ضحى أحمد

ضحى أحمد @dh_ahmd_1

محررة ذهبية

أن تصل متأخرا خيرا من أن لا تصل أبدا.. تعالوا أحكي لكم ماحدث معي

الأسرة والمجتمع

منذ بضعة أيام خرجت لأشتري بعض الأغراض المنزلية .. قصدت احد المحلات التي ارتاده على فترات متباعده .. لم أجد ما كنت ذاهبة لشراءه اساسا .. حملت بعض الاغراض التي

اعجبتني واتجهت صوب الباب لأدفع الحساب .. وفي هذه الأثناء لفت نظري ورقة أو ملصق على الحائط مكتوب عليه عبارة تأثرت لها كثيرا جعلتني اعود بذاكرتي لبضع أسابيع مضت..


منذ فترة .. تحديدا قبل أن يبدأ رمضان ببعض الأسابيع كنت قد انتويت امرا..


في كل رمضاناتي السابقة في البضعه اعوام الاخيرة كنت ومع اول يوم ارفع شعاري المعتاد .. سـ (احاول ) زياده الطاعات بعض الشيء .. منذ تزوجت وانجبت وانا لا اجد الوقت الكافي

أو ربما لا احاول ان اجد الوقت لفعل شيء مميز في رمضان بخلاف الصوم .. كان زواجي قبيل رمضان بقليل .. وكذلك كانت ولادتي في السنة التي تليها .. وهكذا فرمضان دائما يرتبط

لدي بحدث مميز لكني للاسف كثيرا ما كنت انشغل بذلك الحدث عن الظرف الذي حدث به .. كنت اتلهى بالقادم الجديد ايا كان واتناسى ان بالسنة شهر واحد اتى لن يعود .. وهكذا ففي كل

رمضان ابدأ مع اول يوم لأقول سيكون رمضان هذه المرة مختلف ولن اكرر ما فعلته في السنة الماضية .. لن ابدأ العبادات في العشر الاواخر سأبدأ من اول يوم .. هكذا كنت ( أقول )

..


تمضي الأيام لاجد ان رمضان قد اصبح في المنتصف ..

اقول لا مشكلة سأقضي الايام البسيطة الباقية على عادتي التي اعتدت ثم لأبدأ مع بداية العشر الأواخر .. سيجد الجد ويحمى الوطيس

.. تدخل العشر الأواخر فلا اشعر بدخولها .. انتبه .. احاول ان افعل شيئا فلا استطيع الا القليل فقد اعتدت التراخي ولا يمكن لي شحذ قواي هكذا على اقصاها فجأة .. تحدثني نفسي

لا مشكلة .. أن لم استطع سأحاول ا ن اتعبد في الليالي الفردية دون الزوجية علها تصادف ليلة القدر فافلح .. تمر الايام فردها قبل زوجها وانا بعد في مكاني لم افعل شيء .. لم يبق لدي

الا ليلة السابع والعشرين التي اقنع نفسي بأنها ليلتي التي انتظر .. ربما ذهبت إلى المسجد لاصلي التراويح ظنا مني بأني بهذا قد اديت ما علي .. ودائما وابدا اجد المسجد وقد اكتظ بمن فيه ..

الكل متابع منذ البداية والجميع يعلم مايفعل .. اجدني متخبطه لا ادري متى بدأ الامام واين يقف في تلاوته .. كم يطيل ومتى سينتهي .. هل سيختم اليوم لا حضر الدعاء أم سيؤجلها لليلة

التاسع والعشرين .. وهكذا انتهي من الصلاة واتلفت حولي لارى وجوه المصليات وقد همت بعضهن بالإنصراف فيما بقيت اخريات لحديث جانبي أو قراءة شيء من القرآن .. اجد الامر وقد مر

بكل سهولة وكان ليكون افضل واجمل لو اني تابعت من البداية ومنذ اليوم الأول .. اتمنى لو اني فعلت واشعر بمقدار خسارتي لشده ما وجدت من حلاوة في ذلك اليوم اليتيم الذي قمت فيه بما علي ..


امني نفسي بان الغد قادم وليلة التاسع بعده وسأجدد بها ما اختبرته اليوم وسيكون لي فيها المزيد .. افيق بعد السابع والعشرين لاجدني في ليلة العيد كيف مضى اليومان بينهما ..لا ادري .. ماذا

فعلت فيهما .. كما السابق.. لا شيء . .


