vtvt

vtvt @vtvt

عضوة نشيطة

علماء المسلمين يناقشون.. الحب في القرآن الكريم

ملتقى الإيمان

على مدار ثلاثة أيام ناقش أكثر من مائة عالم من مختلف الأقطار الإسلامية ما ورد عن «الحب في القرآن الكريم» باعتبار أن كلمة: الحب وما اشتق منها في صيغ مختلفة، اسمية وفعلية، وردت في القرآن 82 مرة في آيات وسور متعددة. واقتصر الحديث على ما ورد في القرآن الكريم مع الإشارة إلى أحاديث نبوية عديدة تضمنت الإشارة إلى الحب مثل:«لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» والحديث الشريف:«والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تتحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم». .

أجمع العلماء في المؤتمر على أن مشتقات كلمة الحب وردت في أكثر من موضع في القرآن الكريم مثل: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودّة}.
أو {وجعل بينكم مودة ورحمة} أو {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا، وأنهم لا يستكبرون}.


الحب في علاقة الرجل بالمرأة


الأستاذ الدكتور عبد الهادي التازي (المغرب) تحدث حول ما ورد عن الحب في علاقة الرجل بالمرأة ومؤسسة الزواج في القرآن الكريم فقال:
هناك مفردات في القرآن الكريم تتحدث عن تلك المؤسّسة: مؤسّسة الزّواج على أنها سَكَن دائم غير قابل للرّحيل...على أنها مؤسّسة تحتاج الإصغاء لكلمات المودّة والرّحمة، وتقدّر معنى «إفضاء» البعض للبعض...وتزن بالميزان معنى «الميثاق الغليظ».{ومن ءَايَاتِهِ أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودَّة ورحمة}.
كم هائل من التوجيهات يترصّد «المؤسّسة» حتى لا تنزلق، يتعهدها في حالات «الأزمات» العابرة فيقرّب بين تجاوزاتها ويخفف من نشازها، فإذا بالمؤسّسة ترجع إلى عهدها الأول.
وإذا بحثنا جيّداً عن صناعة الحبّ بالنسبة لمؤسّسة الزّواج. وحتى في تشريع الطّلاق نجد أن صناعة الحب حاضرة: إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.



حب الآخرين


وعن الحب في العلاقات الأخرى يقول: قرأت صناعة الحبّ عند الإسلام في أدب الجوار، حتى لكاد المتجاورون أن يصبحوا ورثةً لبعضهم البعض الآخر على نحو ما كان الإغريق يورثون بين الأستاذ والتّلميذ.
وأضاف: قرأتُ صناعة الحبّ عند الإسلام في استشارة الإسلام لشرائع جيرانه من الفرس والرّوم، لأنهم جيران، والجوارُ آصرة تقتضي منّا أن نغمُرها بالحبّ والحنان.
قرأتُ صناعة الحبّ عند الإسلام في إيمانه بكل ما أتى به الرُّسل من قبله: {لا نُفَرِّقُ بين أحد من رسله}،
قرأت صناعة الحب في حرص الإسلام على بسط العدل والمساواة بين النّاس، إنّ الناس جميعهم من آدم، فكيف نسمح لأنفسنا بتعالي الناس بعضهم على بعض!!
لقد وجدت أنّ صناعة الحب عند الإسلام، صناعة تعتمد على الكثير من الحنكة، والكثير من التجربة والمران، تعتمد على الوفاء للحب إلى ما لا نهاية له، تعتمد على القول بأزلية الحب، بمعنى أنك إذ أحببت ولو لساعة واحدة أصبحت عند الإسلام مسؤولاً عن توابع تلك الساعة!
قرأت من صناعة الحب في الإسلام المهاداة بين الناس، بمعنى الإبقاء على شعرات الود بين البشر، على تعهد تلك العلاقات وتفقدها من وقت لآخر بالمبادرة الحسنة وبالمطايبة، إن الزهور إنما تنمو ويحسن منظرها بتعهدها بالسقي والتشذيب والصيانة.
هناك أدبيات في شرع الإسلام تحملنا على التأمل في سلوك الإسلام إزاء الآخرين.. سلوك الإسلام الذي لا ينبني على بث الكراهية والظلامية ونبذ الآخر.. ولكنه يعتمد على فهم الغير وكسبه.


