أعــــاني بصمت ~
نوينا السهر مع الحزن والقهر ياجوهره فلا تبخلي ولاتتأخري ...


<<<< تعبت وهي تحدث الصفحه ..
*المــاسيـــــــه*
تحمست كملي ..الله يجزاك خير ..
يرفعون الضغط هالرجال ..
بيلسان الورد
بيلسان الورد
كملي الله يجزاااااااااااااااااااك خير
و الله اني انقهرت من تصرفه ابن اللذين
جوهرة مطير
جوهرة مطير
......(الحلقة السادسة)......








من الطارق...


قالت:لا أدري...


وقامت عروسي ترفل في مشيتها وفتحت الباب...لتجد ابن اختها...


ماذا تريد؟؟...


قال:جدتي تسأل عنك...هيا تعالي إليها....


استأذنت عروس مني وقد دخلت في طور من الامتعاض والنرفزة بسبب هذه الدعوة التي قطعت علينا جلستنا الجميلة...


أما أنا فقد بلغت بي حالة التذمر مبلغاً....تبرأت فيه من الغلاسة والغلسين والثقالة والثقيلين....


عادت عروسي بعد ربع ساعة وكأنها عادت بعد ساعات...


حيا الله القمر!!!حيا الله ست العرايس...


فقالت:أهلا وسهلا بشيخ العرسان....العشاء...يا بعد عمري على السفرة...


بالنسبة لي كنت أفضل تأخير العشاء أو حتى إلغاءه من برنامج الزيارة...


مع أنه سبق لي التفاهم مع عروسي على أن نتعشا معاً....


ومشت عروسي أمامي...وأنا خلفها أمني نفسي بعشوة عرسان معتبرة....نتبادل الضحكات واللقم...


وتطعمني وأطعمها....ونعيش بعض الأحلام ولا في الأفلام...


في البداية انتشاني فرح غامر وسرور كبير حين رأيت صالة الطعام خالية من أهل المنزل...


ورأيت الدجاج المحمر على صينية الأرز....طبعاً الدجاج حسب طلبي لأني لست من أنصار اللحوم الحمراء!!


قاتل الله أنفلونزا الطيور لم تكن شرفت وانتشرت....ورأيت صحون الفاصلويا والباميا وأطباق السمبوسك التي أكن لها كل مودة وتقدير...وصحون السلطة الخضراء التي أكلها من باب الطب والتداوي لحالة الإمساك التي أعاني منها كثيراً...با لإضافة إلى بعض أطباق الحلوى كبلح الشام...والكريم كرميلا...


وبينما كنت أنسج خيوط أحلامي الوردية وأنا أستدير حول المائدة العامرة وأضع خطط الجلوس لي ولعروسي...أنا سوف أجلس هنا وهي مقابلي وجها لوجه...لا...لا...لا....سوف أجلسها بجواري...


لأن جلسات المحبين كلما كانت أقرب كانت أطيب...


إذا بشقيق الزوجة...وابن أختها...يلجان غرفة الطعام...وقد دخلا وتدثرا بثقالة لو حُمّلت بها شاحنة لما أقلَّتها...


يا فرحة ما تمت...ويا للعشوة التي خربت...والجلسة التي فسدت....


وبدلاً من أن نتبادل اللقميات....والابتسامات....أصبحنا نسترق النظرات الحائرات...والكلمات القليلات... >>> كسر خاطري


سُدت نفسي عن العشاء....واعتبرت مجلسه ثقيلا مملا مزعجا عليَّ أن أغادره سريعا...
ولكن من باب المجاملة...كان عليَّ أن أتحدث قليلاً باستظراف مع شقيق العروس الأصغر....



الذي أخذ يكيل لي المكاييل والأرادب في مدح عائلتهم ومقدار كرمهم ونبل عاداتهم....
وأنا لا أملك إلا أن أطئطئ رأسي موافقاً ومتعجباً....



وأما الغلام الصغير ابن أختها فقد ظل يرمقني بعينين كعيني القط الذي يرقب لحمة معلقة في السقف يتحين متى تسقط لينقض عليها ويلتهمها....


كان لي مداخلة وحيدة مع عروسي التي كانت حذرة في الكلام معي على سفرة الطعام...بأن سألتها:هل هذا الطعام من إعداد يديك...


فأومأت برأسها إلى الأسفل...أي نعم....


تسلم ها الأيادي....ما شاء الله كبسة مرة ممتازة...وإيدامات في غاية الروعة...والسبموسك شيء ثانٍ...
والحلا نجم السهرة....



حقيقة لقد كانت أصناف الطعام لذيذة وشهية....ولكن وجود هذين أفسد لذتها وأغلق شهيتها...


