أخت المقداد..
أخت المقداد..

غاليتي : شهد2
لك مني كل التحية والتقدير على مرورك الكريم

وكم تعجبني كلماتك الرقيقة واسلوبك الحماسي بغض النظر
عن اختلافي معك في الرأي

عزيزتي:
ليس لأي منا الحق في أن نحكم متى نجاهد ومتى نقعد
فقال الكريم :" أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار"

فالجهاد باااق الى يوم الدين كماذكرت سالفا
بل هو سنام المسلمين وسلاحنا للنصر

فلا أسهل من أن نسطر الكلام ونرتبه وننسقه
وكل الصعوبة في تنفيذه
فها أنا ذا أطلب منك الآن أن تأذني بالجهاد عند
حارتك ومنطقتك
وانظري

هل ستهب الخيول ويفز الرجال كما نود وتودين؟؟
بل هل من سينتفض من فراشه وهو في ليلة زفافه
ليقاتل الأعداء كما فعل الصحابة ؟؟؟؟؟

الجواب بديهي ومؤلم

فاصبري لتنالي واعلمي أنني كتبت هذه السطور لا من باب
زرع اليأس في النفوس ولكن
لنعيش في واقعنا ولنترجم السيرة العطرة التي سارها النبي الكريم
وفق ما يتماشى مع حالنا
فنحن الآن في حالة ضعف اقولها وكلي أسى
ولا مجال للانكار
فقياسها بحالة النبي الكريم وهو في مكة حين قال لصحبه
النــــــــــــــصر قريب ولكنكم قوم تستعجلون

وكل الحذر من أن نرى من خرج عن ولي أمره وكفره
بأنه بــــــــــــطل
فلاوالله ماهي بطولة بل خروووج من الاسلام عافانا الله واياك
وخير دليل على ذلك قول الرسول الكريم: " من مات وليس في رقبته
بيعه مات ميتة الجاهلية"

فأسأل الله أن ينفعني واياك بما نقول وأن يرينا الحق واتباعه
الى يوم الدين
اللـــــــــــــــــــــهم آمـــــــــــــــــــــــــين
00
الاصيل
الاصيل
رااااائع أخت المقداد ماشاء الله عليكِ ..
الله يرزقنا الشهادة في سبيله ..
جزاكِ الله خير
HAYA2002
HAYA2002
جزاك الله خيرا
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-:
((إنه في عصرنا الحاضر يتعذر القيام بالجهاد في سبيل الله بالسيف ونحوه؛
لضعف المسلمين مادياً ومعنوياً، وعدم إتيانهم بأسباب النصر الحقيقية،
ولأجل دخولهم في المواثيق والعهود الدولية، فلم يبق إلا الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة .اهـ
)).

مجموع الفتاوى(18/388 )
مجاااااهدة
مجاااااهدة
شبهة ؛ نحن في " العهد المكي "



كثيرا ما يتردد قول البعض إن المسلمين اليوم كما لو كانوا في العهد المكي، فالواجب أن يعترفوا بضعفهم ويكيفوا خطابهم وما يتلاءم مع هذا الوضع، كما نسمع من يقول إن العالم يتجه إلى الاشتراك الأممي في كل شيء، ولابد للمسلمين من أن يعرفوا أن طبيعة المرحلة تقتضي تطوير الخطاب الإسلامي ليقبل التعددية، والتعايش مع الآخر، فما ردكم؟

الجواب :

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد :

لعل هؤلاء اشتبه عليهم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد قال رحمه الله: (فلما أتى الله بأمره الذي وعده من ظهور الدين وعز المؤمنين أمر رسوله بالبراءة إلى المعاهدين وبقتال المشركين كافة وبقتال أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
فكان ذلك عاقبة الصبر والتقوى الذيْن أمر الله بهما في أول الأمر وكان إذ ذاك لا يؤخذ من أحد من اليهود الذين بالمدينة، ولا غيرهم جزية وصارت تلك الآيات في حق كل مؤمن مستضعف، لا يمكنه نصر الله ورسوله بيده ولا بلسانه فينتصر بما يقدر عليه من القلب ونحوه.
وصارت آية الصغار على المعاهدين في حق كل مؤمن قوي يقدر على نصر الله ورسوله بيده أو لسانه، وبهذه الآية ونحوها كان المسلمون يعملون في آخر عمر رسول الله، وعلى عهد خلفائه الراشدين، وكذلك هو إلى قيام الساعة لاتزال طائفة من هذه الأمة قائمين على الحق، ينصرون الله ورسوله النصر التام، فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بآية الصبر والصفح، عمّن يُؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأما أهل القوة فانما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين، وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) .

فقد ذكر أن المؤمنين إن كانوا مستضعفين، فلهم أن يعلموا بما نزل من الآيات في العهد المكي في مقابلة أذى الكفار لهم بالصبر وعدم الرد بالقتال، يريد بذلك أن آيات القتال ليست ناسخة لآيات الصفح، ولايعني هذا أن الواجب على كل المسلمين في هذا الزمان، في كل موضع، أن يعملوا بأحكام العهد المكي، فهذا ابتداع خطير في الدين، لا يقوله عالم بهذا الدين، ولم يقله فيما مضى أحد من العلماء، بل ما عليه علماء المسلمين هو الأخذ بالآخر فالآخر ممّا نزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

ومعلوم بإجماع العلماء أن الكفار إن احتلوا بلدا مسلما وجب على المسلمين أن يقاتلوهم، حتى يجلوهم عن بلاد الإسلام، وأنه لا يجوز للمسلمين أن يتخذوا الكافرين أولياء، ينصرونهم على إخوانهم المسلمين، ويمكنونهم من الاستعلاء بقوتهم في بلاد الإسلام، ومن فعل ذلك فهو كافر مرتد.

ولا يحل لأحد أن يخذل المسلمين عن جهاد عدوهم، أو يزيّن لهم التحاكم إلى طواغيت الكفر، بحجة أنهم في العهد المكيّ، ومن يفتي بهذا يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه على الارتداد عن دينه، فحكمه حكم أمثاله من أهل الردة.

هذا ومن أشد الناس خطرا على الأمة، هؤلاء المخذّلون عن جهاد المشروع الأمريكي الصليبي، الذي لم يمــرّ على الأمّة أخطـر منه، ولا أشد فتكا بدينها منه في تاريخها، ومع أن هذا المشروع الأمريكي الذي تحمّل وزره المحافظون الجدد المهيمنون على القرار والسياسية الأمريكية إلى أجل لا يعلمه إلى الله، قد يمضي لأمر قضاه الله وقدره، وحكمة يعلمها، فهو ليس هذا بجديد على الأمة، ولا هي بأوّل هجمة تجتاحها، وقد مـرّ بالأمّة فترات اجتاحها الأعداء فلم يسقط الجهاد عنها، وما علمنا من أفتى أنها أصبحت في العهد المكي فلا يحل لها أن تجاهد عدوها !

وغربة الدين مذكورة في نصوص الوحي، جرت على من قبلنا من الأمم، وستجري علينا، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنته تحويلا، وقد قال تعالى {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس * وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين}، ذلك أن الله تعالى يمحق الباطل بعدما يمهله ليظهر كل طغيانه كما قال {فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد}، وقال {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}، وقال {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين * ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب.. الآيات}.

ثم إنه يا ليت بعض هؤلاء الذين يرددون أننا في العهد المكي، يلتزمون حقا ما كان فيه من تصميم العقيدة وثبات المواقف، لقد كان شعار العهد المكي هو الثبات على البراءة من الجاهلية، وإظهار ذلك، والصبر على الأذى، حتى قتل من قتل من الصحابة تحت التعذيب، لأنهم صدعوا بكفر الجاهلية، والبراءة التامة منها، لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم في العهد المكي، إن التحالف مع أبي جهل وحزبه، ومد الجسور معه، مشاركة حضارية، وتعايش راق بين الثقافات !!