رفض الكراهية


وعن تعامل الإسلام مع الآخرين خارج المنظومة الإسلامية قال: في الوقت الذي يعمل فيه الإسلام على إشاعة فضيلة الحب بين البشر، في ذات الوقت لا يقبل المساومة على كرامة الإنسان وإذلاله، وهو مع الحب ولا يوافق على ما يصنع الكراهية والنفرة ورفض الآخر، مع الحب وليس مع العنصرية والتعالي على الناس، كل الناس لديه سواسية كأسنان المشط.
الإسلام حريص على احترام ثقافة الآخرين، وعقيدتهم، وتراثهم.
وبمقدار ما عمل الإسلام على استيعاب الوسائل وخلق الفرص من أجل ازدهار صناعة الحب بين من حواليه نراه يبذل قصارى جهده لمقاومة كل ما يهدف إلى الكراهية بين الناس، يعتبر ذلك إجراماً وعدواناً على الفطرة البشرية .
{وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}، وليس من أجل أن تتهارشوا


دعوة عالمية للحب



الشيخ الحبيب علي زين العابدين الجفري يستهل حديثه بالقول:
هناك حاجة حيوية لطرح موضوع المحبة كأساس ومنهاج للتعامل الإنساني عموما، لا تقتصر في مخاطبتها على المجتمعات الإسلامية بقدر ما هي دعوة عالمية، إذ ان طرح المحبة كمنهج للحياة الإنسانية عموماً هو أصل ترجع إليه مكارم خلقية كثيرة يفتقدها الإنسان بشدة، كالتعاون وإرادة الخير للناس ومشاركتهم الوجدانية في السراء والضراء، والأهم أن يحب لهم مثلما يحب لنفسه، وأن يعاملهم بمثل ما يحب أن يعاملوه به، كما أن اتخاذ المحبة منهاجاً لحركة الحياة يعني السلامة من كثير من الأمراض النفسية والاجتماعية، كالحسد والأثرة والبغضاء وإرادة الشر بالناس والوقيعة والظلم والعدوان، والتي تشكل كلها مقدمات ومظاهر للفساد في الأرض في آن واحد.
ويضيف: الحب مطلب أصيل للذات الإنسانية، فالأرواح عطاش إليه، ولا سبيل لاستقرار النفس البشرية بدونه، فهو معراج الارتقاء للذات الإنسانية من حضيضها الى سماء الذوق والإحساس في كل شيء، والحب هو القوة الوحيدة القادرة على تهذيب اندفاع الرغبة والغريزة والطمع البشري من عمق النفس، بل والقادرة على الردع الحقيقي عند عجز الترغيب والترهيب عن كبح جماح المطامع البشرية، ابتداء من الفرد ومروراً بالمجتمع ووصولاً الى الحضارة الإنسانية.
فالحضارة المعاصرة، في ماديتها الفجة وتعاملها الشكلي - بزعم الموضوعية والحياد العلمي - مع الإنسان، وإنكار كل ما لا يخضع لمنطق القياس والتجربة، وعبر تبنيها لمذاهب المنفعة واللذة والبرجماتية وغيرها من المذاهب، التي تعلي من مكانة الفرد وإشباع غرائزه، قد جعلت الصراع هو محور الحياة... صراع الإنسان مع كل ما يحيط به من إنسان وكون وطبيعة.
فهي حضارة تقوم على نفي الآخر واستعباده واستنزافه... حضارة لا تتصور منطقاً للتعامل بين الأفراد والشعوب سوى القوة الطاغية الغاشمة، التي تتبدى فيها الكراهية ظاهرة واضحة من خلال وحشية التعامل مع الحروب والمجاعات والكوارث، فالحرب هدفها إفناء الآخر وإذلاله بكل الطرق والوسائل والتفنن في طرق التعذيب والإذلال، مثلما لم تعد مشاهد المجاعات والأطفال الذي يموتون جوعاً تثير مشاعر الناس ولا عواطفهم، بل أضحت من الأخبار التي اعتادها الناس لدرجة الملل وعدم المبالاة.
ولكن كيف وصل الإنسان المتحضر الى هذه الدرجة من الكراهية والوحشية، ولماذا فرضت المادية والفلسفات النفعية منطقها في كل أوجه ومجالات الحياة الإنسانية؟

