تابع الجزء الرابع
سيدتي الفاضلة.. بملاحظة أن مقومات السائل المنوي تعتمد أساسا على الحركة والمعلومات التي ذكرتها تشمل العدد وتشمل الحيوية ولكن ليس الحركة فإذا كانت الحركة بعد ساعة من القذف أكثر من 50% فيكفي التلقيح الصناعي (الزرع الصناعي) أما إذا كانت الحركة أقل من 40% فيفضل عمل الحقن المجهري. وذلك يعتمد أيضا على عمرك فإذا كنت قد قاربت الـ 35 سنة فيفضل عمل الحقن المجهري أما إذا كنت أقل من 30 سنة فيمكن عمل التلقيح الصناعي..
أنا عندي 46 سنة. أشكو من عدم الإنجاب لوجود ضمور في خلايا الخصية علما بأن زوجتي سليمة فهل طفل الأنبوب ناجح في حالتي أم لا؟ أرشدني جزاك الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أهلا ومرحبا بك معنا كما نشكرك على ثقتك بنا، ونأمل من الله أن نكون خير عون لك في توجيهك وإرشادك إلى ما يجب فعله. نسبة نجاح الحقن المجهري وعينة من الخصية في مثل حالتك تتراوح بين صفر و 15% فإذا كانت عينة الخصية بها بعض الحيوانات المنوية كانت نسبة النجاح 15% أما إذا كانت عينة الخصية ليس بها أية حيوانات منوية فتكون النتيجة صفر، ولسنا بهذه الطريقة ننفرك من الحقن المجهري ولكن نوضح لك أن هناك احتمالا لتحقيق حلم الإنجاب ولكن فرصة هذه الاحتمال محدودة.. ووفقك
أنا متزوج منذ 5 سنوات ولم أنجب حتى الآن وزوجتي سليمة كما قال الأطباء وعندما قمت بعمل تحليل بناء على طلب الدكتور كانت النتيجة لا يوجد حيوانات منوية بسب وجود انسداد. ونصحني الطبيب بأن يقوم بإجراء عملية جراحية لإزالة الانسداد وبالفعل قام بإجراء العملية في الخصية اليسرى علما بأنه بعد عملية تحليل صبغة كانت النتيجة Normal طبيعية لكلا الخصيتين وبعد لم يحصل حمل وصغرت ودمرت الخصية اليسرى التى كانت بها العملية. فما هو الحل الآن أفيدوني أفادكم الله علما بأن عمر الزوجة 33 عام وعمري 34 عام وجزاكم
أعزك الله وأكرمك بالذرية الصالحة، إن انعدام الحيوانات المنوية في السائل المنوي لا يعني عدم الإنجاب ولكن بفضل من الله تمكن العلم الحديث من عمل الحقن المجهري بعد أخذ عينة من الخصية أو سحب الحيوانات المنوية من البربخ ثم تلقيح البويضة بهذه الحيوانات المنوية ونسبة نجاحها تقارب نسبة نجاح أطفال الأنابيب. وقد أدى هذا إلى تحقيق حلم الإنجاب لكثير من الرجال، الذين كانوا يعانون من انسداد في القنوات المنوية وقد يقلق بعض الرجال من احتمال أن تؤثر عينة الخصية على الأداء الجنسي ولكن يجب أن يطمئن هؤلاء تماماً. إن هذه العمليات لا تأثير لها على الحالة الجنسية إطلاقاً. والمضاعفات المباشرة للعملية -وهي قليلة والحمد لله- تشمل حدوث التهاب في الجرح أو نزيف أو تجمع دموي وهي مضاعفات بسيطة يمكن السيطرة عليها.. فاستعن بالله وقم بعمل الحقن المجهري قبل أن تتسرب الأيام من بين أصابعك. .