أما هما فقد أقبلا على المائدة يلتهمان الطعام حيث تركتهما مشغولين بذلك...وأما أنا فبعد أن قمت بغسل يدي عدت إلى مجلسي لأحسب أرباحي وخسائري هذه الليلة بعد أن نغص العشاء علينا....


وخطرت لي فكرة...وقلت في نفسي:يبدو أنني وقعت على امرأة ماهرة في الطهي والطبخ...


وتذكرت المثل الشهير:أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته....ومع أنني لم أكن مقتنعا بهذا المثل لكن ربما أكون مخطئا في عدم قناعتي....


كنت أنتظر على أحر من الجمر مجيئ عروسي لأعاتبها على مخالفة الاتفاقية بيننا في تناول العشاء منفردين...وكنت منتظرا أن آخذ أقساطا من الراحة والدعابة إذا جاءت....
ولكن كانت كل هذه الأفكار أوهاما لا وجود لها في أرض الواقع....



لم تجئني العروس...بل جاء شقيقها....ثم جاء ابن أختها....والعروس ما جاءت ولا تكلمت...


ما الأمر؟؟؟...كان أخوها يحاول فتح الحديث معي عن حفلة الزفاف...وتفصيلات ذلك...وكنت أحاول تجنب الحديث معه....لأنني فضلت الحديث حول ذلك مع زوجتي نفسها...ومع شقيقها الأكبر....


ولكن صاحبنا هذا يبدو أن جبل على الإلحاح واللجاجة والجدال...وفهمت فيما بعد أنه كان يعاني من مرض نفسي كنت ضحية له تلك الليلة....


يتكلم معي يميناً آخذه شمالاً....يطلع فوق...أنزل أسفل...


كلما حصل عليه مني...وعد بأن الأمور مرتبة بإذن الله وتحتاج إلى مزيد من الوقت....


طال انتظاري للعروس...وطال صبري لتمحلات واستفزازات شقيقها...


ماذا حدث؟؟وش السالفة؟؟؟؟أتواصوا به؟؟؟....


ساعة تقريبا مضت وأنا أكابد وأعاني من ذلك الحمل الثقيل...والجليس العليل...حتى انصرف وابن أخته بعد كدت أقول:لا أعاد الله مثل هذه الليلة....


هيـــــــــــــــــــــــه أيها العرسان....يا من ترغب بالتعدد....لا بد من صــعوبات...ومن غثـــــات...ومن مضايقات...ولكن ستات الحسن والجمال..ووربات الغنج والدلال...متخصصات في إذابة جبل من جليد ثقلاء الظل...


جاءت العروس....تتبسم وتقول:ضايقك فلان(شقيقها)بأسئلته...معليش...إنه مريض....


لا يا عمري....لم يضايقني...بالعكس ولكنه أتى لي بالجنون أصنافا وأصنافا...


ودوت ضحكتها في أرجاء المجلس....وكانت ضحكة جميلة أزاحت عن كاهلي ذلك الكابوس الثقيل....


وجلست إلى جواري...وشعرت بالاطمئنان والحنان....


وإذا بالباب يطرق بعنف....


وسرعان ما طار الاطمئنان وحل الخوف....


وقامت عروسي....الله يهديك تدعو لابن أختها...دائما يستعجل ويتهور....الشاي....


لا أريد شايا...ولا ماء..تعالي يا بنت الحلال جنبي خلينا نتكلم ونستأنس ونتجاذب كؤوس الهوى والوداد...


أنتم يا الرجال دائما مستعجلون....قالت ذلك وهي تبستم وتسكب الشاي...


كم تريد ملعقة سكر؟؟؟


أحب الشاي منعنعا أو محبقاً ويميل إلى الحلاوة قليلاً....


قالت:كيف الشاي؟؟؟...


قلت:كيف الشاي؟؟؟
أحلى وأجمل من دم الغزال(هكذا حفظنا من أمهاتنا أثابهن الله)....وأحلى شيء لما أشربه من أحلى وأجمل وأرق يد في العالم....



صحيح يا شيخ....


صحيح وألف بل ومليون صحيح...


ما خلصت كلمة صحيح حتى جاء الفتى الصريح يطرق الباب ويدخل هذه المرة....لا إحم إحم ولا تستور أو دستور ولا هم يحزنون...


خالة!!!جدتي تريدك!!!!...


الله يخارجنا من هذي العجوز...ومن هذا الوليد الصغير....


معليش يا حبيبي لحظة وأرجع لك....


