تــيــمــة
تــيــمــة
فتاة اللغة العربية هل تسمحين لي بسؤال قبل أن أبتديء مشوار الثناء ؟؟
هل لك يد في أي شيء في هذه القصة ؟؟ عناوينها .. أسلوبها .. تقسيمها .. فانني بحق مبهورة ..

عزيزتي .. اشتقت لك أولا ..
وشديدة الاعجاب بهذه القصة ثانيا .. لفت نظري العنوان الجميل .. ثم زادتني عناوين المقاطع اعجابا ..

أما الأسلوب فياليتني أجد رواية تتضمن مثيلا له .. فهو يسهب في الوصف البليغ لشكل الحجرات الشرقية القديمة وروعة الجارية ودلالها وهدوء يسار وجلاله .. لكأني أعيش بينهم أو أشاهدهم في التلفاز ..

أخيرا جمعت القصة بين التشويق والعاطفة ومايشبه التأريخ .. والأخيرة هي التي أثارت في نفسي الرغبة في وجود رواية على هذه الشاكلة .. اذ يندر أن تجدي قصصا تتحدث عن ذلك الزمان الغابر الا ان كانت تتحدث عن لندن وباريس .. أعني القصص المترجمة .. أما العربية ........... !!!! لقد أفهمتني هذه القصة معنى تعبير ( سحر الشرق )

أعرف أنك ستقولين انني مبالغة .. لكن هذا هو الشعور الذي يراودني الآن ..

أنتظرك بكل لهفة ..
فتاة اللغة العربية
فاصل
يقول سعد البواردي :
" الشرارة تتحول إلى شعلة ، لنكن حذرين مخاطر إحراقها قبل أن تتوسع فتلسع "
أم فروحة الأمورة
قصة مشوقة """""""""" تنفع تكون في ألف ليلة وليلة بس أتمنى ما تخلينا ننتظرك ألف ليلة
Raheel
Raheel
الحمد لله

فتاتي الغالية


مررت من هنا فهزتني العبارة ، و أذهلتني الإشارة......

فتذكرت قول الحق سبحانه: ( و لا تتبعوا خطوات الشيطان)

ثم طفت بخيال الأيام ......و تذكرت قول من قال.............