أنا سيدة متزوجة منذ ثلاث سنوات، أبلغ من العمر 26 عام، ومنذ زواجي لم يحدث حمل، وقد ذهبت إلى أكثر من طبيب لتشخيص الحالة، وأجريت عملية كي لعنق الرحم، لوجود قرحة كما أخبرني الطبيب، ثم أجريت فحص ما بعد الجماع والذي أكد لي بعده الطبيب أن نتيجته مطمئنة. وفيما يتعلق بفحوصات الهرمونات فقد أجريت عدة فحوصات كانت نتائجها كالتالي: Progesterone 23 كان هذا الفحص بتاريخ 28 -8- 2001 Prolactine 28,5 FSH 4,5 LH 3,9 TSH 1,36 كان هذا الفحص بتاريخ 16-7-2001 Prolactine 19,5 وهذا الفحص كان بتاريخ 15-11- 2001 . وأحب هنا أن أقول أن دورتي الشهرية كانت غير منتظمة منذ ما قبل الزواج فقد كانت تنتظم فترة ثم تتأخر قليلا وأحيانا كنت أربط بين هذا الوضع وبين الحالة النفسية فعندما أكون قلقة من شيء كانت تتأخر ولكن أقصى حد لتأخرها كان شهرا. بعد أن أخذت العلاج لتخفيض البرولاكتين انتظمت لفترة، وبدأ طبيبي المعالج بإعطاء أدوية لتقوية التبييض وكل شهر كان التبييض يتم وتصل البويضات إلى أحجام مناسبة للتلقيح وبالرغم من ذلك لم يحدث الحمل تعبت نفسيتي كثيرا خصوصا و أن كل فحوصات زوجي كانت سليمة، توقفت لفترة عن العلاج ثم ذهبت إلى طبيب آخر فحص وضع التبييض لدي عن طريق صورة تلفزيونية واطلع على الفحوصات وأكد لي أنه لا داعي للقلق، انتظرت فترة أخرى وذهبت إلى طبيب آخر والذي طلب إعادة إجراء فحوصات الهرمونات وكانت النتائج : Chlamydia- IgG Negative و كان هذا الفحص بتاريخ 12- 3- 2003 TSH 1,36 Prolactin 28,5 FSH 4,5 LH 3,9 وهذا الفحص كان في شهر أبريل 2003 وقد قام الطبيب بإعطائي حبوب لتخفيض البرولاكتين. واستمر بإعطائي مقويات للتبييض، وحقن في العضل لان بطانة لرحم عندي رقيقة كما أخبرني، و عندما كان الطبيب يفحص الوضع عن طريق الصورة التلفزيونية كان يؤكد لي حدوث التبييض، وأن حجم البويضات مناسب، استمرت تلك الفترة حوالي خمسة شهور حدث خلالها تأخر الدورة لمدة تزيد عن شهر وعندما أجرى لي الدكتور فحصا تلفزيونيا أخبرني
بحدوث تأخير في التبييض وأجرى لي فحص لهرمون البروجسترون لا أذكر النتيجة بدقة إلا أن الطبيب أخبرني أنها نتيجة مطمئنة. ثم طلب مني الطبيب إجراء عمل صورة ملونة لقنوات الرحم و كان التقرير كالتالي: The uterine cavity shows normal size and outline. It shows linear filling defect within its lumen towards the left side. This is due to synechia . Both Fallopian tubes are healthy and patent with free passage of contrast through the fimbrial ends. وأخبرني الطبيب أن هناك شك في وجود التصاقات في جدار الرحم الأمر الذي قد يمنع البويضة في حال إخصابها من الاستقرار داخل الرحم ونصحني بإجراء عملية منظار للرحم، قررت استشارة طبيب آخر والذي رأى أن المنظار لا يفيد في هذه الحالة وطلب مني إجراء عملية كحت للرحم هنا. ونظرا لتعارض الآراء شعرت بالقلق وقررت منح نفسي فرصة كي أكون أكثر هدوءا، كما طلب الطبيب الجديد إجراء فحص للبرولاكتين و آخر ل TSH ولما كان هذا الفحص لا يجرى إلا في الأيام الأولى لدورة لذا كان علي الانتظار وهنا تأخرت الدورة شهرين ونصف الأمر الذي أقلقني كثيرا، وانتظرت حتى جاءت الدورة بدون اخذ أدوية وكانت بتاريخ 8- 12- 2003 ثم أجريت الفحص المطلوب وكانت النتيجة: Prolactin 4,5 TSH 3,7 . أعذروني إذا أطلت عليكم ولكني أردت أن أضعكم في صورة كامل الوضع، والذي أريد أن اعرفه بالضبط ما هي الأسباب المحتملة لتأخر الدورة و هل في حالة الالتصاقات يكون من الأفضل عمل منظار للرحم أم عمل كحت للرحم ولماذا تجرى عملية الكحت بالضبط .