هاه يا بو الشباب التنغيص والغلاسة والمضايقات أكثر اليوم من الحلاوة والبهجة والتجاذب!!!!...


بقي الولد الصغير في المجلس معي....فقلت:لماذا لا أبادره ببعض الأسئلة لعلها تكشف لي شيئا من المعلومات أستفيد به خلال خوضي لهذه التجربة الجديدة...


وش اسمك يا شاطر؟؟؟..وفي أية سنة تدرس...وفي أية مدرسة....أسئلة روتينية ومختلفة...


وفهمت أن والدته مطلقة....وهو يعيش مع أمه....
حاولت التلطف معه في الخطاب لأكتفي مشاكساته وإزعاجاته....



أين خالتك يا شاطر؟؟؟


خالتي!!!!فقام على الفور...ليدعوها....فقلت في نفسي:يا الله استفدنا من هذا المشاكس الصغير هذي المرة!!!..


ولكن يا حسرة!!!!عاد المشاكس الصغير برفقة جدته حماة الهنا!!!!!....


يا الله إنك تعدي هذه الليلة على خير....


فتحت لي العجوز تاريخ حياتها...وأنها تزوجت مرتين...وبدأت تقص لي سيرتها الأولى مع زوجها الأول...


وعدلت في جلستي وكنت متكئاً...لا لأستمع حكايات في الغابرين ولكن لأضرب أخماساً بأسداس في هذه المصيبة التي وقعت على رأسي... >>> مسكين


دخلت عروسي وخرجت...ودخلت وجلست ثم خرجت....وأمها تنتقل بنا من قصة إلى قصة....على أنها أحسن الله إليها تقف عند كثير من الحكايات التي ترويها وتقصها لنأخذ العبرة والعظة منها سويا...


شفت يا وليدي كيف كان الناس؟؟؟...في أحد في ها الزمان يسوي كذا!!!!جاوبني يا وليدي...


وليدها الذي هو أنا كنت مضطرا لأجاوبها لعل في إجابتها قطعا لذلك السيناريو الفظيع الذي كاد يلتهم ليلتنا عن بكرة أبيها....


كنت أتميز غيظاً...وأما هي فكانت تفضفض وتتحدث...وكأنها كانت مسجونة عن الكلام والبشر خمسين سنة في سجن أبي غريب في إحدى جزر واق الواق....


يا إلهي..كيف الخلاص؟؟؟...والله لكأنما ابتعلت مسجلاً غذي بالكهرباء فلا يحتاج شحنا ولا تحويلاً...


حاولت مقاطعتها بلطف....وأن قصصكم معاشر الأولين والمسنين لا تمل...


اصبر...خلك تسمع..وتعرف...كم عانينا...وكم تعبنا....وأنتم اليوم يا شباب ويا بنات ما تدرون....ولا تعرفون..


رباه..هل كتب عليَّ هذه الليلة أن أسمع مواعظ طويلة لا تنتهي بالقوة والإكراه....


كنت أغلي في داخلي....


و أما العجوز فقد وجدت في العبد الفقير العريس المسكين ضالتها المنشودة لتنفس عنها عناء السنين الخوالي....


ولما طال فلم الرعب ذلك....وقد زودتها العجوز ليس حبة ولا حبتين...بل عشرون وسقاً من الحب...


دخلت عروسي مرتها الرابعة أو الخامسة...وتجرأت وقالت:
مساك بالله الخير أمي....الساعة الثانية بعد منتصف الليل...



الساعة كــــــــــــــــــــــــــــــــم؟؟؟؟....







هههههههه تذكر زوجته المسكين


جوهرة مطير
جوهرة مطير
....(الحلقة السابعة)...


صاحت العجوز:الساعة كـــــــــــــــــــم....

الساعة ثنتين....خلاص قرب الصبح يطلع....
والله يا بنيتي ما حسيت بنفسي...سالفة تروح وسالفة تجي...
والسوالف مع خطيبك يا زينها...ربي يسلم لي عمرك وعمره....والله ذكرني أيام زمان...
وكادت أن تعيد تلك الاسطوانة الثقيلة المملة لولا تدخل ابنتها الحكيم....
قامت العجوز تتهادى في مشيتها وقد أعياها طول الجلوس....واقتربت مني لتوديعي في ظاهر الأمر...
وفي الحقيقة لإعلامي بأن الزيارة أوشكت على الانتهاء...ولسان حالها يقول:تصبح على خير مع السلامة...
عرفت ذلك من بعض كلماتها التي أخذت تنال من سرعة انقضاء الزمن...ومرور الوقت وختمتها ببعض النصائح
التي تحث على اعتماد النوم مبكرا لحصول موفور النشاط وكامل الحيوية في اليوم التالي....
وأنا أهز رأسي موافقا لتوجيهاتها المباركة وقد طال وقوفها -حفظها الله-.... ثم انصرفت عنا-صرفها الله لطاعته وعبادته-بعد أن بلغ مني التذمر والملل والسآمة مبلغا عظيما...