يقول: لقد تغلب منطق الصراع والكراهية على كل العلاقات الإنسانية وغير الإنسانية، وحتى في تعاملها الكوني لا تستخدم في استـكشاف الفضاء سوى تعبير الغزو، ولا تجعل فيه إلا أسلــحة الدمار الشامل والتجسس، بل إنها في توهــمها لوجود حضارات أخرى على كــواكب مجاورة، لا تطرح سوى الكــراهيـــة منطقاً وحيداً للتعامل مع الأغراب القــادمين من الفضاء لغزو الأرض وتدمير حضاراتها.
لقد أضحى الإنسان المعاصر أسيراً وحيداً يصارع كونا عملاقاً جافاً بارداً، ولا يتعامل مع الآخرين إلا من منطلق الخوف والمنافسة والعداء، وتحكمه تلك المشاعر في علاقته بكل ما يحيط به من بشر وشجر وحجر، فاهتزت كل الروابط الإنسانية التي كانت تقوم على الحب والود والرحمة، وانقلبت الى نقيضها، أو مسخت واختزلت كل القيم والمبادئ الأخلاقية الى ما تضفيه على الإنسان من إشباع ولذة حسية مؤقتة، يعقبها الإحساس بالوحدة والضياع والخسران.
وحتى العلاقات الإنسانية التي تقوم بالحب، تشوهت الى ما يقتصر على إشباع الغريزة الجنسية، وأصبحت كلمة «الحب» السامية تلك بكل معانيها وعلاقاتها المتعددة تقتصر فحسب على مجرد «الجنس»، وأصبحت صناعة ما يسمى بالحب والأدب المكشوف والأفلام الإباحية صناعة رائجة تدر مليارات الدولارات، وغابت كل معاني الحب السامي عن علاقات الإنسان بأخيه الإنسان وبالكون المحيط به.
ويتــساءل الشـيــخ الــجفري قائلاً ولكن ما هو البديل؟... كيف نخرج الإنسان من تلك الدائرة المغلقة... كيف نعيد للإنسان الإحساس بإنسانيته وكرامته؟ كيف نعيد للإنسان بعده الكوني المفقود؟ وما هو المنهج والوسيلة المثلى لتعامل الإنسان في علاقاته الكونية المتعددة؟ وكيف نتعامل مع ظواهر التطرف الفكري والديني السائدة بيننا؟.
هناك حاجة حيوية لطرح موضوع الحب كأساس ومنهاج للتعامل الإنساني عموماً، إذ ان طرح المحبة كمنهج للحياة الإنسانية عموماً هو أصل ترجع إليه مكارم خلقية كثيرة يفتقدها الإنسان بشدة، كالتعاون وإرادة الخير للناس ومشاركتهم الوجدانية في السراء والضراء، والأهم أن يحب لهم مثلما يحب لنفسه، وأن يعاملهم بمثل ما يحب أن يعاملوه به، كما أن اتخاذ المحبة منهاجاً لحركة الحياة يعني السلامة من كثير من الأمراض النفسية والاجتماعية، كالحسد والأثرة والبغضاء وإرادة الشر بالناس والوقيعة والظلم والعدوان، والتي تشكل كلها مقدمات ومظاهر للفساد في الأرض في آن واحد.



حب المخلوقات
من حب الخالق



الأستاذ الدكتور علي اوزاك (تركيا) يرى ان عدم وجود الحب في الإنسان يجعله يائساً لان الحب يجعل كل شيء جميلاً، والنفرة تجعل كل شيء قبيحاً. ومن غير حب لا يتحقق في حياة الإنسان شيء حتى ان الإنسان لا يمكنه ان يعيش بدون الحب.
ويضيف: بدون الحب ما أمكن للانسان ولا للحيوان أن يتوالدا ويتكاثرا وحتى لو لم يحب الإنسان المأكولات لما استطاع ان يعيش، أما النفرة والبغض فتجعلان الإنسان يبتعد عن الآخرين.
الحب منبع كل شيء في الحياة. الطفل ينتظر الحب من الأبوين لأنه محتاج اليه والزوجة تنتظر الحب من زوجها لأنه بدون الحب والإعجاب والود لا يذوق الزوج والزوجة طعم الزوجية ولا يشعران بالسعادة.
والطالب ينتظر الحب من المعلم فإذا أحبه يتعلم كل شيء بسرعة والمأمور ينتظر الحب من آمره والعامل ينتظر الحب من صاحب العمل حتى يبذل جهده في عمله.
ويستشهد بقول أديب تركي: أحبب كل المخلوقات لأجل الخالق. ولا تنظر الى مخلوق الله سواء كان إنساناً او حيواناً إلا بنظر الحب واللطف والرحمة.. لأنه مخلوق الله.


منقول



0
541

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️