خطوات لإسعاد زوجك....

الأسرة والمجتمع

السعادة الزوجية فـنٌّ يجب أن تعرفه كلّ زوجة، وتجتهد في سبيل إتقانـه. والزوجة الفطنة تتبع الوسائل النفسية والاجتماعية الحكيمة في تعاملها مع رفيق دربها، تحقيقاً لرباط الزوجية الربّاني المتمثل في المودة والرحمة؛ ولذا فهي تعمل دائماً على إنهاء المشاكل في وقتها وعدم تركها لتتراكم، كي لا تزداد تفاقماً.
وراء كل نجاح وسكن واستقرار وأمن نفسي بين الزوجين وحياة أسرية سعيدة تقف زوجة ناجحة عرفت كيف تسعد زوجها باتباع الوسائل الخيرة لتحقيق السعادة الزوجية، وحققت من ثم الاستجابة الخيرة من زوجها، فلكلّ فعل ردّ فعل..

تهيئي للحياة الزوجية
فعلى الزوجة ـ لا سيما حديثة العهد بالزواج ـ أن تهييء نفسها لحياتها الجديدة بفطام نفسي عاطفي يؤدِّي بها إلى فصال تدريجي عن أسرتها وبيئتها السابقة، مستخدمة لتحقيق هذا الغرض قوة إرادتها وقناعتها الجديدة للتكيف مع بيئة الحياة الزوجية التي انتقلت إليها، ومع محاولاتها إشعار زوجها ولو من باب المجاملة في باديء الأمر بأنَّها من أسعد النَّاس في حياتها معه، فكوني دقيقة في فهم احتياجاته، ليسهل عليك المعاشرة الطيِّبة دون إضاعة وقت..

لعلّ أقصر طريق لسعادة زوجك اتخاذ حسن الخلق منهجاً للتعامل معه: وحسن الخلق يبدأ بالاحترام المتبادل، فهو المصباح الذي يشعُّ في الحياة الزوجية أنوارها وضياءها، فالزوج يحب أن يشعر باحترام زوجته له، ويجب على الزوجة أن تذكره ذكراً حسناً وأن تفخر به أمام أهلها وأمام أهله، فالزوج الذي تقدِّره زوجته يزيد من تقديره لها، والزوجة التي يقدِّرها زوجها يزيدها تقديراً له. أمَّا تلك التي تبخس قدر زوجها فلا تعترف بفضله، ولا تعتز به، فهي تفوت على نفسها حقّ تقدير زوجها لها.. وما أجمل أن يكون الاحترام المتبادل بين الزوجين عن طيب خاطر وراحة نفس، فيصبح مع الزمن أمراً طبيعياً، ويعكس على حياتهما المودّة والألفة والمحبة!!

تقول الباحثة "لورا دويل" في كتابها "الزوجة المطيعة": عليك باحترام الرجل الذي اقترنت به، وابتعدي عن إهانته أو الاستخفاف والاستهزاء به، ولا تسفهي آراءه حتى إذا كنت لا توافقين عليها، وإذا فعلت أو قلت شيئاً بدون احترام فيجب عليك الاعتذار، واقبلي إجاباته دون تقديم أيّ انتقادات، كما يجب عليك ضبط نفسك بعدم نقده أو تقديم ملاحظات سلبية، إلاّ في إطار الحوار البنّاء.

ومن أهمّ مظاهر حسن الخلق: كظم الغيظ، وضبط النَّفس عن نزواتها، ولجم اللسان عن القول القبيح، وتعويده الكلمة الطيّبة التي تعتبر بلسماً يداوي كثيراً من الجراحات ويقضي على بوادر المشكلات..
البشاشة المغمورة بالحب والمشاعر الفيّاضة لحظة وجوده واستقباله: فالنوايا الحسنة وحدها لا تكفي.. يقول الدكتور "هارلي" المتخصص في العلاقات الزوجية: على كلّ من الزوجين أن يفهم لماذا لا تجدي النوايا الحسنة فقط ـ سواء لديه أو لدى الطرف الآخر ـ في منع حدوث الشقاق الزوجي.. إنَّنا معتادون أن نسأل أنفسنا عمَّا إذا كان الزواج قد نجح في تلبية حاجاتنا أم لا؟ والصحيح هو أن يبدأ المرء في السؤال المعاكس وهو: إلى أيّ حد أنجح في تلبية حاجات الشريك؟! لأنَّ في مثل هذا السؤال يكمن المدخل الحقيقي للوصول إلى زواج متعادل متكافئ يحصل كلّ من طرفيه على حقّه العاطفي والبيولوجي والنفسي".

إنَّ أهم ما يسبب التوتر في العلاقة بين الأزواج المتحابين: وجود طرف في تلك العلاقة معطاء ومحب، بينما الطرف الآخر ليس على المستوى نفسه.. وأفضل علاج هو أن يتعلَّم الزوجان كيف يتعادلا في الحب و العطاء.

ولذا ينبغي لك أن تكوني زوجة مليئة بالحب، وكتلة من المشاعر الجيَّاشة لزوجك. وأعطيه الفرصة للتعبير عن مشاعره وأحاسيسه؛ لأنَّ إفضاء الرجل إلى زوجته بمشاعره من الأشياء التي تحقق التوافق العاطفي وتقوي الارتباط بينهما.