مع أنه بأبي هو وأمي، قد عرض عليه ذلك، عرض عليه أن يعطوه من دنياهم ما أراد، على أن يتنازل عن عقيدته، أو يرضى بأن يتعايش دون أن يعلن البراءة، فأنزل الله تعالى عليه {ودوا لو تدهن فيدهنون}، وأنزل : {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات.. الآيات}، لقد كان العهد المكي عهد {قل يا أيها الكافرون لا اعبد ما تعبدون } و {تبت يدا أبي لهب}، و {مهل الكافرين أمهلهم رويدا} و {فقد أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ؤ، لقد كان عهد " سفّه أحلامنا، وشتم آبائنا، وعاب ديننا، وفرق جماعتنا، وسب آلهتنا.. فقال لهم : لقد جئتم بالذبح ".

والعجب من هؤلاء الذين يردّدون بلا وعي ما يقوله الأعداء، المخدوعون بغباء، كيف انطلت عليهم حيلة المشاركة الحضارية، ومد الجسور مع الثقافة الغربية ؟!، وكيف خفي عليهم أنهم يتحدثون عن قوة مهيمنة تفرض ثقافتها بالقوة، ولا تعترف أصلا بحضارتنا، ولا يروننا سوى بلاد متخلفة، قد ولدت شعوبها وعلى ظهر كل واحد من أفرادها سرج، ليمتطيه الرجل الغربي، وتذكرني بلاهتهم بقول "جوزيف أ. ستيغلتز" في كتابه "خيبات العولمة" : (كانت روسيا تتلقى تدريبا متسارعا على اقتصاد السوق،وكنا نحن الأساتذة، وأي تدريب ! كنا نعلم الروس، بطريقة مكثفة، اقتصاد الكتب المدرسية التي تتغنى بحرية السوق، أمّا ما كان يراه هؤلاء في ممارسات معلميهم، فهو على العكس، كان يبتعد بصورة جذريّة عن المثل الأعلى، كنا نقول لهم إن تحرير التجارة ضروري لنجاح اقتصاد السوق، غير أنهم عندما حاولوا أن يصدروا الألمونيوم أو الأورانيوم - ومنتجات أخرى - إلى الولايات المتحدة، وجدوا الأبواب موصدة).

ولعمري هذه روسيا، فكيف بهذه البلاد التي رعت طواغيتها المتسلطة تخلف الشعوب فيها، وقامة بأداء ما وُكل إليها بأمانة تامّة، وكان قد وُكل إليها أن تبقي بلادنا الإسلامية، رهينة الخوف، والجوع، والجهل، والانهزام النفسي، والرق السياسي، فأي جسور يتحدث عنها هؤلاء المغرورون.

أفلا يرون كيف تريد أمريكا الصليبيّة أن تحول بلادنا إلى مرتع للتنصير والتخريب الثقافي، وتعيث فيها فسادا، وأما المقابل الذي سنحصل عليه، فليس سوى أن نزيد في استهلاك ما تصدره أمريكا، تريد أن تتخذ من بلادنا مطيــّة، لاتزيد على أن تعلف العلف، الذي تلقيه إليها الشركات الأمريكية العملاقة، لتوصل بلادهم إلى مزيد من الهيمنة على العالم، وتمكين الصهاينة من التحكّم في مقدّرات بلاد الإسلام.

وقد رأينا كيف تحولت بلدة خليجية صغيرة هي قطر بعدما ابتلعتها أمريكا، إلى نموذج مصغر للعبث الذي ترمي إليه، لقد تم بيع أجيال المسلمين في قطر، إلى شركات أمريكية ترسم مناهج التعليم، وأمــّا ما سوى ذلك مما يطلق عليه مؤسسات المجتمع المدني، فقد تمّ توزيعها على من ينوب عن الأمريكيين، ليشكلوها على وفق الثقافة الأمريكية.