وأقبلت عليَّ العروس وهي تبتسم...وأنا أكاد أتميز من الغيظ والحنق على الوقت الضائع مع أمها....
هـــــــــــــــــــاه....أعجبتك سوالف الوالدة....
كيف ما تعجبني...بس الله يهديها زودتها شوية حبتين...معروفات العجايز هداهن الله...
معروفات بأيش...
معروفات...الله يهديك...
قلي بأ يش معروفات...
يعني معروفات بكثرة الكلام وحب الثرثرة وو........
لا يا حبيبي...وقفْ وقفْ....أمي الله يطولي بعمرها ما هي من هذا الصنف الي قاعد تشرح فيه وتقول...
طيب...أنا من المتأسفين....وفي وصفي لوالدتك من المتعسفين....
وقلت في نفسي....يستاهل الي على بيت الحنشيَهَب أيده...
وهذه بعض من فوائد صنف من الحموات....متخصصات في جلب الكدر والتنغيص لأزواج بناتهن....ولديهنحرفية عالية في ذلك المضمار ولذلك يظل تأثيرهن في مجريات حياة الزوجين قويا وفعالا حتى مع عدم وجودهن..
بعد ذلك الفصل أردت أن أسـتأنف رحلة الرومانسية من جديد والتي قطعتها حماتي العجوز قسرا....وبدا لي أنني محتاج لنوع من التأهيل السريع لتلافي آثار تلك الجلسة الطويلة مع الحماة العزيزة وتداعياتها المريعة في نفسي....
ولكن عروسي فاجأتني بالسؤال التالي:
هاه متى ستحجز قصر الأفراح؟؟؟؟.
سؤال مفاجئ كان بمثابة هجوم مباغت لطرف استيقظ من النوم للتو!!!..
كان التخطيط الذي قررت أن أعتمده في ذلك المشروع الجديد أن يكون مبدأ الترشيد والتسهيل هو الأساس الذي سوف يقوم عليه ذلك المشروع....
ليس شحاً بالمال الذي لم يكن يتوافر في حسابي بقدر ما هو الابتعاد عن الشوشرة وخوفا من تسرب الأخبار قبل أن يكتمل المشروع....وفوق ذلك مراعاة مشاعر زوجتي الأولى الغالية على قلبي ونفسي....
هاه....أين سرحت....لماذا لم تجبني على سؤالي؟؟؟..
فقررت على الفور المواجهة ولكنني استعرت مركب الملاطفة لأصل إلى مرادي دون أن أستثير حفيظتها....فما اُستثارت النساء وأغضبن بمثل مخالفة آرائهن في عادات وتقاليد الزفاف وطقوسها المقدسة عندهن...
قلت:أنا في الحقيقة لا أشجع ولا أحبذ قصور الأفراح....وأنا أريد أن أقيم عرسا مختصرا بالنسبة على الأقل من جهتي أنا....وأما أنتِ وأهلك ِ فالأمر مفتوح لكم لدعوة من تشاءون من أقاربكم وأصدقائكم....
وأما أنا فأظن أن من سيحضر العرس من طرفي لا يجاوزون العشرين على أكثر تقدير...
كنت ألقي كلامي وأنا خائف أترقب ردة فعلها...
ولكن أين سنقيم العرس يا حبيبي؟؟؟...
عندما سمعت كلمة حبيبي تخرج من فمها وقد اتشحت بوشاح الرقة والحب أدركت أنني قد أخذت بمقاليد الحديث
في الموضوع...ولذا بدأت أعصابي تعود إلى الهدوء....وأعلنت في نفسي إيقاف حالة الطوارئ....
بالنسبة للنساء يا عمري ويا روحي سوف نقوم بتجهيز فناء منزلكم الكبير وإنارة سوره العالي...ونضع الفرش وكل ما تحتاجه المدعوات ونجلب بعض الخادمات ليباشرن الضيافة والخدمة....
وأما الرجال فقد استعد بعض زملائي أن يجهز سطح عمارتهم-وهو سطح كبير-لاستقبال الضيوف من الرجال...
كان هذا هو المتن لما جرى وخلاصة الحديث....وطبعا فقد جرى شرح طويل تتخلله عبارات رقراقة... وكلمات جذابة....كانت كفيلة بعد أن تم إخراجها في سيناريو مثير أن تقنع عروسي بإلغاء فكرة صالة الأفراح والقبول بمقترحاتي حول حفلة الزفاف....
قلت لها:دعينا من التفكير في حفلة العرس...وهيا بنا في رحلة الهوى والوداد....