تكرر هذا المشهد معي في السنوات الأخيرة كثيرا .. اصبحت اشعر بالخجل في صلاة العيد احيانا ـ ان صليت ـ فعلى ما ذا أعيد؟ لا أعلم..

على ايه حال قررت أن يكون رمضان هذا العام مختلف .. ربما لم اقرر لكني ( فكرت ) أن ( احاول ) جعله مميزا..

قلت لن افعل مثل السنوات السابقة حين اقول في مساء كل يوم ( غدا ) باذن الله ابدأ .. سأفعل من اول يوم .. سأحاول ان افعل ..

جزء قرآن يوميا .. التراويح .. والقيام في العشر الأواخر ..


كانت الخطه محكمة ولكن يبدوا ان العزيمة هي التي لم تكن صادقة ..


بدا رمضان هذا العام كما هي العاده ومضت الايام سريعا ومنذ ثالث أو رابع يوم ادركت اني سأكرر مااعتدته ..هذه المرة كان هنالك بعض الاختلاف .. لم ألوم نفسي .. قلت ( خلاص )

لم يعد هنالك فائده .. البداية متماثلة وستكون النهاية كذلك .. طالما اني لم افعل شيء ومنذ اليوم الأول فلا اظنني بفاعلة وحتى اليوم الأخير ..



انتصف الشهر فتأكدت من صحة توقعاتي .. قررت اني لن افعل شيء وسأكتفي بالصوم والصلوات المفروضة بالطبع .. قلت لنفسي ( راح ) منك رمضان هذا العام لا مشكلة يتعوض مرة

اخرى ..


كنت اعزي نفسي بالحسنة الوحيده التي فعلتها هذه السنة .. التلفزيون . . نعم لقد اغلقته .. اعلنتها منذ اليوم الأول لا تلفزيون في رمضان هذه المرة .. لا مسلسلات

.. لا مسابقات .. لا برامج ولا حتى دينيه .. لن افتحه وسأكتفي باذاعه القرآن الكريم ..

طوال السنوات الماضية كنت قد بدأت اتوقف ـ وتدريجيا ـ عن متابعه المسلسلات الرمضانية ـ والتي كنت احد مدمنيها في السابق ـ لن اقول انها التقوى التي دعتني لذلك بقدر ماهي رداءة المقدم وتفاهته

.. كان شيئا في نفسي يقول لي كلما شاهدت منها شيئا .. هل تستحق هذه الترهات ان تضيعي وقتك ـ وفي رمضان ـ من اجل متابعتها .. كنت اجدها فجأة وقد سقطت من نظري واصابني منها

النفور .. بالفعل هي لا تستحق ..


وهكذا وبالتدريج بدأت انصرف عنها لا اتابع منها إلا مسلسل أو اثنين وبشكل غير يومي .. حتى كان قراري هذه السنة وقبل أن يبدأ رمضان وقبل حتى أن اشاهد شيئا منها لأحكم بجودته من عدمه


.. قلت لن اشاهد شيئا من المسلسلات والبرامج .. لا تلفزيون في رمضان ..


كان هذا ولله الحمد هو الشيء الوحيد الذي انتويته في رمضان لهذا العام وقمت بتنفيذه .. شعرت اني ربما فعلت شيء هذه المرة ولانتظر رمضان القادم وسيأتي شيء آخربجواره وهكذا فليس علي ان

احزن هذا العام .. هكذا اقنعت نفسي أو حاولت الأقتناع ..


إلى ان ذهبت لذلك المحل وشاهدت ذلك الملصق في تلك اللحظة ..



فبجوار بعض الرسومات التي لا اذكرها وبعض الكلمات البسيطه كان هنالك جملة خطت عليه بوضوح ..




رمضان سوق قام فانفض .. ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ..



ربما لن استطيع وصف شعوري لكم في تلك اللحظه حين قرأت تلك العبارة .. كان وقعها علي كما الصاعقة .. القيت بنظري عليها ثانية وقرأتها مرة اخرى .. واخرى .. خرجت من

المحل وانا اشعر بحزن شديد ..


انها الحقيقة التي كنت اتجاهلها ..


تذكرت ذلك المشهد الذي رأيته العيد الماضي وتكرر في ذهني الآن .. كنت قد خرجت لشراء ملابس العيد .. مررت بمحلات كثيرة .. قضيت ساعات في التسوق وتأخر بي الوقت

.. تبقي شيء تافه لم اكن قد اشتريته بعد .. ذهبت الى احد الاسواق المليئة بالمحلات التي اعلم يقينا انها تبيع من هذا الشيء .. كان الوقت قد تأخر اكثر وقد اغلقت معظم المحلات ..