إن هذه الرؤية التي يرددها من يدعو إلى مداهنة المشروع الأمريكي، ومد اليد إليه، نابعة من فهم أعوج للشرع، وإدراك مشوه للواقع، وهروب من مواجهة الحقيقة، يمارس به الهارب خداعا لنفسه، وتغييبا متعمدا لعقله، مؤثرا السلامة على التضحية في مواجهة الباطل، وراضيا بالفتات الذي يلقيه إليه الطاغوت يوهمه أو يوهم نفسه أنه به يحقق مصلحة الإسلام، وهو يهدمه بيده، كما يفعل الذين رضوا أن يكونوا خدما لبريمر الصليبي في مجلس الدمى الذي نصبه الطاغوت الأمريكي في العراق، يظنون أنهم بذلك يمدون جسورهم الحضارية، ولا يدرون أنهم حولوا إلى مطايا للصليبية، يوشك أن تقضي حاجتها عليهم، ثم تأتي بغيرهم.

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرف القلوب أصرف قلوبنا إلى طاعتك، اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.


والله أعلم
مجاااااهدة
مجاااااهدة
بين دعاة التربية و دعاة الإرجاء



كثر الحديث عن التربية وعن الأعداد الإيماني كمرحلة تسبق الجهاد، حتى صارت هذه التربية شرطا جديدا من شروط الجهاد وركنا من أركانه التي لم يسبق إليه فقهاء الأمة مع طول شروحهم وغزارة كتاباتهم !

ولما كنا في ظرف عصيب صارت فيه الأمة في أشد الحاجة إلى إقامة هذه الشعيرة حق الإقامة، لدفع من تكالب عليها من أعداء هذا الدين، من الكفار والطواغيت المرتدين وأذنابهم ، محاولة منهم لطمس معالمه وتمييعه عند أهله، لتصبح خيراتهم لقمة سائغة لأعدائهم، أردت أن نقف على حقيقة هذا المذهب ونبين بطلانه وفساد ما عليه أصحابه، فنقول وبالله التوفيق :

من تدبر هذا الفهم السقيم للتربية يلاحظ ، مع مصادمته للنصوص الصريحة الدالة على عدم تأخير واجب الجهاد إلا لأعذار محدودة، تطابقا بينه وبين عقيدة الإرجاء التي تجعل الإيمان عقيدة قلبية لا ترتبط بالعمل، فالتربية الإيمانية عند أصحابها مسائل باطنية وعقائد خبرية يتعلمها المسلم قبل العمل و بالتحديد قبل الجهاد!
أو هي شعب عملية لا تعلق لها بالجهاد ولا بإعداد العدة للقيام به !

أما عند أهل السنة فالجهاد شعبة من شعب الإيمان والتربية و المتخلف عن الجهاد ناقص الإيمان على مذهبهم وإن كان من أصحاب الأعذار لحيث نقصان العقل والدين ، كما هو ناقص التربية خاصة إذا كان مفرطا في القيام بهذا الفرض الذي صار عينيا على كل مسلم.

ولسائل أن يسأل لماذا خصوا الجهاد بهذا الشرط دون غيره من الشرائع العملية كالصلاة و الزكاة والصيام والحج ؟
فالناظر الى حال الكثير من حجاج المسلمين اليوم يرى أسوأ مظاهر سوء الخلق والجهل بأحكام الدين وشرائعه بل وحتى بأصول التوحيد...
فهل يقول عاقل لهؤلاء : لا تحجوا حتى تتربوا !
قطعا الجواب : لا !