قالت:لقد تأخر الوقت جدا....وأمي وإخواني لا شك أنهم متضايقون الآن من هذا الـتأخر...
ولكن سبب التأخر والدتك التي التهمت أغلب الوقت يا حبيبتي...
وفي أثناء ذلك جاء الصبي المشاكس ابن أختها يدعو خالته العروس....فخرجت وعادت بعد برهة قصيرة...
فقلت في نفسي:سوف أبادر إلى الاستئذان والخروج وآخذها برأسي قبل أن أدخل نفسي في دوامة الإحراج...
استأذنكِ يا روحي....سوف أنصرف....كنت أتمنى أن أقضي معك حتى اليوم التالي....ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن....
آآآه....كانت تلك زفرات أطلقتها العروس....معلنة بها أنها مرغمة على انتهاء اللقاء...فاستقرت تلك الزفرات في شغفاف قلبي...
ودعتها وداعا حارا....ودعتها وقد عادت طيور الشوق ترفرف فوق رأسينا ولما أفارق محياها الجميل بعد...
وعندما هممت لأخرج من الفناء وقد أمسكت بيدي بدفء فاجأتني مجددا بسؤال!!!!....
أنت مصمم يا حبيبي على إلغاء فكرة القصر نهائيا....
فقلت في نفسي:يا الله مساء خير....هل تقوض بنياني من أساسه....وهل أثرَّ عليها أحد من أهلها...خلال مفارقتها لي في تلك الدقائق القصيرة....
فاضطررت لإعادة شيء من السيناريو السابق ولكن بالحركة السريعة على عكس الحركة البطيئة....
فأظهرت قناعتها وقبولها بطيب خاطر....ووعدتها وعدا حسنا بحياة أفضل....ومستقبل زاهر...
وهكذا يصنع كثير من الأزواج حيث يطلقون لزوجاتهم في فترة الملكة وعودا خلابة وأحلاما وردية أشبه بوعود المرشحين للرئاسة في الانتخابات....
فمن الأزواج من يفي بوعوده....ومنهم من يخلف....وأما أنا فما زلت أعتقد أنني وفيٌ لوعودي...ولا أزكي نفسي.
خرجت وقد بقيت عيناي وعيناها مترابطتين بوصلة من لغة العيون التي تنمو على ينابيع المحبة...وسلسبيل المودة...
فارقتها وكأني قد رأيت دمعتين في عينيها الجميلتين تلمعان في جوف الليل الآخر....وفي قلبي من اللهفة والشوق والوجد ما الله به عليم...
ركبت سيارتي...وقد أطل التعب برأسه البغيض...وجاء طائر الحذر سريعا فوقع على عقلي وقلبي....
لقد تأخرت كثيرا...فما عساني أقول لزوجتي الأولى!!!...
انطلقت بالسيارة...وقد تجاذبتني خواطر متقابلة....وأفكار متضادة....
أفكر في عروسي فأتذكر ابتسامتها ورقتها ونعومتها وضحكها ودلالها....فتشتعل نيران الهوى والشوق في قلبي...
وأفكر في زوجتي وفي طفلي الصغيرين...فأخشى أن أعرضهم لشيء من الإيذاء والإزعاج...
وصلت المنزل وسارت الأمور على المعتاد...وإن كانت زوجتي ما زالت الشكوك تساورها....والظنون لا تكاد تفارقها....
وكان دوري في غالب الأحيان كدور المتهم الذي يحاول الدفاع عن نفسه دون جدوى...ولكن لا بد من التحمل وأما الصبر فعند فقهاء المعددين ليس له حدود....ولا قيود....
كنت ألاطف زوجتي الأولى....وأتودد إليها وأتحبب...وأتقرب....فأنا أحبها وما الحب إلا للحبيب الأول...ولكن والحق يقال-وهذا من طبيعة الإنسان-أنني كنت مشغولا بالتفكير في العروس....فالجديد له طابع قوي من الجذب والقبول....
في أحد الأيام ذهبت زوجتي بطفلينا لزيارة أهلها....فقلت في نفسي فرحا:
خلالك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري....
فانطلقت إلى الهاتف....والأشواق تسبقني إلى السماعة قبل أن أرفعها إلى أذني....
وبادرت بالاتصال على بيت العروس...وأيم الله إن قلبي ليخفق بشدة شوقا وهياما....
وكانت المفاجأة العصيبة!!!!..