالة الفتيات ، بالإضافة إلى حماية نساءنا من عبث الشباب المعاكس ومن تحرشات الباعة ، العرب منهم والأعاجم !
كانت فساتين السهرة تظهر من خلف فترينات المحلات ، معروضة بشكل منسّق عبر خصور دُمىّ العرض
فستان كُمّ طويل ، وفستان نص كُمّ ، وفستان من غير هدوم !
في العادة تأبى كرامتي أن أسير خلف المرأة ، ولكنّي أُجبر على السير خلفها في السوق ، كي لا التفت ولا أجدها خلفي ، فازدحام الأسواق لا يسمح لنا بالسير سوياً
كعريسين للتّو أعرسا !
كانت تتقدمني بخطوات أشبه بالمشية العسكرية ، فالسوق كبير والوقت يداهمنا والموديلات كُثر ، كنت ألحظ على الباعة أنهم يبتسمون عندما تدخل امرأة
ويقطّبون عندما يكون الداخل رجل !
عندما تتقدم زوجتي باتجاه أحدث الموديلات يتقدمون ناحيتها للتعريف بمزايا كل موديل ، وعندما يعلمون أنني فحلها يتقهقرون ولا ينبسون ببنت شفة !
في العادة ندور في المحلات طويلاً دونما السؤال عن السعر ، فالموديل يبقى الأهم ، وكأنما كل مصممي الأزياء في فرنسا وإيطاليا وزمبيقيا – اتحاد زامبيا وموزمبيق – كأنهم على خطأ ولا يفقهون شيئاً ، وزوجتي هي الوحيدة التي لها الذائقة الأرقى في الموديلات !
أحياناً ومن التململ من طول الهجولة ووقفة الخفارة بجوار تلك الدُمى العارضة
اقترح عليها فستاناً من المعروض
فلياقتي لا تساعدني على لعب شوطين إضافيين – عند الحريم استعداد تام للمشي يوم كامل في السوق
أُبادرها فاغـــــراً فمي - متظاهراً بالإعجاب -
الله ... اش رأيك في هذا الفستان ؟ بصراحة احسه لايق عليك !
تبادرني سريعاً ووووع موديله قديم ، بصراحة ما عندك ذوق !
وقبل أن أخرج من المحل لا أنسى تلقيط ما وقع من وجهي بسبب جهلي بأحدث ما وصلت إليه بيوت الأزياء في باريس وروما وصعدة !

المشهد الثالث

ما يلفت نظري حقاً هو تلك العارضات الحقيقيات اللاتي يمشين في السوق ، فإحداهن تسير بلثام ، يسير خلفها اللئام
مُذكرينها بقول الشاعر
فك اللثام يكفي هذا الحجاب *** خلّي المحاسن تبدي أنوارها
والأخرى مبرقعة ، عيناها من المكياج مرقّعة
لا لوم على الشاعر في قصيدته الذائعة الصيت البراقع
عندما قال :
الله أكبـر ياعيـونٍ ناظرنَّـي
فاتناتٍ ناعسـاتٍ ساحـراتِ
والثالثة تسير بعباءة ترسم أدق تفاصيل جسدها
فتذكرت نزار في إحدى اكتشافاته لجسد المرأة
ليس صحيحاً..
أن جسد المرأة يتلعثم عندما يرى رجلا
انه يلتزم الصمت..
ليكون أكثر فصاحة!!
قلت في نفسي لعله الصمت ، وما أكثر الأجساد الفصيحة ذلك المساء الأغبر
فردّ عليّ الشيطان ليذكرني بتكملة مقولة نزار
ليس هناك جسد أنثوي لا يتكلم بطلاقة..
بل هناك رجل
يجهل أصول الكلام...
قلت : اللهم زدني جهلاً في هذا المكان
ليس في الأسواق يا نزار
أستعيذ بالله منك ومن الشيطان ...
واصلت المسير وأنا ألعن ابليس ثلاثاً ، فمالي وللأسواق وفتنتها فهي أبغض الأماكن إلى الله
كل مشاهداتي تلك ، تندرج تحت تصنيف النظرة الأولى التي أملكها ، وطيلة رحلتي تلك وأنا في صراع مع الشيطان الذي يوسوس لي بالمزيد من النظرات ، كنت أمشي وأستغفر واستعين بالله أن يحفظ بصري من تلك المشاهد الذي لا ينجو منها إلاً أعمى البصر !
ما يُضحك حقاً أن النظرات تتعدى في بعض الأحيان النظرة الأولى ، ليس ملاحقة النظرة النظرة ، ولكن تحدث أحياناً مصادفة عند الدخول أو الخروج من أحد المحلات ، لذلك أعتبر نفسي متعادلاً مع الشيطان والتعادل معه في هذه الأماكن أشبه بالانتصار ، فخصمي يلعب وسط أرضه وبين جماهيره !