حتى الباعة الجائلين كانوا قد رحلوا عن المكان .. كان الجو وقد مال للبروده والليل وقد بدا اكثر سوادا .. الشارع الذي اعتدت ان يكون به محلات مضيئة ..عربات بيع على الجانبين ..

زحام لا ينتهي .. كل هذا لم اجد منه شيء .. كان الفراغ كبيرا والشارع يبدوا متسعا بصورة لم الحظها من قبل .. لم يكن هنالك إلا نفر معدودون ومحل او اثنين يستعد للاغلاق واكوام من

الورق والكراتين الفارغة والاكياس الملقاة على الارض وقد بدأ الهواء في بعثرتها بكل اتجاه .. كان المشهد يوحي بان سوقا عامرا كان هنا للتو ولكنه الآن قد انفض .. شعرت وقتها بشيء من

الرهبة .. لم يكن هو المكان الذي الفت المرور فيه .. كنت استمتع حين امضي هنا اشاهد الباعه وما يبيعون .. كان كل شيء موجود ومتوافر وسبحان الله بعد دقائق قليلة رحل الجميع

واختفى كل شيء ..



كنت اسير عائده لمنزلي ومشهد السوق وقد انفض لا يغادر ذهني والعبارة التي قرأتها وقد بدأت تحز في نفسي اكتر واكثر ..


إن كنت لم اعبد الله على حق هذه السنة ومضى رمضان ولم يحدثني احد بخطأي ولم يقل لي احد لما فعلت أو لم لم تفعلي فهذا لا يعني أن الامر مر بسلام وأن كل شيء في نصابه الصحيح ..

لن اطيل عليكم .. ففي ذلك اليوم قررت التغيير ..


قلت سأبدأ بالقرآن .. بدأت وانا اظن بعجزي عن الاكمال .. قلت لن انتوي الختمه سأبدأ بالقراءة لمجرد القراءة .. ولكني تذكرت امرا في غاية الاهمية .. سبق وقرأت سورة البقرة

وهي تزيد عن الجزئين .. قرأتها دفعه واحده وفي جلسة واحده .. صحيح اخذت بعض الوقت لكنها ابدا ليست بذلك الإرهاق او التعب التي كنت اظن .. وهكذا فكرت.. ما المانع ان أقرأ

ثلاثة اجزاء في اليوم ؟ قلت لأجرب وسأحسب الوقت ..


قرأت .. وانتهيت .. الحمد لله .. لم اشعر باي تعب .. لم انصرف عن أي عمل او اشعر بالتقصير .. استغرق الأمر حوالي ساعه لم اشعر بها حتى .. ثلاثة اجزاء في ساعه

قرأتها مع بعضها وكان من الممكن ان اقرأها مجزأه لو اردت ..


وهكذا اكتشفت .. لو بدأت الآن وخصصت كل يوم ساعه واحده فقط لقراءة القرآن لختمت القرآن في ليلة التاسع والعشرين هكذا تماما وكاني بدأت منذ أول يوم ..


الحمد لله في ثلاثة ايام كنت قد قرأت سبعه اجزاء وانا التي لم افعل شيئا منذ أول رمضان ..يعني مايقرب من الثلث وبهذا فلم يعد هدفي صعب المنال أبدا..

حتى لو فاجاتني ايام لن يكون مسموحا لي يها بمس المصحف استطيع ان اشتري قفازا طبيا من الصيدلية وأرتديه ولن يكون عندي وقتها اي مشكلة في امساك صفحاته الطاهرة ..


فكرت ان اكتفي بالقرآن في البداية خاصة وقد اثبتت لي التجارب صعوبة خروجي لصلاة التراويح .. كنت اعلم ان الصلاه جماعة ستكون معينة لي كثيرا خاصة وانا من البداية ( متكاسلة )

لكني للاسف لم استطع ان اصلي في المسجد فقررت ان الغي بند الصلاة التطوعية بالإجمال ..

كنت أقول في نفسي ان التراويح أو القيام ماهي الا قراءة قرآن .. إذا سأقرأه فقط .. لكني تنبهت لامر في غاية الاهمية .. ان حرمت نفسي من التراويح فالواقع اني ما احرم نفسي إلا من

الدعاء الذي كنت سأدعوه .. من ( الطلبات ) التي كنت سأطلبها من الله في صلاتي وكانت لا بد ستجاب .. فما الفارق بين التلاوة والصلاة إلا الدعاء ؟؟

شعرت انها فرصة وصفقة رابحة في هذا السوق العامر الموشك على الإنقضاء وهي قاب قوسين او ادني مني لكني كما العاده غافلة ..