الدفع أسهل من الرفع

نتابع معك فلا تطيلي الغياب ، وفقك الله
فتاة اللغة العربية
نداء الروح

خرج يسار من بيته الذي يحاذي النهر قبل نداء الفجر ، وسار في طريقه إلى المسجد ، هذه صفحة جديدة قد انفتحت في سجل الوجود ، هذا يوم جديد ، إنه يستمع إليه ، وكأنه يتحدث حديث الروح للروح : أنا يوم جديد،وعلى عملك شهيد فتزود مني ، فإني لا أعود إلى يوم القيامة .كانت الريح باردة ، وشديدة ، تُمزِّق بعض الهدوء المخيِّم على الكون وقد أحاطت بالقمر دائرة بيضاء واسعة تحميه من هوج الرياح ، وانطفأت بعض الفوانيس ، وما بقي منها أخذ يعاني أنفاسه الأخيرة .
كان يسير ولسانه لا يفتر عن ذكر الله ... يشعر بجلال هذا المنظر وبرهبة تسري في كيانه؛ لأنه يذكِّره بالآخرة ، كلّ شيء في هذا الوقت يذكِّره بالآخرة ، حتى الحارس الذي انزوى في الركن القصي من الزقاق وقد التفّ بعباءته وكوَّم نفسه على دكة بيت القاضي ،البيوت الساكنة الساكتة ، والنوافذ المغلقة ، والشارع الصامت ... وترامى إلى سمعه من جهة النهر ، صوت فتى ركب زورقًا ، وراح يضرب بمجدافه ويغني غناء حزينًا تتجاوب أصداؤه مع أمواج النهر ، وتحمله الريح الباردة ، ويستمع إليه الكون في صمت خاشع . كان يردد على أوتار قلبه المعنى : " يا رب يا عالمًا بالسر يا ربي " يردد هذا الشطر كثيرًا ، ثم يتبعه بشطر آخر لم يتبين يسار من كلماته إلا الكلمة الأخيرة " ... ذنبي ".
ومضى يسار يستمع إلى حديث الفجر ، المُضمَّخ بأنفاس الآخرة ، وتعجَّب كيف ينام الناس في هذا الوقت ؟ كيف لم ينهضوا فيرتشفوا من سر الصباح حياة تعمر حياتهم ، ونورًا يضيء نفوسهم وحكمة تضعهم على باب الحقيقة الخالدة ، التي كتب عليها بمداد السماء { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى } .
في هذا السكون الشامل ، والمنظر الرهيب ، وصوت الفتى الحزين ، تذكَّر يسار حديث الشيخ عن الآخرة ، كان ينصت إليه بكل جوارحه ، والشيخ يصف الآخرة وصفًا كأنَّه رآها بعينيه ، كأنه اطَّلع على كل ما فيها ثم جاء يحدث ولسان حاله يقول : أنا النذير العريان . لم ير الشيخ يبكي في يوم من الأيام ، ولا يخرج عن حاله ، ولكنه كان يشعر من خلال صوته ، من اهتزاز نبراته ، من شدة تأثره ، كأن الدموع تنزل من قلبه ، كأنه يبكي بصمت ، أما هو الشاب المرهف الرقيق الحس ، الذي يتفجر قلبه بالعواطف فلا يستطيع أن يتمالك نفسه من البكاء .
كان حديث الشيخ يبدأ بعد صلاة الفجر ، وكان لا يزيد على دقائق معدودات يهزّ القلوب ، يملؤها ، ويحرك النفوس إلى طاعة الله ، إلى معرفة الطريق إلى الله ... هادئًا هدوء الفجر طريًا نديًا ، جميلاً جديدًا جادًا، لا يتكلف، ولا يأتي بالغريب ، ولا يذهب مذاهب الوعَّاظ والمعلمين. كانت كلماته تسري إلى نفوس مريديه فتنجذب إليه ، تهفو لسماعه وترغب في المزيد ، يود الواحد منهم لو يقول له : لا تتوقف يا شيخ ، لا تُنه حديثك ! ولكنهم لم يكونوا يقولونها ؛ لأنهم يعلمون أن الشيخ يرى أن ما حدَّثهم فيه الكفاية ، وسوف يواصل حديثه غدًا ، وفي مثل هذا الوقت .
لقد عاش يسار هذه المعاني الإيمانية ، وامتلأت بها نفسه ، ووقف على باب قلبه يرد عنه كل طارق غير الله ، فنشطت أعضاؤه إلى طاعة الله ، وازدانت نفسه بالإيمان ، الإيمان الذي يضيء القلب ، وينعش الروح ويخلع عنها أردية الكسل والخمول ، ويضفي عليها حلل البهجة والراحة والسرور .
وكانت قراءة الإمام ، وهو يؤم المصلين ، حزينة مترسِّلة ، وفي صوته رعشة تهز القلوب . وقناديل المسجد التي تنشر نورًا خافتًا دافئًا ، والجدران السميكة البيضاء ، والأعمدة الصاعدة الصامتة وكل حجر ...، كل شيء ، كل شيء ، كأن جبريل قد نزل في تلك الساعة يتلو بصوته الملائكي { إن قرآن الفجر كان مشهودًا} ... وبعد صلاة الفجر جلس الشيخ يتحدث ، بعد تلك الرحلة السماوية التي استمد فيها المصلون من السماء سببًا إلى السماء . جلس الشيخ يتحدث عن يوسف الصديق ، الفتى الذي ضرب مثلاً أعلى في الصبر عن المرأة المغرمة العاشقة الوَلْهى. وأخذ يصف ثباته وعِفَّته، وخشيته لله، ومراقبته له ، وتعبُّده وتصوُّنه . كان يتكلم بأسلوب القرآن الواضح البليغ ، وبعرضه التصويري البديع ، ... أنفاس الكتاب الكريم تعبق من أنفاسه ، وشذا السلف الصالح ونسيم ريَّاهم من نسيمه ، وكل مُريد يشعر أنه يوسف نفسه ...، ومما يزيد في تأثير حديث الشيخ ،مكانته في نفوس مريديه ، وسطوع حجته، ونبرات صوته ، وحسن إلقائه ، ومحكم إشاراته ، وكانت عيونه تنطق بالحب لكل واحدٍ منهم ، كان يشعر كل واحد بأنه يهتم به وحده ، دون غيره ، يهتمُّ بشؤونه وشجونه ، فتتفتح نفس المريد ، ويصارح الشيخ بما لم يصارح به أحدًا من الخلق ، والشيخ يصغي إليه ، ثم يشير عليه ، ويثبته ويرشده ، ويأخذ بيده ، يُعينه على مواصلة السير في قافلة الإيمان .


يتبع