المشهد الرابع

بعد مشوار يقارب الساعة والنصف تخلّلته استراحة قصيرة لشرب بعض المرطبات استعداداً لركلات الترجيح
توجّهت وحرمي المصون إلى أحد المحلات وكان المحل قبل الأخير في ذلك المول – لزوم البرستيج
من وقفتها ، من تأملاتها ، من خطوات ذهابها وإيابها أمام كل موديل ، تنفّست الصعداء ، وعلمت أنها وجدت مبتغاها ، وقلت في نفسي لقد آن لك أن تجلس ، فألقيت بجسدي على مقعد الكاشير والذي لم يُحرّك ساكناً
فلصمته حكمة ، قد علم بفراسته أننا قد وقعنا في الشباك !
في حقيقة الأمر هو ليس فستاناً واحداً قد نال إعجابها بل هي ثلاثة !!!
طلبت من العامل عرض سريع لسعر كل منها ، أشار لكل واحد منها بسعر يفوق الخمسمائة ريالاً بعد الألف
حتى قلت ليته سكت !
نظرتْ إليّ كمن تدعوني لإخراج محفظة النقود
فطلبت منها الذهاب إلى المحل الأخير، فربما نجد الفستان الأجمل والأكمل والأمثل " وفي داخلي الأرخص "
ذهبنا إليه وبالفعل وجدنا فستاناً راق لها موديله كما راق لي سعره
وعندما بحثنا عن المقاس ، لم نجد !
أُسقط في يدي ، وتبلّد إحساسي ، وأيقنت أنني على موعد مع النحس
فإما أن أذهب إلى المحل السابق وأشتري بذلك السعر المبالغ فيه – لعلمي بتكلفته الحقيقية – وإما أن أكابر
وأذهب إلى سوق أخر وربما أسواق أخرى – لعل وعسى – فآثرت أن أعود للمحل السابق و أضحّي بنصف ما تبقى من راتبي
لأشتري لزوجتي فستاناً لم يشاهده عليها الثقلان !
مددت يدي لمحفظتي على مضض ، وانتزعت منها بطاقة الصراف وأعطيتها المحاسب ليأسر بعض نقودي بكامل إرادتي بعد أن أطلقتهم بواسطة الرقم السري ( 1345)
حينها زفرتُ زفرة كاد أن ينخلع لها قلب البائع ، وقلت لصاحبة الفستان
الحمدلله الذي كتب لنا هذه النهاية السعيدة ، لنرحل من هنا ، ثم تقدمتها لأول مرة إيذاناً بالخروج
ما لبثت أن سحبتني سحبة ، تدحرج على أثرها عقالي على الأرض

ثم قالت : باقي الشنطة والجزمة - أكرمكم الله - عشان لون الفستان !


الــنـــهــــ ما في أمل ـــــــــــاية
56
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حطام
حطام
خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ

والله حلووووووووووووووووووووووه من جد هذا حال رجالنا رحمتهم اجل يقول بداخله(( والارخص))

بس وش تسوين اظن احنا كذا وبنبقي كذا ياليت يتغير شي

يسلموووووووووووو علي الموضوع الحلو
ما لي غيرك
ما لي غيرك
ههههههههههههه
والله رحمته يحزززززززن
شيهانه®
شيهانه®
هههههههههههههههههههههه
قصه فعلا ممتعه
وأسلوب جميل للغايه
تباريح أنثى
تباريح أنثى
ههههههههههههههههههههههههههههه

حلوة .. والله ياصبرهم علينا
عاشقة التفاؤل
ههههههههههههههههههههههههه

حلوووووووووووه مررررررررررررره