وتذكرت حديثي مع احدى الاخوات جزاها الله خيرا والتي سألتها سابقا عن صلاة التراويح في المنزل كيف تصليها ..



قالت لي انها سهله كثيرا .. كل مايلزمني هو قراءة صفحه واحده من القرآن في كل ركعه .. هكذا ببساطه .. اذا ركعتين ثم اسلم .. اصلي مجموعتين ثلاث كما

اريد .. خمس تسليمات بعشر ركعات ثم اخيرا الركعتين والوتر كما اعتدت في المسجد ..


لا مشكلة اطلاقا .. استطيع ان احمل مصحفي واقف بجوار اي طاولة او كرسي .. اقرأ الصفحه على اليمين ثم اغلق المصحف وبه علامه تميز اين وقفت .. اركع واسجد ثم ارفع واتناول

مصحفي لأقرأ الصفحه التي على الشمال .. هكذا لن اخطيء ابدا في الصفحات او الركعات ولن يستغرق مني الامر شيء فالصفحه لا تأخذ دقيقة او اثنين ..


اكتشفت اني استطيع ان اقرأ القرآن واختمه واصلي التراويح وانتهي منها كل هذا في مالايزيد عن ساعتين يوميا ودون حتى ان اشعر بهاتين الساعتين .. واستطيع في كل الاوقات بينهما ان استغفر الله وادعوه حتى وانا مستلقية في الفراش .. اي سهولة بعد ذلك



ياالله .. منذ بداية رمضان وانا اشعر بالذنب لعدم قيامي بما كان ينبغي علي القيام به .. منذ بدايته وانا اؤجل أمورا كثيره ( دنيوية ) احتاج القيام بها ولا افعلها لشعوري بأني اضيع الوقت

وهنالك ماهو اهم ينبغي علي اداؤه ولا اؤديه .. كل هذا التعب وتانيب الضمير من أجل ساعتين فقط من الاربع والعشرين !!



الكل يعبد الله والكل يستعد .. الكل يسعى للمغفرة وهي ليست أختيارية نسعى لها أو لا نسعى.. قالها الرسول عليه افضل صلاة واتم سلام .



"رغم أنف إمريء أدرك رمضان ولم يغفر له "




منذ بضعه ايام وقبل منتصف رمضان قال لي اخي انه خرج بعد الافطار مباشرة متوجها إلى احد المساجد الكبيرة .. تعمد الخروج مبكرا حتى يجد له مكانا في الصفوف الاولى كما كان يظن ..

يقول اخي انه وبرغم خروجه المبكر جدا إلا انه وجد صفوف المصلين وقد اصطفت في الشارع بما يعني انه لا يوجد موطيء قدم في الداخل .. هذا والمسجد كبير .. بل كبيرا جدا ..



إن كنتي تظنين ان هنالك الكثير مثلنا أنا وأنت لا يعنيهم رمضان بأكثر من الصلوات والصوم المفروضين فأنت مخطئة كنا انا وأنت وبضع نفر قليل لم نبدأ ولم ننوي الإنتهاء ..



عن نفسي فقد بدأت فماذا عنك أنت ؟


135
11K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

(مهاوي) وبس
(مهاوي) وبس
الله يجزاك خير
ninal5552
ninal5552
الله يجزاك خير

الدنيا تضحك علينا و نحن نصدقهااااااااااااااااااااااااااااااااا انا مثلك سافعل ...........و لكن بدوووون فائدة كاننا نصووم لناكل .............
عروس الشام
عروس الشام
ما شاء الله عليك.. كل مواضيعيك هادفة..
و فعلاً ما قلتيه صحيح.. سبحان الله كيف نتكاسل و نقول في العمر بقية مع أننا لا نعرف كم بقي لنا على سطح الأرض قبل أن ننزل تحت التراب و نندم على الأيام التي ضاعت..
جزاك الله خيراً و حرم يديك على النار و أدخلنا و إياك جنات النعيم
دادونيا
دادونيا
ياااااااااااااااااااااااااااااااالله
كلامك مره روعه وجميل
بصراحه وطيتي على الوتر الحساس الله يثبتك ويجزاك كل خير على التذكير وعلى تجميع وتنسيق الموضوع بهذا الشكل
Ms Busy
Ms Busy
الله يجزاكي خير