من ينابيع سصورة الإخلاص....

ملتقى الإيمان

سورة تعدل ثلث القرآن

سورة صغيرة في عدد آياتها , عظيمة في معناها , حتى أنها تعدل ثلث القرآن .

إنها سورة الإخلاص .
بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4}

سورة تعدل ثلث القرآن

سورة صغيرة في عدد آياتها , عظيمة في معناها , حتى أنها تعدل ثلث القرآن . إنها سورة الإخلاص .

سبب نزولها :

عن أبي بن كعب – رضي الله عنه – قال : أن المشركين قالوا للنبي – صلى الله عليه وسلم – يا محمد أنسب لنا ربك . فأنزل الله – تعالى – قل هو الله أحد . )
حديث صحيح رواه الإمام أحمد .

فضلها :

وردت عدة أحاديث تبين فضلها منها :

- عن أنس – رضي الله عنه- قال : كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء , فكان كلما افتتح يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بقل هو الله أحد حتى يفرغ منها ثم كان يقرأ سورة أخرى معها , وكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمه أصحابه فقالوا : إنك تفتتح بهذه السورة ثم ترى أنها لا تجزئك حتى تقرأ بالأخرى فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى . فقال : ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتم . وكانوا يرون أنه من أفضلهم , وكرهوا أن يؤمهم غيره .

فلما أتاهم النبي – صلى الله عليه وسلم – أخبروه الخبر , فقال :

(( يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك ؟ وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة ؟ قال : إني أحبها , قال : حبك إياها أدخلك الجنة )) رواه البخاري .


- عن أبي سعيد –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه :
(( أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فشق ذلك عليهم وقالوا : أينا يطيق ذلك يا رسول الله ؟

فقال " قل هو الله أحد الله الصمد ثلث القرآن ) رواه البخاري .


- عن أبي هريرة قال : أقبلت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – فسمع رجلاً يقرأ قل هو الله أحد , فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : وجبت . قلت : وما وجبت ؟ قال : الجنة )) رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حسن صحيح .


- عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه - قال : لقيني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فابتدأني فأخذ بيدي فقال :( ( يا عقبة بن عامر ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت لم ينزل مثلهن في التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم ؟ قلت : بلى جعلني الله فداك , قال : فأقرأني قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس . ثم قال :

ياعقبة لا تنسهن ولا تبت ليلة حتى تقرأهن . )قال : فما نسيتهن منذ قال لا تنسهن , وما بت ليلة قط حتى أقرأهن .)) رواه الإمام أحمد وقال حديث حسن .


- عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : أن النبي – صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس . ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما من رأسه ووجهه وما أقبل من جسده , يفعل ذلك ثلاث مرات ) رواه أهل السنن .

معناها :

قل : أمر حاسم , يعني قلها قولاً جازما موقناً بما تقول .

هو الله أحد : المتفرد بالربوبية والوحدانية والملك , وما يتبعها من صفات حسنى وصفات على .

وكلمة أحد تدل في معناها على أنه لا قبله ولا بعده . وكلمة واحد تدل على أن هناك ما يليها . لذلك لا يقال أحد في الإثبات إلا لله تعالى .

الله الصمد : أي هو الذي يصمد إليه جميع الخلق في حوائجهم , لحاجتهم إليه في كل حال وغناه عنهم .

لم يلد ولم يولد : ليس له والد ولا ولد ولا صاحبة كما يقول المبطلون . وذلك لكماله سبحانه وغناه اللازم .

ولم يكن له كفواً أحد : أي لا يكافئه أحد لافي أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله – سبحانه –
لأنه معلوم عقلاً وقدراً أنه ما من شيء يولد إلا سيموت , وما من والد إلا سيموت ويورث من ولد . وهو سبحانه المتفرد بذلك ( ليس كمثله شيء) .

ومع ذلك يقول من أعمى الله بصائرهم عن الحق بأنه له صاحبة وله ولد – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً . ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (( قال الله عز وجل : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك , وشتمني ولم يكن له ذلك , فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني , وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته , وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد ))


ثمراتها الشرعية :

- عظم ثواب قارئها , فحيث هي تعدل ثلث القرآن , فثوابها سيكون عظيماً .