إن المنظار الرحمي أكثر دقة في تشخيص الالتصاقات داخل الرحم من الوسائل الأخرى ذلك لأن المنظار الرحمي يعطى صورة دقيقة مباشرة عن الالتصاقات من ناحية مكان تواجدها وكثافتها ودرجتها. ولكن يجب علينا أن ننظر إلى المنظار الرحمي والأشعة بالصبغة على الرحم كطريقتين مكملتين لبعضهما وليستا متعارضتين.
وعلى هذا فنحن ننصحك إما بإعادة أشعة الصبغة على الرحم مرة أخرى في مركز متميز فإذا ثبت وجود هذا الالتصاق مرة أخرى وجب عمل المنظار الرحمي والاختيار الأخر أن تقومي بعمل المنظار الرحمي من الآن وهو آمن تماما ولا يؤدي إلى أي مشاكل بإذن الله ولكننا لا نقر عمل كحت للرحم للتخلص من الالتصاقات إذا وجدت.
ويبدو لي من كلامك يا سيدتي أنك مازلت صغيرة في السن وبالتالي تكون درجة خصوبتك عالية فلا تتعجلي في الحمل واصبري فإن الله مع الصابرين.. والله الموفق.
تابع الجزء الرابع
سيدتي الفاضلة.. بملاحظة أن مقومات السائل المنوي تعتمد أساسا على الحركة...
عباره عن فتاوي مهمه
س1 ما حكم الدين في عملية التلقيح الصناعي ؟
فتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
قال تعالى: (وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً ) . فقد امتن الباري جل وعلا على عباده بالنسب والصهر وعلق بعض الأحكام عليهما ورفع قدرهما، ومن أجل هذه المنة وتلك النعمة كانت المحافظة على النسل من المقاصد الضرورية التي استهدفتها أحكام الشريعة الإسلامية. ومن أجل ضرورة المحافظة على النسل شرع الله النكاح وحرم السفاح، قال تعالى ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) . وقال تعالى: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً ) . ذلك لأن الولد ثمرة الزواج الصحيح ينشأ بين أبويه يبذلان في سبيل تربيته النفس والنفيس، أما ولد الزنا فإنه عار لأمه إذ لا يعرف له أب وبذلك ينشأ فاسداً مفسداً مهملا ويصبح آفة في مجتمعه، وإن كان الفقهاء رحمهم الله قد تعرضوا لهذا النوع من الأولاد تحت عنوان باب اللقيط، وحثوا على العناية به وتربيته لأنه إنسان محترم لا يسوغ إهماله وتحرم إهانته ويجب إحياؤه وذلك ارتقابا لخيره واتقاء لشره. وإذا كان النسب في الإسلام بهذه المنزلة فقد أحاطه كغيره من الأمور بما يضمن نقاءه وطهره ويرفع الشك فيه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" متفق عليه. المراد بالفراش أن تحمل الزوجة من زوجها الذي اقترن بها برباط الزواج الصحيح فيكون ابنا لهذا الزوج، والمراد بالعاهر الزاني وبهذا الحديث تقررت قاعدة أساسية في النسب تحفظ حرمة عقد الزواج الصحيح فيكون الثبوت أو نفيه تبعاً لذلك. ومن وسائل حماية الأنساب أيضا تشريع الاعتداد للمرأة المطلقة بعد الدخول بها أو حتى بعد خلوته معها خلوة صحيحة شرعاً. كما حرم الإسلام التبني بمعنى أن ينسب الإنسان إلى نفسه إنساناً آخر نسبة الابن الصحيح مع أنه يعلم يقيناً أنه ولد غيره وذلك صونا للإنسان ورعاية لحقوق الأسرة التي رتبتها الشريعة على جهات القرابة. ولا تتخلق نطفة الرجل إلا إذا وصلت إلى رحم المرأة المستعد لقبولها وقد يكون هذا الوصول عن طريق الاختلاط الجنسي الجسدي، وقد يكون عن طريق إدخال نطفة الرجل في رحم امرأة بغير اتصال. وهذا عرف حديثا. عن طريق أخذ نطفة الرجل ونطفة المرأة وتلقيحها خارج رحم المرأة ثم إعادة ذلك إلى رحم المرأة نفسها، أو إلى امرأة أخرى وهو ما يعرف بالأرحام المستأجرة. قال تعالى: ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج) . وقد قرر الأئمة رحمهم