وقل مثل ذلك في صلاة الجماعة وغيرها من شرائع الإسلام العملية الفردية والجماعية والتي لاتكاد تخلو من مثل هذه المظاهر فعلى ما تخصيص الجهاد دون غيره ؟
وبأي دليل؟

ومن جهة أخرى فقد دلت سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه كان يخرج معه للجهاد من هم حديثو عهد بالإسلام لم يستوعبوا التوحيد بعد، كما حدث في غزوة حنين لما طلب منه مسلمو الفتح أن يجعل لهم ذات أنواط كما للمشركين !

فهل قال لهم الرسول عليه الصلاة والسلام إرجعوا ولا تجاهدوا حتى تتعلموا التوحيد، مع انه من أوجب الواجبات ؟
قطعا ؛ لا ! إنما اكتفى عليه الصلاة والسلام بزجرهم وتعليمهم أن طلبهم هذا مناف للتوحيد الذي بعث به. ولم يمنعهم هذا من متابعة المسير للقتال.

ومثل ذلك فعل مع الرجل الذي سأله عن الإسلام أو القتال، فدله عليه الصلاة والسلام على الإسلام الذي تقبل به الأعمال، ثم أمره بالقتال لأنه تعين في حقه لإلتقاء الجمعان، فاستشهد ولم يسجد لله سجدة، وأجر كثيرا على قتاله كما روى البراء رضي الله عنه.

وأخبر عليه الصلاة والسلام أن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر...

وأخبار السلف في جهاد العصاة وحسن البلاء فيه مما يصعب حصره، حتى أنهم جعلوا من عقائدهم أن الجهاد ماض مع البر والفاجر إلى قيام الساعة.

فالتربية الصحيحة على هذا الدين تكون بالعمل بأحكامه وشرائعه والأمتثال لأوامر الرحمن سبحانه، وبالسير على هدي نبيه، مع وجوب تعلم ما تصح به هذه الأعمال من أحكام عملية أو إعتقادية، فالمسلم يتربى بالجهاد و بالصلاة والزكاة والصيام والحج و الصدقة وحلقات الدروس وغير ذلك من اعمال البر التي تزيكي الأنفس وتربيها على المعالي. وهو في تربية كلما حافظ على ذلك واجتهد فيه.

وتنقص تربيته كلما قصر وفرط في ما كلفه الله به، فكيف إذا كان الأمر متعلقا بذروة سنام الدين؟

وساحات الجهاد قد جمعت من صنوف التربية وشعب الإيمان ما لا يحصيه الا الله، لهذا ترى المجاهدين على مر الأزمان من أحسن الناس أخلاقا وأعلاهم تربية وتمسكا بهذا الدين، كيف لا وقد تكفل الله سبحانه بهدايتهم سبله لجاهادهم بأنفسهم وأموالهم في سبيله ولإعلاء كلمته، مع ما وعدهم من الفوز والنجاة في الآخرة.

ثم إن المقصر لا يكافأ على تقصيره بإسقاط التكاليف عنه ! إنما يدعى لجبر تقصيره وللإجتهاد في بقية وجوه الطاعة. فأي حرمان هذا الذي يحرم به المقصرون من تكفير السيئات ورفع الدرجات عند الله عند تخلفهم عن الجهاد في سبيله ؟

فمن غرائب هذا الزمان أن تصنف الصحوة اليوم الى صنفين : صنف جهادي وصنف تربوي كأنهما مذهبان مختلفان لا يجتمعان ولا يلتقيان أو كأن التربية تدرك بغير جهاد !!!

فالحال أنها شبهات يلقيها الشيطان على القاعدين ليزين لهم بها قعودهم عن الجهاد بالنفس والمال وليثبطهم عن نصرة إخوانهم القائمين بهذه الشعيرة العظيمة التي هي
مقياس حياة هذه الامة ومقياس تمسكها بهدي ربها وسنة نبيها، فكيف إذا أضاف هؤلاء القعدة المعطلة على قعودهم ذم المجاهدين و تنقصهم والتعريض بتربيتهم الإيمانية ، على قول المثل : " رمتني بدائها وانسلت ".