- وسيلة لنيل حب الله – تعالى – ومن أحبه الله رضي عنه , ومن رضي عنه نال سعادة الدنيا والآخرة .

- قراءتها توجب لقارئها الجنة . وذلك لا يكون بقرائتها المجردة عن طاعة الله في كل ما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر . بل لا بد لقارئها أن يكون من المخبتين لله .

- سبب لاستجابة الدعاء إذا دعي بما تضمنته من أسماء الله الحسنى , ودليل ذلك مارواه عبد الله بن بريدة عن أبيه – رضي الله عنه – أنه دخل مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المسجد , فإذا رجل يصلي يدعو يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهدك أن لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد , قال :

(( والذي نفسي بيده لقد سأله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب )) رواه أهل السنن , وقال الترمذي حسن غريب .

- من آيات الشفاء .

وقفات تدبر في السورة :

- إن الإيمان باسم الله ( الأحد ) أيماناً جازماً عقيدة وسلوكاً ومنهجاً في الحياة يخلص القلب من الشوائب ويغرس فيه الإخلاص .
فالله أحد لا شريك له , إذن لا أعبد غيره , ولا ألتجئ لسواه , ولا أدعو غيره , ولا أطلب أحد إلا هو , ولا أخاف من غيره , ولا أحب سواه , ولا أعلق القلب إلا به .
فمن وجد الله صدقاً واعتقاداً فماذا فقد , ومن فقد الله قلباً وقالباً فماذا وجد – ولو ملك الدنيا - .
- في السورة مناهج الحياة الحقيقية التي لا محيد لمخلوق عنها :

1- عبادة الله وحده لا شريك له .
2- لجوء القلب لله عز وجل وتعلقه به في كل شأن .
3- العمل لله وحده .
4- تلقي الأوامر من الله وحده .
5- طلب العون من الله وحده .
- في السنة كثير ما يقرن الرسول – صلى الله عليه وسلم – في قراءته بين سورتي الكافرون والإخلاص , كما في سنة الفجر , وسنة الوتر , وأذكار النوم .

لأن سورة الكافرون تقرر التبرؤ من المشركين وشركهم , الإخلاص تقرر العقيدة الخالصة لله تعالى . وهذا هو الطريق المستقيم .

- في السورة دعوة لكل مؤمن ليحقق الإيمان بأسماء الله الحسنى , ويتحقق ذلك بهذه الأمور :

1- معرفة الاسم .
2- معرفة معناه الشرعي وفق منهج القرآن والسنة .
3- تدبره , والوقوف على عظمة المسمى به . وهذا يؤدي إلى تعلق القلب به .
4- تعبد الله به , في جميع جوانب الحياة , فالعمل يكون وفق ما يتضمنه الاسم , والقول لا يخرج عن حدود معناه , وكذلك المشاعر .

وهذه الحال لا بد أن تكون مع جميع أسماء الله الحسنى على حد سواء .
- ( الصمد ) الذي يقصده جميع الخلق بحوائجهم , وهو الغني عنهم . فكيف بفقير مثلي ومثلك يغفل عن طاعة من محتاج له على الدوام ؟!
- الذرية في حياة المخلوقات صفة ضعف ونقص ملازمة لهم , لأن الإنسان يشعر بأنه يستمد قوته بالبقاء في ذريته التي تخلفه . وهذه القوة التي يستند عليها لا تنفعه إلا برحمة الله تعالى – لذلك الله غني عن الذرية لأنه القوي القادر – والعاقل من بني البشر من جعل ذريته في ميزان حسناته يوم يلقى ربه , وبذلك تكون فعلاً قوة حقيقية في حياته .

وختاما نسأل الله تعالى الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن يجعل إخلاصنا له صدقأً .
20
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ضماالوجدان
ضماالوجدان
جزاك الله خييييييير
كاذية الجنوب
كاذية الجنوب
فنيخه
فنيخه
جزاك الله خيرا
غلاي ريم
غلاي ريم
جزاك الله خير ياقمر..الله يوفقك
ربيع عرعر
ربيع عرعر
جزيتي الف خيرررررررررررررررر