كوني جميلة الجميلات
إذا كنت تشعرين أنَّ زوجك لم يعد يلقي إليك بكلمات الحبّ والمودة التي كان يتقنها في أيام زواجك الأولى،أو لاحظت أنَّه أصبح لا يفرِّق ما بين الفستان الذي كنت ترتدينه بالأمس والذي ترتدينه اليوم، فقبل أن تبحثي عن السبب وتذهبي بعيداً؛ تأملي نفسك جيداً واسأليها:هل ما زلت كما عرفك زوجك أيّام الخطوبة وفي أيّام الزواج الأولى؟!

يقول عالم النفس الدكتور "البرت شيفلي": المرأة التي تحب زوجها تحرص على أن تكون أنيقة أمامه على الدوام، وتنظر إليه دائماً بحبور، وهي تلمس شعرها أمامه، وتحاول أن تُنسقه باستمرار، وكذلك هندامها، وإذا كان في المكان مرآة فهي تلتفت إليها دائماً لتتأكّد أنَّ منظرها على ما يُرام، وأنَّها تروق لعيني زوجها.

ولا تنسي أن ديننا حث على ذلك وجعله من حسن التبعل، فمن صفات الزوجة الصالحة التي عدها الرسول صلى الله عليه وسلم من خير متاع الدنيا أنها: "إذا نظر إليها سرته".

ولكي تكوني جميلة الجميلات لا يجب أن يقف الجمال عند حدود اهتمامك بنفسك ومظهرك فقط، بل يمتد إلى كلّ شيءٍ حولك، بأن تضيفي الجمال والذوق على كل الأشياء في منزلك، وأن تضيفي الجمال لتصرفاتك وعلاقاتك الاجتماعية؛ استقبلي أهل زوجك بترحيب واحترام وتقدير، وقدِّمي لهم الهدايا، وحثيه على زيارتهم حتى وإن كان لا يهتم بذلك، واحترمي والديه، وحاولي عدم التفريق في المعاملة بين والديه ووالديك، فهما أهديا إليك أغلى هدية وهو زوجك الغالي.

فالمرأة إذا أحبّت زوجها أحبّت أهله وأكرمتهم، وحرصت على استضافتهم وتقوية علاقتها بهم، والعمل على إسعادهم..
وكثيراً ما تحدث مصادمات بسبب عدم القدرة على التعامل مع أهل الزوج، فقد يكون أحدهم لا يحسن اختيار ألفاظه، أو يسيء التصرف، والزوجة العاقلة هي التي تستطيع كظم غيظها وتلتمس الأعذار لمن تتعامل معهم، ولا تعتبر زوجها مسؤولاً عن تصرفات أهله ..
والمطلوب منك أن تتحلي بالصبر والهدوء والاحترام تجاه أمّ زوجك التي هي بمنزلة والدتك، فحاولي الإكثار من امتداحها وامتداح زوجك أمامها، ولا تبخلي عليها بالإطراء المزدوج؛ كأن تقولي على مسامعها إنَّ روعة زوجك نابعة من لمسات والدته وتربيتها الحسنة، فمثل هذه المواقف تمتصّ الكثير من الاحتقان في العلاقة، وتنعكس على صفاء الأجواء وسعادتك في بيتك.

كوني سلسلة في الحوار والنقاش، وابتعدي عن الجدال والإصرار على الرأي: فمن أدب الزوجة أن تتنزَّه عن الجدال والشكوى والتعيير والتحقير والاستخفاف، فهذه كلّها ألوان منوَّعة من التعذيب النفسي التي قد تتخصَّص الزوجة في إحداها أو فيها جميعاً.. وأسوأ ما في المرأة "النقار"؛ حيث تتساءل وهي في سنّ العشرين متى يتسنّى لزوجها أن يشيد لنفسه بيتاً كما فعل صديقه فلان، فتصل إلى سنّ الأربعين وهى مصابة بداء النقار المزمن..

ومن أسوأ مظاهر النقار: أن تعيِّر المرأة زوجها بغيره من النَّاس وتسأله: لماذا لا تكسب كما يكسب فلان؟!.. لقد اشترى أخي لزوجته كذا وكذا فهو يتقن فن كسب المال.. لو أنني تزوَّجت من فلان لما كان هذا حالي!!

والزوجة الذكية تتنزّه عن تلك الممارسات؛ لأنَّها تعلم بحسّها المرهف أنَّها تقوّض ثقة الرجل بنفسه وتحطِّم نفسيته وتقتل آماله، وتزعزع أركان الحياة الزوجية.
9
720

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ست النسـاء
ست النسـاء
يعطيك الف عافيه
نعم أحبكم
نعم أحبكم
إنَّ أهم ما يسبب التوتر في العلاقة بين الأزواج المتحابين: وجود طرف في تلك العلاقة معطاء ومحب، بينما الطرف الآخر ليس على المستوى نفسه.. وأفضل علاج هو أن يتعلَّم الزوجان كيف يتعادلا في الحب و العطاء.


موضوع جميل جدا الله يعطيك العافية
زهور عمري
زهور عمري
مشكوووووووووره
كلمة طيبة
كلمة طيبة
يعطيك العافية
شيخه**
شيخه**
شكرا..