الله أن استدخال المرأة مني زوجها في فرجها من غير اتصال جسدي يترتب عليه الآثار الشرعية من عدة ونسب. ومن ذلك نخلص إلى أن التلقيح الصناعي له صور عدة منها ما هو مشروع ومنها ما هو محرم قطعاً ومنها ما هو متردد بين الحل والحرمة. فأما المشروع فهو أن يؤخذ مني الزوج وتلقح به نطفة المرأة في رحم المرأة من غير اتصال جسدي، وكذلك أن يؤخذ مني الزوج ونطفة المرأة فيلقحا خارج الرحم ثم يعاد ذلك إلى رحم المرأة فلا حرج في الصورتين المذكورتين. إذا دعت الضرورة لذلك. وأما أخذ المني من رجل غير زوج المرأة أو نطفة المرأة من غير زوجة الرجل أو أخذ مني الزوج ونطفة الزوجة ووضعهما في رحم امرأة أخرى غير زوجته فلا شك في حرمة ذلك لأنه يفضي إلى اختلاط الأنساب وهو في معنى الزنا، وذلك لانتفاء الحرث في الصور السابقة قال تعالى: (نساؤكم حرث لكم). فإذا حدث حمل بإحدى الطرق المذكورة سلفاً فإن الولد لا يعد ابنا شرعيا ولا يجوز تبنيه. أما إذا كان للرجل زوجتان وإحداهما لا تحمل فأخذت نطفتها ولقحت بمنيه ووضعت في رحم زوجته الأخرى فإن هذه الحالة محل نظر. والعلم عند الله تعالى.
س2 ما مدى شرعية أطفال الأنابيب؟ أفيدونا...جزاكم الله خيراً.
فتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد بحث الفقهاء المعاصرون هذه المسألة في عدة مؤتمرات فقهية، واشترك في تلك المؤتمرات الفقهية مع العلماء الأطباء المختصون، وخلاصة ما تقرر في ذلك هو ما يلي : أن عملية التلقيح الاصطناعي تتم على طرق سبع، وأن جميع الطرق محرمة في الفقه الإسلامي ولا يجوز للمسلم أن يلجأ إليها لما فيها من الاختلاط في الأنساب الا طريقتين هما : 1. أن تؤخذ النطفة من الزوج، والبويضة من زوجته، ويتم التلقيح خارجياً، ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة. 2. أن تؤخذ بذرة الزوج وتحقن في الموضع المناسب من مهبل زوجته أو رحمها تلقيحاً داخلياً. فرأى مجلس المجمع الفقهي أنه لا حرج في اللجوء إلى هاتين الصورتين عند الحاجة، مع التأكيد على ضرورة أخذ كل الاحتياطات اللازمة، ولمزيد من العلم في هذه المسألة نرشدك إلى الإطلاع على قرار المجمع الفقهي الخاص بهذه المسألة ضمن كتاب (الاقتصاد الإسلامي) للدكتور علي السالوس. أستاذ الفقه الإسلامي والأصول بكلية الشريعة جامعة قطر.
س3 ماحكم الحمل بواسطة طفل الأنابيب في حالة أن أحد الزوجين لا يمكنه الحمل إلا بهذه الطريقة؟ وفي حالة أن الزوج لديه عدد محدود من الحيوانات المنوية هل يجوز حفظها في المستشفى في بنك خاص من أجل الحمل في المستقبل بمشيئة الله؟ وهل يجوز تلقيح بويضات الزوجة وحفظ البويضات الملحقة في المستشفى للحمل في المستقبل بمشيئة الله؟ وهل في حالة أن المستشفى يسأل الشخص في حالة رغبته في أكثر من ولد أو أن يكون جنس المولود ذكراً أو أنثى هل يجوز ذلك ؟ على الرغم من أن الأطباء يقولون أن كل هذا يتم بمشيئة الله وأنهم يستخدمون العلم الذي سخره الله لهم.
وجزاكم الله خيرا
فتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
1- فإن الحمل بواسطة التلقيح الصناعي أو ما يسمى بطفل الأنبوب له صور متعددة، منها الجائز ومنها المحرم، ومن ذلك: أن تؤخذ نطفة من زوج، وبويضة من مبيض زوجته فتوضعا في أنبوب اختبار طبي ـ بشروط فيزيائية معينة ـ حتى تلقح نطفة الزوج بويضة زوجته في وعاء الاختبار، ثم بعد أن تأخذ اللقيحة بالانقسام والتكاثر تنقل في الوقت المناسب من أنبوب. الاختبار إلى رحم الزوجة نفسها صاحبة البويضة، لتعلق في جداره، وتنمو وتتخلق ككل جنين.
فهذه الصورة أجازها كثير من أهل العلم وفق بعض الضوابط الشرعية، يأتي ذكرها، وصدر بذلك قرار من مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي في دورته السابعة 1404هـ، ومما جاء فيه: (إن الأسلوب الثالث ـ الذي تؤخذ فيه البذرتان الذكرية والأنثوية من رجل وامرأة زوجين أحدهما للآخر، ويتم تلقيحها خارجياً في أنبوب اختبار، ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة نفسها صاحبة البويضة، هو أسلوب مقبول مبدئياً في ذاته بالنظر الشرعي، لكنه غير سليم تماماً من موجبات الشك فيما يستلزمه، ويحيط به من ملابسات. فينبغي ألا يلجأ إليه إلا في حالات الضرورة القصوى، وبعد أن تتوفر الشرائط العامة الآنفة الذكر).
وهذه الشرائط هي ما جاء في نص القرار:
(أ ) إن انكشاف المرأة المسلمة على غير من يحل شرعاً بينها وبينه الاتصال الجنسي لا يجوز بحال من الأحوال، إلا لغرض مشروع يعتبره الشرع مبيحاً لهذا الانكشاف.
(ب ) إن احتياج المرأة إلى العلاج من مرض يؤذيها أو من حالة غير طبيعية في جسمها تسبب لها انزعاجاً، يعتبر ذلك غرضا مشروعاً يبيح لها الانكشاف على غير زوجها لهذا العلاج، وعندئذ يتقيد ذلك الانكشاف بقدر الضرورة.
(ج) كلما كان انكشاف المرأة على غير من يحل بينها وبينه الاتصال الجنسي مباحاً لغرض مشروع، يجب أن يكون المعالج امرأة مسلمة إن أمكن ذلك، وإلا فامرأة غير مسلمة، وإلا فطبيب مسلم ثقة، وإلا فغير مسلم، بهذا الترتيب.
ولا تجوز الخلوة بين المعالج والمرأة التي يعالجها إلا بحضور زوجها، أو امرأة أخرى).
وقرر المجمع أيضا (أن حاجة المرأة المتزوجة التي لا تحمل، وحاجة زوجها إلى الولد تعتبر غرضاً مشروعاً يبيح معالجتها بالطريقة المباحة من طرق التلقيح الصناعي). كما صدر قرار لمجمع الفقه بمنظمة المؤتمر الإسلامي سنة 1407هـ يتضمن جواز هذا الأسلوب من أساليب التلقيح الصناعي.
وأما المانعون من إجراء هذه العملية، فقد انبنى موقفهم على أمرين:
الأول: الخوف من إنجاب أطفال مشوهين، أو أن يكون للعملية آثار على المولود والحمل والأم.
الثاني: هو إمكانية الشك الكبيرة في نسبة الولد، والتي سيجعل أمرها تابعاً لقول الطبيب الذي سيقرر أنه أجرى التلقيح بين بذرتي الزوجين، وهذا يفسح مجالاً للشك بأن الطبيب قد غلط بين وعاء وآخر، أو أنه قد ساير رغبة المرأة الراغبة في الأمومة لأمر ما، فيهيئ لها الجنين المطلوب في المختبر من بويضة سواها، أو من نطفة ليست للزوج.
ولهذا لابد من البحث عن طبيبة موثوق بها.
2- إذا كان الزوج لديه عدد محدود من الحيوانات المنوية، وأراد حفظها في المستشفى في بنك خاص من أجل التلقيح بها في المستقبل، فهل يجوز له ذلك؟ هذا مما تنازع فيه العلماء، فمنهم من رأى جواز ذلك على أن يتم التلقيح في حياة الزوج فقط، ومنهم من أجاز التلقيح بعد وفاة الزوج وقبل انتهاء العدة، ومنهم من منع الاحتفاظ بالحيوانات المنوية مطلقاً، ورأى التخلص من الفائض بعد التلقيح.
وهذا الخلاف جار أيضا في الاحتفاظ ببويضات الزوجة قبل تلقيحها وبعده، ووجه المنع هو: عدم الاطمئنان لبقاء الحيوان المنوي أو البويضة الملقحة في بنوك الأجنة، فثمة احتمالات قوية لاختلاطها، أو العبث بها، أو الأخذ منها لينتفع بها الغير، مما يوقع الإنسان في الإثم، أو يعرض نسبه للاختلاط.